الاتفاقات الثنائية واخطار تمييع القضية الوطنية

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-19-2024, 11:13 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة عادل عبد العاطى(Abdel Aati)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-20-2003, 01:16 PM

Abdel Aati
<aAbdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الاتفاقات الثنائية واخطار تمييع القضية الوطنية (Re: Abdel Aati)

    اتفاق الترابى – قرنق
    قراءة فى الاسباب والمضمون والنتائج :
    على هدى الخلفية السابقة ؛ ومن واقع قرائتنا للخرطة السياسية وتوازن القوى السياسى فى السودان ؛ والازمة التى تركب اغلب القوى الفاعلة يمكن قراءة مدلولات اتفاقية الترابى قرنق ؛ المسماة بمذكرة التفاهم ؛ كونها هربا الى الامام ؛ ومحاولة لتجاوز ازمة كل منهما ؛ عن طريق قلب الطاولة على كل الاطراف ؛ عسى ان تنتج الفوضى جديدا. (راجع الجزء الاول من هذا التحليل ؛ بعنوان الخرطة السياسية السودانية عشية اتفاقات الترابى - قرنق و الميرغنى - الصادق )

    فجون قرنق من جانبه ؛ وبعد تحالف مع اقطاب المعارضة التقليدية ؛ من حزب الامة اولا والاتحادى الديمقراطى ثانيا ؛ لم يتجاوز المربع الاول ؛ فى انتصارات طاغية على جبهة العمل العسكرى ؛ او جديد يذكر على ساحة السياسة السودانية . و لا تزال المعارضة الشمالية بعد عقد من الزمان ؛ تعاقر ازمتها ؛ الامر الذى يمكن ان يؤدى لنفاد صبر اكبر المثابرين ؛ ناهيك عن عقيد يقود حركة عسكرية ؛ ويطمح فى ان يرى النتائج اليوم وليس غدا . وفى حالة الشتات وانعدام الاتجاة والارادة التى يعانى منها التجمع الوطنى ؛ فقد عن لقرنق ان يبحث عن طرف جديد ذو قوة وشوكة ؛ يمكن ان يكسر الركود ؛ ويضمن له امكانية حدوث تغيير ما فى الخرطوم ؛ ومن افضل من الترابى مرشحا لمثل هذا الحلف الجديد ؟

    وفى الحقيقة فان تاريخ العقيد قرنق فى التحالفات مع بعض الاطراف القوية فى الساحة الشمالية؛ ضد بعضها الاخر ؛ ثابت و قديم . فقد وقع اتفاقية السلام السودانية مع الميرغنى فى العام 1988 ؛ فى مواجهة حكومة الصادق المهدى ؛ ثم وقع اتفاقا ثنائيا مع حزب الامة فى العام 1990 ؛ ضد نظام البشير ؛ وكان هذا الاتفاق مدخله لولوج صفوف التجمع الوطنى الديمقراطى ؛ ثم ناهض حزب الامة ورمى بثقله مع حلف جديد مع الميرغنى ؛ ضد حزب الامة والنظام معا ؛ وها هو الان يتحالف مع الترابى ؛ ضد جناح الجبهة الحاكم ؛ وبصورة غير مباشرة ؛ ضد حلفاؤه القدامى من اعضاء التجمع الوطنى والقيادات الطائفية .

    ان تحالفات قرنق هذه ؛ ومع تحقيقها لنتائج تكتيكية مؤقتة ؛ من فتح المجال له وسط بعض الاطراف الاقليمية العربية ؛ وكسر بعض الحواجز فى صورته امام العقلية الشمالية ؛ الا انها تواجه بالفشل وانعدام اى نتائج على المستوى الاستراتيجى ؛ وهى من الجهة الاخرى تهدم من اساس مصداقيته عند طرفين مهمين فى اللعبة السياسية ؛ وهما القوى الجنوبية والجماهير الجنوبية التى لا تثق فى الحركة السياسية الشمالية عموما ؛ و القوى التقليدية خصوصا ؛ والقوى الجديدة فى الشمال والتى كانت تنظر الى الحركة الشعبية كحليف طبيعى فى معركتها من اجل سودان جديد ؛ والتى تصدمها تحالفات قرنق مع الاطراف المسئولة عن الازمة السودانية ؛ من القادة الطائفيين بالامس؛ ومؤسس ومهندس النظام اليوم . ان قرنق بتغليبه للبرامجى على المرحلى ؛ والتكتيكى على الاستراتجى ؛ قد ذهب فى ميكافيليته ومذهبه النفعى الى حدوده القصوى ؛ عندما وقع اتفاقا للتفاهم مع الرجل المسئول عن كل مآسى السودان فى العقد الاخير ؛ والملطخة يداه بدماء عشرات الالاف من الجماهير الجنوبية البريئة .

    الترابى من جانبه ؛ لم يخف يوما نفعيته واساليبه الانتهازية واللامبدئية فى العمل السياسى ؛ وفى سبيل ذلك لم يتورع عن نحت وتطبيق مصطلحة الشهير عن فقة الضرورة ؛ والذى يعرفه البعض فى صورته الاوضح ؛ وهى ان الغاية تبرر الوسيلة . الا ان الغاية عند الترابى هى السلطة ولا شى غيرها . ان الرجل الذى تحالف مع النميرى وانكسر تحته ؛ وخلق البشير ودخل السجن بقرار من نفسه ؛ لا يستغرب ان يدخل فى حلف اليوم مع جون قرنق ؛ وان يتبادل الحوار ويدعو الى التنسيق مع الحزب الشيوعى . ان فشل الترابى فى تحطيم الآلة الحكومية التى خلقها بنفسه ؛ والنظام الذى اقامه بساعدية ؛ من اجل اشباع نرجسيته المتاصلة ؛ وطموحه الطاغى الى السلطة والظهور ؛ سيقوده حتما الى التحالف مع الشيطان نفسه ؛ وفى ذلك لا جديد ؛ لمن يدرك طباع هذه الشخصية المخاتلة والمغامرة ؛ وتضخم الذات فى هذا التكوين المليئ بالعقد والتناقضات .

    استنادا على السابق ؛ فليس من المستغرب ان تاتى مذكرة التفاهم ممعنة فى العمومية ؛ خالية من اى قراءة نقدية للتجربة السياسية السودانية ؛ وان تركز على البديهيات ؛ من الاشارة الى التعدد الثقافى والدينى والعرقى فى السودانى ؛ والعموميات ؛ من شكل اقامة الدولة على اساس المواطنة . كما يظهر قصر التحليل السياسى ؛ فى ربط احادية النظام بقرارات الرابع من رمضان ؛ واخلاء جناح الترابى من مسؤليته السياسية والجنائية عن كل ما تم قبل الرابع من رمضان . ان البند ذو المعنى الوحيد هو ذاك الذى يتحدث عن توحيد الجهود فى معارضة النظام ؛ وهنا تنازل من الحركة الشعبية حينما وافقت على صيغة المعارضة السلمية ؛ بدلا ان تقر المعارضة بكل الوسائل ؛ وهى ما هى من كونها تنظيم عسكرى فى المقام الاول . ان اتفاق التفاهم والذى صور كجبل من الناحية السياسية ؛ لم يتجاوز كونه فارا من الناحية الفكرية والعملية .

    ان مختلف دفاعات قادة الحركة الشعبية عن مذكرة التفاهم ؛ بما فيها لقاءات ياسر عرمان ومنصور خالد الصحفية ؛ لا تعدو كونها لعبا على الذقون ؛ فى تصويرها للاتفاق كمدخل للسلام ؛ وفى بحثها عن تغييرات فعلية فى فكر ومواقف الترابى ؛ الامر الذى لا يجد اسناده حتى قى نصوص المذكرة اياها . انها اذن فى المقام الاول ؛ دفاع هزيل عن لا مبدئية الحركة الشعبية ؛ وتطوير لمختلف الحيل التى تسوقها الحركة الشعبية لتبرير مواقفها المتناقضة ؛ وانعدام المبدئية فى قرارتها ؛ والطابع العشوائى والمرحلى لتحالفاتها وتكتيكاتها .

    من الجهة الاخرى ؛ فان انصار الترابى ؛ والترابى شخصيا ؛ يبدون تمسكا مرضيا بالمذكرة المذكورة . وفى ذلك يجب الا يلاموا ؛ فهم يتمسكوا بها طالما حققت اهدافها الآنية ؛ وسيرموها كالنواة حالما تتغير الحالة السياسية . ان الترابى بعد فشل انتفاضتة الاسلامية ؛ قد سعى لاستفزاز البشير وجناحة ؛ آملا فى تصعيد الصراع . وقد كان . ان اعتقال الترابى الجديد يقدم له تبييضا لوجهه امام اى انتفاضة قادمة ؛ فى نقس الوقت الذى لم يتنازل فيه عن برنامجه الاسلاموى . الا ان الترابى فى نفعيته هذه قد تجاوز الخطوط ؛ حينما غامر بكل ما ظل يردده عن قرنق ؛ وكل ميراث حركته " الجهادى " من اجل حلف لن يعمر فوق خريف واحد .

    ان الترابى طول العام الاخيرقد كان يستخدم مجموعة من الخطابات المتناقضة لاكتساب الدعم فى صراعه مع البشير ؛ اعتمادا على طبيعة الجمهور المخاطب ؛ والخطابات هى :

    · خطاب اسلامى متطرف ؛ يعتمد على خيانة البشير للمبادى ؛ وانكساره امام الضغوط العالمية والاقليمية ؛ وهذا الخطاب كان موجها لكوادر وقاعدة الحركة الاصولية ؛ وبدرجة ما للحركة الاصولية العالمية .

    · خطاب اصلاحى يركز على قضايا الفساد فى الحكومة ؛ وعلى توسيع الحريات الديمقراطية ؛ وهو خطاب موجه الى الجماهير الشعبية من غير قاعدة الحكم ومؤيديه ؛ والى اطراف المعارضة .

    · خطاب موجه الى الخارج الاقليمى والعالمى ؛ بركز فيه على البحث عن المساومة ؛ وتبييض وجهه امام القوى الخارجية المؤثرة ؛ والتى احترق امامها بصورته كمتطرف اصولى .



    ان التحالف مع قرنق يصب فى اطار الخطابين الثانى والثالث ؛ وهذا يؤدى بالضرورة الى نقض الخطاب الاول . الا ان الترابى محترق فعليا امام الراى العام السودانى غير الاصولى ؛ وامام القوى الخارجية ؛ وكان مجال الدعم متاحا له فقط وسط القوى الاصولية الداخلية والخارجية ؛ وها هو قد استفزها الآن بتحالفه مع قرنق ؛ رمز كل ما هو معاد للاسلام فى نظرهم ؛ وكما صوره الترابى شخسيا لاكثر من عقد ونصف ؛ ولم يتبق له من التاييد الا حفنة من المهووسيين ؛ ممن يعبدوه شخصيا دون الله ؛ فهل يستطيع هذا الرجل المغامر ان يخرج من المازق الذى اوقع نفسه فيه ؛ والعزلة الى ضربها على مشروعه ؟ ام سيكون هذا الاتفاق بداية النهاية له ولحركته ؟ ان هذا يعتمد فى المقام الاول على الاطراف الاخرى من فوى النظام والمعارضة ؛ وقدرتها على الحركة والفعل ؛ مما سنتناول بعضا منه فى الفقرات القادمة .
                  

العنوان الكاتب Date
الاتفاقات الثنائية واخطار تمييع القضية الوطنية Abdel Aati07-20-03, 01:13 PM
  Re: الاتفاقات الثنائية واخطار تمييع القضية الوطنية Abdel Aati07-20-03, 01:15 PM
    Re: الاتفاقات الثنائية واخطار تمييع القضية الوطنية Abdel Aati07-20-03, 01:16 PM
      Re: الاتفاقات الثنائية واخطار تمييع القضية الوطنية Abdel Aati07-20-03, 01:18 PM
        Re: الاتفاقات الثنائية واخطار تمييع القضية الوطنية Abdel Aati07-20-03, 01:20 PM
          Re: الاتفاقات الثنائية واخطار تمييع القضية الوطنية ابو جهينة07-20-03, 01:51 PM
            Re: الاتفاقات الثنائية واخطار تمييع القضية الوطنية Abdel Aati07-20-03, 03:04 PM
  Re: الاتفاقات الثنائية واخطار تمييع القضية الوطنية Raja07-20-03, 03:22 PM
    Re: الاتفاقات الثنائية واخطار تمييع القضية الوطنية Abdel Aati07-20-03, 04:22 PM
      Re: الاتفاقات الثنائية واخطار تمييع القضية الوطنية safwan1307-20-03, 08:56 PM
        Re: الاتفاقات الثنائية واخطار تمييع القضية الوطنية Abdel Aati07-21-03, 00:10 AM
  Re: الاتفاقات الثنائية واخطار تمييع القضية الوطنية Raja07-21-03, 02:38 PM
    Re: الاتفاقات الثنائية واخطار تمييع القضية الوطنية msd07-21-03, 03:00 PM
      Re: الاتفاقات الثنائية واخطار تمييع القضية الوطنية Abdel Aati07-22-03, 11:38 PM
    Re: الاتفاقات الثنائية واخطار تمييع القضية الوطنية Abdel Aati07-22-03, 11:35 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de