|
بكائيات الغرب على دارفور فعل أقرب إلى النفاق
|
Quote:
عرب أون لاين رفعت سيد أحمد بكائيات الغرب على دارفور فعل أقرب إلى النفاق
رفعت سيد أحمد
يتوقف المراقب باندهاش أمام البكاء الغربي والأمريكي على ما يسمونه بحقوق الإنسان المهدورة في إقليم دارفور، والانتهاكات المتواصلة للحكومة السودانية تجاه إنسان دارفور، مع الضغط المتواصل على الأمم المتحدة ومجلس الأمن لإصدار ما يقرب من عشرين قرارا دوليا في أقل من ثلاث سنوات بشأن قضية داخلية بالأساس ولكن الغرب أراد بحكم مصالحه وأطماعه أن يحولها إلى أزمة عالمية، الأمر الذي يثير الدهشة والاستغراب من تلك المواقف والسياسات التي في ظاهرها رحمة وباطنها يمتلىء بالعذاب والنفاق والرغبة في الهيمنة وامتصاص ثروات الشعوب وتحديداً -النفط- الذي بدأت رائحته تفوح في هذا الإقليم البائس، وبدلاً من أن تتحول هذه النعمة -النفط- إلى خير لأهل الإقليم تحولت على أيدي واشنطن وحلفائها إلى -نقمة- تتوالى حلقاتها المرة على أرض وشعب السودان.
أزمة سودانية بالأساس
إن أزمة دارفور - وكما سنرى - هي بالأساس مشكلة سودانية داخلية، شاركت عوامل عرقية واقتصادية وسياسية خاطئة (من طرفي الأزمة) في ظهورها، إلا أن الرغبة في الهيمنة من قبل الحلف الغربي، وبمباركة ومساندة إسرائيلية حولت هذه المشكلة إلى (قضية دولية) تجاوزت حتى الأطر الأفريقية الضيقة. ترى أين الحقيقة في هذه الأزمة، وما هي أبعادها الحقيقية، وإلى أين تأخذنا خطتها؟
في البداية تحدثنا الحقائق على الأرض أن دارفور تعادل مساحتها خمس مساحة السودان وتقدر المساحة بـ1964.4 ميل مربع وهي متاخمة لثلاث دول أفريقية بشريط حدودي نحو 1300 كيلو متر، ويسكنها 6 ملايين نسمة. وفي تمازج عرقي وثقافي لهجرات عربية وأفريقية، نتج مجتمع دارفور. تتوزع قبائله على 80 قبيلة تتداخل مع دول الجوار، تمتاز دارفور بتنوع البيئة والمناخ ويمتهن أهلها الزراعة والرعي بالإضافة إلى تجارة الحدود، وترتبط حيازة الأرض في دارفور بالسلطة ومسمياتها -سلطان، ملك، ناظر، شرتاي، فرشة، عمدة، شيخ- وترتبط بالنشاط الاقتصادي وتحركات القبائل الرعوية طلباً للمياه والكلأ.
ويحدثنا التاريخ أنه عادة ما تنشأ نزاعات حول الموارد بين الذين يمتهنون الزراعة والذين يمتهنون الرعي، وكانت تسوى في حينها حسب الأعراف السائدة من قبل الإدارة الأهلية وبرعاية دولية، وأفضى الأمر لنظام متفق عليه يحكم مسارات الرحّل وينظم العلاقة بين المزارعين والرعاة.
ولكن السؤال الآن الذي يحتاج القارئ العربي إلى إجابة صارمة عنه بعد كثرة الإجابات المضللة وبخاصة من الإعلام الغربي هو: كيف بدأت أزمة دارفور؟
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|