|
لا !!
|
لا او وقف الحروب ومصارعة النظام سياسيا هو الحل وليس اغراق البلاد في بحار من الدماء
تابعنا في هذا البورد وفي الحياة العامة دعوات متتالية من بعض الاطراف والقوي لنقل الحرب الي الخرطوم؛ باعتبار هذا مرة واجبا تفرضه الظروف الراهنة؛ ومرة كرد فعل انفعالي ودعوة لاشعال الحرب شاملة لكيما تحرق الجميع؛ وفي مرة ثالثة كوسيلة من وسائل الضغط السياسي علي النظام للمضي قدما في تنفيذ ما اتفق عليه من اقتسام للسلطة والامتيازات مع الحركة الشعبية لتحرير السودان .
ان قضية الحرب والسلم؛ لهي من الضخامة والاهمية بحيث لا تترك فقط للعسكريين كما يقولوا؛ لكنها ايضا من الضخامة بحيث لا تترك للسياسيين؛ يحرقوا بها الوطن ويدمروا بها مقدرات الشعب ؛ بينما يكسبوا هم من ورائها ثمن بخس دراهم معدودات؛ اثني عشر فضيا او اكثر او اوقل.
ان كاتب هذه السطور قد دعا من قبل الي نفس هذه الدعوة؛ اي ان تنتقل الحرب الي الخرطوم؛ كما انه لعدد من السنوات كان من اكثر المنادين باستخدام طريق المواجهة المسلحة مع النظام وفي كل الجبهات. انني اعلن اليوم انه يؤسفني ان اسجل ندمي وان اقر بخطئي في كل من ذيك الموقفين؛ والذي اثبتت الايام انه كان طريق من الالام لشعبنا ولمواطنيه البسطاء؛ ولا اري بديلا لاصلح ما قد ساهمت في افساده؛ غير ان اقول اليوم : لا .
لقد اثبتت تجربة المواجهات المسلحة الطائشة مع نظام الخرطوم؛ والتي لم تكن معاملة بجدية من قبل من طرحوها وتاجروا بها؛ ولم تكن يوما قد نوقشت مع الجماهير التي تدور الحرب في مناطقها؛ كما لم تخضع مالاتها لحوار حتي وسط قوي المعارضة نفسها؛ ولم توضع تكتياتها داخل استراتيجية موحدة منسقة للاطاخة بالنظام؛ اثبتت ان ممارسة المواجهة المسلحة من قبل المعارضة السودانية؛ قد ادي الي تثبيت اقدام النظام؛ والي خلق ظروف بالغة القسوة والماساوية لجماهير متزايدة من شعبنا.
ان النخب السياسية المعارضة؛ قد تاجرت بقضية المواجهة المسلحة؛ كما تاجرت بقضايا الديمقراطية والعلمانية والسودان الجديد؛ وكما يتاجر النظام بشعارات الشريعة والاسلام والدفاع المزعوم عن الوطن؛ وكا يتاجر بعضها اليوم بقضية الحرب والسلام. وقد تعاملت النخب المعارضة بلامبالاة فائقة؛ تجاه مصير وحيوات بسطاء المواطنين والمواطنات؛ وبلا مسؤولية لا يمكن تصورها؛ وهي تتعامل مع قضايا فائقة الاهمية؛ مثل قضايا استراتيجية الاطاحة بالنظام؛ واجتراح افاق البديل الديمقراطي.
لقد كان العمل المسلح لقوي المعارضة المختلفة؛ معزولا عن الجماهير ومفروضا عليها؛ وتنعدم فيه الجدية والمسؤلية عن ارواح الشباب ممن شاركوا فيه؛ وعن معاناة وماسى الجماهير المتضررة منه؛ ولم يزد عند اغلب هؤلاء القادة عن كونه اداة ضغط علي النظام؛ ولذلك فان قوي المعارضة لم تسع ابدا لتوحيده وتنظيمه وتنسيقه ومنهجته ضمن عملية سياسية مبرمجة ومخططة؛ بل كان في كثير من الاحيان يبدو وكانه مرتهن بخيارات اقليمية وعالمية؛ اكثر منه استجابة لحاجات النضال الملحة ضد الدكتاتورية.
ان نظام 30 يونيو الفاشي الدموي؛ والذي يقوم علي العنف والقوة والافراط في استخدامهما؛ وتشكل العسكرة والقمع جزءا اساسيا من ايدلوجيته وتكوينه؛ والذي دعى قوي المعارضة الي منازلته بالسلاح؛ قد كان الاكثر استفادة من انخراط بعض تلك القوي في مواجهات عسكرية خرقاء معه؛ لم تعد لها العدة ولا العتاد؛ وخدعت بها وبامكانياتها الجماهير؛ بينما كان النظام مجيشا تماما لكوادره وقواعده؛ ومجهزا جدا لتلك المواجهات الخرقاء؛ مستغلا ظروف الحرب لاشعال المشاعر المتهيجة للاتباع وتضليل الجماهير الشعبية وقمعها وتفكيك مؤسساتها السياسية والمدنية.
اننا لا نسنتغرب من تفاعل النظام بايجابية مع كل دعوات التصعيد العسكري؛ فالنظام طبيعته عسكرية تقوم علي العنف؛ وطبيعة النظام وتنظيمه العنفية؛ وقيام ايدلوجيته عليها؛ توضح انه في هذا الطريق والمجال العسكري؛ لا يمكن القضاء عليهع الا بقوة تماثلة او تفوقه؛ وهو امر لم يكن في امكانها ان توفره قوي النعارضة المازومة والمشتتة؛ والتي بحكم خياراتها ومصالحها لم تتعامل يوما مع الحرب كخيار حقيقي تعد لها كما يعد عادة للحروب
ان النظام لا يهزم بمثل هذه المغامرات العسكرية الفطيرة؛ فانك لا تهزم سمك القرش في الماء؛ ولكن كعب اخيل النظام هي مجال العمل السياسي والمدني الجماهيري؛ وهي في ميدان النضال من اجل الحقوق الاقتصادية والاجتماعية للجماهير؛ وفي ميبادين الصراع من اجل الحقوق الاساسية؛ وفي تعرية الفشل الاقتصادي والتدهور الاجتماعي والانحطاط الثقافي الذي اوصل اليه بلادنا؛ هي في تقديم البرامج والممارسات البديلة عنه؛ هي في هزيمته بتنظيم الجماهير التي يحتقرها ويستغلها ويقمعها؛ هي في استنفار الطاقات التي شردها وعطلها؛ ان هزيمة النظام تتم في الميدان الذي هو فيه اضعف ما يكون؛ وليس في الميدان الذي هو فيه اقوي ما يكون !!
لكن ولان قوي المعارضة الرئيسية لا تملك مثل هذا الافق؛ وليست هي حريصة علي شي غير مصالحها الاضيق من خرم الابرة؛ واقتسام الريع والامتيازات مع نفس النظام الذي تدعي حرابته؛ فانها تراوح اما في الانخراط في صفقات انتهازية مع النظام؛ اوتلجا للضغط عليه بالمغامرات العسكرية الطائشة والضغط الدولي المتقلب؛ مغيبة دور الجماهير وبعيدة عن ميدان المنازلة الحقيقي؛ والذي كانت احري بها الوقوف فيه منذ عقد ونيف؛ لو كانت تريد حقا الانتصار عليه وتصفية وجوده من حياتنا العامة.
ان ممارسات القوي المقاتلة تجاه المواطنين لم تكن تقل في استهتارها بحياة الناس ومصالحهم وحرياتهم؛ عن ممارسات النظام. ان جماهير السودان البسيطة الكادحة قد كانت هي المتضررة الاولي من حروب النخبة المتصارعة؛وخصوصا في الجنوب وجبال النوبة والرق ودارفور؛ ودفعت الثمن غاليا جموعا هائلة من النساء والاطفال في شكل قتل وتهجير واغتصاب واذلال ونهب واسترقاق واجبار علي السخرة الخ الخ مما راينا كوابيسه في كل تلك المناطق التي دارت فيها رحي الحرب اللعينة.
ان نقل الحرب الي الخرطوم او الوسط لن تؤدي الا الا مزيد من الدمار ومزيدا من العذاب للجماهير؛ ومزيدا من التثبيت لمواقع النظام المتهاوية؛ ومزيدا من الاستهتار بحياة البشر ومصالحهم وممتلكاتهم؛ ومزيدا من عسكرة الحياة العامة وابعاد واقصاء المواطنين عن حلبةالعمل العام ووفي حالة نجاح المعارضة فرض بديل لا يمت للديمقراطية بصلة؛ نري نماذجه رؤية العين في كل من اثيوبيا وارتريا واوغندا ورواندا وتالكنغو الديمقراطية.
ان الماساة الانسانية التي لم تنتهي بعد في جنوب السودان؛ وانفجار ماساة جديدة في دارفور؛ تجعل من واجب ايقاف الحروب الاهلية واجيا عاجلا؛ وتجعل من هدف اسقاط النظام فرضا لا يقبل التاجيل. ان الموقف الثوري الحقيقي يتبدي في مصارعة النظام سياسيا وفكريا واعلاميا وجتماعيا؛ حتي تتحقق هزيمته لا اقتسام السلطة معه؛او استبداله غير المحتمل ببديل لا يختلف عنه؛ وهما الامران الذان يسعي اليها قادة الحرب من جهة المعارضة؛ وهو بديل لا يسر القلب ولا يقنع العقل لمن كان انتماؤه للوطن والمواطن والحرية هو الاصل.
ونواصل
عادل عبدالعاطي 22 سبتمبر 2004
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
لا !! | Abdel Aati | 09-22-04, 03:42 AM |
Re: لا !! | Abdel Aati | 09-22-04, 03:45 AM |
Re: لا !! | saif massad ali | 09-22-04, 03:49 AM |
Re: لا !! | أبوالريش | 09-22-04, 04:02 AM |
Re: لا !! | Abdel Aati | 09-23-04, 01:10 AM |
Re: لا !! | Abdel Aati | 09-23-04, 01:07 AM |
Re: لا !! | برهان تاج الدين | 09-22-04, 04:23 AM |
Re: لا !! | أبوالريش | 09-22-04, 05:36 AM |
Re: لا !! | saif massad ali | 09-22-04, 05:57 AM |
Re: لا !! | Abdel Aati | 09-23-04, 02:11 AM |
Re: لا !! | Ali Alhalawi | 09-22-04, 05:59 AM |
Re: لا !! | المهدي صالح آدم | 09-22-04, 06:19 AM |
Re: لا !! | Abdel Aati | 09-23-04, 01:23 AM |
Re: لا !! | Abdel Aati | 09-23-04, 01:19 AM |
Re: لا !! | Abdel Aati | 09-23-04, 01:17 AM |
أدعو السودانيين إلى دعم موقف الأمم المتحدة | Yasir Elsharif | 09-22-04, 06:09 AM |
Re: أدعو السودانيين إلى دعم موقف الأمم المتحدة | saif massad ali | 09-22-04, 06:16 AM |
Re: أدعو السودانيين إلى دعم موقف الأمم المتحدة | شمهروش | 09-22-04, 06:56 AM |
Re: أدعو السودانيين إلى دعم موقف الأمم المتحدة | Abdel Aati | 09-23-04, 01:31 AM |
Re: أدعو السودانيين إلى دعم موقف الأمم المتحدة | Abdel Aati | 09-23-04, 01:28 AM |
Re: لا !! | Deng | 09-22-04, 06:36 AM |
Re: لا !! | Abdel Aati | 09-23-04, 01:55 AM |
Re: لا !! | محمد الامين احمد | 09-22-04, 06:51 AM |
Re: لا !! | nazar hussien | 09-22-04, 07:29 AM |
Re: لا !! | Abdel Aati | 09-23-04, 02:08 AM |
Re: لا !! | Abdel Aati | 09-23-04, 01:57 AM |
Re: لا !! | برهان تاج الدين | 09-22-04, 09:53 AM |
Re: لا !! | talha alsayed | 09-22-04, 11:55 AM |
Re: لا !! | Abdel Aati | 09-23-04, 02:14 AM |
Re: لا !! | Abdel Aati | 09-23-04, 02:16 AM |
Re: لا !! | خالد عمار | 09-22-04, 01:52 PM |
Re: لا !! | Abdel Aati | 09-23-04, 03:26 AM |
Re: لا !! | خالد عمار | 09-23-04, 02:14 PM |
Re: لا !! | Abdel Aati | 09-24-04, 09:16 PM |
Re: لا !! | محمود الدقم | 09-22-04, 02:01 PM |
Re: لا !! | Abdel Aati | 09-23-04, 03:28 AM |
Re: لا !! | محمود الدقم | 09-23-04, 02:42 PM |
Re: لا !! | Abdel Aati | 09-23-04, 02:52 PM |
Re: لا !! | برهان تاج الدين | 09-22-04, 02:23 PM |
Re: لا !! | Abdel Aati | 09-23-04, 03:30 AM |
Re: لا !! | kamalabas | 09-22-04, 02:57 PM |
Re: لا !! | Mohamed Abdulhamid | 09-23-04, 03:43 AM |
Re: لا !! | Abdel Aati | 09-23-04, 04:09 AM |
Re: لا !! | Mohamed Abdulhamid | 09-23-04, 03:43 AM |
Re: لا !! | Mohammed Tirab | 09-23-04, 04:00 AM |
Re: لا !! | Abdel Aati | 09-23-04, 04:13 AM |
Re: لا !! | Abdel Aati | 09-23-04, 04:07 AM |
Re: لا !! | Roada | 09-23-04, 07:31 AM |
Re: لا !! | Yasir Elsharif | 09-23-04, 08:21 AM |
Re: لا !! | Abdel Aati | 09-23-04, 02:50 PM |
Re: لا !! | kamalabas | 09-23-04, 09:21 AM |
Re: لا !! | Abdel Aati | 09-23-04, 10:15 AM |
Re: لا !! | kamalabas | 09-23-04, 10:16 AM |
Re: لا !! | Abdel Aati | 09-23-04, 02:25 PM |
Re: لا !! | Abdel Aati | 09-23-04, 02:32 PM |
Re: لا !! | kamalabas | 09-23-04, 03:41 PM |
Re: لا !! | Abdel Aati | 09-23-04, 03:55 PM |
Re: لا !! | Hisham Amin | 09-23-04, 08:18 PM |
Re: لا !! | Roada | 09-24-04, 06:55 AM |
Re: لا !! | Roada | 09-24-04, 07:00 AM |
Re: لا !! | Abdel Aati | 09-24-04, 07:49 PM |
Re: لا !! | Abdel Aati | 09-24-04, 07:45 PM |
Re: لا !! | Deng | 09-23-04, 08:30 PM |
Re: لا !! | برهان تاج الدين | 09-24-04, 05:08 AM |
Re: لا !! | Abdel Aati | 09-24-04, 07:47 PM |
Re: لا !! | Deng | 09-24-04, 06:50 AM |
Re: لا !! | Abdel Aati | 09-24-04, 08:10 PM |
Re: لا !! | Deng | 09-24-04, 07:13 AM |
Re: لا !! | Roada | 09-24-04, 08:10 AM |
Re: لا !! | Abdel Aati | 09-24-04, 08:21 PM |
Re: لا !! | Mohamed Bang | 09-25-04, 02:14 PM |
Re: لا !! | Ahmed Osman | 09-25-04, 07:25 PM |
Re: لا !! | Elhadi | 10-04-04, 04:15 PM |
Re: لا !! | Abdel Aati | 09-24-04, 08:18 PM |
Re: لا !! | أبو ساندرا | 09-24-04, 08:07 AM |
Re: لا !! | Abdel Aati | 09-24-04, 08:43 PM |
Re: لا !! | Deng | 09-24-04, 08:54 PM |
Re: لا !! | Abdel Aati | 09-25-04, 05:18 AM |
Re: لا !! | Roada | 09-25-04, 04:00 AM |
Re: لا !! | Abdel Aati | 09-25-04, 05:28 AM |
Re: لا !! | mansur ali | 09-25-04, 07:06 AM |
Re: لا !! | Abdel Aati | 09-25-04, 08:24 AM |
Re: لا !! | أبو ساندرا | 09-25-04, 07:59 AM |
Re: لا !! | Mohamed Bang | 09-25-04, 02:17 PM |
Re: لا !! | Abdel Aati | 09-25-04, 02:35 PM |
Re: لا !! | Abdel Aati | 09-25-04, 02:48 PM |
Re: لا !! | Bashasha | 09-25-04, 11:01 PM |
Re: لا !! | Abdel Aati | 09-28-04, 02:01 PM |
Re: لا !! | Abdel Aati | 09-28-04, 02:18 PM |
Re: لا !! | Abdel Aati | 09-28-04, 02:26 PM |
Re: لا !! | Abdel Aati | 09-28-04, 02:44 PM |
Re: لا !! | Abdel Aati | 09-28-04, 03:50 PM |
Re: لا !! | Abdel Aati | 09-28-04, 08:03 PM |
Re: لا !! | Abdel Aati | 09-28-04, 08:22 PM |
Re: لا !! | Abdel Aati | 09-29-04, 04:34 AM |
Re: لا !! | Abdel Aati | 09-29-04, 04:50 AM |
Re: لا !! | Abdel Aati | 09-29-04, 04:58 AM |
Re: لا !! | Abdel Aati | 09-29-04, 05:20 AM |
Re: لا !! | Abdel Aati | 09-29-04, 05:31 AM |
Re: لا !! | Roada | 09-28-04, 05:29 PM |
Re: لا !! | Abdel Aati | 09-28-04, 05:50 PM |
|
|
|