هذا المقال نشر اليوم علي صفحات جريدة الصحافة في رثاء البروفسورة ليلي يحي منور التي رحلت عنا

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-18-2024, 01:17 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2008م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-02-2008, 04:20 PM

زهير عثمان حمد
<aزهير عثمان حمد
تاريخ التسجيل: 08-07-2006
مجموع المشاركات: 8273

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
هذا المقال نشر اليوم علي صفحات جريدة الصحافة في رثاء البروفسورة ليلي يحي منور التي رحلت عنا

    لابني ليلى وأندادهما
    رباح الصادق
    كان الأسبوع الماضي أسبوعا للرحيل. سبقت البروفيسورة ليلي يحيى منور بالرحيل عن عالمنا في يوم الأربعاء 26 ديسمبر 2007م، في ذات اليوم الذي رحل فيه الدكتور فاروق كدودة القيادي بالحزب الشيوعي السوداني والخبير الاقتصادي والأستاذ بالجامعة الأهلية، وكان كلاهما في بريطانيا، هي في ايرلندة وحمل نعشها في السبت 29/12 لمقابر أحمد شرفي، وهو في إنجلترا وحمل نعشه في الأحد 30/12 لمقابر فاروق، وما بين رحيلهما ووداعهما للمثوى الأخير اغتيلت الزعيمة السياسية الباكستانية بي نزير بوتو. ونحن هنا بعد الدعوات لهم جميعا بالرحمة، نشارك قارئنا أسطرا عن ليلى، نتجه بها لابني ليلى- حفيديها- وكل جيلهما، ذلك أن ليلى أنجبت ثلاث بنات، ولها حفيدان محمد وعمره عام واحد، والفاضل الذي ولد قبل تسعة أيام من رحيلها الأليم. ولا نظن أن نسبة هذين الحفيدين لليلى بدعة ابتدعناها، وقد عددنا من قبل سوابق كثيرة تسمى بها شيوخ وقادة أجلاء بأسماء أمهاتهم وجداتهم مثل الشيخ العبيد ود بدر وقد عرف بـ «ود رية»، وشيخ الإسلام ابن تيمية «661- 728هـ» وتيمية هي والدة جده الأعلى محمد، وكانت واعظة راوية. حفيدا ليلى جدهما حاج شريف صاحب القبب الشهيرة بلبب، ويلتقيان في فحل جد المهدي عليه السلام، وأحدهما جده المباشر الإمام الصادق المهدي. ولكننا نلقبهما بابني ليلى، ليس انتقاصا من اسميهما التي تزين أي اسم، ولكن تيمنا برفدهما من منهل ليلى، وردا على انتقاص يمارسه المجتمع على النساء وذكرهن..!!
    كانت مسيرة ليلى حافلة بالعطاء، وقد رحلت وهي في منتصف عقدها السادس. كرمتها جمعية المبادرات النسائية قبل عامين، فقالت في يوم تكريمها محتفية بالاعتراف لأهل العطاء وهم على قيد الحياة: كرموا ولا تؤبنوا..!!
    في مجال تطوير تقنية الغلال في السودان، أعطت ليلى الكثير ونالت العديد من براءات الاختراع، من ذلك إبرازها للخصائص التغذوية الإيجابية للذرة والدخن، وتطوير تكنولوجيا الكسرة باختراع ماكينة «بديلة للصاج» لإنتاجها، علاوة على إنتاج غذاء أطفال يعتمد على الحبوب السودانية «بدلا للسيريلاك والميلوبا وغيرها من أطعمة الأطفال المستوردة»، وترقية وتطوير إنتاج المشروبات الرمضانية «الآبري والرقاق والكسرة» بالاشتراك مع رفيقة عمرها وأستاذتها البروفيسورة ست النفر محجوب بادي. وقد نمت هذه الرفقة مع ست النفر في مركز بحوث الأغذية «شمبات»، وكانت الأخيرة قد اشتركت في المشروع العظيم باختراع الخبز المصنوع من الدقيق المخلوط «من الذرة والقمح»، ولا ننسى كيف احتفت حكومة الديمقراطية الثالثة في النصف الثاني من الثمانينيات بتلك التجربة، وعدها رئيس الوزراء آنذاك من إشراقات البحث العلمي السوداني، لأننا في السودان نحتاج للإفادة من الذرة في صناعة الخبز، لأن زراعة القمح في بلادنا تقابلها عثرات كثيرة. ولازلنا نذكر كلماته حينها وقد قال ما معناه: نحن نحتاج لبحث علمي ينبع من حاجاتنا ولا يهوّم في الآفاق، وعلى باحثينا النابهين الآن السير في مثل هذه الخطى المباركة. وقد شاركت ليلى ست النفر في نشر تجربة الدقيق المخلوط هذه وتحسين طحن الذرة في إطار عملهما بمركز بحوث الأغذية. كما استحقت ليلى براءة اختراع قشارة الذرة الصغيرة.
    وفي مجال البحوث والدراسات والكتابات قدمت ليلى أسفاراً قيمة، فقامت بجمع وتصنيف الأغذية التقليدية في السودان، وأصدرت قاموس الغلال في السودان، وكتاب الإرشاد الزراعي «مع د. عثمان أبو القاسم»، ودليل الذرة السودانية لتشجيع الصادر، وكتاباً حول مراحل إنتاج الخبز. وبحثاً حول تطوير سبل المواصلات بقرى مشروع الجزيرة «بالتعاون مع بنك المزارع».
    وفي مجال المجتمع المدني كانت لليلى إضافات عديدة، فقد كانت من مؤسسي مركز التغذية والتنمية الريفية «نارد» وكانت مديرته التنفيذية زمنا، وهو مركز نشط في إنشاء جمعيات نسائية قاعدية لمساعدتها في محاربة الفقر وتطوير موارد للدخل عبر مصانع الكسرة التي تستخدم التكنولوجيا التي اخترعتها ليلى نفسها، وقد نجح المركز في عمل شراكات مع منظمات عالمية ومحلية، ونفذ مشروعاته في إطار برامج توعوية شملت محو أمية النساء، ومحاربة ختان الإناث، وتقديم خدمات طفولة شملت صحة الأطفال ورياض الأطفال، بالإضافة لرفع مستويات الأسر المعيشي.
    وكانت من مؤسسات مجموعة المبادِرات النسائية التي تعمل في مجالات صحية مختلفة، مثل علاج سرطانات الثدي وعنق الرحم، ومجالات الصحة الإنجابية. وقد اخترعت المجموعة «طبق الخير» كمشروع لتسويق الأطعمة تعود فائدته على أنشطة المجموعة. وعبره استطاعت أن تشتري جهازا للكشف على الثدي وتحديد السرطان، ليستغل في عيادة متنقلة تجوب القرى والأرياف. وشاء الله أن ترحل ليلى في الوقت الذي تنظم فيه جماعة المبادرات بقاعة الصداقة بالجمعة 28/12 يوما تحت شعار: «معا لتتجنب النساء مخاطر سرطانات الثدي» فافتتح اليوم بوقفة حداد عليها.
    وكانت أيضا من مؤسسات منظمة الرباط النسائي العالمي، وهي منظمة مسجلة بالأمم المتحدة، وكانت ليلى رئيسة لها في إحدى الدورات. كما كانت المنسق الإقليمي لشمال إفريقيا لمنظمة علوم وتكنلوجيا الغلال.
    وشاركت ليلى بفاعلية في البناء المؤسسي لبعض المؤسسات العلمية في السودان، وساهمت في إنشاء جامعة الزعيم الأزهري، وفي إنشاء مدرسة فنيي الطحن والخبز، وإنشاء وحدة التغذية وتكنلوجيا الغلال بالجامعة الإسلامية.
    وأسست كذلك مع آخرين المجموعة الاستشارية للتنمية الاجتماعية والبشرية Social and Human Development Consultative Group (SAHDCG) وهي شركة غير ربحية تقدم الخدمات الاستشارية للمنظمات الدولية والطوعية والحكومية في تصميم المشروعات والمسوحات، ودراسة تقييم الأثر والتدريب واستمطار الدعم وغير ذلك.
    ومع كل هذا السجل الزاخر لم تحز ليلى على تكريم رسمي من الدولة، ولا نعيت هي ولا د. كدودة في الأجهزة الرسمية التي كانت تنعي أسماءً لم تقدم للسودانيين شيئا من خارج الحدود!. وبعض ممن سمع بوفاة كدودة لم يسمع برحيل ليلى إلا بعد فترة.. فهل هذا للانتقاص من النساء؟ أم للانتقاص من العمل في مجال البحوث العلمية ونهضة المجتمع والنساء؟!
    وبالرغم من هذه الحياة الحافلة بالعطاء في المجال العام، لم تكن ليلى «ضل دليب» يرمي للبعيد فقط، بل كان خيرها سابقا لأهلها الأقربين، فاختيرت، ولم تكن الأكبر سنا بين أخوانها، عميدة لأسرتها الأمدرمانية العريقة. وكانت محسنة عم خيرها على المحتاجين، تقول بروفيسورة ست النفر: كانت تحسن سرا، لا تعلم يسراها ما تعطي اليمين!. وكانت مثال الاستقامة الأخلاقية والنباهة، فنالت الشهادات التقديرية منذ أن كانت طالبة بمدرسة المهدية الثانوية، ثم صارت كلما تقدمت في مرحلة تحصد تقدير كل من عرفها ومحبته. والمحبة علاوة على هذه الاستقامة وهذا العطاء، كان مصدرها تلك الشخصية الآسرة التي حباها بها الله، فما كنت تجلس إليها ساعة من الزمان أو أقل، حتى تخرج مفعما ببديهتها الحاضرة ودعابتها الماثلة وذكائها المتقد، إضافة لذلك مراعاتها وحساسيتها الفائقة لمجالسيها واهتمامها بهم وبهن.. ومما يروى في هذا الصدد حادثة خطوبة ابنتها الصغرى، حيث جاءتها والدة العريس واتفقت معها على تفاصيل الزواج، وأن يكون مبسطا وتختصر مراسمه في يوم واحد، ومضى كل شيء على ما يرام، وفي نهاية اللقاء حضر العريس نفسه فقطبت حاجبيها وقالت له: أنا وأمك اختلفنا في كل شيء!. ومن كثرة حبها للدعابة والمزاح، نراها كما الصحابي الجليل نعيمان بن عمرو الأنصاري رضي الله عنه، وكان كثير الضحك حاضر الطرفة سريع البديهة، حتى قيل إن الرسول قال عنه «يدخل الجنة وهو يضحك». وهكذا ليلى وزوجها المهندس الناجي عكاشة وبناتهما، بيتهم كله قائم على المزاح والدعابة المحببة، اللهم احفظهم، وادخلها الجنة وهي تضحك..!!
    ومع أنها أصيبت بسلسلة أمراض بدءاً بالجلطة في الرئة منذ سبتمبر 2003م، وانتهاءً بالفقر في الصفائح الدموية وما صاحبه من تعقيدات أدت إلى وفاتها في ديسمبر 2007م، فإنها ظلت طيلة هذه السنين صابرة تقابل الأمراض ببسمة وملحة ودعابة وروح معنوية عالية، وواصلت عملها العام واهتمامها الخاص بدأب عجيب..!!
    وكانت ليلى تحب الأطفال ويحبونها، وقد روى قريبها الأستاذ أحمد النو يوم تأبينها، كيف سمع الأطفال يوم العيد يقولون لنذهب لـ «ماما ليلى» ثم يراجعهم أحدهم قائلا بتحسر: ولكن أين هي ماما ليلى لن نراها- لأنها كانت على سفر..!! وقبله روى الإمام الصادق المهدي عن علمها وإحسانها وتقواها، وقال: كنا نعرفها ونقدرها ونعترف بفضلها، حتى قبل أن تختلط دماؤنا في حفيدنا المشترك.
    كانت ليلى بنت الفردوس جامعة لخصال يصعب جمعها في فرد، فكان خيرها العام غزيرا، وفي ذات الآن كان اهتمامها بأسرتها الصغيرة والكبيرة بالغا مبلغا كبيرا، حتى كان الناس يوم وفاتها وكلهم يظنها ملكاً له، والآخر ليس له فيها شيء!. وكانت بالغة الجدية مجدة في دروب العلم والدرس والبحث والاختراع، وكانت كذلك كثيرة الدعابة، تكاد تظنها لا تعلم للجدية دربا..!!
    ونحن إذ نكتب هذه الأسطر العيية عنها، للجيل الذي ينشأ الآن وسيرة ليلى تختتم، ندعو الله أن يقدموا لنا ألف ليلى وابن ليلى من الإناث والذكور، بينما نتقدم بالتعزية لأسرتها الرحمية زوجها وبناتها وأصهارها وإخوانها وأخواتها وذريتهم، ولأسرتها الروحية التي تشمل د. ست النفر بادي ود. سميرة أمين ود. مالك حسين، ود. أبو القاسم عثمان، والأستاذة آمال عباس ود. بخيتة أمين، ود. لبابة الفضل، والسيد عمر منور الذي جمع بين الصفتين، فكان أخوها وزميلها في العمل العام، وغيرهم وغيرهن ممن وصلتهم بليلى صلات عامة. وندعو الله أن يرضى عنها ويرضيها بقدر ما أرضت بلادها وأهلها والبشرية جمعاء.
    غابت عن دنيانا ليلى وبلادنا في أشد الحاجة لليلى وأمثالها من النابهين والنابهات، أما عمل ليلى الذي لم ينقطع فهو علمها النافع الذي تركته، والسنن الحسنة التي استنتها، والدعوات الصالحات من ذرية صالحة بإذن الله.. ولا يبر بها إلا أن تنطلق جهودها تلك وتتطور وتعم اختراعاتها، فتكون ماكينة الكسرة أحد تجهيزات المطبخ العصري في السودان، إلى جانب الخلاطة والبوتجاز، ويكون غذاء الأطفال السوداني بديلا للأطعمة المستوردة، هذا علاوة على نشر كتاباتها وبحوثها القيمة.
    وليبق ما بيننا.
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de