|
هؤلاء الساسة القادمين من خرائب التاريخ قد استفزونا بهذا الخطاب المتعالي: هل انت منهم؟
|
من صحيفة صوت الأمة بسم الله الرحمن الرحيم "زورق الحقيقة" في نقد الخطاب السياسي
أبوهريرة زين العابدين عبد الحليم
الخطاب الذي نتوقعه من أحزابنا أن يكون مربوط ومعبر عن قضايا المواطنين بتنوعها، لا خطاب يعبر عن قضايا لا علاقة لها من قريب أو بعيد بقضاياهم. السياسي المثقف أو المثقف السياسي عليه أن يترجم تطلعات الجماهير التي آمنت بفكر الحزب وبخطه إلى برامج عملية، يحمل احلامهم وامالهم ويترجمها إلى خطاب سياسي يعبر عنهم، يسكرهم بحقيقة واقعهم وواقع حقيقتهم لا يحلق بهم في سماوات قضايا لا يفهمونها ولا تؤثر عليهم ولا على واقعهم لا من قريب ولا من بعيد. هذه بعض اشكاليات الطرح الفكري والسياسي هذه الأيام التي عليها غبرة، حيث اصبح بعض الطرح عبارة عن "اغتراب" سياسي وترف فكري يعبر عن رغبة "البعض" الحزبي لا "الكل" الحزبي الذي يتمثل في الجماهير. حالة "البعض" الحزبي هذه تحتاج إلى تشريح عميق، يسبر غور الخطاب المتعالي وتعالي الخطاب السياسي الذي يحبط الجماهير. فعندما تخرج الجماهير، اي جماهير لتستمع للخطاب السياسي يكون في بالها في البدء والمنتهى أن تسمع ما يسر خاطرها ويعبر عن اشواقها وتطلعاتها، عندها سوف تهتف بحياة هذا القائد وتمنحه "روحها"، وهذا درس التاريخ لمن يقرأون روح التاريخ لا قشوره وحوادثه السطحية. كان في الماضي من غير المسموح به نقد الخطب سواء التي كانت في مناسبات دينية او سياسية دينية وكان بعض الائمة يقرأون من الكتب الصفراء ويدعون للسلطان عبد الحميد بطول العمر ودوام الصحة والعافية ولا يعلمون أن امره انقضى ودهره فات، وكان واجب علينا ان نستمع ونحي الامام تحية خاصة بعد صلاة الجمعة. لكنه اتى علينا حين من الدهر فقد تغير كل شيء من حولنا، تحركت الاشياء ولم تعد هي هي، لذلك وجب علينا نقد الخطاب في شكله الديني السياسي او محتواه السياسي الإجتماعي. لذلك عندما يكون هناك "نداء" لا تعيره الجماهير اي اهتمام وذلك نتيجة لأن الأمر "فوقي" يعبر عن رغبة السياسي الذي اطلق الخطاب ومن بنات افكاره ولكنه ليس من هذه الجماهير وقضاياها لذلك تكون الجماهير جثة هامدة لا تحسبها تتحرك ابداً وتواصل نومها إلى أن يأتي من يفهمها ويفك طلاسم حيرتها وبعد ذلك نشتكي لماذا لا يخرج الشعب؟ ولماذا يخرج الشعب اذا لم يجد من يقنعه بخطاب يعبر عن قضاياه والامر غاية في البساطة. لذلك من الضروري مراجعة خطابنا السياسي والبحث عن مشاكل الجماهير وترجمتها في شكل خطاب سياسي وبرامج وسياسات تدغدع مشاعرها ويجعلها تصحو من نوم القرون ولكن هؤلاء السياسيين القادمين من "خرائب التاريخ" وتاريخ "الخرائب" والاثنيات والأسريات لا يفقهون ذلك. الم تر كيف تناستهم الجماهير نداء بعد نداء وتوجيه بعد توجيه فكأنها لا تسمع ولا تبصر خطابهم المتعالي. لقد توصلت إلى قناعة إذا لم يعش السياسي القائد القضايا بنفسه ومنذ يفاعته وخاض معارك المعيشة والحياة وتعلم منها فمن الصعب عليه أن يستطيع التعبير عن تلك المشاكل، وهنا يأتي خطابه يعبر عن فضاءه هو لا فضاء الجماهير، مشاكله هو التي في عقله لا مشاكل الجماهير التي في عقولها وفي واقعها، فيأتي الخطاب بعيد عن الواقع، خطاب نرجسي يعبر عن قضايا نرجسية تشبه هو لا الجماهير ومشاكلها. كيف نحل عقدة ذلك في ظل الافكار المصدرة والمعلبة كالساردين، كيف نجعل خطاب الأحزاب يعبر عن جماهير الأحزاب وحتى تتجاوب الجماهير مع "النداء" من اجل الخروج في تظاهرة أو انتفاضة وحتى تكون تحت رهن اشارة السياسي لا السياسيوي "المغترب" بفكره وعقله، فخطابه يلوذ بالخارج وقضاياه ومشاكله بدلاً من "الداخل" وتعقيداته يبحث عن المشكلة في "ظلها" لا فيها هي، فهو يعيش نوع من الهروب إلى الأمام. يحتاج خطابنا السياسي إلى "تبيئة" اي جعله يعبر عن بيئتنا ومشاكلها، أن يكون "محلي" بقدر ما تعني كلمة محلي من معنى ونوع المشاكل، وعالمي في حالة كونه استند على المحلي في عالميته، بمعنى إذا كان هناك مؤتمر يعبر عن قضايا نازحين أو مزارعين وسوف يجلب لهم دعم من بعض المنظمات فهذا عمل "دولي" استند على المحلي واصبح مربوط بقضايا الجماهير ويمكن أن نضيفه في خطابنا ونذكره لهم. اي شيء غير ذلك فسوف يكون خصماً على السياسي وسوف يضحك الشعب عليه وبأنه في وادي والجماهير في وادي الفيضانات والحميات والنزوح وفشل زراعتها بينما السياسيوي المتنطع يتكلم عن مشاكله النرجسية، وتضيع الحقيقة في النصف وتكون هناك حالة انفصام بين الجماهير و "المعبر" عن الخطاب نيابة عنها وعندها نكون بازءا أزمة خطاب وخطاب أزمة حقيقية خلقها السياسيوي الذي لا يستطيع أن يعبر قضايا جماهيره بينما السياسي الحقيقي هو الذي يستطيع أن يقوم بذلك. الخطاب السياسي لم يعد مجرد اوهام وتنطعات خاوية وكلمات كبيرة خالية المضمون جميلة الشكل والمظهر وابيات شعر محفوظة لكل من له عقل، لقد اصبح في عالم اليوم يستند إلى رؤى حقيقية تفصل إلى برامج وسياسات تعبر عن شرائح المجتمع ومن ثم يجد هذا النوع من الخطاب التجاوب من الجماهير وتخرج الجماهير وتسلم روحها للقائد الزعيم والزعيم القائد. اما الخطاب الذي يخرج من عقل السياسي المعزول بخطابه عن جماهيره، و الذي يجعله ينتشي وذلك بعد "طبطبة" صغار أفندية السياسة الذين حوله وتصوير كل حرف يكتبه بأنه الكل المعرفي الذي استند على كل شيء واوفي كل شيء عددا فإنه لأمر خطير. أيها الساسة امنحوا الشعب خطاب ينبع من مشاكله يمنحكم الشعب روحه ويتجاوب معكم.
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
هؤلاء الساسة القادمين من خرائب التاريخ قد استفزونا بهذا الخطاب المتعالي: هل انت منهم؟ | ابوهريرة زين العابدين | 01-04-08, 01:41 AM |
Re: هؤلاء الساسة القادمين من خرائب التاريخ قد استفزونا بهذا الخطاب المتعالي: هل انت منهم؟ | ابوهريرة زين العابدين | 01-04-08, 02:53 AM |
Re: هؤلاء الساسة القادمين من خرائب التاريخ قد استفزونا بهذا الخطاب المتعالي: هل انت منهم؟ | ابوهريرة زين العابدين | 01-04-08, 01:26 PM |
Re: هؤلاء الساسة القادمين من خرائب التاريخ قد استفزونا بهذا الخطاب المتعالي: هل انت منهم؟ | lana mahdi | 01-04-08, 04:57 PM |
Re: هؤلاء الساسة القادمين من خرائب التاريخ قد استفزونا بهذا الخطاب المتعالي: هل انت منهم؟ | ابوهريرة زين العابدين | 01-04-08, 07:03 PM |
Re: هؤلاء الساسة القادمين من خرائب التاريخ قد استفزونا بهذا الخطاب المتعالي: هل انت منهم؟ | ابوهريرة زين العابدين | 01-04-08, 09:44 PM |
Re: هؤلاء الساسة القادمين من خرائب التاريخ قد استفزونا بهذا الخطاب المتعالي: هل انت منهم؟ | Shams eldin Alsanosi | 01-04-08, 10:13 PM |
Re: هؤلاء الساسة القادمين من خرائب التاريخ قد استفزونا بهذا الخطاب المتعالي: هل انت منهم؟ | ابوهريرة زين العابدين | 01-04-08, 10:45 PM |
Re: هؤلاء الساسة القادمين من خرائب التاريخ قد استفزونا بهذا الخطاب المتعالي: هل انت منهم؟ | ابوهريرة زين العابدين | 01-05-08, 02:43 AM |
Re: هؤلاء الساسة القادمين من خرائب التاريخ قد استفزونا بهذا الخطاب المتعالي: هل انت منهم؟ | ابوهريرة زين العابدين | 01-05-08, 05:34 PM |
|
|
|