إلى الأستاذ المهندس: عثمان ميرغني وجماعته: قل عاش نضال الحزب الشيوعي السوداني
كتب عثمان ميرغني في عموده اليومي بجريدة السوداني (الجمعة 1/2/2008 م) قولا فصيحا في ذم الحزب الشيوعي، على خلفية انعقاد مؤتمر المديرية يومي 25 و 26 يناير تلخيصه ووصف الحزب بتوقف الدماغ «السرية» تأنيب الشيوعيين على وما إلى ذلك، وقد سأل في كلمته عن ماهية الحزب الشيوعي، أهو حزب سياسي أم منظمة سرية؟ عقدة الحديث أن عثمان يعيب علينا حرفة العمل السري في زمان «التحول الديموقراطي»، وقد تأتى للحزب أن ينشئ دوراً ويصدر جريدة، ويتحدث باسمه ممثلون في البرلمان القائم.
أولا، المشهود من هامش في الحريات السياسية تحول متردد نحو «الديموقراطية» على شاكلة خطوة إلى الأمام خطوتان إلى الخلف، وليس انقلاب في ميزان السلطة، فمن ناحية موضوعية يظل الحزب الشيوعي وقاعدته الاجتماعية هدفا للقمع والتنكيل، والدليل منع ندواته ولياليه السياسية بأمر قوانين التحول «الديموقراطي» واستهداف عضويته بالاعتقال والمحاكمة حينا، بل وبالقتل حينا آخر، ومحاصرة جريدته «العلنية» بالبلاغات، حرقها حينما يستدعي الأمر ذلك.
ثانيا، إن السرية والعلنية حالان يتواتران على الحزب بفرض الواقع لا بالرغبة، ولا معنى لسؤال يخلط بين الماهية والحال. أما كون الحزب السياسي مجرد منبر للممارسة السياسية فتلك «بلاغة» تخالف الواقع. الحزب عندنا يعبر عن مصالح القوى الاجتماعية التي يسعى إلى تمثيلها، وقوامه التاريخي يستند إلى قدرته فرز هذه المصالح وتحويلها إلى برنامج سياسي والدفع بها حتى تحقق هيمنة في المجال العام. من هذا الباب يسعى الحزب الشيوعي السوداني بالدرجة الأولى إلى التعبير عن مصالح الطبقة العاملة السودانية والمتحالفين معها بالاستناد إلى الماركسية الوضاءة وما تفرعت منها من علوم التحرير الاجتماعي. علم عثمان بالسرية لا يعدو أن يكون جهلاً فالسرية حائط من تكتيك بين الحزب وأعدائه ليس بين الحزب وشعبه، وإلا فما شرح الحشود التي تراصت تستقبل قيادات الحزب وتسمع منها كأنما الغياب كان ساعة وليس أعواما متتالية، وما سر انضمام الشباب الغر إلى صفوف الحزب جيلا بعد جيل. الحزب يا عثمان كتاب مكشوف أمام طبقته وشعبه، وسر محفوظ بين الجوانح من غدر أعدائه.
ثالثا، الأهم أن عثمان وجماعته ما أصابتهم «الجرسة» إلا لنجاح السرية وليس فشلها، والمر في حلوقهم أن الحزب أفلح في عقد مؤتمر المديرية الذي جمع 300 من كوادره فما علموا من أمره شيئا حتى فاجأهم بيانه المنشور. هذا بينما تكبدوا عناءً شاقا لفتنة الشيوعيين فسربوا وثيقة «لقيطة» إلى صحف «تبع» عن نضالهم وبثوا المزاعم والشكوك أن «الشيوعي» مات وانطمر، وما المؤتمر إلا أساطير الأولين، وجهدوا لشق صفوف الحزب وفك رباطه بأكثر من وسيلة. لكن خاب سعيهم، فطائر الفينيق عصي على الحريق، كل موت عنده ولادة، ورماده مادة حياته. ليسلم ظن عثمان فالحزب الشيوعي راسخة جذوره في الشعب السوداني وفي الطبقة العاملة السودانية، وليس قوامه «حفل» اجتمع وانفض بقاعة أو تحت خيمة، لا يضيره ألا يراه عثمان ورهطه بل ينفعه. أما «مطر الشتا» فمعلومة جهته، يسألونك يومئذ عن منبر السودان والأغلبية الصامتة بين الحكومة والمعارضة، فمن يا ترى «المختفي»؟!
= = = = = = السودان لكل السودانيين المجد لشعب السودان ... المجد لأمة السودان
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة