|
Re: عـشرات الألوف من الـمسحوقييـن والأجـئييـن السـودانييـن علي "موائـد الرحمن" بشوارع (Re: بكري الصايغ)
|
في إثر السودانيين المتسللين عبر الحدود المصرية ... --------------------------------------------- [email protected]
17 سبتمبر, 2007
مهمة صحفية على مشارف إسرائيل !! «8 ». سيناء: علاء الدين بشير [email protected] خلصت فى الحلقة السابعة من قصة رحلتنا الى مدينة العريش بمحافظة شمال سيناء، لتفقد اوضاع السودانيين المحتجزين لدى السلطات المصرية بتهمة محاولة التسلل غير المشروع الى اسرائيل ، انا وبولس لوال ، مندوب مكتب الحركة الشعبية بمصر والسلطان اواو ارياط ، سلطان اويل ببحر الغزال ، وفاولينو ، قريب احد السودانيين المحتجزين هناك وخلصت الى اكمال زيارتنا لحراسة النساء بقسم شرطة اول العريش، و تحدثنا الى «روز» و «روضة» المرأتين الشابتين المحتجزتين، و سماع قصتهما ، وانتهيت عند رحلة عودتنا ليلا الى القاهرة اثناء توقف عربة الاجرة التى اقلتنا ، باستراحة عند بداية الاسماعيلية لتناول بعضا من القهوة و الشاى ومفاجأة السائق لى و هو يأتينى من داخل الاستراحة مادا تلفونه المحمول و هو يقول : الباشا بتاع امن الدولة فى العريش عاوزك !! .
ملاحقة !! ---------- كان الموقف مفاجئاً لى و لم يسمح الزمن القصير ما بين نهاية حديث السائق و تسليمى تلفونه وردي على المتحدث فى الطرف الاخر ، باستيعاب جيد لما يحدث و من ثم بمساحة للتفكير فى ما يمكن ان يقال . جاءنى صوت المتحدث هادئا عبر الاثير : السلام عليكم . رديت التحية . قال صوت المتحدث : معاك امن الدولة بالعريش ، مين معاى لو سمحت ؟ . اجبته بأننى علاء الدين بشير . سألنى : حضرتك الصحفى ؟ . اجبته بنعم . امال فين بقية جماعتك ؟ . موجودين الى جوارى الان . قلت . سألنى اذا ما كنا قمنا بمهمتنا . اجبته بنعم قابلنا السودانيين المحتجزين بقسم شرطة اول العريش . قال : ما قابلتوش السودانيين فى قسم ثانى العريش ؟ . اوضحت له بأننا ذهبنا اليه و وجدنا من به من سودانيين تم ترحيلهم الى سجن بورسعيد . سألنى عما اذا كنا التقينا بكل المحتجزين بقسم اول العريش . اجبته بأننا و صلنا متأخرين، و لكن سمحت لنا ادارة القسم بالالتقاء بالمحتجزين ،و فعلنا ذلك فى حدود ما يسمح الوقت الضيق بذلك . طيب و ليه ما بيتوش بالعريش عشان تكملوا مهمتكم . . رديت عليه بأننا لم نرتب حالنا على المبيت بالعريش و خططنا بان ننهى مهمتنا فى يوم واحد، و لكن الاجراءات الامنية اخرتنا خمس ساعات . و مش حتيجوا تانى ؟ سأل . قلت له اننى اتهيأ للعودة الى السودان و اذا وجدت فرصة مواتية قبل العودة يمكننى ان اتى مجددا ، و لكن بولس و السلطان اواو بحكم مسؤولياتهما حتما سيأتيان مرات اخرى . لازم تيجوا تانى و تمشوا بورسعيد عشان تخلصوا شغلكم . اشرت له الى اننى سأفعل اذا كان لدى وقت . سألنى : و انتو فين دى الوقت ؟ : اجبته بأننا فى استراحة عند بداية الاسماعيلية راجعين الى القاهرة . طيب يا استاذ علاء نحنا حبينا نطمئن عليكم بس و ربنا يوصلكم بالسلامة . شكرته و لم اغلق الخط و لم يغلقه و سلمت التلفون الى السائق الذى عاود الحديث معه و هو ينسحب الى داخل الاستراحة . نقلت و قائع ما دار من حديث مع مسؤول امن الدولة الى رفاقى الثلاثة بولس و السلطان و فاولينو و انتظرت منهم تفسيرا للموقف . سأل السلطان عن الطريقة التى تحصل بها المسؤول على رقم موبايل سائق العربة و كيف علموا اننا نركب معه . رد عليه بولس ان ذلك سهل من خلال موقف العربات السفرية حيث يتم تدوين بيانات سائقى العربات و بقليل من الاستقصاء يمكنهم ان يعرفوا مع اى العربات ركبنا . قال فاولينو : اغلب الظن انهم يشكون بأنه كانت لدينا نوايا بالتسلل الى اسرائيل و انهم يريدون التأكد هل رجعنا ام زوغنا فى اتجاه اخر . قلت لهم اننى اعتقد انهم يريدون تلمس اثار ما جرى علينا من احتجاز و هل نحن غاضبون ام اننا متفهمون لما جرى ، الى جانب ما تركته زيارتنا و لقاءاتنا مع السودانيين المحتجزين من انطباعات فى اذهاننا .
نسينا الامر ، و عدنا الى انسنا العادى .. كنا فى منتهى الجوع و لكن لضيق زمن الاستراحة لم نطلب طعاما و اتفقنا ان نتحمل حتى نصل القاهرة بعد ساعتين ونصف تقريبا ، لكن طال بقاؤنا بالاسماعيلية لما يربو على الساعة حتى شعرنا بالملل و لم ينده علينا السائق لمواصلة الرحلة . قمت من مكانى و ذهبت الى حيث كان يجلس السائق و الاستاذ الذى رافقنا فى الرحلة من العريش و كان يجلس بجوارى داخل العربة . سألته عن اسباب التأخير . رد على بهدوء ساخر : الظاهر بتوع امن الدولة فى العريش عاوزينكم . قال عبارته تلك و هو يشير الى سائق عربتنا الذى كان لا يزال يتحدث عبر الموبايل وهو داخل الاستراحة . قلت للاستاذ : هو الحاصل ايه ؟ فقد تحدثت قبل قليل الى مسؤول امن الدولة بالعريش و احطته بموقفنا وانتهى الامر . نظر الى الاستاذ نظرة ذات مغزى، و لكنه لم يرد . سألته عن الكيفية التى يمكن ان يكونوا تحصلوا بها على رقم سائق عربتنا رغم اننى كنت مقتنعا بتفسير بولس ولكنى اردت ان استزيد اذا كانت للاستاذ اى اضافات . قال لى : يا ابنى ده اسهل شئ يعملوه . اومأت برأسى و كأننى لا افهم شيئا . فزاد الرجل : دى الوقت و نستنا اللى قلناها من العريش و احنا جايين كلها حتكون نزلت عند الجماعة اياهم وافهم انت الباقى براحتك . ضحكت من اعماقى للذى يحدث و عدت ادراجى الى رفاقى الاربعة .
اكمل السائق حديثه و طلب منا الصعود الى العربة لنواصل المسير . لم ابدأ الحديث و انتظرت لارى جرأة الاستاذ على النقاش كما كان فى الاول ، لكن الرجل ادار النقاش الى مسائل اخرى مختلفة تماما عن مسار حديثنا الاول حتى وصلنا القاهرة نحو الواحدة من صباح اليوم التالى . وعندما اشرقت شمس اليوم التالى و انا بالفندق الذى انزل فيه بالقاهرة ، تفاجأت بموظف الاستقبال وهو يسألنى بعد ان القيت تحية الصباح و طلبت الفطور: حضرتك فى اجازة و لا مهمة صحفية ؟ . تعجبت للوهلة الاولى من سؤاله ، ولكنى اجبت عليه بأن الصحفى لا اجازة له وبالتالى انا فى مهمة واجازة معا . رجحت ان يكون امن الدولة اتصل بالفندق ليتأكد من صدق المعلومات التى ادليت بها حول مكان اقامتى فى اثناء تجريدة تحرياتهم حولنا و هو ما اربك موظف الاستقبال .
جثث على الحدود ! ---------------- جلست الى مسؤول المنظمات الفئوية و الجماهيرية ، بالحركة الشعبية بمصر ، و المسؤول المكلف بملف السودانيين المتسللين الى اسرائيل ، مضال اقوير والذى سرد لى وقائع ما يدور حول هذه القضية الشائكة ، خاصة ما يرد فى وسائل الاعلام عن ضرب بالرصاص و قتل لسودانيين حاولوا التسلل الى اسرائيل عبر الحدود المصرية بقوله : ان هناك منطقتين للتسلل عبر الحدود المصرية و احدة فى شمال سيناء عند معبر رفح ، و الثانية جنوب سيناء فى نويبع ، و يوضح ان الضرب بالرصاص والمشاكل بدأت عندما تعدد سماسرة لتهريب و تقاطعت مصالحهم ، و يضيف : اول حادث اغتيال لسوداني قرب الحدود مع اسرائيل بدأ فى نويبع لمواطن اسمه منقو فاسكوالى مقور ، يبلغ من العمر 23 عاما ، كان يعمل مع بدو سيناء و عندما طالب بأجره رفضوا اعطائه له فتشاجر مع احدهم و حاول طعنه بالسكين ولكن لحق به اخوان البدوى و ضربوه بالنار . و يمضى مضال فى حديثه تابعت الجثمان واستلمت نتيجة التشريح التى قالت ان سبب الوفاة هو الاصابة بكسر فى مفصل الفخذ الايمن مع سحجات فى مناطق متفرقة من الجسم .
اما الجثة الثانية ،والحديث لمضال، فهى لشخص من ابناء دارفور اسمه يوسف ، اصيب بطلق نارى بواسطة حرس الحدود المصرى فى منطقة رفح و توفى متأثرا بجراحه فى سجن بورسعيد .
واقعة القتل الثالثة كانت ضحيتها ويل ملونق من بنات اويل ببحر الغزال ، اطلق عليها الرصاص يوم 14 يونيو الماضى، و هى تعبر الحدود، و سقطت داخل الاراضى الاسرائيلية ... رفض الاسرائيليون استلامها فأخذها المصريون وارسلت الى مستشفى نويبع وعند استلامنا لها و جدنا انه اخذت جميع اعضائها ، ارسلنا جثمانها الى السودان .
الجثة الرابعة ،والحديث لمضال اقوير، كانت لامرأة من دارفور ، اسمها حاجة عباس هارون والتى يقول تقرير تشريحها ان سبب وفاتها ناتج عن اصابة فى الرأس تحت الاذن .. استلمت جثتها فى يوليو الماضى من مستشفى رفح المركزى ، وعلمت ان زوجها كان برفقتها والقى عليه القبض ويقضى عقوبته بالسجن لمدة عام فى بورسعيد .
ويحكى مضال وقائع من فصول المأساة التى وقف عليها بنفسه ، ان هناك طفلة صغيرة استطاع والداها العبور الى اسرائيل و تركاها وراءهما و لكن تم الحاقها بهما . كما ان هناك شخصا اخر من ابناء كردفان اسمه فضل الله حسن البنا ، اصيب بطلق نارى فى الساق والقى عليه القبض و يقضى عقوبته الان بسجن بورسعيد . و يخلص مضال الى ان الحوادث متزايدة لان عمليات التسلل فى تزايد مخيف.
الشيخة عوضية تحكي ! ----------------------- و تحكى لى الشيخة عوضية احمد الدرديرى ، عضو المجلس السياسى للحركة الشعبية بمصر ، و هى تدير ايضا خلاوى يدرس بها بعض ابناء السودانيين اللاجئين بمصر ، انها زارت السودانيين المحتجزين فى شمال سيناء عدة مرات برفقة مضال اقوير، وصلا فيها حتى منطقة رفح ، و تقول ان النساء المحتجزات يجدن حرجا فى الحديث الى الرجال فى بعض المسائل الخاصة، لذا ذهبت ووجدت أربع نساء و 8 أطفال فى قسم شرطة ثانى العريش بينهم طفلة المرحومة حاجة عباس هارون ... كانوا محبوسين فى زنزانة ضيقة والطفلة مصابة بين الكتف و الرقبة بالطلق النارى الذى قتل امها ، و لم تجد اى رعاية صحية و الجميع يأكلون وجبة و احدة فى اليوم عبارة عن قطعة جبنة و طحنية ... كان جميع الاطفال مصابين بإسهالات حادة و يعانون من سوء التغذية و لا توجد لديهم غيارات ، و الحر شديد و يفتقرون الى المال بعد ان جردهم السماسرة من كل ما يملكون .. النساء حوامل والاطفال رضع .. سمحت لنا سلطات القسم بتسليم النساء مبالغ فى ايديهن و كانوا يساعدوهن فى شراء المستلزمات الطبية و المواد الغذائية ... طفلة المرحومة حاجة عباس و البالغة من العمر عاما و نصف العام كانت معلقة بوالدها المسجون بعد مقتل امها سمحت لها سلطات القسم بالبقاء مع والدها طوال النهار وعندما تنام تحول الى حراسة النساء.
و تقول الشيخة عوضية، ان المحتجزات بقسم اول العريش قالن لها ان الفلسطينيين المحبوسين ساعدوهم كثيرا ... كان عدد السودانيين المحبوسين 28 . فيما و جدنا اثنين من المصابين فى مستشفى رفح و هما من ابناء دارفور ، احدهما ادم ، مصاب بطلق فى يده ، الثانى ابراهيم مصاب بطلق نارى فى بطنه . الوضع قاسى خلاص يا ولدى ... اختتمت الشيخة عوضية حديثها لى بهذه العبارة و اجهشت بالبكاء !!.
نواصل
فى الحلقة القادمة :
من يتحمل مسؤولية المأساة ؟ !
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
عـشرات الألوف من الـمسحوقييـن والأجـئييـن السـودانييـن علي "موائـد الرحمن" بشوارع القاهرة! | بكري الصايغ | 09-14-07, 02:02 PM |
Re: عـشرات الألوف من الـمسحوقييـن والأجـئييـن السـودانييـن علي "موائـد الرحمن" بشوارع | بكري الصايغ | 09-14-07, 02:20 PM |
Re: عـشرات الألوف من الـمسحوقييـن والأجـئييـن السـودانييـن علي "موائـد الرحمن" بشوارع | Tragie Mustafa | 09-14-07, 02:37 PM |
Re: عـشرات الألوف من الـمسحوقييـن والأجـئييـن السـودانييـن علي "موائـد الرحمن" بشوارع | بكري الصايغ | 09-14-07, 03:04 PM |
Re: عـشرات الألوف من الـمسحوقييـن والأجـئييـن السـودانييـن علي "موائـد الرحمن" بشوارع | يوسف السماني يوسف | 09-14-07, 03:43 PM |
Re: عـشرات الألوف من الـمسحوقييـن والأجـئييـن السـودانييـن علي "موائـد الرحمن" بشوارع | بكري الصايغ | 09-14-07, 03:58 PM |
Re: عـشرات الألوف من الـمسحوقييـن والأجـئييـن السـودانييـن علي "موائـد الرحمن" بشوارع | بكري الصايغ | 09-14-07, 04:28 PM |
Re: عـشرات الألوف من الـمسحوقييـن والأجـئييـن السـودانييـن علي "موائـد الرحمن" بشوارع | بكري الصايغ | 09-14-07, 06:56 PM |
Re: عـشرات الألوف من الـمسحوقييـن والأجـئييـن السـودانييـن علي "موائـد الرحمن" بشوارع | بكري الصايغ | 09-14-07, 10:49 PM |
Re: عـشرات الألوف من الـمسحوقييـن والأجـئييـن السـودانييـن علي "موائـد الرحمن" بشوارع | بكري الصايغ | 09-15-07, 01:43 PM |
Re: عـشرات الألوف من الـمسحوقييـن والأجـئييـن السـودانييـن علي "موائـد الرحمن" بشوارع | بكري الصايغ | 09-15-07, 04:37 PM |
Re: عـشرات الألوف من الـمسحوقييـن والأجـئييـن السـودانييـن علي "موائـد الرحمن" بشوارع | بكري الصايغ | 09-17-07, 09:57 PM |
Re: عـشرات الألوف من الـمسحوقييـن والأجـئييـن السـودانييـن علي "موائـد الرحمن" بشوارع | بكري الصايغ | 09-18-07, 04:23 PM |
Re: عـشرات الألوف من الـمسحوقييـن والأجـئييـن السـودانييـن علي "موائـد الرحمن" بشوارع | بكري الصايغ | 09-18-07, 04:41 PM |
Re: عـشرات الألوف من الـمسحوقييـن والأجـئييـن السـودانييـن علي "موائـد الرحمن" بشوارع | بكري الصايغ | 09-19-07, 10:48 PM |
Re: عـشرات الألوف من الـمسحوقييـن والأجـئييـن السـودانييـن علي "موائـد الرحمن" بشوارع | Raja | 09-19-07, 11:09 PM |
Re: عـشرات الألوف من الـمسحوقييـن والأجـئييـن السـودانييـن علي "موائـد الرحمن" بشوارع | بكري الصايغ | 09-20-07, 00:15 AM |
|
|
|