بيان سودان المهجر بحزب الأمة القومي حول أحداث ابي يي

[qb]
بسم الله الرحمن الرحيم
حزب الأمة القومي-دائرة سودان المهجر
بيان حول أحداث ابي يي
قال تعالى ( يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم)
الإخوة و الأخوات الأحباب

التحية لكم في الأول من يناير الذي يصادف الذكرى الثانية و الخمسين لاستقلال السودان ذاك الاستقلال الذي حالت الديكتاتوريات المتعاقبة على السودان بين بني الوطن و بين أن يكون استقلالاً حقيقياً و سيادة بحق.

تجيء ذكرى الاستقلال هذا العام ومنطقة ابي يي تقطر دماً بعد الاعتداء الغاشم الذي وقع على أبناء قبيلة المسيرية فراح ضحيته 46 بينما جرح 25 تتراوح أعمارهم بين 14 و 20 عاماً بعد تلكؤ أطراف ما يسمى بحكومة الوحدة الوطنية –الفاعلون و الديكوريون- في تنفيذ اتفاق نيفاشا ذلك الاتفاق الذي نبه حزب الأمة القومي أن من عيوبه مسألة ابي يي حين قال حزب الأمة القومي باكراً إن ابي يي سوف تصبح وفق ذاك الاتفاق الخديج كشمير أخرى.

في الواحد والعشرين من شهر ديسمبر الجاري منعت الحركة الشعبية رعاة من أبناء المسيرية العبور إلى مناطق الرعي التقليدي حول بحر العرب في موسم النشوق الشهير، واندلع إثر ذلك اقتتال غير متكافئ بين الرعاة وبين معسكرات مدججة بالأسلحة الثقيلة وتتبع للحركة الشعبية وتساقط على الفور ضحايا أبرياء من الجانبين وبالطبع كان الضرر على المسيرية الأكبر ومع ذلك لا تزال حشود الحركة الشعبية تتدافع مع تجاهل تام من الحكومة السودانية للمأساة الإنسانية ولما يجري مثلما لم تنهض الحركة الشعبية بمسئوليتها الإنسانية أو بلجم رعاياها.

الإخوة و الأخوات الأحباب
منطقة رعي المسيرية المعروفة بأبي يي تبلغ مساحتها حوالي 25000كيلومتراً مربعاً وتمتد من الحدود الشمالية لبحر الغزال إلى خط العرض 11.50شمالا وكانت تاريخياً ولا تزال منطقة للرعي بين المسيرية ودينكا نقوك وهي تقع في حدود شمال السودان، ولذلك حادثة منع الرعي فيها أيا كان المصدر تعد سابقة خطيرة؛ سابقة تقطع مسيرة عظيمة من التعايش السلمي المتفرد بين الجماعتين، مسيرة بدأت قبيل مقابلة السلطان أروب بيونق جد السلطان دينق مجوك للإمام المهدي في قدير والتي أشار إليها د. فرانسيس دينق بقوله: "جدي الأكبر الزعيم أروب بيونق قابل المهدي وبايعه وأطلق سراح جنوبيين كانوا قد أخذوا كعبيد وعاد بهم إلى ابي يي وأسكنهم في مكان أصبح يعرف باسم متروك ودعا زعماء جنوبيين ليحضروا ويحددوا رعاياهم ويعودوا بهم إلى وطنهم".

علاقة المسيرية إذن بدينكا ماريق أو نقوك قديمة وعتيقة والتعايش التاريخي بينهما ليس رعي فحسب بل بدأ بمؤاخاة تاريخية بين المسيرية والدينكا على الطريقة العربية الإسلامية وكان تاريخ تلك المؤاخاة يدحض المغالطات الحالية لأنه يعود لما قبل ضم مديرية بحر الغزال إلى شمال السودان حيث ضمت بحر الغزال التي كانوا يسكنها دينكا نقوك عام 1902م أي بعد أربع سنوات من تقسيم السودان الحالي إلى مديرياته الست وعندما أنشئت المديرية وصارت بحر الغزال مقننة الحدود سارع الناظر نمر علي الجلة والسلطان كوال أروب إلى تحويل المؤاخاة التاريخية الأهلية المهدوية إلى ميثاق مكتوب ابرم ووقع عليه عام 1905م وبموجبه سمح لدينكا نجوك أو ماريق عبور بحر العرب واختيار الاستقرار رسميا إن شاءوا في قرية أبي يي وهكذا سمحت تلك المؤاخاة للدينكا نقوك بالهجرة إلى منطقة مستقرة (شمالا)حيث أنهم كانوا على عداء مع عشيرة دينكاوية في بحر الغزال حتى أن مفتش المركز السيد ديبوي ذكر في تقريره لعام 1920-1921(أن ميثاق الإخاء بين المسيرية والدينكا نتج عنه مزيد من هجرة دينكا نقوك إلى ابي يي).

كان لكياننا وحزبنا دوراً كبيراً في رعاية هذا التعايش المستلهم من تراثنا المهدوي التاريخي الذي من نماذجه جزيرة أبا والعباسية والموردة والمهدية ومدن تاريخية أخرى حيث تتعايش الأعراق وتتحاور الأرحام بالتزاوج والاختلاط والانصهار لتتسع حلقات الانتماء وتسمو بإنسان الوطن وبالوطن نفسه.

إن منع الرعاة من الرعي لا يعني إلا أن بضدها تتبين الأشياء فبينما يسعى حزبنا لجمع الأعراق وصهرها تحاول بعض القوى السياسية استقطاب الأعراق ضد بعضها البعض استقطاباً وصل لمرحلة الاستئصال وإعلان الحرب على مكونات السودان؛ حرب على الوجود البشري وعلى دخولهم ومواشيهم وعلى انتماء الناس لأرض الجدود؛ فالاقتتال الجاري الآن هو نتاج سياسة استقطاب واستئصال مدروسين وهدفها إفراغ بعض مناطق من سكانها وإنسانها وتصفية التعايش التاريخي فيها.

الإخوة و الأخوات الأحباب
إننا في دائرة سودان المهجر بحزب الأمة القومي نشجب هذه الأساليب والسياسات كما نجدد رفضنا لتقرير الخبراء الأجانب حول ترسيم الحدود في منطقة ابي يي ونناشد أهلنا المسيرية وأهلنا دينكا نقوك بعدم الانجرار خلف مخططات خبيثة قد تستهدف وجودهما ومن المؤكد استهدافها لعلائقهما التاريخية ونناشدهما وقف التصعيد الجاري وتفويت الفرصة على أعدائهما وأعداء الوطن ونلتمس من العقلاء والقيادات الأهلية الشرعية السعي الحثيث باحتواء الموقف واستئناف العلاقة التاريخية المتميزة مع إثبات أحقية كل طرف في مساواة كاملة في الحقوق والواجبات الوطنية وفي الثروة والسلطة وإدارة المنطقة، مثلما نناشد كافة القوى السياسية السودانية استشعار حساسية الموقف وخطورته والأضرار المترتبة عليه ونطالب بالإسراع في دراسة مشكلة منطقة أبي يي والمساهمة في حلها في إطار قومي سوداني عادل.

الناطق الرسمي/أمانة الإعلام والاتصال
دائرة سودان المهجر
حزب الأمة القومي
1يناير2008م

[/qb]

(عدل بواسطة lana mahdi on 01-01-2008, 12:25 PM)