|
|
 من العـبق الجنـوب افـريـقي
|
من العبق الجنوب افريقي
كغيري من ابناء جيلي شكلت وجداني النضالي في سبعينات وثمانينات القرن الماضي ثورة السود المتواصله ضد جكومة الفصل العنصري في جنوب افريقيا. كانت اخبار المظاهرات والاحتجاجات والقتل والاعتقال في بريتوريا وكيب تاون وديربان وجوهانسبرج وسويتو تتصدر نشرات الاخبار كل صباح. اذ ما كانت حكومة الاقليه العنصريه تفض مظاهره في احد المدن إلا تخرج الاخري بنفس الطريقه.
كان السود يقاومون نظاما لم يعرفه التاريخ البشري من قبل، إذ كانت اقليه لايصل تعدادها الي 12% من جملة السكان، تسيطر علي اغني دوله في افريقيا وتحرم سكانها الافارقه من ابسط حقوقهم. كانت افريقيا بكلياتها تدعم نضال ابنائها في الجنوب، فما اجتمع الافارقه في محفل اقليمي او قاري او دولي إلا كانت قضيه تحرير جنوب افريقيا هي قضيتهم الاساسيه. وقد اشتعلت وزادت وتيرة النضال بعد تحرر اغلب دول افريقيا وتخصيصها لموارد جيده لدعم حركة التحرر في الجنوب الافريقي.... ولم يخذل الجنوب افريقيون اهلهم من سكان القاره.. فقد واجهوا بصدورهم العاريه رصاص شرطةا لنظام العنصري واستشهد منهم عشرات الالاف وسقط من سقط وفقد من فقد.... ولكن ثورتهم استمرت حتي فككوا نظام الابارتايد ورموه الي مذبلة التاريخ.
كنت دائما امل ان ازور جنوب افريقيا قبل ان ارحل من هذه الفانيه لاحيي شعبها واحني هامتي احتراما لنضالهم الجسور. وكانت قد اتيحت لي فرصه في عام 1994 لزيارة جنوب افريقيا بعد شهور من استقلالها لكنني ولاسباب متداخله فشلت في اهتبالها، واخذتني ظروف الحياه بعد ذلك في اتجاهات مختلفه لم تممكني من تحقيق تلك الرغبه.
جاءتني الفرصه مره اخري في الاسبوع الثالث من نوفمبر الماضي بدعوه من منظمه موزمبيقيه للمشاركه في مؤتمر تنظمه منظمات عالميه ومحليه بجانب الحكومه الموزمبيقيه للتداول حول موضوع علاقات الصين وافريقيا. وبالرغم من التزامي للمنظمين بالمشاركه منذ يونيو الماضي، إلا ان ظروفا اسريه بجانب مشاركتي في مؤتمر اخر في بانكوك سبق مؤتمر موزمبيق باسبوع وارتباطي باخر في لندن، دفعوني للاعتذار من المشاركه. ورشحت زميلا اخر، إلا ان ضيق الظرف لم يمكن المنظمين من اكمال الاجراءات الضروريه لزميلي فاصروا علي مشاركتي، ووجدت نفسي مضطرا للايفاء بالالتزام الذي قطعته للمنظمين رغم ظروفي الاسريه الحرجه.
ما شجعني ايضا علي المشاركه هو مروري بجنوب افريقيا ( جوهانسبرج) في الطريق الي ( مابوتو) عاصمة موزمبيق. فقررت في نفسي ان احقق امنيتي القديمه واتوقف في طريق العوده في جوهانسبرج لمدة ثلاث ايام لاقدم احترامي وتهنياتي للثوار الافارقه خاصة وقد تاخر تقديمهما اكثر من ثلاثة عشر سنه.
وصلت جوهانسبرج صباحا بعد رحله دون توقف بالطائره الجنوب افريقيه من مطار هيثرو استمرت لاحد عشر ساعه، وبعد ساعتين اخذت طائره اخري الي ( مابوتو).
الرحله الي مابوتو لا تستغرق اكثر من 45 دقيقه تحلق فيها الطائره علي ارتفاع منخفض قليلا... وهي اقرب للرحلات الداخليه منها الي العالميه... ومن نافذة الطائره طفقت انظر للغابات الممتده والتلال المخضره التي إستهوت الاوروبين بثرواتها وكنوزها وقرروا البقاء فيها رغما عن كل شيء. كنت احاول ايضا ان استشرف تلك القري والادغال التي انتجت اؤلئك الثوار الذين واجهوا اشرس نظام قمعي في التاريخ وصرعوه.... خاصة وان القري والارياف ظلت في اغلب نواحي الارض منبعا للثوار علي اختلاف مشاربهم، ولايكاد الشخص يبحث في تاريخ الثورات إلا ويتضح له ان اغلب قياداتها جاؤوا من الريف... لذلك كانت محاولتي – رغم عقمها - ومن ارتفاعها الشاهق محاوله للتحيه اكثر منها اي شيء اخر وكان ذلك اضعف الايمان لاصقاع قدمت لافريقيا ارتال من الابطال والمناضلون.
مطار مابوتو مطار صغير ومتواضع ذكرني بمطار الخرطوم مع اختلاف شيئين، اولاهما اخضرار الارض حول المطار وثانيهما لطف رجال الجوازات والجمارك وتبسمهم في وجه القادمين وحسن معاملتهم وتمنياتهم للقادمين باقامة طيبه في بلادهم....ففي مطار الخرطوم وبالرغم من انني اعتقد ان الوضع قد تحسن بعض الشيء... إلا انني لا ازال اعتقد ان رجال الجوازات والجمارك مازالوا يحتاجون لبذل جهد اضافي في تعاملهم مع القادمين والمغادرين.. فمطارات البلاد وموانيها هي عنوانها.... وبالرغم مما يذبله هؤلاء الاخوه في المطار من جهد من الضروري ان يعلموا ان عليهم بذل المزيد لخلق انطباع افضل للقادمين للسودان .... فليس كل من يزورون بلادنا جواسيس وخونه وعملاء....!
تقع (مابوتو) في اقصي الجنوب الشرقي لموزمبيق ويعيش فيها حوالي مليوني نسمه... جوها معتدل... تضخمه نفحات المحيط الهندي طوال اليوم من الشواطيء الممتده... يستمتع سكانها بالبحر بعضهم يصاد السمك وبعضهم يلهو ويسبح وبعضهم يبث اشواق الغرام لمحبوباتهم عندما يهداء البحر وتقل السابله.
قال لي احد المسؤلين الذين شاركوا في المؤتمر " إن البرتغالين كانوا في طريقهم حول القاره ورسوا صدفه بسفنهم في مابوتو... وبعد ان اكتشفوا طبيعة السكان الودوده حيث يفتحون ديارهم وقلوبهم للاجانب.. قرروا البقاء... وهكذا استعمر البرتغاليون موزمبيق لاكثر من خمسمائة عام"... وكان اولهم البحار ( بيرو كوفلها) ثم تبعه فاسكو ديجاما في عام 1502م.
وموزمبيق هي اول منطقه ( دوله) افريقيه تشهد تجارة الرق حيث قام البرتغاليون باصطياد الموزمبيقيين وبيعهم في مستعمراتهم في امريكا اللاتينيه ( البرازيل) خاصة. وقد مدد البرتغاليون نطاق سيطرتهم وزحفوا رويدا رويدا لداخل الادغال وطردوا الافارقه من اراضيهم وحولوها لمزارع لخاصتهم. وتمسكت البرتغال بمستعمراتها في كل من انجولا وموزمبيق، وقاتلت الحركات الثوريه بلا هواده. ولم يستسلم الافارقه لسطوة البرتغاليين، فنهنضت قبائل (ماويوي ونجنققنهانا) للمقاومه... غير ان حركة المقاومه لم تشتد وتنتظم إلا بعد توحيد الحركات تحت ما عرف لا حقا بجبهة تحرير موزمبيق ( تعرف اختصارا بـ فريلمو) التي اعلنت قيادتها للكفاح المسلح ضد الاستعمار البرتغالي في سبتمبر 1964 تحت قيادة (ادياردو شيفامبو موندلين). ولم يعش ادياردوا طويلا فآلت قيادة فريلمو بعد موته في فبراير 1969 الي سامورا ميشيل.
ويلاحظ المتابع او القاريء للتاريخ الافريقي ارتباط تاريخ الشعوب في منطقة الجنوب الافريقي مع بعضه البعض وتداخله بصوره عميقه، حتي يبدوا للقاريء ان الاروبيون كانت لهم خطه امنيه غير معلنه لمستعمراتهم لابقائها تحت سيطرتهم يديرونها بالتنسيق مع بعضهم البعض. او بمعني اخر ان تقسيم افريقيا امنيا قد تم بصوره تماثل تركيب حائط من البلوكات يحمي كل منها الاخر ويدعم تماسكه، لذلك لم يكن مستغربا ان يقول احد رجالات الدوله الفرنسيه ابان الحقبه الاستعماريه ( ان الدفاع عن كيب تاون يبداء من تشاد) وكما هو معروف لم يكن لفرنسا وجود يذكر في جنوب افريقيا يحتم عليها الدفاع عنها. وعلي كل فإن الاحداث التاريخيه التي وقعت في شرق القاره ابان فترة التحرر كشفت عن وجود نوع من الخطه الامنيه واعتماد المستعمرات علي بعضها البعض في البقاء، كما سنشير الي ذلك عند الحديث عن تاثير استقلال موزمبيق علي سقوط نظام عنصري اخر في زيمبابوي ( روديسيا سابقا) المجاوره.
استمر إذن الكفاح الثوري ضد البرتغال في موزمبيق بقيادة سيمورا ميشيل وتزامن معه كفاح الانجوليين ولم تبخل الدول المجاوره علي الثوار بالدعم... وازدادت التكاليف العسكريه والماديه والبشريه علي حكومة البرتغال العسكريه التي استماتت في التمسك بمستعمراتها... إلا ان زيادة التكاليف قادت الي انقلاب عسكري اخر في البرتغال في 1974 جاء مصمما علي التخلص من المستعمرات الافريقيه.
بدات المفاوضات حول استقلال موزمبيق مباشره بعد وقوع الانقلاب في البرتغال ( وبالطبع معها انجولا)... غير ان ازدياد تصاعد عمليات المقاومه وخوف البرتغاليين الذين كانوا يمثلون عماد الخدمه المدنيه وغيرها من عمليات انتقاميه بعد تسرب اخبار المفاوضات ادي الي خروج عشرات الآلاف منهم الي خارج موزمبيق الامر الذي قاد لانهيار تام في الخدمات العامه خاصة مع انعدام بديل افريقي جاهز ليحل محلهم... والمعروف عن الاستعمار البتغالي أنه ورغم طول بقائه في هاتين البلدين وغيرهم إلا انه لم يدرب ولاطبيبا واحدا ولا مهندسا.. الخ... والي اليوم لا تبدوا موزمبيق قد شفيت من انهيار خدماتها العامه نتيجة لتلك الهجره الجماعيه المتسارعه.
وهكذا رفع سيمورا ميشيل علم موزمبيق في 25/6/1975م. وكان سيمورا ميشيل يعمل ممرضا قبل التحاقه بالثوار... وصعد من خلال الجبهه ليصبح الرجل الثاني حيث الت اليه القياده بعد وفاة (ادياردو شيفامبو موندلين) كما سبقت الاشاره.... غير ان سيمورا اتخذ نهجا يساريا اقرب للتطرف، حيث صادر ممتلكات الكنيسه واقر سياسة المجمعات الزراعيه في طريقه اشبه لفكرة نيرري في ( اليوجما)، كما منع التجمعات الدينيه ومنع الكنيسه من التدخل في الاسره والزواج وغيره كما دفع بآلاف الشباب من نشطاء حزبه الي المصانع والمزارع ولم تكن لهم خبره لا في الاداره ولا في الانتاج وقد قادت هذه لخروج اعداد اخري من البرتغاليين مما ادي الي انهيار قطاع الاعمال برمته... كما وفرت هذه السياسات اسبابا كافيه لدولة رودسيا العنصريه المجاوره لدعم جبهة (رنامو) ( الحزب القومي الموزمبيقي للمقاومه) وبداء في قتال الحكومه ... وهكذا ... وبعد عامين فقط من الاستقلال اندلعت الحرب الاهليه في موزمبيق في عام 1977م، واستمرت حتي عام 1992م.
غير ان استقلال موزمبيق كان له تاثير مباشر في استقلال زيمبابوي المجاوره. فقد فتحت موزمبيق حدودها الغربيه لحركات المقاومه الزيمبابويه التي اصبحت تتخذ منه موقعا لاطلاق عملياتها في داخل اراضي رودسيا... مما اضطر الكثير من السكان البيض للهجره رغم وعود الرئيس ايان سميث لهم باستتباب الامن... ومع تصاعد حركة المقاومه وتزايد عملياتها شعرت جنوب افريقيا العنصريه ان دعمها المتواصل لحكومة ايان سميث اصبح من العسير الاحتفاظ به علي المدي الطويل، وفضلت ان تضغط علي رودسيا للوصول الي حل مع القوميين الافارقه المطالبين بالحكم. وكان ايان سميث قد رفض في السابق وساطات متكرره من الحكومه البريطانيه لحل القضيه، كان اخرها مبادره تقدم بها وزير الخارجيه انذاك تسمح باستمرار حكم البيض في رودسيا حتي عام 2030 ، لكن اسميث رفضها و كان يقول (إن حكم الاغلبيه السوداء لن يحدث حتي بعد الف عام). ولكن جرت الاحداث بما لا يشتهي اسميث ونالت زيمبابوي استقلالها في عام 1980
لم تستمر الاحداث طويلا بسيمورا ميشيل اذ في وسط الصراع المتصاعد وسيطرة جنوب افريقيا العنصريه علي الاحداث في المنطقه وتدبيرها لكثير من المؤامرات، بعد ان غاصت موزمبيق في الحرب الاهليه وانهارت مؤسساتها واصبحت قابله للتشظي... فجأة قتل سيمورا ميشيل في حادث طائره مشهور في عام 1986 وكان عائدا من جوهانسبرج الي مابوتو... ويزعم البعض ان مخابرات جنوب افريقيا العنصريه كانت وراء الحادث... وفي قرائتي المتواضعه لم اجد ما يؤكد اوينفي ذلك.
بدأت لي موزمبيق فقيره لا تزال ندوب الحرب الاهليه باديه في كثير من المواقع في العاصمه. وتحيط الاحياء الفقيره بقلب العاصمه الذي تركه البرتغالين خلفهم وان كانت محاولات الحكومه للتحديث باينه للعيان.
تعتمد موزمبيق علي انتاجها من المجوهرات، وبعض المعادن ( الالمونيوم) والنحاس والسياحه وغيرهم.... وتقل الرحلات الجويه لها وتخدمها فقط الخطوط الجنوب افريقيه باربع رحلات في اليوم ( حسب ما علمت) كما تصلها ايضا الخطوط البرتغاليه والخطوط الانجوليه... وللدوله طيران داخلي محدود يخدم المدن الاخري. يعادل الدولار حوالي 26 من عملتها وبعيش اكثر من نصف السكان تحت خط الفقر. وبالرغم من انها بلاد تطل علي المحيط الهندي إلا ان معظم تجارتها بالبرمع جارتها جنوب افريقيا ومع الصين حيث تحتفظ بعلاقات مميزه معها ويتوافد الصينيون علي موزمبيق بصوره ملوحظه وقد لا حظت ان (تقريبا) نصف ركاب الطائره كانوا من الصينيين او بدوا لي كذلك من سحناتهم... وقد علمت لاحقا ان موزمبيق تسعي لتوطين اكثر من عشرين الف صيني ( يقول بعض السكان ان العدد الصحيح هو اثنين مليون) داخل اراضيها ليعملوا في الزراعه حيث وافقت الدوله علي منحهم اراضي بتمليك ايجاري طويل الامد يصل الي مائة عام. وقد علمت ايضا ان الصينين خلافا لكل الجنسيات يحظون بمعامله خاصه من دوائر الهجره فيما يختص بالحصول علي الاقامه الدائمه في الدوله .
ورغم كل ذلك يبدوا ان موزمبيق مقبله علي مرحله جديده من الانفتاح والتنميه. وقد حضر المؤتمر - الذي جاء ناقدا ( في مجمله) لطبيعة علاقة الصين الاستغلاليه مع افريقيا - ثمانيه من الوزراء شارك بعضهم في النقاش العام ودافع بعضهم عن الصين، غير انهم كانوا منفتحين علي المؤتمر وشاركت ايضا اعداد جيده قرابة المائه من قادة الخدمه المدنيه والمختصين في المجالات المختلفه عبروا عن رواؤهم دون حساسيه او تزمت.
وقد قال وزير البيئه الذي افتتح المؤتمر ان موزمبيق منفتحه تسعي للاستفاده من كل جهد ذهني وفكر انساني ومن تجارب الاخرين.... وقد اكد لي بعض ممثلي المنظمات غير الحكوميه الموزمبيقيه انهم يجدون تعاون غير محدود من الرسميين ويحصلون علي المعلومات التي يطلبونها كما ان الدوله تشركهم في نشاطاتها وتحيل لهم بعض الوثائق للتعرف علي افكارهم واراؤهم حولها...
ويبدوا ان موزمبيق التي استقلت بعد السودان بسبعة عشر عاما كامله عازمه علي تجاوز التناحر الداخلي والاتجاه نحو التنميه والديمقراطيه بقلب وعقل مفتوحين.
واخيرا....
من الاشياء التي لفتت انتباهي هي النسبه العاليه التي حدثت في التزاوج بين البرتغاليين والموزمبيقين، ويمتاز هذا المزيج بجماله الاخاذ عند الفتيات ووسامته البالغه عند الشباب.. ويتصف بلونه ( الكاكاوي) الرائع.... واللون الكاكاوي فيما نعلم هو لون يقع بين التركوازي والخمري.... ويروي بعض اصدقائنا مقوله ينسبوها للراحل المقيم الدكتور عوض دكام ان اللون الكاكاوي هو ( لون اهل الجنه) والله اعلم....
نتابع في الجزء الاخير من جنوب افريقيا موضوعنا الاساسي....
سا ضيف بعض الصور لا حقا
ملوحظه:
استفدت في هذا المقال والذي يليه من الكتب والمصادر التاليه:
1. Paul Nugent,”Africa since Independence”, Palgrave,2004
2. Julia Stewart, “Quotable Africa” Penguin Books, 2004
3. Martin Meredith “The State of Africa: A History of Fifty Years of Independence”, Free Press, 2006
4. Christopher Clapham, ed et al “Big African States: Angola, Sudan, DRC, Ethiopia, Nigeria, South Africa”, Wits University Press, 2006.
5. Martin Meredith, “Diamonds, Gold and War: the Making of South Africa”, Jonathan Ball Publishers, 2007.
6. Sampie Terreblanche, “A History of Inequality in South Africa 1652 -2002”, University of Natal Press, 2005.
7. My own Archive and Collection
(عدل بواسطة Asskouri on 12-12-2007, 10:29 AM)
|
|
 
|
|
|
|
|
|
|
 Re: من العـبق الجنـوب افـريـقي (Re: Asskouri)
|
ما اجمله من عبق اوقفنى على امور لم اكن اعلم عنها سوى القليل
عبرصديقتى دكتورة خديجة صفوت من خلال كتاب لها عن موزمبيق
حيث كانت كما افادت تدرس فى جامعة فى موزمبيق عقب استقلالها
وحدثتنى ان البرتغاليين حين خرجوا عنها ابادوا كل شئ
قالت كنت ترى عمرانا لكنه متهدم لان البرتغاليين هدوا كل المبانى
وهكذا يا سيدى
كان المستعمر عقب خروجه قد فعل ما فعل بتلك البقعة
بل ان اهل موزمبيق كانوا لا ياكلون السمك
وهو احد صادراتها
حيث تقوم الشركات برمى العظام السمكية للناس فيما الاسماك نفسها محرمة عليهم
ويتم تصديرها
شكرا لك يا سيدى على قيم ما حدثتنا
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: من العـبق الجنـوب افـريـقي (Re: سلمى الشيخ سلامة)
|
جمل الرحمن ايامك
إفريقيا
الجمال والإشراق
ملاذنا الأبدي
جميل المعرفة الأن عن إفريقيا
الناس ديل سايقننا شرق
وشمال ولم يتركوا لنا الخيار الطبيعي
ان نتجه الى جوانا
شكرا عسكوري
لهذه الرحلة التي سوف تفتح لنا الباب
لمعرفة إفريقيا الحقيقية
مودتي
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: من العـبق الجنـوب افـريـقي (Re: محمد سنى دفع الله)
|
الاستاّذ الكبير محمد السني
شكرا علي مرورك والتعليق
| Quote: الناس ديل سايقننا شرق |
افتكر إنه السودان من 1956 ( لافي صينيه) ساكت...! بعدين ( الناس ديل) افتكر ( شادنها عري ساكت) تمشي محل ما تمشي وتقيف محل ما تقيف...
انا اعتقد انه اكبر كذبه اطلقت في تاريخ السودان هي إنه السودانيين عرب...
قريبات ديه اتفرجت علي مباراة الفريق القومي السوداني في الاسماعيله... واستغربت... كيف لا يشعر اللاعبون بالغربه وسط الاخرين... والفرق واضح لكل ذا عينين..... امر مؤسف ان يتصنع الانسان الانتماء في مثل هذه القضايا الخطيره...
والي ان تزول هذه الغشاوه من عقول الكثيرين سيظل السودان ( لافي صيينه)
اشكرك
عسكوري
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: من العـبق الجنـوب افـريـقي (Re: Asskouri)
|
وزير البيئه يتراس الجلسه الافتتاحيه للمؤتمر
اثناء تقديم مساهمتي حول دور الصين في افريقيا
تراكتور قال لي احد الاخوه ان البرتغاليون جلبوه في نهاية
القرن التاسع عشرعندما توسعوا في مزارعهم بعد طرد الافارقه منها
التراكتور من الناحيه الاخري
احد الشوارع في مابوتو
شارع اخر في قلب مابوتو لاحظ قلة الحركه وندرة المتسوقين
شواطي مابوتو لا تزال تنتظر الاستثمار والتحديث للاستفاده منها في السياحه
فرغم جمالها وروعة اجوائها وهدوئها الممتد لم يستتمر البرتغاليون فيها شيئا يدر دخلا علي الافارقه
بل قامو بتشييد بعض الشقق والبنايات التي تطل علي البحر لسكناهم فقط
صرح الشهداء علي الطريق الي المطار
صوره لصرح الشهداء عن قرب وتشاهد صورة سيمورا ميشيل في الوسط
وعندما يمر الانسان بتجربة كتجربة موزمبيق تحت الاستعمار ودرجة الاستغلال وما تركه بعده، اعتقد اننا كنا اكثر حظا منهم ( ان لم يكن هنالك بد من الاستعمار كحقيقه اصبحت تاريخيه) فعلي الاقل ترك لنا الانجليز شيئا ولو قليلا في الادار العامه وفي الزراعه والسكه حديد والصحه وغيرها كما انهم لم يسترقونا او يتاجروا باسلافنا كما حدث لهؤلاء... وعلي كل فبعد استعمار خمسمائة عام وجدت موزمبيق نفسها حطاما لا مثيل له... وفي واقع الحال ... ورغم هوايتي للتصوير والتوثيق لم اجد في تلك المدينه ذات الطبيعه الخلابه التي حطمها طول استغلال طبيعتها وسكانها ما اصوره....!!!
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: من العـبق الجنـوب افـريـقي (Re: Asskouri)
|
تـحياتى عسكـورى
شكرا لهذه الجماليات فقد بلغ القرف فى بلادنا اقصى مداه
Quote: ... جوها معتدل... تضخمه نفحات المحيط الهندي طوال اليوم من الشواطيء الممتده... يستمتع سكانها بالبحر بعضهم يصاد السمك وبعضهم يلهو ويسبح وبعضهم يبث اشواق الغرام لمحبوباتهم عندما يهداء البحر وتقل السابله.
|
متـى يهداء الـبحر وتقل السابله حوالينا لنبث ذلك المكتـوم فى جوفـنا؟.
شكرا لهذه الجمايات التى اعادت الينا ذكريات لكتاب كبار تناولوا الظلم فى ابداعاتهم
هذه المقال ذكرنى بقصة (ابن السلطان الضال ) لمحمد المنـسى قنديل ومسرحية (اعدام السجان)
للدكتور عصمت سيف الدولة .
فى انتظار الجزء الثانى
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: من العـبق الجنـوب افـريـقي (Re: عبد الواحد أبراهيم)
|
الاخ عبد الواحد
شكرا علي المرور
اذا تركنا الفتره الاستعماريه جانبا، اعتقد ان هنالك بعض التشابه بين موزمبيق والسودان خاصة فيما يتعلق بالحرب الاهليه الطويله، الدمار والفقر الذي سببته، سوء إدارة الدوله المظهر العام لفقر السواد الاعظم من السكان بالرغم من توفر الموارد الفساد المستشري، العلاقه الحميمه مع الصين... اما من ناحية ( الجيوبولتكس) فاعتقد كما تؤثر مصر بصوره مباشره ( كدوله قويه في الشمال) علي الاحداث في السودان، ايضا تؤثر جنوب افريقيا علي الاحداث في موزمبيق وإن كان هنالك فوارق في اللغه والثقافه... وعلي كل الموضوع يحتاج الي المزيد من البحث والتنقيب...
هنالك فارق اخر واضح هو ان موزمبيق دوله علمانيه يعيش فيها المسيحيون والمسلمون علي قدر المساواه، بينما في السودان ( علي الاقل في الشمال) هنالك دوله دينيه متزمته، لذلك اعتقد ان فرص خروج مومبيق من التفكك والانهيار المريع افضل بكثير من السودان،وبينما يقضي اغلب واضعي السياسه السودان اغلب وقتهم في جدل بيزنطي حول الدوله الدينيه و ( الدجاجه من البيضه او البيضه من الدجاجه)، بداء لي ان الموزمبيقين( علي الأقل المسؤولين الذين حضروا المؤتمر ووجدت الفرصه للتحدث معهم) بدأوا لي انهم جادون وقد وعوا دروس الحرب الاهليه ومتاهاتها وعقم التطرف الايديولوجي، واعتقد ان هنالك روح عامه للعمل حول الدقرطه والتعاون.. لذلك اعتقد ( إن ساروا علي هذا النهج) ان يتخطوا دوله مثل السودان تسير عكس اتجاه التاريخ ربما في اوقبل عام 2020م
تحياتي
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: من العـبق الجنـوب افـريـقي (Re: Asskouri)
|
من العبق الجنوب إفريقي (2)
تركت اذن مابوتو وفي النفس اسي وحزن وامل. فمبعث الاسي كان من إلمامي المتنامي بمعاناة الافارقه في تلك النواحي من افريقيا تحت سياط الاستعمار البرتغالي، حيث بيع اسلافهم ودمرت مجتمعاتهم بالقتل والتشريد والطرد من الاراضي المنتجه وابيدت اجيال عديده من الشبيبه الافريقيه لا لسبب إلا لانها نهضت تقاوم من اجل كرامتها وحقها في الحياه الحره. ومهما يكن من امر ورغم فظاعة ما وقع علي الافارقه، بدأت لي تلك المجتمعات قد خرجت اكثر عزيمه علي النهوض من ذلك الدرك السحيق الذي ارداه فيها الاستعمار البرتغالي. ان اكثر ما يميز افريقيا هو انها قارة بكر ...ولود... فبنفس القدر الذي عاني فيه اسلافنا تحت بربرية الاستعمار، انتجت القاره ارتالا وارتالا من الابطال نهضوا يقاومون عقودا وعقودا حتي دحروا المستعمرين واستعادوا كرامة شعوبهم.. اما مبعث الامل، ومهما يكن من نكبات واشكالات داخليه صاحبت صرخة الميلاد الباذخ، فقد لمست عزيمة غير مسبوقه وسط الموزمبيقيين للنهوض ببلادهم واخراجها من درك التخلف والعمل علي لملمة جراح مجتمعهم الذي عاني من الحروب الداخليه والسعي لما يفيد الشعب ويعزز انطلاقه.... هكذا احسست من نقاشي مع اغلب المسؤلين الذين وجدت وقتا للتحدث معهم.
طفقت ابحث في الايام الاخيره عن فندق في جوهانسبرج لاقضي فيه ايامي القليله. وكان مجموعه من المشاركين في المؤتمر قد نبهوني الي العنف المنفلت الذي تتصف به المدينه، حيث تعيش العصابات وتمرح.. ونصحوني بتوخي الحذر الشديد حتي في اختيار الفندق الذي ساقيم فيه... وكان من وجهة نظر بعضهم ان حتي بعض الفنادق لا تسلم من نشاط العصابات الممتد. اخذت بعض اسماء الفنادق من بعض المشاركين من جنوب افريقيا، ولسوء حظي لم اعثر علي غرفه بها، اذ كانت كلها محجوزه لقد كان الوقت يصادف (عيد الشكر) عند المسيحين حيث يتجه الكثيرين من اروبا وامريكا واسيا لقضاء العطله.... واسقط في يدي ولم ادري ما افعل... وفكرت في الغاء برنامجي والمواصله للندن مباشرة... غير انني في صباح اليوم التالي تحدثت الي زميلنا( تآبان) الذي تعرفت غليه منذ فتره عن طريق الانترت حيث يهتم هو ايضا باستثمارات الصين في جنوب افريقيا فطلب مني الاتصال بصديق له يملك فندقا في جوهانسبرج ربما امكنه مساعدتي، وقال لي ان الفندق جيد ولكنه يقع خارج مركز المدينه بحوالي عشره دقائق بالسياره... وقمت علي الفور بالاتصال علي الرجل وتمكنت من الثور علي غرفه لمدة ثلاث ايام... وعلي الفور تجددت فيني مكامن الشوق لزيارة (سويتو) من جديد...
كنت قد انكببت في اليام الماضيه علي قراءة تاريخ جنوب افريقيا من بعض الكتب التي اشتريتها من مطار جوهانسبرج.. إذ توجد بالمطار مكتبه جيده توفر اخر الكتب وغيرها عن جنوب افريقيا والدول التي حولها... لفت نظري ايضا غزارة انتاج مطابع جنوب افريقيا... وهو مؤشر مهم للتنميه والتطور... وتلك ميزه هامه توفرها الديمقراطيه... وتذكرت زيارتي للمكتبات في السودان وفقرها من الجديد... فلا احد يكتب في السودان.. فمثلا لم اعثر علي كتاب يخاطب قضية الوحده والانفصال، او قضايا التهميش، او قضية التطرف الديني الذي اصبح سمه طاغيه للسودان او الفقر او الفساد الذي يمسك بتلابيب الدوله.... لقد مات البحث والتاليف في السودان تحت جحافل الشموليه وسنابكها... ولتغطية ما احدثته الشموليه من نفق مظلم في هذا الجانب الحساس.. اصبحت مؤسسات الدوله تستقدم وتستضيف كل عام دور النشر الخارجيه لتعرض انتاجها من ركيك ورخيص الكتب الذي لا محتوي له وقد ذهبت لاحد هذه المعاض في بري فوجدت ان قرابة ال90% من الكتب كتب دينيه تغذي النشء بالتطرف الديني وتروج لافكار انصار السنه والاخوان المسلمين..وبعضها يروج صراحة لافكار الشيعه... حيث قامت بعد ايام قوات الامن باغلاق جناح ايران بعدما اشتكي ائمة المساجد من نوعية الكتب المعروضه... إذن فنحن علي طرفي نقيض... تسير شعوب افريقيا في اتجاه وتسير بلادنا في اتجاه... فتلك شعوب تبحث وتكتب عن قضاياها بكل جديه ودون رقيب... ويكتب عندنا هؤلاء الموتورن عن نواقض الوضؤ وفقه الحيض والنفاس كما ذكر دكتور الترابي.
وعلي كل لو اتتك الفرصه لزيارة جنوب افريقيا او المرور عن طريق مطار جوهانسبرج فمكتبة ( اكزيجاتف) مكتبة ممتازه يمكنك في حدود مبلغ مائة دولار او نحو ذلك شراء عدد من الكتب الجيده والكتب متنوعه تخاطب كل التخصصات بما فيها الطب والهندسه والكمبيوتر الخ......
قبل الاقلاع قال كابتن الطائر ان جوهانسبرج تتعرض لامطار غزيره مصحوبه بصواعق عنيفه الامر الذي قد يؤخر هبوط الطائره قليلا... ثم اكد اننا سنكون بخير ولا داعي للقلق... نظرت الي سيده استراليه تجلس بجانبي... فقالت هل تشعر بالاطمئنان.. فقلت لها وماذا يمكنني ان افعل... فقالت نعم... وماذا يمكننا ان نفعل... ورددت ...فليحفظنا الله....
نعم لقد كان الكابتن صادقا فقد كانت الغيوم الداكنه تغطي اجواء المدينه من جميع الاتجاهات.. غير ان قائد الطائره كان ممتازا...فغير ثلاث او اربع مطبات قويه اثارت صراخ الاطفال.. كان الهبوط في مجمله جيدا... وكنت في هذه الاثناء منشغلا احاول وضع افضل خطه لبرنامجي لزيارة اكبر عدد من المناطق وعلي راسها (متحف الفصل العنصري) و(سويتو) وما ادراك ما سيوتو.......
يتبع.....
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: من العـبق الجنـوب افـريـقي (Re: Asskouri)
|
من العبــق الجنوب إفريقي (3)
عندما ينظر الانسان الي تاريخ جنوب افريقيا، يواجه بسـؤال تاريخي هام، وهو لماذا انتهت فترة الاستعمار الاسيطاني فيها الي منظومه من الفصل العنصري البغيض استمرت حتي مشارف الالفيه الثالثه؟ يضاف الي ذلك انه من غير المنصف ان تصبح قضية النضال التاريخي لشعوب جنوب افريقيا مختصره عند اغلب العامه وعدد لا يستهان به من انصاف المتعلمين من الصحفيين، في الشخصيه الاسطوريه للزعيم نيلسون مانديلا. والزعيم الاسطوري ما نديلا وهو بلاشك قامه لا تدانيها قامه في النضال ضد العنصريه وضد الاستعمار والهيمنه في افريقيا، وجاء تتويجا لنضالات وتضحيات وقتال شرس بداء منذ مطلع القرن السابع عشر واستمر حوالي اربع قرون.... صراع دموي مستمر لا هواده فيه.... بذل فيه رجال القبائل الافريقيون النفس والنفيس... وتعرضوا فيه للقتل والأستعباد والطرد من الارض وكل صنوف العذاب التي يمكن ان تخطر علي بال الانسان.... لقد دٌمًرت مجتمعات باكملها وقضت اجيال كامله كل حياتها ترسف في قيود العبوديه والسخره فوق ارضها التي كانت تمتلكها وتجوب وهادها بحريه... وحٌوًلت مجتمعات كامله قهرا من مجتمعات زراعيه الي عماله يدويه بدون اجر وبقيود مانعه في الحركه والتنقل.. والي اليوم يشعر القاريء لتاريخ جنوب افريقيا ان هنالك فصولا من الماساه لم تكتب وان بقعا مظلمه لم يبلغها ضؤ التوثيق وان كثيرا من الوثائق والمستدات لم تنشر وان... وان....
غير ان الاجابه علي السؤال الذي طرحناه سابقا تقتضي منا العود للوراء كثيرا حوالي اربعمائة عام مع وصول اول المستعمرين الي منطقة الكاب حيث بدأت اكبر ماساة في تاريخ البشريه الحديث...
بالقطع لن يستطيع اي كاتب ان يسرد في مثل هذه المقالات القصيره كامل تاريخ جنوب افريقيا المعقد والشائك، إلا اننا سنجتهد لتسليط الضؤ علي بعض المراحل والاحداث التي كانت فارقه في ذلك التاريخ، عسي ولعل ان تكون هذه المقالات سببا لتحفيز الاخرين في البحث والتنقيب في ذلك التاريخ الثر لاستقاء الدروس والعبر والاستفاده منه في مقبل الايام... خاصة وان ما جري في السودان منذ الاستعمار المصري وحتي اتفاقيات نيفاشا يقارب في بعض جوانبه ومكوناته ما جري في الجنوب الافريقي... مع الفارق المقداري والنوعي.
ليس من السهل ايضا استقراء النتائج اللاحقه قبل الغوص العميق في فسيفساء ذلك التاريخ ومحددات الصراع الدومي الذي جري لمدة اريع قرون شهدت ما شهدت من ماسي وحروب وقتل وحرق ونهب. غير ان الغوص في مثل تلك التفاصيل سيعني ان نكتب مجلدات ومجلدات عن احداث مازال تاثيرها مستمر علي الواقع... وهو أمر لا قبل لنا به وليس هدفنا الاساسي هنا.... لذلك سنكتفي بالاشار العابره لمراحل مختلفه تداخلت وتعقدت وصنعت اقبح وافظع واقع في التاريخ عرف لا حقا في القرن العشرين بدولة جنوب افريقيا العنصريه التي سقطت في عام 1994م. دون ان يذرف عليها احد الدمع حتي قادتها.
من الضروري عند العوده للبدايات والنظر في تاريخ جنوب افريقيا التذكير بالدور القذر الذي لعبته شركه هولنديه كانت من اكبر الشركات في القرن السابع عشر بنت ثروتها علي تجارة الرق وتصدير الرقيق الي وتعرف اختصارا بــــ Vereigde Oostindische Compagnie امريكا اللاتينيه. كانت شركة
قد صنعت لها وجودا ومركزا في خليج ( تيبل بيه) ومن ثم اصبحت تفرض نفوذها علي البواخر(VOC)
التي تحمل الرقيق من موزمبيق ومن الهند واندونيسا و انجولا وغيرها وتفرض عليها الاتاوات والرسوم كما تمارس هي نفسها التجاره لصالح المساهمين. كان ا لهذه الشركه نفوذ غير مسبوق وسط الطبقه الحاكمه في هولندا والمسيطره علي راس المال في ذلك الوقت... ومن الغريب ان كيب تاون كمستعمره لم تكن تتبع للحكومه الهولنديه بل كانت تابعه لهذه الشركه. وكما يذكر المؤرخون ان هذه الشركه التي انهارت بعد مائتي عام من انشائها في عام 1602م كانت من افسد الشركات التي عرفها التاريخ علي الاطلاق..
ومع مرور الايام وسعت الشركه نشاطها الي داخل الاراضي الافريقيه وبدات عملية اصطياد الافارقه كرقيق او طردهم بقوة السلاح من اراضيهم وتمليكها لمزارعين بيض استجلبتهم الشركه من اروبا. ومع توسع عمليات الشركه في الزراعه وتربية المواشي الخ...و اجه الافارقه ولمدة اربعه قرون حملات منتظمه للطرد من الاراضي والمراعي ووجهوا بنهب ما شيتهم واسترقاق اطفالهم ونهب نسائهم الخ...
وقد قويت شوكة المستوطنيين الاوربيون بعد ان زاد عدد المزارعين الذين استجلبتهم الشركه وتبعهم الي هناك كثير من الاربيون الباحثين عن الثراء والارض.... ومن الغريب ان نهج العنف والسلب المرتبط تاريخيا بما يعرف في التاريخ الاقتصادي بمرحلة ( الميركانتلزم) استمر نهجا ثابتا في جنوب افريقيا تبناه المستوطنون بعد ان قويت شوكتهم مستفدين من اتصالهم بالعالم الخارجي والحصول علي السلاح الحديث...
لقد كانت المزارع الواسعه تحتاج الي عماله ولم يمكن امام ملاك الاراضي الجدد من سبيل غير تحويل الافارقه الي رقيق في مزارعهم ، وتمت هذه الطريقه عن طريق الهجوم المباشر علي القبائل الافريقيه وسبي النساء والاطفال منها، وفي اغلب الاحيان كان المستوطنون يقومون بقتل الاباء والامهات ليتمكنوا من تنشئة الاطفال بالصوره التي يريدونها والتي تقوم علي تنشئتهم كافراد تابعين ( للسيد) لا حقوق لهم. في كل هذا الوقت ولقرابة المائة عام لم تكن مناطق واسعه من الجنوب الافريقي حول منطقة الكاب تعرف اي شكل للدوله... كان اغنياء المزارعين يسيطرون علي كل شيء ويديرون حياتهم بالصوره التي يرونها ويشددون من وتيرة غزواتهم وهجماتهم علي القبائل الافريقيه، التي ورغم هزائمها المتلاحقه في وجه الغزاه لم تنكسرشوكتها وكانت في كل مره وبعد كل هجوم تجد نفسها مضطره الي التراجع الي الداخل والبحث عن اراضي جديده الامر الذي وضع القبائل الافريقيه في مواجهه مع بعضها البعض في كثير من الأحيان.
يتبع.......
| |
|
|
|
|
|
|
| |
Asskouri
سلمى الشيخ سلامة
محمد سنى دفع الله
عبد الواحد أبراهيم
nada ali
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست