باقان اموم وزيرا لمجلس الوزراء, مبروك لقوى السودان الجديد.

Quote: تقرير : علاء الدين بشير عادت "الحركة الشعبية" الى حكومة الوحدة الوطنية بتشكيلة جديدة نسبيا عن قائمتها التى كان اعلنها الرئيس عمر البشير ابان ازمة الشريكين خلال اكتوبر الماضى . قائمة الحركة خلت من المفاجآت تقريبا فيما عدا مفاجأة داوية بخروج الدكتور لام اكول نهائيا من حكومة الوحدة الوطنية ، و رغم ان تغيير لام اكول كان متوقعا الا انه لم يكن الى درجة خروجه من الحكومة حيث انحصرت التوقعات فى ذهابه الى القصر مستشارا رئاسيا . و يبدو ان الطريقة الدرامية التى جاءت بلام اكول على رأس قائمة وزراء الحركة الشعبية (وزيرا للخارجية) بعد هجرته الحركة فى ملابسات انقلاب الناصر المشهودة و عودته الى صفوفها فى الهزيع الاخير من نيفاشا، هى ذات الطريقة الدرامية التى ابعدته تماما عن حكومة الوحدة الوطنية , فقد زحزح الرجل عن موقعه الاول وزيرا للخارجية بعد مواجهات ساخنة مع قيادات بارزة فى الحركة الشعبية، اتهمته بتمرير سياسات المؤتمر الوطنى فى وزارة الخارجية و الاساءة لعلاقات الحركة مع اصدقائها و عدم التعبير عن الرؤية الاستراتيجية للحركة، كما ذهب الى ذلك الدكتور منصور خالد فى حواره مع الزميلة اسماء الحسينى ، المنشور فى عدد اليوم من "الصحافة" وقد ورد اسمه فى قائمة التعديلات التى لم تؤدى القسم نتيجة لازمة الشريكين وزيرا لوزارة مجلس الوزراء، وهو ما كان محل رفض (غير معلن) من بعض قيادات الحركة التى كانت اتفقت على اقصائه تماما من حكومة الوحدة الوطنية ابان اجتماعات المكتب السياسى للحركة الشعبية الذى اصدر القرارات الشهيرة التى قادت لازمة الشريكين ، لكن كثيرين استصعبوا خروج الدكتورلام اكول تماما نظرا لنفوذه القوى فى مجتمع قبيلة الشلك و علاقته القوية بالرث، الى جانب صلته ايضا برئيس اركان الجيش الشعبى الفريق وياى دينق ، غير ان مراقبين ارجعوا موافقة رئيس الحركة الشعبية على اقالته من حكومة الوحدة الوطنية بعد طول تردد الى ما رصدته صحف الخرطوم واعين الحركة عن تحركات للرجل وسط كتلة نواب الحركة الشعبية داخل البرلمان بهدف تعبئتهم ضد مواقف حزبه ابان الازمة وفقا لما تردد فى دوائر الحركة الشعبية . مقربون من الدكتورلام اكول قالوا انه سيتم نقله للعمل بحكومة الجنوب لكنهم قالوا انه سيرفض الموقع لانه لم تتم استشارته فيه. و بذات القدر الذى كان فيه خروج لام اكول مفاجأة للرأى العام، كان حلول باقان اموم فى موقعه ايضا مفاجئا ، ليس لان الموقع الوزارى مهم ولكن لان باقان اموم يتقلد منصب الامين العام للحركة الشعبية، وهو مع زمرة من الحرس القديم فى الحركة يعدون مهندسي التطورات الاخيرة الخاصة بإعادة ترتيب صف الحركة فى اعقاب فترة التيه التى عاشتها بعد الرحيل الدرامى لزعيمها التأريخى الدكتور جون قرنق ، و لايزال الرجل يعمل بدأب شديد على اعادة تنظيمها شمالا و جنوبا ، و قد شنت عليه الاقلام و الصحف المحسوبة على المؤتمر الوطنى هجوما عنيفا ابان ازمة الشريكين التى حمّلته مع زمرة من رفاقه مسؤوليتها ، واجتهدت هذه الاقلام فى تدبيج القصص عن مخطط انقلابى يقوده باقان اموم للاطاحة بزعيم الحركة سلفاكير . عنصر المفاجأة يكمن فى ان باقان حل وزيرا بوزرارة شؤون مجلس الوزراء، وهو ذات الموقع الذى كان سمي فيه نده وابن عشيرته (الشلك) الدكتورلام اكول ، و يرى محللون ان ذلك يعد امتدادا للمعركة الناشبة بين الرجلين ، و يشيرون الى انه ورغم النفوذ الذى يحظى به لام اكول وسط قبيلة الشلك ، الا ان باقان اموم يستند الى نفوذ قوى داخل الحركة الشعبية بوصفه من قدامى المحاربين فيها، بل يذهبون الى انه سبق حتى زعيمها الدكتور جون قرنق فى التمرد على الدولة . و يتوقع ان يخلف باقان فى الامانة العامة للحركة ، القيادى البارز ، عبد العزيز الحلو الذى عاد من مهجره المؤقت بامريكا و يتواجد حاليا بالعاصمة الكينية نيروبى فى انتظار صدور قرار بتعيينه . فيما خلا ذلك، فإن التعديل الوزارى فى قائمة الحركة الشعبية لم يكن فيه ما يدهش فقد بقى الدكتور منصور خالد فى منصبه مستشارا رئاسيا و رفض الموقع الذى كان رشح له وزيرا للتجارة الخارجية ، بعدما فشلت محاولات تنصيبه وزيرا للخارجية نتيجة لرفض عناصر فى المؤتمر الوطنى و الحركة الشعبية معا لذلك . و دخل مع منصور خالد الى القصر مستشارا ، اندرو ماكور ، وهو ضابط سابق بالقوات المسلحة مستوعب من حركة انانيا و تدرج فى الرتب حتى وصل الى رتبة لواء ، وانتقل للعمل بالسلك الديبلوماسى و كان سفيرا للسودان بإيطاليا قبل نحو ثلاثة اعوام ، و التحق الرجل بالحركة الشعبية قبل فترة قليلة ، وهو من دينكا يرول و صهر لوزير الدولة برئاسة الجمهورية السابق و العضو المخلوع من الحركة تيلار دينق ، و يقال ان تعيينه جاء فى اطار الموازانات بعد خروج تيلار . و بجانب منصور خالد و اندرو ماكور انتقل وزير الدولة بالعدل السابق ، مايكل اجال المنحدر من دينكا قوقريال ، الى القصر مستشارا ايضا . و ذهب كوستا مانيبى كما سمى فى التعديل السابق وزيرا للاستثمار ، وهو من ابناء قبيلة المورو بغرب الاستوائية ، و انتقل لهذا الموقع بعد ان ظل شاغرا نتيجة لانتقال وزيره مالك عقار، واليا للنيل الازرق . و كان مانيبى التحق بالحركة باكرا و ظل احد النشطاء فى مكاتبها ببريطانيا و غرب اوربا . وخلف مانيبى فى الشؤون الانسانية ، الدكتور هارون رون لوال ، الذى كان مستشارا بالقصر الرئاسى ، وهو قسيس من دينكا ملوط بأعالى النيل ، كان رئيسا لمجلس كنائس السودان الجديد . وكان هذا المنصب قد سمى له فى القائمة السابقة ، جيمس كوك وهو من ابناء النوير بمقاطعة فنجاك بأعالى النيل ، و لكنه انتقل فى التعديل الاخير وزيرا للتجارة الخارجية . و كان كوك قد انشق عام 1991 من الحركة ووقع مع رياك مشار اتفاقية الخرطوم للسلام عام 1997، ولكنه عاد سريعا الى الحركة الشعبية مرة اخرى، و اسند اليه قرنق منصب مفوض السلام بالحركة. وقال لى مسؤول بالحركة ان الرجل كان مقربا جدا من الزعيم الراحل، وكان ضمن وفد المقدمة للحركة الذى جاء الى الخرطوم بعد التوقيع على اتفاقية السلام . و جيئ بالعميد فيليب طون ، وزيرا للنقل و الطرق و الجسور ، وهو من دينكا بور كان حاكما لجونقلى التى تبادل فيها الموقع مع ، المهندس كوال منيانق الذى نقل الى هناك على خلفية الاحداث القبلية بين دينكا بور و قبيلة المورلى . و حل عباس جمعة عبيد الله وزيرا للدولة بوزارة الداخلية و التى كان سمى لها فى القائمة السابقة ، اللواء اسماعيل خميس جلاب ، والى جنوب كردفان السابق . و كان عباس المنحدر من قبائل الفونج بجنوب النيل الازرق ضابطا سابقا بالقوات المسلحة ، و انضم الى الحركة الشعبية قبل سنوات قليلة . بينما انتقل جلاب وزيرا ا للدولة بوزارة الثروة الحيوانية و السمكية وهو ذات الموقع الذى كان سمى له عباس جمعة فى القائمة السابقة . و عينت ابوك اجوك اكو ، وزيرة للدولة بالزراعة ، وهى زوجة القيادى بالحركة وعضو مجلس الولايات الدكتور بيتر ادوك ، و كانت ابوك المنحدرة من الشلك رئيسة لجنة ببرلمان الجنوب . ودخل ايضا لاول مرة ويك مامير كوال ، وزير دولة بوزارة العدل ، وهو قانونى من دينكا بحر الغزال . فيما عدا ذلك لم يحدث اى تغيير فى اسماء قائمة وزراء الحركة التى اعلنت ابان ازمة الشريكين ، بينما ظلت تابيتا بطرس فى موقعها وزيرة للصحة بجانب كل من انجلينا تانج وزيرة للدولة بالطاقة ، والدكتور محمد يوسف احمد المصطفى ، وزيرا للدولة بوزارة العمل .