|
يوم للتسوق ...!!
|
** ما علينا من حال كان يجب أن يحفزنا على العمل مدار الأسبوع بما فيه الجمعة ، ولكن الحكومة وكأنها تحكم ديار السخاء والرخاء تتجه بالشعب الى حيث يصبح السبت أيضا عطلة رسمية ،لتصبح أيام العطلة هى الجمعة والسبت ونصف الخميس ، فالخميس ليس بيوم عمل مكتمل في الثقافة السودانية ، والحكومة تعرف ذلك ، ولذلك تم قتل عمل يوم الخميس فى مؤسسات الدولة بشعارات لا تسمن ولا تنتج ،أحيانا يسمى باليوم الادارى حيث فيه ترفض المؤسسات والمرافق - ذات الصلة بالتعامل المباشر مع حاجة المواطن - استقبال طلبات الناس وقضاء حوائجهم ، ويتم الرفض بحجة أن اليوم مخصص للعمل الادارى وكأن هذا النوع من العمل ليس بذات جدوى في بقية أيام الأسبوع ، أو كأن العمل الادارى يتناقض مع العمل التنفيذي المباشر مع الجمهور، ثم مؤخرا مع مسمى اليوم الاداري جاءت الحكومة ببدعة أسمتها بيوم الخدمة ،حيث يختارون خميسا كل شهر ينصبون فيه خيمتهم في فناء الوزارات والمرافق ويحتشدون تحتها ليأتي السيد الوزير - أو السيد المدير- فيحدثهم عن قيمة العمل في حياة الانسان ثم يترجل فاسحا المجال لفاصل من المدائح النبوية والأناشيد الوطنية ، كل هذا يتم أثناء ساعات العمل المجمدة والمهدرة يوم الخميس ، وها هو السبت يكاد أن يلحق بالخميس ...!! ** فالغرب الذي بعطلة يوم سبته نتباهى لم يستيقظ فجأة - مثل سادتنا - من نومه ليخصص ذاك اليوم يوما لعطلة رسمية ، مثل هذه الأمور هناك ليست من سفاسف الأمور التي تخترعها عبقرية سياسية بقرارمجلس تشريعي ولائي ثم تعممها في البلاد .. لا .. هى ليست بتلك العفوية التى تستمد قرارها من فكرة اللحظة التى من شاكلة « ياخى ماتجو نعمل السبت اجازة .!» .. ما تنوى اليه ولاية الخرطوم يجب أن يخضع لدراسة شاملة يشارك فيها كل الخبراء بمختلف مجالاتهم ، بحيث تحدد المكاسب والخسائر، وعلى الدولة أن تتعظ من تجربة البكور التي تبرأ منها حتى مبتكرها عصام الصديق .. فشلت التجربة لأنها جاءت عفو خاطر لمستشار في رئاسة الجمهورية ، ثم أراد أن يلزم بها الجميع ولكن لم ينجح ولم تنجح فكرته ، فذهبت الى سلة التجارب الفاشلة ، فتلك هى المكان المناسب للأفكارالتى لا تلامس واقع حياة الناس .. وعطلة السبت التى تلوح بها ولاية الخرطوم أيضا هى أيضا لا تزال نتاج « عفو خاطر » .. يجب دراستها ، خاصة وأن المكاسب التى ذكرها البعض لا ترتقي لمرتبة المكاسب .. ونقرأ معا ايجابيات عطلة السبت كما جاءت على لسان أحد دعاتها .. حيث يقول الدكتور بابكر محمد التوم « تقليص الأيام سيساعد على اداء بقية الأيام بفعالية ..وسيساعد العامل السودانى في اداء عمله بلا هموم بعد الفراغ من كافة واجباته الاجتماعية يومى الجمعة والسبت .. وسيؤدى الى حركة الترحيل وتوفير الطاقة في المكاتب وتحسين البيئة » .. هكذا يتحدث أحد دعاة عطلة السبت وهو من مشاهير الدولة .. فبالله عليكم سادتى أين المكاسب ..؟.. يتحدث وكأن الغاية هى ازالة هموم الواجبات الاجتماعية عن الناس ، وكأن هموم تلك الواجبات التى تعرقل العمال عن آداء اعمالهم بفاعلية .. ونأمل الا يكون آداء الواجبات الاجتماعية هو القاعدة الاساسية التى شيدت عليها ولاية الخرطوم فكرة تعطيل مصالح الناس والبلاد يوم السبت من كل أسبوع ..!! ** ومايرونه مكسبا أخر من مكاسب عطلة السبت جاء على لسان الامين العام لغرفة تجار القطاعي بولاية الخرطوم ، حيث يزعم بأن العاملين سوف يخصصون يوم السبت للتسوق بعد راحة يوم الجمعة .. لم اتوقف عند يوم الراحة ولكن تجمدت عند يوم التسوق ، فالسيد الأمين ربما يظن بأن الشعب هو فقط من يرتاد غرفته التجارية ولذا يخصص له يوما كاملا للتسوق .. « في عفراء مثلا » .. !! ** حسنا ، فليكن الجمعة للراحة والسبت للتسوق ، وقريبا الأحد للسباحة ، ولا نمانع تخصيص الاثنين والثلاثاء للسياحة الداخلية .. لا نمانع بأن يكون العمل يوم الأربعاء فقط من كل أسبوع .. خاصة وأن الجنيه السوداني - بفضل عبقريتكم الاقتصادية - أصبح يعادل ألفي دولار ...!!
|
|
|
|
|
|
|
|
|