|
يا عثمان ميرغنى العبقرى الا تكون أكلت سمايتو! أول حرف من اسمه عوع عرفتو ولا لسة!!
|
Quote: حديث المدينة
معجزة السودان..!!
عثمان ميرغني كُتب في: 2007-08-24 [email protected]
واحدة من معجزات بلدنا الرؤوم السودان.. أنه استطاع أن يعكس عجلة الزمن.. في كل الدنيا الأمم تبدأ من التخلف ثم تصعد خطوة خطوة جيلاً وراء جيل.. إلى أن تصبح أمماً راقية تتفرج أجيالها الحالية على حياتها التعيسة الصعبة المقدمة في المتاحف.. إلا نحن أمة السودان.. بدأنا من أعلى وها نحن في أسفل القاع.. أسمى أمانينا أن ترجع عجلة الساعة للوراء.. حيث كنا.. البرهان ساطع في كل مناحي حياتنا لكن دعوني هذه المرة اختار لكم هذا المثال المبكي.. مدرسة بحري الحكومية الثانوية.. حضارات سادت ثم بادت.. بدأت من حيث انتهى العالم.. ثم انتهت إلى حيث بدأ العالم.. (كانت!!) في فجرها الناهد مدرسة نموذجية بالفعل.. لا بالاسم.. ثم أصبحت مدرسة (نموذجية!!) بالاسم المفضي إلى درك النموذج وهوان الحال.. في مدرسة بحري كانت هناك معامل ومختبرات لا مثيل لها اليوم حتى في الجامعات الخاصة.. يدرس الطلاب حصصهم النظرية في الفصل العادي ثم ينتقلون في حصص العلوم إلى قاعات المعامل الراقية.. ويتعلمون بالوسائل العملية ويجربون بأنفسهم التفاعلات الكيميائية والتجارب الفيزيائية.. وفي فسحات الفطور وغيرها تصدح الأنغام من فرقة المدرسة الموسيقية التي تتوافر لها آلات موسيقية قد لا يجد مثلها بعض كبار فنانينا اليوم.. وميادين كرة القدم والسلة والطائرة تحتشد بالمنافسات الحامية بين الطلاب الذين لا وقت لديهم للفراغ.. فإما دروس أو مناشط علمية وأدبية وفنية متواصلة لا تهدأ.. تشرف عليها الجمعيات الطلابية وعلى رأسها جمعية الثقافة والآداب.. التي تقيم الليالي الشعرية والمحاضرات.. اللغة الإنجليزية يقوم بتدريسها معلمون من بريطانيا.. والفرنسية من فرنسا أشهرهم (مسيو ماغي) الذي انتشر في المجتمع السوداني وصار أحد نجومه.. وبجانبه الدكتور على قاقرين.. لؤلؤة العهد الذهبي لكرة القدم السودانية وأشهر لاعب كرة سوداني.. كل معلميها كانوا نجوماً.. وعلى رأسهم مديرها محمد سعيد معروف.. رحمه الله.. المربي الصحافي المتمرس.. وخلفه محمد الفاتح منصور (رحمه الله).. هذه المدرسة كانت تفوق جامعات اليوم.. وخريجوها ربما أفضل من خريجي جامعات اليوم.. بيئة تعليمية لم يكن يسمح فيها بالصدفة والحظ السعيد.. فأين هي اليوم حسب قانون النشوء والتطور؟؟ انحدرت إلى الدرك الذي جعلها مدرسة (حكومية!!) يكتظ في فصولها عشرات الطلاب أسمى أمانيهم سترة حال أكاديمي.. ولو في كلية الزراعة!! قانون النشوء والتطور جعل من مدرسة بحري الثانوية معجزة.. تولد بكامل وأبهى شباباها ثم تغدو طفلة صغيرة يسيل منها اللعاب.. يفخر معلموها –في الماضي- أنهم منها.. يعلمون طلاباً كانوا مشاريع خبراء وأرقاماً في تخصصاتهم.. من هو العبقري الذي صنع هذه المعجزة؟ الذي قهر الزمن وهزمه وأعاده إلى الخلف.. وحرَّك الساعة عكس مجراها الطبيعي؟ زوروا مدرسة بحري الحكومية اليوم لتتفرجوا على معجزة السودان. قاهر الزمن! |
|
|
|
|
|
|