والإكراء هى سودنه للإغراء...فليس لدى العشاق-حينذاك- الوقت الكافى لسبر أغوار اللغه العربيه العميقه...فإعتمدوا على (لفح) الكلام...للتعبير السريع عن ما يجيش بالنفوس-العطشى- من وَلَه وهيام ومن ما يتخطفها من وجدٍ وغرام...
وكان القمر الطبيعى(وليس الصناعى)...بأشعته الآمنه(وليست المستحثه لإنقسام الخلايا الجامح)...كان هو (الراعى) (الرسمى) للقلوب الواجفه مقطوعة الوصل والوصال...فمع إضمحلال هلال...ونشوء آخر كان الأمل يعلو داخل القلوب...يرتفع صوت الربابه:
سلاماً أيها القمر المُطِلُ
فمن جفنيك أسيافٌ تُسلُ
يزيدُ جمال وجهكَ كل يومٍ
ولى جسدٌ يذوب ويضمحلُ
عين القمر تظل ساهره ترعى أطراف الوجد...دون كلل أو ملل...مستعده-فى اى لحظه-لإجابة الجفون التى طار عنها النوم:
يا قمرا أقِلْبى السَنْسَنه الحمرا
وشوفى حبيبى ليه ما جا
وليس بالضروره ان يكون المحبوب هو مشروع الزوج...بل- ربما- كان أخ حنين يتقلب هو –ايضا- فى الأصقاع النائيه...فقد سمعتُ الأبيات السابقه–اول أمرى- من أمهاتنا وهن يتحرقن شوقا لأخوهن الرقيق خالنا "السيد"...فكثيرا ما صَدَحن بلَهْجتهُن (البربروايه): يا قمرا سوى السنسنه الحمرا...وشوفى "السيد" جا ولاّ ما جا...؟!
ولم يقتصر الأمر على القمرا فقط...فلم يألوا العشاق جهداً فى إستخدام (الوسائط) الأخرى...من طيور ودواب...وهَوَام...وإن كانوا قد عبروا –بوضوح- عن عدم ثقتهم فى تلك (القنوات) غير الخاضعه للبحوث (العلميه):
يا طير يا طاير...أنا خوفى بس تنسى الكلام
يوم تشوفوا هالّى زى بدر التمام
فى جبينو نور يشع يضوى الظلام
فى عيونو يرقد الشوق والغرام
حبيبى عارف إنو فى صمتك كلام
ولم يكن ظهور القطار بإضافةٍ حميده للمحبين...فإستأثر القطار بنصيب الأسد فى تعكير صفو القلوب الولهانه:
وإيه سبّب لى الكَدَر...
إيه سبّب لى الكَدَر..؟
غير عجلاتك يا القطر؟
وحب بهذا العَنَت...وبهذه المشقه كان جديراً بالبقاء والديمومه...منتظراً نهايه حتميه-لا ريب- انها سعيده :
شرباتنا بالأفراح تطوف...على كل موالف وكل وَلُوف
بى ريدنا طوعنا الظروف....تانى الزمن ما منّو خوف
حبٌ ليس كحُب (الموبايلات)...الذى مثله مثل المغنطيس الكهربائى:يكتسب جاذبيته بسهوله...ليفقدها بنفس السهوله....!
ونواصل إنشاء الله