القماير ... اعتقد انها اول منطقة عشوائية في العاصمة . كانت تقع غرب النيل وشرق كلية التربية جامعة الخرطوم ، من الجنوب تحدها الدباغة وفي الجنوب الغربي ودنوباوي اما شمالها فكان خلا الخدير ومدينة السرحة ومستشفى السلاح الطبي في الثورات الذي لم يكتمل ابدا ( قد بيع الان في عهد الانقاذ كاغلى قطع اراضي في الشرق الاوسط ) وتلك هي الخُدير والتي نشأة كامتداد للقماير حينما ضاقت بساكنيها فرحل بعضهم شمالا في الفسحة ما بين خور شارع المدارس الذي يمر شمال الليك وجنوب الحارتين الاولى والثانية وخور كبري النص الذي يتوسط المنطقة بين الحارات الاولى والثانية والثالثة ( امتدات بيت المال ) والحارات الرابعة والخامسة والسادسة ، وتلك هي مدينة المهدية الحقيقية قبل ان تضاف اليها السابعة والثامنة .
القماير كانت منطقة عشوائية تبنى من طينها فيحفر داخل الحيشان ليبني السور، لذلك كانت المنازل قصيرة من الخارج واسعة من الداخل ، بل احيانا يتساوى الشارع العام وسطح احد الغرف بالمنزل ، ومن لا يعرف المنطقة جيدا قد يفاجاء بانه يعتلى احد الغرف ولا يسلم من (النبذ) الذي ياتية من اصحاب المنزل لانه قد اهال عليهم تراب السطح فافسد عبابيرهم او حلتهم او قطع عليهم متعة جنسية كانت تمارس .
بعد فترة اصبحت تبنى منازل القماير بالدانقيل الطوب الاخدر وابتكروا منه مقاس كبير جدا بمقاس عرض السور، ويكفي ان تضع طوبة واحد يكون عرضها هو عرض السور ويعرف هذا الطوب -مع المواخذه- " بكث ام المحافظ " وسمي كذلك لانه كانت فرق الهدم تاتي الى المنطق فتدكها عن بكرة ابيها وبفضل هذا الطوب تقام المنازل قبل ان تعود اليات الدك الى قراشاتها ، وكانوا يبنون الغرفة في 24 ساعة فقط بفضل هذا الطوب .
كبرت القماير وكثر قاطنيها ايام المجاعة والجفاف والتصحر ، وامتلات وفاضت فرحل منها الكثيرون الى شمال حدود امدرمان – زمان – رحلوا الى مرزوق ولنا حديث اخر عن مرزوق .
كانت القماير مصدر متعة لشباب الاحياء التي حواليها وكانت مصدر رعب ايضا ، فمنها تاتي عبابير المريسة والعرقي وفيها المتعة الجنسية هملا ورخيصة رخص التراب ، لكنها ايضا كانت المصدر الاول للحرامية والرباطية والشرامة وقليلون من ابناء الثورات وود نباوي وابروف الذين كانوا يدخلون القماير او يشقوها في طريقهم الي بحر ابروف او بحر السرحة ...
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة