|
فاتورة الفرح الجماهيري..!!عثمان ميرغني!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
|
Quote:
كُتب في: 2007-08-21 [email protected]
لا أريد أن أفسد عليكم فرحة الهلال.. أو هلال الفرحة.. لكني فقط أريد أن أفتح (أضانكم) على مغبة مثل هذه الأفراح.. مغبة فاتورة الفرح!!. أؤمن بأن صناعة الفرح واجب وطني.. ولهذا مباشرة بعد إسقاط الهلال لشقيقه الأهلي بالضربة القاضية في مباراة أمس الأول.. حاولت أن أمارس واجبات المواطنة فأخذت الأولاد الصغار في سيارة.. وخرجنا للشارع نزمر ونجتهد في زيادة كمية الفرح بأعلى ما تيسر.. والمشاركة في صناعة الفرح ليس بأقل واجبا من المشاركة في مواساة الترح. لكن خطر في بالي أن منسوب الفرح الجماهيري المرتفع هذه الأيام -كمنسوب النيل والأمطار والفيضان- ربما يجر من ورائه فاتورة ومستحقات لم تكن في الحسبان. في بلدنا عباقرة.. يهمسون في أذن السلطان.. أن موسم الفرح العاتي هو أفضل مواسم القرارات الكبيرة.. ففي غمرة الفرح يمكن للقرارات الكبيرة أن تمر بأقل قدر من الغضب أو رد الفعل المعاكس. فالقلب لا يحتمل الفرح والغضب معا.. وطالما ان مناسيب الفرح عاتية طاغية، فهي قادرة على درء مخاطر خريف الغضب.. مخاطر القرارات الكبيرة الخطيرة. العباقرة الأفذاذ. ربما يذهبون الى السيد وزير المالية.. ويذكرونه بما قاله في العام السابق في نفس هذه الأيام.. عندما اعلن الزيادة في أسعار الوقود وقبله السكر.. وزير المالية قال حينها إن المطلوب ضعف الزيادة التي أعلنت.. وإن الحكومة مراعاة لخاطر الشعب قررت هذه الزيادة.. لكنها زيادة لا تفي بشروط تحرير الوقود من الدعم –حسب وزير المالية- ولا يتحقق التحرير إلا إذا أضيفت إليها زيادة أخرى بنفس القدر. العباقرة سيقولون للسيد وزير المالية.. الوقت مناسب (جدا) لإعلان زيادة جديدة في أسعار الوقود.. والسكر.. والكهرباء.. فالشعب غارق في فرح الانتصارات.. والإفراط في الفرح يجُبّ الغضب.. فإذا ما أعلنت الحكومة الزيادة الملوّح بها منذ عام في الوقود والسكر والكهرباء.. فسيكون رد الفعل الشعبي في أدنى مناسيبه.. سيغضب الشعب، غضبا مخلوطا بالفرح.. خاصة اذا أكمل الهلال جميله وفاز في المباراة القادمة وأصبح بطلا لمجموعته.. هنا تصبح زيادة الأسعار مجرد لسعة ناموسة صغيرة.. يحكها الشعب وهو في غمرة الرقص طربا بنعيم النصر. أما إذا أكمل الهلال كل الشوط وعاد بالكأس –ولأول مرة في تاريخه منذ وُلد– فهناك طائفة أخرى من السلع يمكن أن تضاف إلى القائمة.. المياه.. الضرائب.. الرسوم.. فمساحة الفرح تكفي وتفيض لمزيد من الضرب بالسياط. آمل أن يتذكر العباقرة ذكاءهم.. وأن لا يقنعوا الحكومة بالحكمة اليهودية التي تروي.. أن رجلا يهوديا ضاق ذرعا بزوجته المشاكسة الطنانة التي تحتج كل يوم على ضيق المنزل وتطلب منه منزلا جديدا.. فاشتكى الى الحاخام.. فنصحه أن يشتري بقرة ويسكنها معهم في البيت.. فعل الرجل لكن أنين الزوجة زاد.. فرجع الى الحاخام. فأمره أن يشتري بقرة ثانية ويضمها الى رفيقتها في البيت.. ففعل الرجل فزاد غضب زوجته.. فظل كلما رجع الى الحاخام أمره أن يشتري بقرة جديدة ويضمها الى قطيع الأبقار في بيته حتى ضاق البيت بالأبقار.. وكادت الزوجة تجن. حينها طلب منه الحاخام أن يخرج كل الأبقار.. وحينها ستحس الزوجة أن البيت واسع وكبير. زيادة أسعار.. وزيادة أخرى.. وثالثة.. وقبل الانتخابات بقليل تقوم الحكومة بالإفراج عن شعب السودان وإخراج الأبقار فتعلن تخفيض الأسعار فيعلم الشعب كم كان كرم الحكومة واسعا وكبيرا... فيصوت لها في الانتخابات فرحا بتخفيض الأسعار. |
|
|
|
|
|
|
|
|
|