|
Re: كتاب سفر الالوان (2) مصطفي بشار- فلأنني ادمنت عشقك وارتضيت هوي السفر (Re: mustafa bashar)
|
"كريمة" يا الفي الجنوب حيي الشمال
الرمضاء تكوي لساتك العربة كياً، والتمر تحوَّل عند ذلك السائق إلى عضلات يكبح بها جماح سيارته المتمردة، المسافة أطول من أي تاريخ تقرأه وأنت راقد داخل منزلكم بالخرطوم أو أي مدينة أخرى، المسافة عامل لا يقل وعورة من الطريق نفسه. أرغت العربة وأزبدت وتمادت في النواح، وعجلاتها غاصت في الرمل الصعب، إن الطريق الذي تسلكه إلى هنا صعب وطويل، ونسافر إلى هناك بحثاً عن وصل وود جديد. يدعونا لكي نسافر سفراً مراً ومالحاً، لا تتخيل أن الطريق إلى هناك مسفلت، ولكن مع الإسفلت تحتاج أن ترى الحياة، وحياة الناس وسبل كسب العيش ومن السوق الشعبي أمدرمان تخرج خروج مودع، تحتاج حقيقة لمودعين ليودعوك لأنك ستسافر سفراً حقيقياً. وستقطع صحراء بيوضة من منتصفها حسب ما تتخيل لي جغرافية الطريق، والدفوف تسبقنا إلى هناك، إلى مجد "تهارقا" والحضور المهيب في جلال المملكة المروية القديمة، وحضارة عمرها سبعة ألف عام، أوَّل حضارة سادت على الأرض والنيل العظيم. هناك أشياء تمر بجوارنا لا نحس فيها القدم أولها هذا النيل ذو الطول المفرط، والعمر المتناهي إلى آماد أبعد من كل حوار يمكن تصوره.
|
|
|
|
|
|
|
|
|