كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
|
Re: فكر القطيع (Re: طلعت الطيب)
|
الأستاذ طلعت تحياتي شكراً على المداخلة القيمة
Quote: ولكن من المهم جدا التخطيط الجيد ووضع الاهداف (القريبة) والممكنة التحقيق حتى يكون تحقيقها حافزا معنويا لانجاز ما بعدها فالخروج عن القطيع ليس بالامر السهل اذ انه يتطلب منا اجرء عملية حسابات دقيقة لرصد مخاطر اية تكتيك وبالتالى حساب المخاطر |
أتقف معك حول ضرورة أن تكون الأهداف قريبة و ممكنة التحقيق الأهداف يجب أن تكون بحجم المقدرات و الإمكانيات المتوفرة و هذا بديهي السؤال الصعب هو : ما هي الإستراتيجية لطرح المشاريع النظرية بحيث لأتؤدي وسط المتلقين إلى شعور بالصدمة و تصبح منفرة ! و بالتالي يتضاءل إحتمال إنتشارها. سأورد بهذا الخصوص نموذجاً من العمل السياسي بجامعة الخرطوم خلال الأعوام القليلة السابقة :
في الحملات السياسية و خصوصاً فترة الإنتخابات كانت هناك 3 قضايا رئيسية محددة للرأي العام وسط الطلاب : 1/ إلتزام الجهة السياسية بالدفاع عن الحقوق النقابية للطلاب ، قضايا الرسوم الدراسية و الدعم الإجتماعي بشكل خاص. 2/ موقف الجهة السياسية من السلطة الحالية 3/ الموقف من الدين و العلمانية
كانت الموقف السياسي من المؤتمر الوطني و المواقف من القضايا النقابية تعمل لصالح التحالف ، بينما الموقف من الدين لصالح المؤتمر الوطني و الجماعات السلفية ، و ظل التباين البسيط في نتائج إنتخابات الإتحاد توججه ترجيحات الرأي الطلابي لأهمية هذه العوامل في تحديد إختياراتهم. إذا قمنا بتقسيم طلاب جامعة الخرطوم ذوي الخلفية الإسلاميةإلى شرائح وفقاً للموقف من العلمانية و الدين يمكن بصورة عامة تصنيفهم : (الأرقام هي تقديرات قد لا تكون صحيحة): - طلاب ملتزمين دينياً وينتمون للمدارس السلفية و الأرثوذكسية الأسلامية : أقل من 10% - طلاب ملحدين ، لادينين ، لا أدريين : أقل من 2.5 % - طلاب طلاب يؤيدون بعض صور العلمانية لكن لا يستندون إلى تبرير ديني واضح : حوالي 15% - طلاب ينتمون للتيار الديني العام السائد في المجتمع : 65% - أخرى : صوفية ، إلخ .... : 7.5 %
لأغراض هذا النقاش الشريحتين المهمتين هما الثالثة و الرابعة ، و الإختلاف بينهما ليس إختلاف نوعي بل كمي ، و يمكن تحديد أهم ملامح هذه الشرائح : تدين يقوم على إلتزام متوسط بالتعاليم الدينية السلوكية ، مرجعية فكرية يسودها الفكر السلفي ، بمعنى أنه في إختلاف في الرؤية الدينية فهم يميلون لتبني وجهة نظر السلفيين / الأرثوذكس/ الأصوليين ، و إن كانوا لا يلتزمون بها كثيراً ، و رغم أن عدد كبير من هؤلاء ينتقد السلفية بصراحة و إن كان نقداً فطيراً.
الهجوم الأساسي على التحالف في إنتخابات الإتحاد أنه علماني ، و السبب الأساسي في فقد أصواته هو هذه النقطة ، مدى تأثير هذه القضية يعتمد على التاكتيك الإعلامي . في العام 2003 كان هناك جمهور معبأ ضد المؤتمر الوطني ، و إنتصار التحالف لأنه يعبر عن حوجات هذا الجمهور ، ساعدته حدة الإستقطاب السياسي و تمايز المعركة السياسية في معسكرين رئيسين وواضحين. طرح قضية العلمانية من قبل التحالف إتسم بالتردد أحياناً و بالإنكار السطحي أحياناً ، و بعض تنظيماته مثل الأمة و الإتحادي تنفي العلمانية علناً عن التحالف و إن كان التصور الذي تطرحه واهياً نظرياً. في السنوات اللاحقة زادت الشجاعة التي تطرح بها قضية العلمانية ، خاصة و أن التحالف خلق قاعدة طلابية حوله ضمن ولاءها المطلق ، و القضية هنا ليست أن الطرح العلماني إنتصر و لكنها أقرب ما تكون لمساومة تغض فيها هذه الجماهير النظر عن هذه النقطة مقابل الأهداف الأخرى. و هناك أيضاً نقطة هامة تتعلق بموضوعنا هنا فالتحالف بات يتحول تدريجياً إلى إطار إنتماء مغلق متعالي على النقد .
في المجمع الطبي مثلاً حيث تزيد نسبة السلفية و الأرثوذكسية و الأصولية دائماً ما يخسر التحالف بسبب موقفه من الدين ، على مستوى الجامعة ككل نجد أن مجموع أصوات الإسلاميين : سلفيين + مؤتمر وطني دائماً أكبر من مجموع أصوات التحالف.
ما أود توضيحه أن الصورة التي نطرح بها القضية تؤثر على الصورة المستقبلية للخطاب ، في حالة التحالف تحقق كسب سياسي بعدم طرح القضية بأبعادها الكاملة لكن الطرح العلماني في الجامعة واه و غير متماسك، هذه هي النتيجة ، إضافة للقابلية للإنهيار في أي لحظة تنهار فيها قاطرته السياسية .
التدرج إيجابي في القضايا النظرية إذا كان بمعنى إستباق طرح هذه القضايا بتفكيك نظري للبنى الفكرية التي تقوم في مواجهتها ، وفي مثالنا هنا كان يبغي وجود جمعيات ثقافية لتفكيك الخطاب الأرثوذكسي الإسلامي ومنطلقاته ، بالإضافة إلى شجاعة ال2.5 % الذين تركوا الإسلام في طرح وجهات نظرهم بدل جبنهم في طرح أفكارهم للخاصة فقط. هناك أيضاً جوانب نفسية من الضروري الإنتباه لها عند نشر خطاب جديد ، فعندما نتحدث عن البعد الشعبي ليست قوة المنطق وحدها هي التي تنتصر ، و أورد نموذجاً للعقليات أو بالأصح الحمولات النفسية التي نتعامل معها: - في أثناء الحملة الإنتخابية لدورة 2005 كنت أحمل ملصقاً عليه صور شهداء مجزرة بورتسودان بغرض تعليقه في مكان ما ، مرت بقربي طالبة تنتمي للسلفيين الجدد (عبد الحي يوسف ... ) وبدون مقدمات قالت : بالله؟ بمعنى كذب هذه الصورة التي أحملها !!! صور دماء و قتلى في المستشفى و تقول بالله؟؟؟ هذا الإنغلاق و حالات الهستريا الإسلامية هذه ينبغي أن نتبع مقاربة نفسية في التعامل معها .
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
فكر القطيع | amin siddig | 08-26-07, 12:59 PM |
Re: فكر القطيع | سلمى الشيخ سلامة | 08-26-07, 03:36 PM |
Re: فكر القطيع | Abdel Aati | 08-26-07, 05:32 PM |
Re: فكر القطيع | amin siddig | 08-26-07, 09:46 PM |
Re: فكر القطيع | طلعت الطيب | 08-29-07, 01:15 AM |
Re: فكر القطيع | طلعت الطيب | 08-29-07, 03:22 PM |
Re: فكر القطيع | amin siddig | 08-30-07, 10:57 AM |
Re: فكر القطيع | amin siddig | 08-30-07, 11:32 AM |
Re: فكر القطيع | amin siddig | 08-30-07, 12:54 PM |
Re: فكر القطيع | طلعت الطيب | 08-30-07, 04:43 PM |
Re: فكر القطيع | خالد خليل محمد بحر | 08-30-07, 05:36 PM |
Re: فكر القطيع | خالد خليل محمد بحر | 08-30-07, 06:18 PM |
Re: فكر القطيع | amin siddig | 08-30-07, 07:32 PM |
Re: فكر القطيع | Abdel Aati | 08-31-07, 10:22 AM |
Re: فكر القطيع | غادة عبدالعزيز خالد | 08-31-07, 04:43 PM |
Re: فكر القطيع | amin siddig | 08-31-07, 11:10 PM |
Re: فكر القطيع | nadus2000 | 08-31-07, 11:27 PM |
Re: فكر القطيع | amin siddig | 09-02-07, 00:23 AM |
Re: فكر القطيع | سلمى الشيخ سلامة | 09-02-07, 00:59 AM |
Re: فكر القطيع | amin siddig | 09-02-07, 11:30 AM |
|
|
|