قصة متوسطة ...
لا يستطيع المسافر عبر نيويورك عبر بصات القريى هاوند أن يتجاهل هذه الصفوف الطويلة الملتوية على بوابات البصات المرقمة ..والتى تتجه الى كل مدن أمريكا تقريبا... ان يتجاهل هذه المرأة السوداء التى تحكى عن أهل بيتها بقلب طيب. يكاد فى كل صف منهم، امرأة سودء متوسطة العمر تحكى عن ما قاله لها ابنها أو ابنتها يوم عيد ميلادها أو يوم الكريسماس أو رأس السنة. ولعلها الصدف التى تجعل فى كل صف رجلا من الشعوب الصفراء يستمع لتلك الحكاية وبنتين بيضاوتان تصغيان السمع من بعيد ...بينما ينادى كماسرة البصات على حلول موعد الرحلة ... كنت أنا ويسرى ابنتى نحمل امتعتنا الغريبة التى تتضمن آلة الايقاع "جمبيه" وثلاثة سيوف مربوطة فى كيس أخضر وشنطة كبيرة تحتوى على أزياء "عرائس النيل" نزحف فى هذه الصفوف كما يحدث دائما فى رحلاتنا الداخلية ...والتى غالبا وعندما ترانا "المرأة السوداء المتوسطة العمر" تتخلى عن حكايات أسرتها وتلاحقنا بالاسئلة: من أين نحن؟ وماذا نقدم؟ وسرعان ما ينتشر الخبر بين المسافرين ويقرر ثلاثة على الاقل منهم الذهاب الى العرض فى المساء لأنهم سيكونون هناك على كل حال. هكذا ظلت دعاياتنا تعمل ...وعندما يكون أحد المسافرين حاملا لكمبيوتر متحرك نقول له "شوفنا فى يوتيوب" ...ويتم لنا الاتصال التالى من حادثة عابرة كهذه ... فقد ظلت فرقتنا تعمل بلا منتج ولا وكيل طوال هذه التسعة أعوام ...ولم تتوقف. على الرغم من تبعثر البنات فى المدن المختلفة ..وقد وصلنا الى قرار التوقف عدة مرات ولكنها ظلت تمضى بالمد الذاتى ...وليس هناك فى العالم من يكون أكثر فرحا من البنات وأنا عندما نلتقى رواء الكواليس فى كل عرض. وفى هذا العرض الذى تم فى فيلادلفيا كان الوضع مختلفا، فقد كان وكيلنا الذى تحدث عنا فى اجتماع "المكتبة المركزية بفيلادلفيا" هو الصديق صديق عبد الهادى، المكتبة تحتفل سنويا بكتاب مميز. وهذا العام يحتفلون بكتاب The Lost Boys ...ويروى رحلتهم المدهشة ، وهم يعبرون سنين الطفولة واليفاع يتما ومسيا على الاقدام وعبر المعسكرات حتى انتهة بهم السفر الى أمريكا وبدأت مشارب حياتهم تتشكل فى المهجر. استقبلنا صديق بتلك البشاشة المعهودة فى أهل فيلادلفيا وهم يؤسسون لجالية ومركز سودانى لعشرات السنين ، تبادلنا ذكريات هذا المكان وبعدها بقليل كنا نبحث عن "فندك" ليخاوى الفندك الذى أحمله وذلك لأدخال غنا الفندك على مشهد "الخدامات" الذى هو جزء من رقصاتنا ومشاهدنا أصلا وقد ألهمنى بالفكرة بوست فتحه "كبر" هنا فى المنبر ...ووجتها فكرة مناسبة لأن تغنى البنات بالفندك بدلا من أن أصاحبهن بالايقاع من الخارج كما كان يحدث فى السابق. المهم بحث الفندق أودى بنا الى محل لبنانى كانت رائحة الثوم التى تنبعث من الطعام فيه لا تقاوم ...حملنا الطعام وتوجهنا الى بيت الصديقة "ايثار أبوطه" وضربنا الطعام ضربا عتيا ...وكانت السلفونات التى نحملها تقاطعنا " سيرين وصلت، سارة تسأل من المسرح ، ناهد اصلا فى البلد ، حسن مبارك ومحمد عركى رايحين ... هذه هى القصة ، محمد عركى ..ابن الفنان ابو عركى ...عزمته على العرض حتى أراه فهو غير انه ابن عركى فهو ابن عفاف الصادق صديقة عمرى وحبيبة قلبى ...ينادينى ماما وانادية حبيبى ...أردت أن أرى عيونه الحلوة ودعوته ليشاركنا العرض، حسن مبارك اصلا واحدا من المؤسسين للفرقة وهو ابن الشاعر مبارك حسن خليفة وتربطه نفس صلة الامومة بماجدة محمد على أم سارة وناهد يناديها ماما وتناديه حبيبى ، فصار منا. التقينا نحن والبنات فى كواليس المسرح وحدث ذلك الصراخ عند اللقيا، وتلك الاحضان والقبلات وبدأنا بسرعة نراجع المكان والبروفات والاضاءة والصوت والتوقيعات والمستندات وما شابه حتى بدأ العرض ..بدأنا بقليل قبل وضول حسن ومحمد عركى، وفى الرقصة الثانية حضر الاثنان...وهللت لهم وهلل لهم الحضور وانتظم العرض، وانتابتنى تلك الحالة من الانسجام والالتزام نحو العمل الفنى تماما كما الوطن الذى نقدم العروض من أجله والLost Boys واياقاعات السودان ورقصاته المختلفة وتسلسلت فقراتنا والصالة فى قمة التواصل معنا ...كل شخص أبدع كما لم يبدع من قبل ...ولكن مفاجأتى كانت محمد عركى، لقد قوطع بالتصفيق ثلاثة مرات، وحكيت لهم عنه وعن أبيه اسطورة الغناء السودانى وزيارته الاولى لأمريكا، لا حظت أن هذا العرض كان هو أول عرض لمحمد عركى على مسرح أمريكى .... حفاوة السودانيين بنا وكرمهم الجميل وعشاء مها زوجة الخاتم وبيت أيثار المريح الانيق ووقفة أقبال المرضى معنا خلف الكواليس وهى تنظم الدخول والخروج والازياء ...ويسرى بت صديق واقبال التى جاءت لتقابل صديقة عمرها يسرى بنتى وهى تلهث بهما فى منتصف الانشغال ، كل هذه الاشياء التى لا تنسى ...اجتمعت لتكلل هذا الحدث بحلاوة الذكرى ...لكنها أبدا ستظل حادثة اعتلاء محمد عركى لمسرح أمريكى لأول مرة ... كم أنا فخورة بك يا حمودى يا حبيبى ...وشكرا لك حسن مبارك بأن جعلت لقاءنا ممكنا ...ولا ينحصر فخرى عليك لأنه يمتد لعرائس النيل وهم يقاومن رياح الزمن بالبقاء ..ويقاومن قبح الحروب بالفن الجميل...ويمتد لكل سودانيى فيلادلفيا الذين كانوا سببا فى هذا العرض ونجاحه. شكرا لكم جميعا

[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1: << 1 >>

احدث عناوين سودانيز اون لاين الان

اراء حرة و مقالات	Latest Posts in English Forum
Articles and Views	اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases	اخبار و بيانات

الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة

About Us
Contact Us
About Sudanese Online

اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين

News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums

If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]