|
Re: الطيب صالح ومحمد طه محمد احمد ومصير جان بول مارا !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! (Re: أحمد الشايقي)
|
كتاب مسرحيون عالميون بيتر فايس والتسجيلية
إعداد: أديب كمال الدين
Quote: ان مسرحية (مارا صاد) وعنوانها الكامل: (اضطهاد واغتيال جان بول مارا كما قدمته فرقة تمثيل مصحة شارنتون تحت اشراف السيد دي صاد) هي واحدة من اهم مسرحياته التي عرض فيها افكاره الفنية والفكرية بوضوح. تناقش (مارا صاد) موضوعة الثورة الفرنسية مستلّة احداثها من نصوص التاريخ الفرنسي وحقائقه, حيث تتناول الثورة كقيمة وهدف ونتائج.
ان (دي صاد) هنا ليست هي الشخصية البرجوازية الباحثة عن اللذة فقط, انما هي شخصية تناقش التغيير الثوري ضمن تصوراتها عنه في المجال الاجتماعي والاقتصادي والجنسي والروحي وضمن ما يضيف فايس لها من ملامح درامية للضرورة المسرحية. كما ان مارا بطل المسرحية, ليس هنا, كما صوره التاريخ الفرنسي ابان الثورة بالمتعطش للدماء والدكتاتورية, انما هو, كذلك, مارا الذي يجب ان نراه (أحد مفكري ودعاة الاشتراكية) كما يقول المؤلف, والذي ابرزه على نحو يكون فيه الثوري الحقيقي وسط جوقة من النفعيين وضيقي الافق والشهيد الذي سيقتل في نهاية الامر.
ان انتصار الثورة ليس هو المهم, بل استمرارها. هذه الحقيقة لا تحتمل النقاش. وانتصار الثورة الفرنسية بعد حكم استبدادي بشع وسط ظروف صعبة جعل الثوار يتحولون بين ليلة وضحاها الى ذات الممارسات التي ثاروا ضدها. لذا ستقول الجوقة لمارا:
(مارا ماذا حدث لثورتنا؟
مارا لا نريد الانتظار حتى الغد
مارا مازلنا فقراء
اليوم نريد التغييرات الموعودة).
في حين ان مارا مريض. وسيظل راقداً من بدء المسرحية حتى نهايتها في حوض من الماء شاكيا من مرض جلدي ألهب جسده. وهو اذ استمع قبل حين الى الكلمات التي ترتجيه ليفعل شيئا فإنه سيستمع. كذلك, الى كوردي, ذات الـ (24) عاما الخارجة من الدير للتو بعد ان قضت حياتها في عزلة, تقول له:
(أنا شارلوت كوردي من كين
حيث يجتمع جيش التحرير في هذه اللحظة
احضر كأول فرد يا مارا
يوما ما كنا نرى التغييرات
كما رآها روسو العظيم
لكن السبب في عدم اتحادنا
اننا كنا نعني شيئين مختلفين
كلانا اراد الحرية
غير انك كنت تسير الى الحرية فوق جبل من الجثث البشرية
تكلمنا عن الاتحاد
كأننا نتكلم عن الاتحاد
كأننا نتكلم من فم واحد
لكن فكرتك عن الاتحاد علمتنا الكثير
لذا يجب ان انبذ اخوتك
وان يكون واجبي هو قتلك
انني اقتل فردا من اجل انقاذ آلاف مؤلفة
من اجل تحريرهم من القيود).
اما (دي صاد) فإن له دوراً مزدوجاً: انه المشرف على اخراج المسرحية والمشارك في البحث عن مخرج للمأزق والداعي الى اطلاق طيور الروح من سجونها لتستطيع شم الهواء النظيف, القائل لمارا:
(مارا ان السجون الذاتية
ابشع من اكثر الزنزانات صلابة
وطالما لم تفتح, بعد, هذه السجون
فإن كل ثوراتكم مجرد سجن للثورة التي يسحقها
زملاء السجن المرتشون). |
شكراً البعيو..
|
|
|
|
|
|