علي عثمان طه ... زمن الدهشة والإبتسامة

Quote: اجندة جرئية زمن الدهشة والابتسامة..!! هويدا سر الختم كُتب في: 2007-08-11 [email protected] الأستاذ علي عثمان محمد طه، نائب رئيس الجمهورية، جاء من صلب الشعب السوداني المترع بالشقاء. فهو ليس من سلالة الذين أرضعتهم أمهاتهم (السيريلاك) بملاعق الذهب، بل ولد فقيرا من رحم أسرة فقيرة.. وحفر طريقه في التعليم بإبرة صدئة.. تعلم واستذكر دروسه تحت ضوء الفانوس.. حتى أكمل آخر مرحلة تعليمية في جامعة الخرطوم كلية القانون. لكن هذه الصورة التاريخية للأصول والجذور الرئاسية تصطدم بما نقله عنه الخبر الذي أوردته صحيفة (إخبار اليوم) في عطلة الأسبوع الماضي، الذي أظهر فيه النائب -خلال اجتماع مع والي الخرطوم– دهشته من مستوى فقر الشعب السوداني وارتفاع المعيشة وغلاء الأسعار بصورة تجعل الحياة ذليلة مهما كانت كريمة. استفز أحاسيس المواطنة السودانية في نفسي، قبل أحاسيسي الصحافية، دهشة السيد نائب الرئيس وهو يتفقد المتضررين من السيول والأمطار. ادهشتنا حقا وليس مجازا، فبعد (18) عاما من الحكم المنفرد اتضح أن ليس بالسيول والفيضانات وحدها يموت الإنسان السوداني.. ما أهون الإنسان السوداني عندما يعيش في بلد جلّ اهتمام ساسته موجه في اتجاه النَّيل من كرامة وإنسانية هذا الإنسان. والأمرّ من ذلك راحة الضمير التي ينعم بها هؤلاء الساسة فتأخذهم الدهشة عندما يكتشفون (بمحض الصدفة) ان هوان هذا الشعب وتجريده من آدميته كان فوق مستوى خيالهم!. بالله عليكم، تخيلوا معي نائب رئيس الجمهورية يتعجب من مستوى الفقر الذى تعيش فيه (رعيته)، مع كل مشاريع التنمية العملاقة التي انجزتها الثورة.. رغم ان سيادة النائب خرج من وسط هذه الطبقة الكادحة التي كانت تظن أن من عرف بؤس ما تقاسيه لن يخفق قلبه الا بآلام وضنك معيشتهم. من هنا يجد المجتمع الدولي حيثيات إدانات بانتهاكات حقوق الإنسان.. وليس من تقارير السيدة سيما سمر، فأول خطوة لهتك حقوق أي إنسان أن تنساه وتتجاهله وتسقطه من ذاكراتك. ليت الظروف تتيح لسيادة النائب ان يقف على اداء وزارة التعليم العالي، ليندهش اكثر ويدرك إلى أي درك سحيق هوى.. وليته يزور المؤسسات الصحية ويقف على عشرات الملفات الحمراء برئاساتها ليدرك كم استفحل المرض فينا وأصابنا اليأس في علاجه.. وليته يتجول في الأسواق ليدرك ان الأطعمة والألبسة (على علاتها)، التي امتلات بها الأسواق بفضل الكوميسا، ليس في طاقة اكبر موظفي الدولة امتلاكها.. وليته وليته.. عندها فقط سيدرك سيادته عظمة هذا الشعب الذى أكل حتى سنامه. حينها يمكنه أن يجد ألف عذر لمتمردي دارفور وشرق السودان وأهالي المناصير وكجبار وكل فصائل التمرد السابقة واللاحقة.