|
Re: حضور في سونامي الغياب: ياسر عرمان يكتب عن جون قرنق! (Re: Abdel Aati)
|
وفى بحثه عن السودان الجديد يسترجع الماضى فى كل مراحله وحتى بداياته الاولى للعبور للضفة الاخرى من المستقبل كل ذلك مرتبط بالسعى لانسجام وطنى واقليمى يحتفى فيه بعبقرية الانسان و التاريخ والواقع المعاصر علىنحو ديمقراطى و انسانى و من المهم هنا ان ندرك بان المعرفة بالتاريخ تهذب التعامل الانسانى مع السلطة و القوة و ادراك ماضى وحاضر و مستقبل الظواهر و التاريخ الانسانى. حينما زار الدكتور جون قرنق دى مبيور مصر، للمرة الاولى فى 1997 ورغم ازدحام برنامجه بالعديد من اللقاءات الهامة الح على الذهاب الى زيارة الاثار المصرية القديمة وشد انتباه المثقفين المصريين بمعرفته التاريخيه العميقة واستناده والمامه الدقيق بتاريخ حضارة وادى النيل القديمه فى تعامله مع الحاضر والمستقبل وكان الشيخ انتا ديوب حاضرا و ضيفا جليلا فى مقدمة الوفد الزائر وذات مرة التقينا فىباريس مناضلا مصريا عتيقا وتاريخيا فى حركات التحرر المصرية دهشت لحديثه المطول و تقديره العميق لرؤيةالدكتور جون قرنق دى مبيور و رغبته فى لقاءه وان رؤية السودان الجديد ترتبط فىذهنه بنضالات قوى التحرر الوطنى بل هى امتداد لها فى وجه من وجوهها. شدد انتا ديوب بان الرجوع الى مصر فى كل الابعاد و الاتجهات شرط ضرورى لمصالحة الحضارة الافريقية مع التاريخ ، ومن اجل بناء جسم حديث لتاريخ العلوم الانسانية و لاحياء الثقافة الافريقية ، واكد ان ذلك العمل لا صلةله بالدعاية و التهريج اومحاولة استخدام الماضىالقديم فىتعميق الصراعات الحالية بل هو عمل دوافعه العميقة ترتكز على تحقيق مصالحة مع الذات كشرط ضرورى من شرو ط المصالحة بين الشعوب الافريقية و التاريخ الانسانى وبالطبع فان السودان ياتى فى المقدمة. فى عام 1954 دفع انتا ديوب برسالته الى الدكتوراه و التى تم رفضها للطباعة ، غير عابىء بالرفض و صدرت فى كتاب شهير بعنوان " الامم السوداء و الثقافة " وخاض معركة شرسة مع النافذين فى الدوائر الاكاديمية الذين بخسوا من جهده و الذى وصفته الدوائر الاكاديمية لاحقا بانجيل التاريخ الافريقى ولان الشيخ انتا ديوب فى رسالته للدكتوراه ورسائله اللاحقه اتى باسانيد علمية اذهلت الدوائر الاكاديمية و فى 1960 وبدعم من بعض علماء اجتماع و مجتمع و تاريخ وبعد اصراره ورفضه المرة تلو الاخرى لتبعية تاريخ مصر لاوربا او اسيا او البحر الابيض والحق هزيمة منكرة بكافة الدعاوى الاكاديمية التى رفعت فى وجهه. اخيرا تفضلت جامعة السوربون العتيدة بعد ما يقارب العشر سنوات واعطيت شهادةالدكتوراة للعالم و البروفسور الشيخ انتا ديوب التى لم يكن اصلا يحتاجها وواصل اصدار كتابه القيم ( حضارة –مدنية ام بربرية) مضيفا مزيدا من الادلة ان المصريين ينحدرون من مجتمع اسود، وتحدى النظريةالقديمة بان الحضارات الافريقية حضارات فقيرة ولا جذور مدنية لها مقارنة بالحضارات الاخرى و جمع ادلة و شواهد علمية عديدة بأن الحضارات الافريقية هى التى اثرت على ثقافات الاغريق و الرومان التالية للحضارة الافريقية ولكن يجب التاكيد بان الشيخ انتا ديوب لم يكن داعية لتفوق حضارة على اخرى عبر اثبات تفوق الحضارة المصرية الافريقية القديمة بل قامت نظريته على ان المجرىالطبيعى و الحق الطبيعى هو ربط الثقافة الافريقية بتاريخ الثقافات العالمى وبانها امتداد و ليس دعوة للهيمنة وهى جزء من المحاولة الانسانية الكبيرة للمصالحة بين الجماعات البشرية تقوم على الحقائق والاعتراف بالمساهمة المتبادلة فى الارث الحضارى و الثقافى العالمى المؤدية لتوازن الحقوق و الواجبات فى عالم اليوم وان الاضطهاد الذى تشهده المجتمعات الانسانية المعاصرة ترجع جذوره التاريخية لهذه المسالة فى جانب من جوانبها. يرجع تفكير ديوب و مشروعه لارث ثقافى كبير و للتنوع التاريخى لمنطقة غرب افريقيا ولمكان مولده ولم يجد ديوب صعوبة فى مصالحة بين اسلامه وواقع افريقيا التاريخى و المعاصر و مساهمتها فى التاريخ و المساهمة الانسانية وبلادنا السودان معنية باطروحة ديوب بل هى هدية من التاريخ لشعبنا ليعبر نحو المصالحة القائمة على الحقائق ، وقد دفع الدكتور جو ن قرنق مستفيدا من اطروحات ديوب و اخرين بمشروع وطنى تحررى هو مشروع السودان الجديد الذى يستند على التعددية و التنوع التاريخى و المعاصر لشعوب السودان لبناء وطن جديد ، متجاوز للفوراق الاثنية و الدينية و الجغرافية وان الذى يجمعنا هو السودان و قبل ان نكون افارقه ام عرب، مسلمين ام مسيحيين، جنوبيين ام شماليين، من الغرب او من الشرق او من الوسط فلنكن سودانين اولا. و السودان و مثقفيه احوج لانتا ديوب حتى وان تغافله الاخرين فى افريقيا. وكم تحتاج جامعاتنا ومدارسنا لتدريس تاريخنا البعيد و القريب، القديم و المعاصرعلى نحو جديد ، واضعين فى الاعتبار ان قراءة التاريخ جزء من المصالحة الوطنية. اثر انتا ديوب على نحو واسع فى حركات السود عبر القارات ، لا سيما فى الولايات المتحدة الامريكية وفى الكاريبى ، و مناطق متعددة فى العالم و زعامات كبيرة من زعامات حركات السود نهلت من معين انتا ديوب ولا يزال انتا ديوب مقروءا بكثرة فى دوائر حركات السود ، التى انتهى كثير من زعمائها نهايات ماساوية ، لا سيما فى ستينيات القرن الماضى ولاحقا سنجد ان الدكتور جون قرنق دى مبيور اتيم المفكر و السياسى قد خرج من بوابه الستينيات وتفاعل مع شخوصها ، قضاياها ، احداثها ،اطروحاتها و منابرها الحركية. ما بين تنزانيا الستينيات و كلية قرنيل الجامعية بالولايات المتحدة بالستينيات والتى كانت تعج بحركات الحقوق المدنية وحركات السود فى احدى نقاطها الاكثر علواَ وشهوقا و عبر اكثر ممثليها افصاحا فى التاريخ المعاصر مارتن لوثر كينغ، والتر رودنى، مالكوم إكس،إستوكلى كارمايكل، إنجيلا دافيس.....الخ. ومعلوم ان مصادر الفكر اليسارى التقليدى كان مصدرا رئسيا وهاما فى تشكيل الاطار العام لتفكير الدكتور جون قرنق مع ملاحظه هامه ان الدكتور جون قرنق تمكن من المزاوجة بين التمسك بالمبادىء و الرؤية الاستراتيجية و عدم الجنوح الايديولوجى والانزلاق لحلوله واجاباته السهله من جهة و من الجهة الاخرى ان يكون تقدميا عمليا ذو نظرة نقديه، وقد ساهمت بلا شك دراسته الاكاديمية فى الولايات المتحده الامريكيه ومناهجها المتطوره والرصينه ، فى احداث هذا التوازن المطلوب. الزمان مساء الرابع من ابريل 1968 ، مارتن لوثر كنغ اطل من بلكونة الفندق فى مدينة ممفيس ولاية تينسى والتى اتى اليها ليقود مظاهرة تضامنا مع عمال النظافة السود مع زعماء اخرين من حركة الحقوق المدنية كان فى ريعان شبابه، 39 عاما وفى كامل تألقه السياسى ، وهو اصغر من حاز على جائزة نوبل للسلام وعمره لم يتجاوز خمسه وثلاثين عاما و قرر توظيف اموالها لمنظمات الدفاع عن الحقوق المدنية للسود و الملونين ، فهو مسجل كخصم خطير عند عدة دوائر وتم تحذيره من اكثر من جهة و اصبح نشاطه مزعجا للكثيريين اطلق عليه عند مولده مايكل لوثر كنغ المولود فى 15 يناير 1929 فى اطلنطا- جورجيا و الذىغير اسمه لاحقاَ ليتطابق مع المصلح المسيحى الشهير فاصبح مارتن لوثر كنغ، كان ذو صلة بالنقابات و بحركات عديده رافضة. ازدادت زعامته يوما بعد يو م و فجاءة اردى احدهم مارتن لوثر قتيلا من على بلكونة الفندق، اشتعلت امريكا و احياء السود و اصبح مقتله يوما للشقاق الوطنى حتى تم الاتفاق على جعله يوما وطنيا فى 1986 للاعتراف بالنضال من اجل الحقوق المدنية و الوئام الوطنى و لايزال خطاب مارتن لوثر كنغ الشهير بعنوان( لدى حلم) و الذى القاه فى النصب التذكارى لابراهام لنكولن فى واشنطن فى 1963 يمتد كصلاة طويلة الى اليوم على الرغم من ان المدة القصيرة التى عاشها الدكتورمارتن لوثر كنغ فانه يبدو اسطوريا و نجما ساطعا ولد حين مات وحضر حين غاب. فى باريس واصل انتا ديوب ترسيخ اقدامه وبناء مجده عبثا حاول بعض الاكاديمين الاتفاق مع ديوب عن دور مصر التاريخى فى الحضاره الانسانيه وتحدثوا عن ان الانسان الاسود هاجر الى مصر بعد اكتمال بناء حضارتها ، صفعهم انتا ديوب بادلة جديده بأن الانسان الاسود كان موجود منذ البدايه فى مصر ووادى النيل وقدم بحثا فى علم الاجناس وظهور الانسان الاسود واستخدم لاحقا معمله ( لراديوكربون) فى السنغال وتقدم بنظريته عن ( الملانيين-البشره ) وقدم ادله حول ظهور الانسان الاسود والابيض فى ارجاء العالم واستند على شهادة تاريخية هامه غير مجروحه وصادره من اوربا نفسها وهى كتابات المؤرخ الاغريغى العظيم ( هيرودوت) عن ملاحظاته ومشاهداته عند زيارته لمصر ذلك الزمان حينما كانت مصر مركز الحضاره لا اوربا وقد ذكر هيرودت بأن الانسان فى مصر له بشره سوداء داكنه وهى شهادة لم تخدع للتلفيقات التى تخدم اغراض سياسية وذات غرض ورد الشيخ انتا ديوب ( الشيخ ذو السر الباتع) على بضاعة الاوربين ببضاعه رجل من اوربا واختير الشيخ انتا ديوب فى اللجنه العلميه العالمية لكتابة تاريخ افريقيا والتى قامت بعمل جليل و ضخم فى الفتره من عام 1961 الى عام 1986 واصدرت مجلدات اليونسكو الهامه حول التاريخ العام لافريقيا كجزء لا يتجزأ من التاريخ العالمى وهى اطروحه انتا ديوب المركزيه وقد وجد انتا ديوب اعتراضات كثيره فى اثناء عمل اللجنه على افكاره اتى بعضها من جمال مختار! من مصر والان فى مصر تجد اطروحات انتا ديوب قبولا متزايد الاتساع فى دوائر اكاديميه وثقافية مهمه وقد ذكر الشيخ انتا ديوب بأن الاعتراف باسهامات الافارقه السود فى العلوم والديانات لاسيما فى وادى النيل بأنها اضافة حقيقه للهويه الثقافية الافريقية وهو يؤمن بان ذلك يمثل قوة توحد وانسجام داخلى أفريقيا وعالميا.
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
حضور في سونامي الغياب: ياسر عرمان يكتب عن جون قرنق! | Abdel Aati | 07-07-07, 04:36 PM |
Re: حضور في سونامي الغياب: ياسر عرمان يكتب عن جون قرنق! | Abdel Aati | 07-07-07, 04:36 PM |
Re: حضور في سونامي الغياب: ياسر عرمان يكتب عن جون قرنق! | Abdel Aati | 07-07-07, 04:37 PM |
Re: حضور في سونامي الغياب: ياسر عرمان يكتب عن جون قرنق! | Abdel Aati | 07-07-07, 04:38 PM |
Re: حضور في سونامي الغياب: ياسر عرمان يكتب عن جون قرنق! | Abdel Aati | 07-07-07, 04:39 PM |
Re: حضور في سونامي الغياب: ياسر عرمان يكتب عن جون قرنق! | Abdel Aati | 07-07-07, 04:40 PM |
Re: حضور في سونامي الغياب: ياسر عرمان يكتب عن جون قرنق! | Abdel Aati | 07-07-07, 04:40 PM |
Re: حضور في سونامي الغياب: ياسر عرمان يكتب عن جون قرنق! | Abdel Aati | 07-07-07, 04:41 PM |
Re: حضور في سونامي الغياب: ياسر عرمان يكتب عن جون قرنق! | Abdel Aati | 07-07-07, 04:42 PM |
Re: حضور في سونامي الغياب: ياسر عرمان يكتب عن جون قرنق! | Abdel Aati | 07-07-07, 04:43 PM |
Re: حضور في سونامي الغياب: ياسر عرمان يكتب عن جون قرنق! | Abdel Aati | 07-07-07, 04:44 PM |
Re: حضور في سونامي الغياب: ياسر عرمان يكتب عن جون قرنق! | Abdel Aati | 07-07-07, 04:44 PM |
Re: حضور في سونامي الغياب: ياسر عرمان يكتب عن جون قرنق! | Abdel Aati | 07-07-07, 04:45 PM |
Re: حضور في سونامي الغياب: ياسر عرمان يكتب عن جون قرنق! | Abdel Aati | 07-07-07, 04:46 PM |
Re: حضور في سونامي الغياب: ياسر عرمان يكتب عن جون قرنق! | Abdel Aati | 07-07-07, 04:47 PM |
Re: حضور في سونامي الغياب: ياسر عرمان يكتب عن جون قرنق! | Abdel Aati | 07-07-07, 04:48 PM |
Re: حضور في سونامي الغياب: ياسر عرمان يكتب عن جون قرنق! | Abdel Aati | 07-07-07, 04:48 PM |
Re: حضور في سونامي الغياب: ياسر عرمان يكتب عن جون قرنق! | Abdel Aati | 07-07-07, 04:49 PM |
Re: حضور في سونامي الغياب: ياسر عرمان يكتب عن جون قرنق! | Abdel Aati | 07-07-07, 04:50 PM |
Re: حضور في سونامي الغياب: ياسر عرمان يكتب عن جون قرنق! | Abdel Aati | 07-07-07, 04:50 PM |
Re: حضور في سونامي الغياب: ياسر عرمان يكتب عن جون قرنق! | Abdel Aati | 07-07-07, 04:51 PM |
Re: حضور في سونامي الغياب: ياسر عرمان يكتب عن جون قرنق! | Abdel Aati | 07-07-07, 04:52 PM |
Re: حضور في سونامي الغياب: ياسر عرمان يكتب عن جون قرنق! | Abdel Aati | 07-07-07, 05:16 PM |
Re: حضور في سونامي الغياب: ياسر عرمان يكتب عن جون قرنق! | Deng | 07-07-07, 04:49 PM |
Re: حضور في سونامي الغياب: ياسر عرمان يكتب عن جون قرنق! | Abdel Aati | 07-07-07, 06:27 PM |
Re: حضور في سونامي الغياب: ياسر عرمان يكتب عن جون قرنق! | خضر حسين خليل | 07-07-07, 06:36 PM |
Re: حضور في سونامي الغياب: ياسر عرمان يكتب عن جون قرنق! | طلعت الطيب | 07-07-07, 07:32 PM |
Re: حضور في سونامي الغياب: ياسر عرمان يكتب عن جون قرنق! | عمر ادريس محمد | 07-07-07, 11:45 PM |
Re: حضور في سونامي الغياب: ياسر عرمان يكتب عن جون قرنق! | Sabri Elshareef | 07-08-07, 00:20 AM |
Re: حضور في سونامي الغياب: ياسر عرمان يكتب عن جون قرنق! | somia gassim | 07-08-07, 01:43 AM |
Re: حضور في سونامي الغياب: ياسر عرمان يكتب عن جون قرنق! | Abureesh | 07-08-07, 02:23 AM |
|
|
|