|
هل يأكل حزب الأمة "الفطيس"؟
|
بسم الله الرحمن الرحيم "زروق الحقيقة" هل يأكل حزب الأمة "الفطيس"؟
أبوهريرة زين العابدين عبد الحليم [email protected]
تمتليء الصحف هذه الأيام حتى اذنيها بضجيج مشاركة متوقعة من حزب الأمة في السلطة ولم يرد تأكيد او نفي قاطع من حزب الأمة وحتى يقفل الباب بل ترك الباب موارباً، وما يزيد الطين بلة هناك لقاءات متواصلة واجتماعات مع قيادات النظام مما جعل هناك مخاوف حقيقية من أن تعقد صفقة او يعقد اتفاق هش مثلما حدث في جيبوتي وبدون أن يكون هناك تأني وتشاور واسع وسط جماهير الحزب مما جعل عدد من الكوادر الحزبية يسنون اقلامهم من اجل الضغط في الاتجاه الذي يرون أنه الأفضل للحزب ولجماهير الحزب وفي اطار اننا ننتمي لحزب ديمقراطي.
المتابع لكيفية اتخاذ القرار في الحزب يستطيع أن يتنبأ بأن تحت الرماد وميض نار واخشى أن تلد نار النضال رماد خيبة اخرى تضاف لخيباتنا المتكررة، واخشى أيضاً أن نلدغ من جحر جيبوتي مرة اخرى فهذه كل مخاوفي، وهناك حالة خوف وسط بعض الكوادر المهتمة في أن نقوم بالاتفاق مع النظام وبعد ذلك نجد التبرير المناسب ونسكب الحروف. الجماهير لا تصدق اي كلام ولكن ما تصدقه هي الأفعال، الأفعال السابقة اثبتت انه يمكن أن تتخذ قرارات مصيرية وكبيرة وبشكل مفاجيء مثلما حدث في جيبوتي وبعد ذلك نبرر ونكتب ثم نكتب، هل تعلمنا من دروس جيبوتي ابداً. أرى ان يثبت الحزب على موقفه في معارضة النظام واذا انجز المؤتمر الجامع يمكن ان نشترك وندخل المفوضيات مثل مفوضية الدستور والانتخابات وغيرها ولكن اي اشتراك بشكل صوري في الجهاز التنفيذي سوف يوردنا مورد الهلاك السياسي وسوف يدخل في باب سيئاتنا ومهما كانت التبريرات.
هذه المسائل الكبيرة لا يمكن التعامل معها بشكل تكتيكي، كان يجب أن يكون ذلك كله موجود في كراسة استراتيجيتنا اذا كانت لدينا استراتيجية أو كراسة، فلو ثبتنا على خط الجهاد المدني من البداية واستطعنا ان نكون تنظيمات انتفاضية وسط القواعد والجهات الطليعية في الحزب وثبتنا وواصلنا كان الامر قد نضج وكنا انجزنا الانتفاضة ولكن مشكلتنا اننا نصاب بحالة "الدوران" السياسي فتحولنا للعمل العسكري الخارجي وبعدها رجعنا مرة اخرى وبدأنا المفاوضات وانشق الحزب ومرة اخرى نكرر الامر في المفاوضات مع النظام. هذا ما اعنيه بغياب الاستراتيجية، فالاستراتيجية دائما يكون التخطيط فيها لاكثر من خمسة سنوات بينما التكتيك اقل من خمسة سنوات، فالقيادة يجب ان تحرك الاحداث لا تترك الاحداث تحركها وفقا لاستراتيجية والتكتيك المعد سلفا، فالتكتيك يقبل التعديل والتقويم وفقا للاستراتيجية المرسومة سلفا. قلنا قبلاً إن المشاركة مع النظام هي كمن اكل "الفطيس" وحرمنا على انفسنا وعلى الغير اكل الميتة السياسية وما اهل لغير الانتخاب به والازلام والانصاب السياسية الإنقاذية. وقد صمدنا 18 سنة واتمنى وادعو استنهض همم الجميع في ان نضغط من اجل ان نصمد حتى ندخل السلطة عن طريق الانتخابات، فاذا كانت هناك مشاركة يجب أن تكون في المفوضيات فقط ويجب أن نبعد عن "الفطيس" السياسي.
أرى مقدمات تحليل "الفطيس" وتلك هي المشكلة، المقدمات، وسوف تتبعها افعال لا نعلم تفاصيل تفاصيلها ولكن من التصريحات يتضح أن هناك "فطيس" ما يطبخ وكالعادة رائحة اللحم الفطيس كريهة وتحتاج لكمية كبيرة من البهارات وحتى تغير الرائحة الكريهة برائحة طيبة، فالبهارات السياسية تملأ الصحف هذه الأيام. اعتقد من واجبنا كاعضاء في هذا الحزب أن نستبق القرارات السياسية التي نرى أنها تضر بمصالح اهلنا ونقوم بدور التوعية المطلوبة فإذا كانت النتيجة أن الامر مجرد ارهاصات فخير، واذا كان الموضوع جاد نكون قد قمنا بدورنا وربما نساعد في تغيير اتجاهات بعض افراد القيادة وهذا هو دور الحزب الديمقراطي ودور الكوادر التي آمنت بالانضمام للحزب وبدون أن نتهم أو نخون احد أو يتهمنا أو يخوننا أحد، وهناك كراهة وكراهية للصيغ الجاهزة المعلبة في التخوين بمجرد ابداء الناس وجهات نظر مختلفة وهذه صيغ مرفوضة في الحوار. أيضاً الدفاع عن الحزب ليس بالحماس الخاوي وانما بنهج معرفي وبالوعي وبالتحليل السليم. فالحماس الجاهل يضر الحزب ولا يصلحه باي حال من الاحوال وهذا هو سبب تعثر خطواتنا في كثير من الاحيان. اللهم ابعدنا وابعد عنا الحماس مع الجهل، والجهل مع الحماس، والحماس الجاهل، وجاهل الحماس. فكل ما نقوم به هو أن نحمل عصا ما نعتقد انه الصحيح ونهش بها على ما نعتقد انه خطأ، و"رأينا صواب يحتمل الخطأ ورأي غيرنا خطأ يحتمل الصواب" او كما قيل وهكذا يكون الحوار بالكلمات.
في الختام اتمنى وادعو الا يأكل حزب الأمة "الفطيس" السياسي الذي حرمناه على انفسنا وعلى غيرنا، ويمكن أن نواصل التفاوض مع النظام من اجل تحقيق التحول الديمقراطي هدفنا الاستراتيجي ونبني تنظيماتنا ونتحاور مع كل القوى السياسية من اجل تحقيق ذلك. فإذا كانت هناك مشاركة يجب أن تكون في المفوضيات مثل مفوضية الدستور ومفوضية الإنتخابات وغيرها اما أن نشترك في شواء لحم فطيس سياسي واكل الحرام السياسي فهذا ما لا اريده لحزبنا، اللهم ارزقنا الحلال السياسي وسهل لنا اتباعه، وابعد عنا الحرام السياسي، وجنبنا اتباعه.
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
هل يأكل حزب الأمة "الفطيس"؟ | ابوهريرة زين العابدين | 01-14-08, 03:52 AM |
Re: هل يأكل حزب الأمة "الفطيس"؟ | Mohamed Doudi | 01-14-08, 04:50 AM |
Re: هل يأكل حزب الأمة "الفطيس"؟ | Abdel Aati | 01-14-08, 10:32 PM |
Re: هل يأكل حزب الأمة "الفطيس"؟ | العوض المسلمي | 01-14-08, 05:55 AM |
Re: هل يأكل حزب الأمة "الفطيس"؟ | محمد الأمين موسى | 01-14-08, 06:50 AM |
Re: هل يأكل حزب الأمة "الفطيس"؟ | نادر | 01-14-08, 08:40 AM |
Re: هل يأكل حزب الأمة "الفطيس"؟ | ابوهريرة زين العابدين | 01-14-08, 01:25 PM |
Re: هل يأكل حزب الأمة "الفطيس"؟ | ابوهريرة زين العابدين | 01-14-08, 04:50 PM |
Re: هل يأكل حزب الأمة "الفطيس"؟ | waw | 01-14-08, 05:21 PM |
Re: هل يأكل حزب الأمة "الفطيس"؟ | Abdel Aati | 01-14-08, 06:30 PM |
Re: هل يأكل حزب الأمة "الفطيس"؟ | ابوهريرة زين العابدين | 01-14-08, 10:24 PM |
Re: هل يأكل حزب الأمة "الفطيس"؟ | Elawad | 01-14-08, 10:53 PM |
Re: هل يأكل حزب الأمة "الفطيس"؟ | Abdel Aati | 01-15-08, 00:46 AM |
Re: هل يأكل حزب الأمة "الفطيس"؟ | ابوهريرة زين العابدين | 01-15-08, 01:18 PM |
Re: هل يأكل حزب الأمة "الفطيس"؟ | Tragie Mustafa | 01-15-08, 03:43 PM |
Re: هل يأكل حزب الأمة "الفطيس"؟ | ابوهريرة زين العابدين | 01-15-08, 04:51 PM |
|
|
|