|
Re: المـيدان 2059 عدد جديد (Re: عمر ادريس محمد)
|
الاستاذ محمود محمد طه بقلم: كمال كرار في سبتمبر ١٩٨٣ عندما كانت المعارضة محتدمة ضد النظام المايوي..اعلن نميري حزمة قوانين فاشية جائرة هدفت للتنكيل بالمعارضين. اعلنت بعد ذلك حالة الطوارئ التي تشكلت بموجبها محاكم طوارئ تجلد ..وتسجن وتعدم في يوم واحد دون ان يكون للمتهم الحق في الدفاع القانوني المتعارف عليه. هدفت تلك المحاكم لتصفية المعارضة وتوطيد دعائم النظام المترنح آنذاك. عارض الاخوان الجمهوريين بزعامة الاستاذ محمود محمد طه ..قوانين سبتمبر ١٩٨٣ ،كما عارضتها معظم القوي السياسية والجماهيرية باستثناء الاتجاه الاسلامي وزعيمه حسن الترابي. في ديسمبر ١٩٨٤ ..اصدر الجمهوريون بياناً بعنوان هذا او الطوفان..طالبوا فيه بالغاء القوانين سيئة الذكر لانها شوهت الدين..وجلبت الفتنة وهددت وحدة البلاد. في ٥يناير ١٩٨٥ اعتقل الاستاذ محمود محمد طه وعدد اخر من الاخوان الجمهوريين. ١٩٨٥ قدم للمحاكمة مع اربعة من /١/ في يوم الاثنين ٧ رفاقه امام محكمة الطوارئ التي كان يرأسها انذاك حسن ابراهيم المهلاوي بتهمة معارضة السلطة. بكلمات قوية وشجاعة..قال امام المحكمة ان قوانين سبتمبر ١٩٨٣ مخالفة للشريعة وللاسلام وانها.. شوهتهما..كما انها وضعت واستغلت لارهاب الشعب وسوقه للاستكانة عن طريق اذلاله كما انها هددت وحدة البلاد ..وذكر ان قضاة المحاكم غير مؤهلين ..وانهم وضعوا انفسهم في خدمة السلطة التنفيذية لاذلال الشعب. ١٩٨٥ حكمت المحكمة ( العجيبة) بالاعدام علي /١/ في ٨ الاستاذ محمود محمد طه ..ورفاقه. ١٩٨٥ وكما هو متوقع ايدت محكمة /١/ في ١٥ الاستئناف برئاسة المكاشفي طه الكباشي الحكم بعد ان قامت بتحويل الاتهام والحكم من معارضة السلطة واثارة الكراهية الي الردة. علي الفور صادق نميري (اﻟﻤﺨلوع) علي الحكم . ١٩٨٥ ..خطا /١/ في العاشرة من صباح الجمعة ١٨ الاستاذ..اخر خطواته نحو المشنقة التي نصبت في باحة سجن كوبر..ابتسم ساخراً ومات بطلاً دون ان يتزحزح عن قناعاته. عرف النظام المايوي وسدنته سر تلك الابتسامة الساخرة.. بعد اقل من ثلاثة اشهر فاندلعت المظاهرات والاضرابات واطيح بهم في انتفاضة مشهورة. من المؤسف ان يلك القوانين الجائرة لم تلغ علي الفور بعد الانتفاضة ..ولم يحاكم اﻟﻤﺠرمون والقتلة. الهوس الديني..وتكفير المعارضين..والدولة الدينينة ادوات للقهر..والدكتاتورية..وتصفية الخصوم بدعاوي الحق الالهي..وهي نقائض للحرية والديمقراطية..كما انها تنهتك حقوق الانسان. والقضاء الرافل في ثوب السلطة يكرس الظلم لا العدالة.. رحل محمود بنظرته المتحدية..كما وصفت ذلك جوديت ميللر..الصحفية بمجلة نيويورك تايمز..والتي شهدت الاعدام متنكرة. يظل وهو شهيد الفكر خالداً في صفحات التاريخ الانساني البيضاء..ويقبع قاتلوه(وهم احياء لا زالوا) في مستنقعع الطغاة المأجورين. الحكام مهما علا شأنهم..هم بشر من لحم ودم يمكن ان يأتيهم الباطل من امامهم وخلفهم..وتحقق الشعوب امانيها وتطلعاتها رغم انفهم.
| |
|
|
|
|
|
|
|