المثقف السوداني

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-18-2024, 02:00 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2008م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-01-2008, 11:52 AM

نهال كرار

تاريخ التسجيل: 01-16-2005
مجموع المشاركات: 3337

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المثقف السوداني (Re: نهال كرار)

    الـجــهـر بـالـحــقــيــقـة

    مـحـمـد عـلـي الاتـاسـي


    المثقف العام


    كثيرة هي الكتب التي تتناول المثقف ودوره، لكن ما يميز "صور المثقف" لادوارد سعيد ان الثقافات والبلدان والازمنة تلتقي جميعها في هذا الكتاب لتقدم لنا مقاربة شاملة، لا تتردد في ان تدخل في حوار معمق مع مختلف النظريات والتعريفات التي تتناول فئة المثقفين، ولتحاول ان تلخص رؤية أحد أهم مثقفي القرن العشرين لمكانة المثقف ودوره.

    عندما عرضت آن وايندر من هيئة الاذاعة البريطانية على ادوارد سعيد ان يقدم سلسلة محاضرات "ريث" العريقة لعام ،1993 والتي افتتح برتراند راسل سلسلتها في العام ،1948 كان البروفسور سعيد في بداية معاناته مع مرض السرطان، ولكنه كان في أوج عطائه الفكري وفتوحاته العلمية ومعاركه السياسية.

    حتى ذلك الوقت لم يكن سبق لاستاذ الادب المقارن في جامعة كولومبيا ان تناول المثقف ودوره بالبحث والتحليل المعمق، وإن لم يكف منذ أمد طويل عن ممارسة دوره كمثقف نقدي لا يكتفي بمزاولة مهنته الاكاديمية كباحث واستاذ محاضر، بل يوظف معارفه وثقله الرمزي في إبداء الرأي في الشأن العام واتخاذ المواقف السياسية الجريئة والمكلفة. من هنا فإن سلسلة هذه المحاضرات التي ظهرت في ما بعد في كتاب بعنوان Representations of the intellectual تنبع اهميتها ليس فقط من كون صاحبها ذا معرفة موسوعية نادرة ومنهج علمي صارم واطلاع عميق على تجارب المثقفين ومعاركهم في مختلف بلدان العالم، ولكن ايضاً من كونه هو نفسه واحداً من أهم المثقفين النقديين والذي بقي الى آخر يوم في حياته يجهر بالحقيقة المرة في وجه السلطات كافة، ويدفع بسبب ذلك أفدح الاثمان.

    لم يتسلق ادوارد سعيد على ظهر اي من القضايا العالمية العادلة، وفي الاخص قضية فلسطين، بحثاً عن الشهرة والتكريس. ولم يقتنص مكانته الاكاديمية الرفيعة بسبب مقالات سياسية عابرة. ولم يرسخ اقدامه في قلب المؤسسة الجامعية الاميركية كاستاذ إكزوتيكي متخصص بشؤون العالم الثالث. بل إن هذا الشاب الآتي من المشرق الى أهم جامعات الولايات المتحدة الاميركية، برنستون وهارفرد فكولومبيا، درس الادب المقارن وتخصص بالادب الانكليزي ودخل بفضل اطروحته للدكتوراه عن جوزف كونراد الى عالم التدريس في جامعة كولومبيا النيويوركية وكان من اوائل الاساتذة الجامعيين الذين أطلعوا الوسط الاكاديمي الاميركي في نهاية الستينات من القرن المنصرم على ابحاث المفكرين الفرنسيين من امثال ميشال فوكو وجاك دريدا وجيل دولوز. كما ان ابحاثه ودراساته لم تقتصر على حقل الادب المقارن بل تجاوزته الى حقول معرفية متعددة في مجال العلوم الانسانية استطاع ان يجمع بينها ضمن منهج نقدي صارم يؤسس على الاختلاف، ما هو مشترك وأنسي.

    اما اهتمامه الاكاديمي اللاحق بالمشرق العربي فجاء متأخراً نسبياً من خلال صدمة هزيمة الـ1967 وحرب 1973 وما أظهرته من ردود افعال متحيزة لاسرائيل ومعادية للعرب في اميركا والغرب بشكل عام. نستطيع القول ان كتابه الشهير، "الاستشراق" (1978)، ولد من رحم هذه التجربة وإن كان يمثل استمراراً وتطويراً لمشروعه المعرفي الذي بدأه بكتابي "جوزف كونراد ورواية السيرة الذاتية" (1966) و"بدايات: القصد والمنهج" (1975).

    لم يكن كتاب "الاستشراق" كشفاً معرفياً أماط اللثام عن الصلة الوثيقة التي تربط العلوم الاستشراقية بالمشروع الكولونيالي خلال القرنين الثامن عشر والتاسع عشر فحسب، ولكن كان ذات وقع سياسي هائل لكشفه اعادة انتاج البنية المعرفية الموروثة للاستشراق داخل الدراسات الاكاديمية المعاصرة والخطاب السياسي والاعلامي الغربي السائد. وعليه فإن بداية دخول ادوارد سعيد الى عالم السياسة كمثقف لم يكن فقط من باب اتخاذ المواقف السياسية التي يسمح له بها موقعه الجامعي الرفيع، ولكنه جاء من خلال التأثير السياسي لدراساته الاكاديمية الرصينة والتي بحكم موضوعيتها وجديتها وعمقها النقدي أحدثت صدعاً هائلاً في مسلّمات الدراسات الاستشراقية وعرّت العلاقات المستترة بين المعرفة والسلطة والتي كانت تستمد قوتها من كونها خفية وغير مدركة.

    واذا كانت المكانة العالمية التي حظي بها ادوارد سعيد في اعقاب كتاب "الاستشراق" ستسمح لمداخلاته في الشأن العام ولمواقفه السياسية ان تحظى باهتمام أكبر، فإن اهمية هذه المواقف تنبع في الدرجة الاولى من كونها تحمل الحس النقدي الذي ميز اعماله الفكرية. يقول ادوارد سعيد في كتابه "صور المثقف" (ص37): "إن المثقف بحسب مفهومي للكلمة، لا هو عنصر تهدئة ولا هو خالق إجماع، انما انسان يراهن بكينونته كلها على حس نقدي، على الاحساس بأنه على غير استعداد للقبول بالصيغ السهلة، او الافكار المبتذلة الجاهزة، او التأكيدات المتملقة والدائمة المجاملة لما يريد الاقوياء والتقليديون قوله او فعله. ويجب الا يكون عدم الاستعداد هذا، مجرد رفض مستتر هامد، بل ان يكون رغبة تلقائية نشطة في الإفصاح عن ذلك علناً".

    بمثل هذا الحس النقدي سيتسلح ادوارد سعيد، لا دفاعاً عن المثقفين، لكن محاولة منه لفهم الدور التحرري لقلة منهم ونقد سوء استخدام بعضهم للسلطة (سلطة المثقفين) وتعرية خيانات البعض الآخر.



    صور المثقف

    ينطلق تصور ادوارد سعيد المجمل للمثقف من كونه منفياً وهامشياً وهاوياً وخالق لغة تحاول ان تقول الحقيقة في وجه السلطة. فصورة المثقف لدى سعيد لا تكتمل بدون دعامتين اثنتين هما: اولاً الانشقاق عن كل ما هو إتباعي ومبتذل ومكرس ومجمع عليه. وثانياً الانحياز الدائم الى جانب المضطهَدين (بفتح الهاء) والتزام معايير الحق الخاصة بالبؤس الانساني. ونستطيع القول ان مجمل حياة ادوارد سعيد قامت على هاتين الدعامتين، اللتين دفع في سبيلهما أفدح الاثمان سواء تعلق الامر بدوره وموقفه داخل المجتمع الاميركي، او بمكانته وآرائه داخل المجتمعات العربية.

    يناقش ادوارد سعيد العديد من التجارب والنظريات التي تناولت دور المثقف وعلاقته بالمجتمع والسلطة، ويحاول أن يتلمس من خلال نظرة تاريخية شاملة أهم المراحل التي ساهمت في توليد هذه الفئة من الناس التي باتت تعرف اليوم باسم "المثقفين". ويستدعي لذلك اسماء وتجارب من قارات وثقافات مختلفة ساهمت كتاباتها وآراؤها ومواقفها في بلورة هذه الفئة. فنراه حيناً يتحدث عن فلوبير وروايته "التربية العاطفية" وعلاقتها بثورة 1848 في فرنسا التي وصفها المؤرخ البريطاني الشهير لويس نامير بثورة المثقفين. ويعرج على ازمة الضابط الفرنسي اليهودي درايفوس في بداية القرن العشرين وموقف زولا الشهير منها، ويدخل في نقاش معمق لكتاب جوليان بندا "خيانة المثقفين" المكتوب من وحي هذه الازمة. كما يتناول مفهوم غرامشي للمثقف العضوي ومصطلح ميشال فوكو عن "المثقف الاختصاصي"، ويعرض لآراء برتراند راسل وجورج أوريل ونعوم تشومسكي عن اللغة وسطوة بعض احكامها المسبقة على فكر المثقف، وينتقد ذكورية جان بول سارتر ويفرد صفحات جميلة جداً لفرجينا وولف ونقدها للقيم الذكورية، ويعرج على فرانز فانون ومثقفي العالم الثالث، كما انه يستحضر أعمدة مدرسة فرانكفورت من والتر بنيامين الى تيودور أدورنو. وبالطبع لا ينسى الثقافة العربية والاسلامية ويذكر على الخصوص ادونيس وعلي شريعتي وكمال أبو ديب وغيرهم ممن "يعكرون استفزازياً سكون التقاليد الآمنة في علياء حرماتها".

    في جولته بين الاسماء والثقافات يحاول ادوارد سعيد أن يؤكد استقلال المثقف في وجه كل اشكال السلطات وما تمارسه من وصاية واتباع وتدجين. ولكنه في الآن نفسه يتساءل ما اذا كان ممكناً على الاطلاق وجود المثقف الفرد كصوت مستقل تماماً. في رأيه فإن ثمة خطورة في "تمثيل المثقف الفرد كمثال بالغ حد الكمال، اشبه بفارس متألق، طاهر ونبيل جداً الى درجة تبعد عنه الشبهة المادية، اذ لا أحد يقدر على اجتياز امتحان كهذا". ففي النهاية يقول ادوارد سعيد: "كل انسان يسيطر عليه مجتمع ما، مهما كان المجتمع حراً ومنفتحاً، ومهما كان المرء بوهيمياً". ومن هنا أهمية تأكيد هامشية المثقف ونزعة الهواية لديه مما يسمح له بالابتعاد عن الاحترافية الروتينية والتخصص الضيق واخطار الانجراف الى احضان السلطة. ويساعده ذلك ايضاً في توسيع هامش المناورة ويسمح له بطرح الاسئلة الصعبة ويزيد من استقلاليته في وجه السلطات. فبحسب ادوارد سعيد يمكن حيوية المثقف كهاوٍ "دخول الروتين الحرفي المحض الذي يمر فيه معظمنا، وتحويله الى ما هو اكثر اثارة وراديكالية بكثير، وبدل ان يفعل المرء ما يفترض به ان يفعل، يستطيع ان يسأل لماذا يفعل الذي يفعله، ومن يستفيد من هذا العمل، وكيف يمكن اعادة ربط ما يعمله بخطة شخصية وافكار جديدة مبتكرة".



    المثقف النقدي

    اول ما تتجسد نزعة الهواية والاستقلالية لدى المثقف، في قدرته على خلق الظروف التي تسمح له بقول الحق في وجه السلطة وفي استعداده لتحمل عواقب هذا الموقف. يقول ادوارد سعيد: "ان قول الحق في وجه السلطة ليس مثالية مفرطة في التفاؤل: انه تأمل دقيق في الخيارات المتاحة واختيار البديل الصالح، ومن ثم تمثله بذكاء أينما يمكن اعطاء النتيجة الفضلى وإحداث التغيير الصائب". وهذا هو بالضبط ما فعله ادوارد سعيد في نقده الشديد للسلطة الفلسطينية واتفاقات أوسلو، إذ استقال من المجلس الوطني الفلسطيني وحذر من عواقب أوسلو الرهيبة على الشعب الفلسطيني، الامر الذي ثبتت صحته في الذي نراه اليوم يجري امام أعيننا في الاراضي المحتلة. وقد جر هذا الموقف على ادوارد سعيد انتقادات شتى واتهم بتشجيع التطرف ومعاداة السلام، لكنه بقي مصراً على موقفه المبدئي الذي أثبت الزمن صحته.

    يقول سعيد في نقده المثقفين الذين يأنفون الانغماس في السياسة: "لا شيء في نظري يستحق التوبيخ اكثر من تلك الطباع الذهنية للمثقف التي تغري بتجنب المخاطر، اي الابتعاد عن موقف صعب ومبدئي تدرك انه صحيح، لكنك تقرر الا تتخذه". ويؤكد سعيد اهمية ان يتوافر المجال للمثقف "ليقف ويرد على السلطة بفظاظة، لأن التبعية العمياء للسلطة في عالم اليوم هي أحد أفدح الاخطار التي تهدّد كينونة حياة فكرية اخلاقية نشطة". ولكنه يؤكد في الوقت نفسه ان "تصدي المرء لهذا الخطر بمفرده امر صعب"، ومن هنا نستطيع ان نفهم حرص ادوارد سعيد على افضلية أن يتم تدخل المثقفين في الشأن العام وتصديهم للسلطة، بشكل جماعي. وهذا ما جسده ادوارد سعيد في أواخر حياته من خلال انضمامه الى "المبادرة الوطنية الفلسطينية" ودعمه الفاعل لها.

    لكن تصدي المثقف للسلطة السياسية لا يعني استقالته من ممارسة دوره النقدي في مواجهة المجتمع وحتى في مواجهة جمهوره الخاص. يقول سعيد: "اقل ما يجدر بالمثقف عمله ان يكون همه إرضاء جمهوره: فالعبرة الاساسية برمتها ان يكون محرجاً، ومناقضاً، بل حتى مكدراً للصفو العام". وعليه نستطيع ان نفهم جرأة ادوارد سعيد ونبله الاخلاقي وهو يدين بشدة العمليات الانتحارية الفلسطينية ويشجع الحوار مع المثقفين اليهود المعادين للصهيونية ويوجه انتقادات لاذعة للحركات الاسلامية ويعري الخطاب القومي من شوفينيته البدائية. فالمشكلة الجوهرية هي في "كيفية التوفيق بين هوية المرء وحقائق ثقافته ومجتمعه وتاريخه، وبين واقع الهويات والثقافات والشعوب الاخرى. ومن غير الممكن ابداً تحقيق هذا الامر بمجرد الاصرار على تفضيل المرء لما هو اصلاً له. فالخطابة الحماسية عن أمجاد ثقافتنا نحن او انتصارات تاريخنا نحن، لا تستحق طاقة المثقف".

    واذا كان ادوارد سعيد من الاصوات القليلة التي ترتفع عالياً داخل الولايات المتحدة لادانة ممارسات اسرائيل العنصرية من قتل واستيطان وتدمير منازل ومعسكرات اعتقال وطرق التفافية، فإنه لم يكف يوماً عن إدانة انتهاكات حقوق الانسان في بلده الثاني اميركا ونقد نخبتها الحاكمة والتشهير بالخبراء المحترفين واشباه المثقفين المنتشرين في كل مراكز القرار الاميركي. لكنه مع ذلك ظل يلوم المثقفين العرب والجامعات ومراكز صنع القرار العربي لتقصيرها الفادح في معرفة دواخل المجتمع الاميركي وعجزها عن نسج علاقات متينة مع العديد من القوى والفئات الاميركية القادرة على تفهم القضايا العربية ومساندتها.




    الآلهة التي تفشل

    يخصص ادوارد سعيد في كتابه صفحات رائعة للحديث عن نماذج المثقفين الذين بدأوا مسيرتهم الفكرية بالمزايدة من أقصى اليسار عندما كانت تلك المزايدة تجارة رابحة. ها هي اليوم تنتقل الى المزاودة وبنفس الحدة من أقصى اليمين لان هذا اصبح رائجاً اليوم. يقول سعيد: "في الوقت الحاضر ان التشديد على التأثير البغيض بوجه خاص للتحول والتخلي عن المعتقد، وكيف يخلق تباهي صاحب الشأن علناً بالموافقة وبالردة اللاحقة نوعاً من عشق الذات وحب الظهور لدى المثقف الذي يفقد الصلة بالناس المفترض ان يخدمهم... هذا بالاضافة الى الخطر الشنيع لاعتبار المرء نفسه، ووجهات نظره، واستقامته الخلقية، ومواقفه المعلنة، الاكثر اهمية. ولأن قراءة شهادات الإله الذي فشل، من اولها الى آخرها امر محزن لي، أريد ان اسأل: لماذا آمنت وأنت مثقف بإله ما على اي حال؟ وفوق ذلك من أعطاك الحق كي تتصور ان ايمانك سابقاً، وخيبة أملك اللاحقة، مهمان جداً؟".

    ويشير ادوارد سعيد الى مثقفي العالم العربي في تتبعه لهذه الظاهرة. ويشرح بدقة ارتداد الكثير منهم بعد حرب الخليج بفضل اموال الدول النفطية الثرية ونفوذها. ويشرح آلية هذا الضغط الاهدأ والاكثر مكراً الذي تمارسه هذه الدول على المثقفين بهدف فرض الامتثال عليهم، ويكتب في هذا السياق الآتي: "حكومات عندها اموال كثيرة لتنفقها ولتعرض منها على الاكاديميين، والكتاب والفنانين، رعاية سخية. وتجلى هذا الضغط على نحو خاص في اثناء ازمة الخليج وحربه. فقبل الازمة، كان يدعم العروبة ويدافع عنها على علاتها مثقفون تقدميون، يعتقدون انهم يعززون قضية الناصرية والنبض التحرري المعادي للامبريالية الذي جسدته حركة عدم الانحياز ومؤتمر باندونغ. وفي اعقاب احتلال العراق للكويت مباشرة، جرت عملية اعادة انحياز مثيرة للمثقفين. ولمح الى ان دوائر بأسرها من صناعة النشر في مصر غيّرت مواقفها على نحو مفاجىء، كما فعل العديد من الصحافيين. وبدا ان القوميين العرب السابقين يتغنون بأمجاد المملكة السعودية والكويت، العدوتين المكروهتين ماضياً، الصديقتين والراعيتين الجديدتين حاضراً. والمرجح ان مكافآت مربحة عُرضت لاحداث هذا التحول الجذري في الاتجاه".

    هذه القدرة على الجهر بالحقيقة على رؤوس الأشهاد، وتسمية الاشياء باسمائها، ستظل تلازمه الى آخر يوم في حياته. رغم اشتداد المرض ومأسوية الاوضاع التي تعيشها منطقتنا والعالم بعد 11 ايلول، ظل ادوارد سعيد وفياً لنموذج المثقف النقدي والمستقل الذي رسم خطوطه الرئيسية في كتابه "صور المثقف". وقد تعرض ابان معركة احتلال العراق الى حملة صحافية شنعاء من بعض المثقفين العرب المتأمركين بسبب مواقفه المناهضة للحرب ونتيجة نقده اللاذع لأحد رموزهم الاكثر إثارة للجدل، أعني كنعان مكية. لكن ادوارد سعيد لم يرتجف له جفن وظل يكتب وينقد ويحطم الاصنام والآلهة الكاذبة. الفكر التنويري والنقدي لا يموت بل يظل يشع دائماً رغم غياب صاحبه، في حين ان آلهة الظلمات ستفشل حتما.


    * الملحق الثقافي
    http://www.mafhoum.com/press6/164C374.htm
                  

العنوان الكاتب Date
المثقف السوداني نهال كرار01-01-08, 11:35 AM
  Re: المثقف السوداني نهال كرار01-01-08, 11:39 AM
    Re: المثقف السوداني هشام آدم01-01-08, 11:50 AM
    Re: المثقف السوداني نهال كرار01-01-08, 11:52 AM
      Re: المثقف السوداني نهال كرار01-01-08, 04:12 PM
  Re: المثقف السوداني DKEEN01-01-08, 01:22 PM
    Re: المثقف السوداني هشام آدم01-01-08, 01:29 PM
      Re: المثقف السوداني Emad Abdulla01-01-08, 02:18 PM
        Re: المثقف السوداني نهال كرار01-04-08, 06:21 PM
  Re: المثقف السوداني نهال كرار01-01-08, 04:29 PM
    Re: المثقف السوداني DKEEN01-01-08, 11:25 PM
  Re: المثقف السوداني نهال كرار01-01-08, 04:37 PM
    Re: المثقف السوداني صلاح شعيب01-02-08, 01:03 AM
      Re: المثقف السوداني محمد جميل أحمد01-04-08, 08:11 PM
  Re: المثقف السوداني abubakr01-04-08, 07:32 PM
  Re: المثقف السوداني emad altaib01-04-08, 11:48 PM
    Re: المثقف السوداني Emad Abdulla01-05-08, 00:49 AM
  Re: المثقف السوداني نهال كرار01-05-08, 07:57 AM
    Re: المثقف السوداني ابو جهينة01-05-08, 08:03 AM
  Re: المثقف السوداني نهال كرار01-05-08, 09:02 PM
    Re: المثقف السوداني مامون أحمد إبراهيم01-05-08, 09:20 PM
  Re: المثقف السوداني AMNA MUKHTAR01-05-08, 11:14 PM
    Re: المثقف السوداني محمد جميل أحمد01-06-08, 11:38 AM
  Re: المثقف السوداني بله محمد الفاضل01-06-08, 01:04 PM
  Re: المثقف السوداني AMNA MUKHTAR01-07-08, 02:40 AM
    Re: المثقف السوداني Mohamed E. Seliaman01-07-08, 10:38 AM
      Re: المثقف السوداني محمد جميل أحمد01-08-08, 10:37 AM
        Re: المثقف السوداني mohmmed said ahmed01-09-08, 06:40 AM
          Re: المثقف السوداني محمد الأمين موسى01-09-08, 07:04 AM
            Re: المثقف السوداني صلاح شعيب01-09-08, 07:31 AM
  Re: المثقف السوداني نهال كرار01-10-08, 08:22 PM
  Re: المثقف السوداني AMNA MUKHTAR01-11-08, 04:52 AM
  Re: المثقف السوداني نهال كرار01-14-08, 09:20 PM
    Re: المثقف السوداني emad altaib01-15-08, 00:21 AM
      Re: المثقف السوداني محمد سليمان محمد الفكي01-15-08, 05:35 PM
  Re: المثقف السوداني نهال كرار01-18-08, 10:42 PM
    Re: المثقف السوداني jini01-18-08, 11:38 PM
      Re: المثقف السوداني محمد جميل أحمد01-19-08, 11:39 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de