|
Re: بدر شاكر السياب تحت المطر .... (Re: Abo Amna)
|
المسيح بعد الصلب
بعدما أنزلوني ، سمعت الرياح في نواح طويل تسف النحيل و الخطى وهي تنأى . إذن فالجراح و الصليب الذي سمروني عليه طوال الأصيل لم تمتني . و أنصت : كان العويل يعبر السهل بيني و بين المدينه مثل حبل يشد السفينه وهي تهوي إلى القاع . كان النواح مثل خيط من النور بين الصباح .و الدجى ، في سماء الشتاء الحزينه .ثم تغفو ، على ما تحس ، المدينه
حينما يزهر التوت و البرتقال حين تمتد جيكور حتى حدود الخيال حين تخضر عشباً يغني شذاها ،و الشموس التي أرضعتها سناها ،حين يخضر حتى دجاها .يلمس الدفء قلبي ، فيجري دمي في ثراها قلبي الشمس إذا تنبض الشمس نورا ،قلبي الأرض ، تنبض قمحا ، و زهرا ، وماء نميرا قلبي الماء ، قلبي هو السنبل .موته البعث ، يحيا بمن يأكل في العجين الذي يستدير ويدحى كنهد صغير ، كثدي الحياه .مت بالنار : أحرقت ظلماء طيني ن فظل الإله .كنت بدء ، وفي البدء كان الفقير ،مت ، كي يؤكل الخبز باسمي، لكي يزرعوني مع الموسم كم حياة سأحيا : ففي كل حفره ،صرت مستقبلا ، صرت بذره صرت جيلا من الناس ، في كل قلب دمي .قطرة منه أو بعض قطره
..هكذا عدت ، فاصفر لما رآني يهوذا فقد كنت صره كان ظلا ، قد اسود مني ، وتمثال فكره جمدت فيه واستلت الروح منها خاف أن تفضح الموت في ماء عينيه عيناه صخره) (راح فيها يواري عن الناس قبره .خاف من دفئها ، من محال عليه ، فخبر عنها - " أنت ؟ أم ذاك ظلي قد ابيض وارفض نورا؟ .أنت من عالم الموت تسعى ؟ هو الموت مره " هكذا قال آباؤنا ، هكذا علمونا ، فهل كان زورا ؟ .ذاك ما ظن لما رآني ، وقالته نظره
قدم تعو ، قدم ، قدم القبر يكاد بوقع خطاها ينهدم أترى جاءوا ؟ من غيرهم ؟ قدم .. قدم .. قدم ،ألقيت الصخر على صدري .أو ما صلبوني أمس ؟ .. فها أنا في قبر فليأتوا - إني في قبري من يدري أني .. ؟ من يدري ؟ ورفاق يهوذا ؟ من سيصدق ما زعموا ؟ ..قدم .قدم
: ها أنا الآن عريان في قبري المظلم ،كنت بالأمس ألتف كالظن ، البرعم ،تحت أكفاني الثلج ، يخضل زهر الدم كنت كالظل بين الدجى و النهار .ثم فجرت نفسي كنوزا فعريتها كالثمار حين فصلت جيبي قماطا وكمي دثار حين دفأت يوما بلحمي عظام الصغار حين عريت جرحي ، وضمدت جرحا سواه .حطم السور بيني و بين الإله
فاجأ الجند حتى جراحي ودقات قلبي فاجأوا كل ما ليس موتا و إن كان في مقبره فاجأوني كما فاجأ النخلة المثمره .سرب جوعى من الطير في قرية مقفره
أعين البندقيات يأكل دربي شرع تحلم النار فيها بصلبي إن تكن من حديد ونار ، فأحداق شعبي من ضياء السموات ، من ذكريا وحب تحمل العبء عني فيندى صليبي ، فما أصغره .ذلك الموت ، موتي ، وما أكبره
بعد أن سمروني و ألقيت عيني نحو المدينه : كدت لا أعرف السهل و السور و المقبره ،كان شئ ، مدى ما ترى العين ،كالغابة المزهره .كان ، في كل مرمى ، صليب و أم حزينه قدس الرب
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
بدر شاكر السياب تحت المطر .... | Abo Amna | 01-24-04, 01:43 AM |
Re: بدر شاكر السياب تحت المطر .... | Abo Amna | 01-24-04, 01:51 AM |
Re: بدر شاكر السياب تحت المطر .... | Abo Amna | 01-24-04, 08:34 AM |
Re: بدر شاكر السياب تحت المطر .... | Isam Widaa | 01-24-04, 06:45 PM |
Re: بدر شاكر السياب تحت المطر .... | Abo Amna | 01-25-04, 10:20 PM |
Re: بدر شاكر السياب تحت المطر .... | Abo Amna | 01-25-04, 10:23 PM |
Re: بدر شاكر السياب تحت المطر .... | طيفور | 01-25-04, 10:58 PM |
Re: بدر شاكر السياب تحت المطر .... | Abo Amna | 01-26-04, 11:44 PM |
Re: بدر شاكر السياب تحت المطر .... | muntasir | 01-27-04, 01:45 AM |
Re: بدر شاكر السياب تحت المطر .... | Abo Amna | 01-28-04, 00:07 AM |
Re: بدر شاكر السياب تحت المطر .... | asaay | 01-29-04, 11:45 AM |
Re: بدر شاكر السياب تحت المطر .... | Abo Amna | 01-30-04, 02:28 AM |
|
|
|