ذكريات مورقة ... / خواطر ندية من احشاء الذاكرة

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-08-2024, 10:33 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2008م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-26-2008, 04:27 AM

مالك معاذ

تاريخ التسجيل: 01-15-2008
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
ذكريات مورقة ... / خواطر ندية من احشاء الذاكرة

    ﺫكريات مورقة خاطرة
    عزيزتي ...
    ... قطار حياتنا , يمضي قدما , حاملا في جوفه كل متناقضات الحياة , سلبياتها , وايجابياتها , و في قرارة نفسه يعرف , مصير كل من يحملهم , دون أن يبوح لهم بذلك ,والا اضحت الرحلة , خالية من كل متعة , واثارة , وهل يحلو السفر بدون أمل اللقاء , والشوق الحار ؟ لقاء الاحبة , والاهل والصحاب . وبناء عليه , يظل القاسم المشترك بين ركاب هدا القطار – أي نحن البشر – هو سلامة الوصول وما يصاحب ﺫلك من شوق وطموح , وكل ما هو جميل . هكذا حياتنا , عزيزتي الغالية , اﺫ لا خيط يربطنا بها , سوى الأمل والطموح . فاﺫا انقطع خيط امالنا فيها , فقدنا لذتها , وطعمها , وفقدنا كذلك الرغبة في البقاء , واختلطت علينا الأمور . وخلال مسيرة حياتنا ترغمنا الذكريات , بخيرها , وشرها , على التوقف في محطات معينة , توقفا يضبط ايقاع حياتنا , وينظم خطانا , من أجل مواصلة المشوار . ومن الناس من يتجرع من معين الذكريات كأسا , هي بمثابة البلسم الذي يجدد في عروقهم دماء الحياة , ليستأنفوا مشوارهم , بهمة ونشاط أكثر . ومنهم من يتجرع من الذكريات سماً زعافا , يعطل فيهم الاحساس بالحياة , ويقتل فيهم كل رغبة في البقاء . أرأيت عزيزتي كيف أن الذكريات , تلعب دورًا هامًا , في حياتنا , بحيث تعتبر " تيرومتر " أحاسيسنا وعواطفنا .وقديما قيل : ان الذكرى ناقوس يدق في عالم النسيان . فهلا اﺫنت لي لكي ندق معا ناقوس ﺫكرياتنا المورقة , قبل أن يقضي عليها صدأ الهجر والنسيان؟ أوتذكرين عزيزتي , عندما كنا أطفالا , في ريعان الزهور , نتغنى , ونمرح , بلا انقطاع, حيث لا هم يشغلنا , سوى اشباع رغباتنا الطفولية البريئة من بساتين الفرح والسرور , والارتواء لدرجة الثمالة من بحور السعادة , فلا يعكر صفو طفولتنا هم قاتل ولا حزن دفين . أوتذكرين عزيزتي كيف كنا نبني من الاحلام , جبالا من الامال الوردية , أرايت كيف كان اقبالنا نحو الحياة, حيث لا يعرف الخنوع , والتردد طريقا الى اصرارنا وتحدينا العنيد؟ أوتذكرين عزيزتي تلكم الامسيات البريئة في ارض المحنة بِمدني , وكيف كنا نؤجج ليالي الافراح , بالغناء والشدو الجميل ؟ ... عزيزتي الغالية . حينما أغمض عيني , مسترجعاً تلك اللحظات الملاح , أراك طفلة , يافعة , مقبلة على الحياة , بكل رغبة , واندفاع. أراك طفلة قد تجاوزت بسني عمرها القصار , اجيالا بحالها , وتطلعت , الى المستقبل بعينين لا تعرفان الحدود , ولا المسافات – هاتان العينان الواسعتان – اللتان كنت لا أمل ولا أتعب من النظر فيهما مليا , والارتواء من معينهما الذي لا ينضب
    .وحينما أندس في فراشي الموحش هنا , وأتدثر بظلام الشتاء الثقيل, ويلف السكون أرجاء كل شئ , اجدني استرق السمع , فيأتيني صوتك العذب , منسابا عبر السنين , وأنت ترددين : خاينة يا دنيا وفانية يادنيا /قلنا للقمرا سافري من بكرا / وختي في قلبك شتلة االذكرى . فتشنفين اﺫني بدقاتك الرائعة , على " الدلوكة " بتلكم الأنامل المموسقة, فيأتيني اللحن , رائعا , راقصا, مبددا ظلام اريزونا , محركا مشاعري ومدغدغا احاسيسي. وخلف الاطار ترقد ابتسامتك الموناليزية , التي ما تزال , قابعة في ثنايا ﺫاكرتي الخربة . عزيزتي... كانت انجم السماء ملء اكفنا , نلهوا بها كما نشاء . والشمس عند اصيلها مرآتنا ومسرانا . كانت الدنيا كتاباً ضخماً , مداده دموعنا , وقد استبد بنا الضحك , والمرح . حروفه حكاوينا البريئة , في ليالي سمرنا العامرة . كانت الدنيا ملكا لنا , أو هكذا اعتقدنا جازمين
    . كانت الحياة لا تعني شيئا بدوننا , او هكذا بدت لنا . آمنا وقتها , ايمانا لايقطعه الشك , بأن البشر كلهم ملائكة . ابتساماتهم وضحكاتهم , نابعة من مستودع الضحك , ليس الا . آمنا ايماناً مطلقاً , بأ ن مستقبلنا سيظل مفروشاً بالزهور والرياحين الى ما شاء الله . فلم يحو قاموسنا الطفولي , مصطلحات غريبة , كالأشواك , والخيانة , والكره
    والمعاناة والاحباط و لم يدر بخلدنا – ونحن مازلنا اطفالا بعد – بأن فراقاً ما سيحدث في هذه الحياة. فراق بين الاحبة والاخوان , وبين الاصدقاء , وبين الانداد , بل فراق للدنيا بأثرها.نعم عزيزتي الغالية ... هكذا أرتنا الدنيا , جانبها المشرق , وحجبت عنا , جانبها الآخر , القاتم , المظلم . وعلى حين غفلة منا , وبدون اية مقدمات , وقبل ان يرتد الطرف لكلينا , اختطفتنا دروب الحياة الوعرة , وتهنا في دهاليزها الموحشة ولسان حالنا يقول :
    ربما تجمعنا اقدارنا ذات يوم بعدما عز اللقاء
    فاذا انكر خل خله وتلاقينا لقاء الغرباء
    ومضى كل الى غايته لا تقل شئنا فان الحظ شاء










                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de