|
Re: قرشي يكتب .... خادعـةٌ وداعــةُ السماءِ في كادوقلي وتوجد صور (Re: شوقي مهدي مصطفي)
|
وقد يتبادر إلى الذهن أن تلك القبائل تتوقع إن تفي لها الحركة الشعبية بمطلوباتها التي خذلها في تحقيقها المؤتمر الوطني، لكن قيادات القطاع الغربي الذين يمكنك أن تتحصّل على أرقام هواتفهم من أي مكان ترحيلات في كادوقلي لم يعودوا ينظرون إلى حلّ قضيتهم في اطار الإيفاء بالوعود والتعهدات المشفوعة باليمين المرسل عبر الأثير. وقد أفادني معظم من التقيتهم في كادوقلي بأنهم باتوا ينظرون إلى أنفسهم كجزء من منظومة السودان الجديد، لكن البعض الآخر ينظر إلى الأمر من زاوية أخرى تتمثّل في الضغوط الطبيعية المتمثلة في ازدياد الزحف الصحراوي وأسباب اقتصادية تتعلّق بالتفاعلات الكيماوية الناتجة عن الصناعات النفطية والأثر الذي يمكن أن تحدثه على القطاع النباتي والحيواني الذي يشكّل محور حياة تلك القبائل مما سيضطرها للهجرة جنوباً آجلاً أم عاجلاً مما يوجب عليها توفيق حياتها داخل الجنوب بالإنضمام للحركة الشعبية. اما في باقي الولاية فإن حملة تدابير ليست فوق طاقة البشر كافية لجعل الأوضاع تحت السيطرة مثل إقرار التشريعات الرادعة وجمع السلاح وتقوية الأذرع الأمنية وتنمية مناطق الاحتكاكات.
لكن الأمر الذي يجب التحوّط له هو وضع الإدارة الأهلية، حيث لم تعد القبيلة هي تلك الوحدة الإدارية التي تستمد نظمها وإرادتها من الأعراف المو########، بل باتت تخضع للإستقطاب السياسي، الشيء الذي يجعلها عاجزة عن تحقيق الأمن والاستقرار. ولا بد من إحداث تحول إداري يعيد تعريف الوحدات الإدارية والسياسية عبر فهم تنتجه آليات متفق عليها. وإذا كانت القيادة السياسية هناك تسعى لاستعادة الأمن والاستقرار، والذي يجب أن تشرع فيه منذ الآن، لأن الأحداث المتعاقبة بسرعة خصوصاً تلك الملابسات التي اكتنفت زيارة دانيال كودي إلى سجن كادوقلي وتكتم عليها مكتبه، مع أنها وضعت القوات متعددة الأشكال كادوقلي على أهبة الاستعداد، تؤكد أن وداعة السماء في كادوقلي خادعة.. لأن هذه السماء الغادرة كما يقول محمد المكي في وصف مدينة هانوي أيام حرب فيتنام ستنشق عما قليل وتحصب البيوت بالقنابل.. توزّع الموت مثلما جرائد الصباح والحليب للمنازل.. واللّه يكضّب الشينة. في الحلقة القادمة اراضي كادوقلي
|
|
|
|
|
|
|
|
|