كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
|
Re: فكر القطيع (Re: خالد خليل محمد بحر)
|
الأخ خالد ... أثرت نقاطاً مهمة...
Quote: هل النظر للسلطة السياسية بحياد هو وليد مع بعد دولة المؤتمر الوطنى ام تراها ثقافة ضاربة فى بنية المجتمع السودانى.اعتقد ان للظاهر عمق تاريخى داخل المجتمع السودانى ولكن تظر بدرجات ملحوظة فى ظل الانظمة الشمولية..اذا اى محاولة لاختزال تلك الظاهرة فى انها من تبعات مابعد دولة المؤتمر الوطنى يمكن ان يدخلنا فى خطل الاستنتاجات والذى يعنى ضمنيا خطل فى طرح البدائل.. |
أتفق معك في ما ذهبت إليه ، محمول الثقافة الشعبية من القيم و المفاهيم السياسية ضحل ، وهذا أمر قديم بقدم الدولة و ليس ملازماً لدولة المؤتمر الوطني ، و لكن إذا نظرنا إلى تأريخ الشعوب نجد أن ترسيخ هذه القيم في عدد كبير من الحالات قد تم عبر مخاضات و تجارب مريرة : الثورة الفرنسية ، الإذلال الأمريكي لليابان و ألمانيا ، حرب لبنان .... إلخ ، هذه التجارب تجعل هذه الشعوب تستخلص مبادئ ترتبط جيداً بوجدانها ، الثقافة تساعد في إعفائنا من خوض هذه التجارب مرة أخرى ، ما يهم في نموذجنا الراهن هو غياب المشاريع السياسية و الثقافية التي ترسخ هذه المفاهيم شعبياً ، وضعف و عدم إنسجام الحامل الإجتماعي لها . السبب الأساسي لغياب الإرتباط الفكري بين الأزمات الإجتماعية و نظام الحكم هو غياب الخطاب البديل : بمعنى أن الخطاب المطروح حالياً لا يعطي المتلقي الإنطباع بالإختلاف الجوهري ، إنما يعطيه الإنطباع برغبة طارحي الخطاب في إستبدال المقاعد. لا بد من خطاب اكثر جذرية لكنه حتماً سينشر و يخلق قاعدته الإجتماعية.
Quote: دعنى اختلف معك قليلا عزيزى...ارى ان المدخل الاساسى لمعاركة سدنت الخطاب السلفى يجب ان يتم بطرح قراءة مستنيرة للنص الدينى,,اذاتبقى الازمة فى اننا عجزنا فى طرح قراءة موازية لخطابهم ...قراءة للنص الدينى من مربع الحداثة لا العكس...اذا يجب ان يتم الصراع مع الخطاب السلفى داخل ملعبه واراضيه ولكن بمشروطية تدشين خطاب حداثوى للنص الدينى. |
ربما لم أوصل المعنى بصورة دقيقة : القراءة المستنيرة للنص الديني مطلوبة ، فعندما أقدم خطاباً سياسياً و إجتماعياً يتعارض مع القراءة المطروحة فأنا هنا أخير الغالبية بين إتباع الخطاب و بالتالي التخلي عن معتقدهم الديني ، أو رفض الخطاب ببساطة ، هذا إذا تحدثنا عن الإلتزام النظري العميق بمحمول الخطاب ، لذلك لإنتشار الخطاب لا بد من قراءة للنص الديني منسجمة معه و إنتشارها شعبياً ، في هذا الصدد هناك عدة نماذج : - بيرطانيا : المذهب البروتستانتي أكثر عقلانية و نتيجة إصلاح ديني و بالتالي لا يواجه توترات كثيرة مع الحداثة - فرنسا : مذهب كاثوليكي و لكن التأريخ الفرنسي و المعاناة مع الكنيسة خلقت إلتزام شعبي بقيم الحداثة يوازي الإلتزام الديني ، و لا يستمد قبوله لدى المواطنين من إتفاقه أو عدم إتفاقه مع الموقف الديني الكاثوليكي المتزمت. - دول مثل الدنمارك ، التشيك : نسبة الإيمان الديني فيها أصلاً ضعيفة و بالتالي لا يواجهون مشكلة التعارض مع الخطاب الديني بصورة قوية.
ما قصدته بأن الصراع لا ينبغي أن يكون وفق قواعدهم هو أن الطريقة التي ينظر بها إلى النص الديني و التأريخ الديني و الأحكام و غيرها ينبغي أن تبدأ من منطلقات مختلفة ، مثلاً دون فحص بعض بديهيات الخطاب السائد فكل ما ستفعله منابر الإصلاح سيكون مجرد بحث عن مخارجات فطيرة . لست ضليعاً بهذا الشأن ولكن مثلاً عند النظر إلى الأحاديث النبوية ، تستمد جميعها مشروعيتها من الآية : لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى . مع أننا لا نحتاج مجهوداً كبيراً لندرك أن المعني هنا هو القرآن. على قوى الإصلاح الديني أن تفرض قواعدها التي يجب أن تكون متصالحة مع العقل و مع الواقع ، و إلا فإن التجاوز الإجتماعي في عهد التسارع الإلكتروني هذا سيرمي بهم جميعاً: الخطاب المتردد و الخطاب المنغلق في سلة مهملات الواقع ، ... النص أيضاً ينبغي مقاربته بالشروط التأريخية و القراءات اللغوية و غيرها ، ..... إذا كنت تعني بداخل ملعبه القيم الوجودية للإسلام فأتفق معك أما إذا كان هذا الملعب يشمل الupdates من مرجعية الأئمة الأربعة و التعامي عن الشروط التأريخية ، فهنا ستكون هذه المحاولة too little ..too late و الأفضل التجاوز على الطريقة الفرنسية ( و أتمنى ألا تحرق المساجد في هذه الحالة كما أحرقت الكنائس في الثورة الفرنسية).
Quote: للاسف الشديد هذا المرض يحاصر حتى النخب المثقفة داخل المجتمع السودانى وتحديدا اعنى النخب التى تطرح نفسها كنخب علمانية..حيث تلاحظ القطيعة الحادة بين المحمول الفكرى والمحمول السلوكى....فتجد الفرد منهم(المثقفين العلمانيين)يحمل فى راسه افكار عن الديمقراطية والحرية والعدالة الاجتماعية ولكن يعجز فى جعل هذه المحمولات سلوك يومى فى حياته... |
ليس ضرورياً أن يفرضوا على أنفسهم نمط متحرر فهذه حريتهم ، و الدعوة للحرية هي دعوة لأن يفعل الإنسان ما يشاء و ليست دعوة لإستبدال الفاشية الدينية بأخرى ، و لكن هذه النخب فعلاً متناقضة : فبعضهم يمارس نمط حياة متحرر و يظهر خلافه بغرض النفاق الإجتماعي خاصة في أوساط الجماهير ، هذا توجيه رسالة خاطئة بأن الحرية لا تعارض مزاجهم ، هم مخطئين حتماً ستعارض مزاج البعض لذلك كان المصطلح : تحمل tolerance وليس دعوة محبة مسيحية ، هذه الطرح الخجول هو أول خطوات التنكر و الإنقلاب.
Quote: لان الازمة الحقيقة التى عجزنا عن فهمها هى ان الوعى الذى يحمله المواطن العادى تعبر عنه الحكومة بجراة..لذا تجد الواطن غير مندهش لمثل هذه الممارسات..وهو تعبير عن التناص مابين الوعى الشعبى والوعى الحكومى... |
في بعض الجوانب نعم خاصة لدى مواطني الوسط، ولكن ليس لدرجة الإنطباق التام .
شكراً للمداخلة القيمة ... أواصل
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
فكر القطيع | amin siddig | 08-26-07, 12:59 PM |
Re: فكر القطيع | سلمى الشيخ سلامة | 08-26-07, 03:36 PM |
Re: فكر القطيع | Abdel Aati | 08-26-07, 05:32 PM |
Re: فكر القطيع | amin siddig | 08-26-07, 09:46 PM |
Re: فكر القطيع | طلعت الطيب | 08-29-07, 01:15 AM |
Re: فكر القطيع | طلعت الطيب | 08-29-07, 03:22 PM |
Re: فكر القطيع | amin siddig | 08-30-07, 10:57 AM |
Re: فكر القطيع | amin siddig | 08-30-07, 11:32 AM |
Re: فكر القطيع | amin siddig | 08-30-07, 12:54 PM |
Re: فكر القطيع | طلعت الطيب | 08-30-07, 04:43 PM |
Re: فكر القطيع | خالد خليل محمد بحر | 08-30-07, 05:36 PM |
Re: فكر القطيع | خالد خليل محمد بحر | 08-30-07, 06:18 PM |
Re: فكر القطيع | amin siddig | 08-30-07, 07:32 PM |
Re: فكر القطيع | Abdel Aati | 08-31-07, 10:22 AM |
Re: فكر القطيع | غادة عبدالعزيز خالد | 08-31-07, 04:43 PM |
Re: فكر القطيع | amin siddig | 08-31-07, 11:10 PM |
Re: فكر القطيع | nadus2000 | 08-31-07, 11:27 PM |
Re: فكر القطيع | amin siddig | 09-02-07, 00:23 AM |
Re: فكر القطيع | سلمى الشيخ سلامة | 09-02-07, 00:59 AM |
Re: فكر القطيع | amin siddig | 09-02-07, 11:30 AM |
|
|
|