العربية > الشرق الأوسط وشمال افريقيا بأن كي مون في دارفور الأسبوع المقبل
29-08-2007
Darfur: foto Human Rigths Watch أعلن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أمس الثلاثاء في مقر المنظمة بنيويورك بأنه يعتزم القيام بجولة في المنطقة الأسبوع المقبل، تشمل السودان وتشاد وليبيا. وتهدف الزيارة كما صرح مون إلى إرساء أسس سلام دائم في إقليم دارفور السوداني. وقال مون للصحفيين بأن البعثة الضخمة للأمم المتحدة في دارفور قد لا تستطيع فعل شئ، ما لم تتعاون معها الحكومة السودانية، وأنه سيسعى خلال جولته لضمان تأييد الحكومة السودانية لجهوده الرامية إلى إرساء السلام، في الإقليم الذي يشهد نزاعا دمويا منذ 2003:" أريد أن أخلق أسسا لسلام وأمن دائمين." وأضاف:" هدفي هو الحفاظ على التقدم الذي أحرزناه حتى الآن والبناء عليه بحيث تتوقف هذه المعاناة الفظيعة في يوم من الأيام."
أصعب عملية للأمم المتحدة
كما ناشد بان كي مون حكومة السودان، وكل الأطراف المتحاربة على وقف كل أعمال العنف، متأسفا على أعمال العنف التي تصاعدت في الآونة الأخيرة، التي وصفها بأنها "غير مقبولة"، ووصف الأمين العام للأمم المتحدة في مؤتمر صحفي جولته الأولى في المنطقة منذ انتخابه على رأس المنظمة الأممية، والتي ستستمر ستة أيام قائلا:" أود أن أرى الظروف الصعبة للغاية التي ستعمل فيها قواتنا، وأن أقف بعيني على محنة هؤلاء الذين يريدون المساعدة". وأضاف:" والأهم من ذلك، أرغب في خلق أسس لسلام وأمن دائمين."
عقوبات أمريكية جديدة على السودان
تأتي خطط الأمين العام للأمم المتحدة قبيل إعلان الرئيس بوش في نفس اليوم عن عقوبات جديدة على السودان ستتخذها إدارته، وطالب بوش في كلمته أمس الثلاثاء حكومة السودان وقف عرقلة الجهود الدولية المبذولة لوضع حد للنزاع المسلح في دارفور، وقال بوش أنه تم وضع قائمة تضم 31 شركة سودانية سيتم حظر التعامل معها، بسبب ضلوعها في توريد أسلحة للحكومة السودانية، مطالبا حلفاء الولايات المتحدة للعمل من أجل إصدار قرار جديد في مجلس الأمن، يجبر الحكومة السودانية على تغيير سلوكها على حد زعمه. وكان الرئيس بوش يعتزم الإعلان على العقوبات الأمريكية الجديدة في حق الحكومة السودانية الشهر الماضي، ولكنه تراجع عنها مفسحا المجال للجهود الدولية لاحتواء الأزمة. وهو ما يراه بان كي مون غير مجد على الأقل في هذه المرحلة، كما صرح بذلك في المؤتمر الصحفي، ولكنه يبدو أنه سيستغل الضغط الأمريكي على الحكومة السودانية لضمان تأييدها الكامل لخطة الأمم المتحدة الهادفة إلى نشر 26 ألف عسكري في دارفور، وتعتبر هذه المهمة من أكبر المهام التي أنيط بها للمنظمة الدولية، والأكثر تعقيدا، والتي لا تزال تواجهها مشاكل وتعقيدات كثيرة قبل أن تطبق على أرض الواقع، ومن الواضح أن كي مون يريد أن يقف بنفسه على المكان الذي استأثر بأكبر قدر من نشاطه، منذ انتخابه.
لابد من جوبا وإن طال السفر
لن تقتصر جولة الأمين العام على دارفور والخرطوم، وإنما سيزور مدينة جوبا عاصمة الجنوب السوداني، والتي يبدو أنها أدرجت في الجولة حتى يتمكن الأمين من الوقوف بنفسه على الظروف التي ساعدت في إنهاء أطول النزاعات في القارة الإفريقية، وفي السودان، ولضمان تأييد أكبر من الحركة الشعبية لتحرير السودان الشريك في الإتلاف الحاكم، والتي يبذل قادتها الأكثر معرفة بظروف السودان جهدا كبيرا لجمع الفرقاء في دارفور، وأيضا إقناع الحكومة المركزية بخطورة عواقب النزاع في دارفور على وحدة السودان.
تشاد أكثر المتضررين
وتشمل جولة الأمين العام تشاد التي يعيش بها 400 ألف من النازحين من الإقليم المضطرب، والتي تأثرت بالنزاع أكثر من غيرها من دول الجوار، ويختم الأمين العام جولته بطرابلس، حيث سيشكر العقيد القذافي على جهوده في جمع المتمردين في دارفور، ومحاولاته إقناعهم باستبدال السلاح بالحوار، وسيوافق وصول بان كي مون إلى طرابلس احتفال العقيد القذافي بمرور 38 عاما على وصوله إلى سدة الحكم في ليبيا، وربما سيستغل القذافي وجود الأمين العام في طرابلس الإعلان على بعض التغييرات في البلاد، والتي سبق أن أعلن عنها ابنه سيف الإسلام منذ أسبوع، والتي يأتي في مقدمتها إصدار دستور للمرة الأولى منذ الانقلاب العسكري عام 1969.
ممثل خاص جديد
وأعلن بان كي مون في مؤتمره الصحفي بأنه قبل أن يغادر إلى السودان سيعلن عن ممثل خاص له في السودان، خلفا للهولندي يان برونك، الذي كانت له خلافات حادة مع الحكومة السودانية، والتي عبرت في أكثر من مناسبة عن عدم ترحيبها به على أرضها، ويرجح أن يختار يان كي مون جان أرنو ممثلا خاصا له في السودان.
يأتي الإعلان عن هذه الجولة، وعن العقوبات الأمريكية الجديدة على السودان، بعد عدة أيام من صدور تقرير منظمة العفو الدولية " أمنستي" التابعة للأمم المتحدة، والذي انتقدت فيه بشدة الحكومة السودانية، بسبب انتهاكها المنتظم والمستمر لحقوق الإنسان في دارفور، والتي تشمل أعمال قتل :" قتل واغتصاب وتهجير قسري وهجمات على السكان المدنيين في ظل حصانة كاملة من العقاب في مختلف أنحاء السودان وخصوصا في دارفور."، وأعربت اللجنة التي تضم 18 خبيرا مستقلا عن عظيم قلقها بسبب عدم قيام الحكومة السودانية بالتحقيق المستقل والمستفيض في هذه الانتهاكات، واعتمدت أمنستي في تقريرها على صور فوتوغرافية من مصادر موثوقة، تم التقاطها في شهر يوليو الماضي.
مخاوف من تمزق السودان
ترى هل ستسهل حزمة العقوبات الأمريكية، وتقرير منظمة العفو الدولية المتشددان من مهمة الأمين العام للأمم المتحدة الأسبوع المقبل، أم أن الحكومة السودانية التي تمرست في استغلال الوقت ستفوت عليه ذلك، في الوقت الذي أصدرت فيه منظمة دولية أخرى وهي منظمة كرايسس غروب" مجموعة الأزمات" تقريرا متشائما حول السودان، تحذر فيه من إمكانية انزلاق السودان إلى حرب أهلية شاملة ليس فقط في إقليم دارفور الذي استأثر بلفت الأنظار، وإنما في أقاليم السودان الأخرى، بما في ذلك الجنوب، الذي وقع مع الحكومة المركزية اتفاقية سلام عام 2005، ولكنها قد تتحول إلى حبر على ورق، وتقول المنظمة بأن الحزب الحاكم الذي يستأثر بالسلطة منذ انقلابه العسكري عام 1987 سيكون هو السبب في انهيار الاتفاقية، وأيضا بسبب التجاهل الدولي الذي يحاول إطفاء حريق دارفور، متغاضيا عن الشرر الذي قد يشعل غابات الجنوب، فهل سيصل بان كي مون في الوقت المناسب لينقذ ما يمكن إنقاذه؟
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة