|
|
 مرة أخري : تنظيم الجمهور بقوانين المرور ..
|
هذا الموضوع من سنة 2003 ـ قلت اكرره هنا للنقاش ..
هناك كما تعلمون معضلة كبيرة في حياتنا اليومية بالسودان ـ وطبعآ معظم دول العالم الثالث ! ــ الا وهي العشوائية في كل شئ وعدم النظام واحترام القانون فضلآ عن الجهل به ــ ولا يتسع المجال لذكر سلبيات تلك الفوضوية والعشوائية هنا فهي معلومة بديهيآ ! ـ لذا سأعلق علي احداها ـ واعني عشوائية حركة المركبات والجهل بقوانين المرور عند عامة الناس ــ تلك الجزئية البسيطة نري نتيجتها متضخمة في -علي سبيل المثال- أختناق العاصمة بالسيارات والمارة معظم الاوقات وفي كثرة حوادث المرور !! ــ وتخبط المارة وحركتهم الموتورة العشوائية في كل الاتجاهات وهو ما يعطي انطباعآ للغرباء بأن هذا الشعب أروش وموتور وشفقان وماسكاهو أم هللا هللا ..!!
وأعتقد أن اللوم الاساسي يقع علي ادارات شرطة المرور ، والتي تسعي لتنظيم الفوضي بزيادة عدد افراد الشرطة في الشوارع ـ وهو جهد كبير لكنه محدود الفعالية لأن المشكلة الاساسية هي البنية الاساسية لنظام الحركة التي تتمثل في نظام الشوارع ووعي المواطن زائدآ تطبيق القانون الصارم علي الذين يتجاوزونه ــ و نحن نري نتائج هذا الخلل الواضح في تعاملنا مع المرور في السودان بكثرة سماعنا عن وفيات السودانيين نتيجة لحوادث حركة خارج السودان ــ والسبب واضح وهو أن السائقين السودانيين تعودوا علي القيادة علي السليقة دون علم بعلامات الحركة العالمية الصارمة (عدا الاشارات الضوئية) في انواع الشوارع المختلفة والمصممة علي مواصفات معلومة و..و..ألخ ـ
ولنا أن نقدر كيف سيكون الحال اذا انفرج الوضع في السودان وازدهر وصرنا من الدول النامية بكل تبعات "نامية" هذه ــ اعني ازدياد عدد السيارات و الناس في الشوارع ــ كيف يمكننا حل معضلة المرور المستقبلية ، وكيف يمكن أن تصبح عاصمتنا،مثلآ، مدينة حضارية يستطيع الاجانب قيادة سياراتهم فيها بدون أن يشعروا بالفرق بينها و بين مدنهم ــ؟؟؟! ــ
أري أنه يجب ان تبدأ منذ الآن عملية ترويض الجمهور بقوانين المرور ــ
كيف؟؟!!! ــ
طبعآ الحلول بديهية، ولكن كيف يمكن تطبيق البديهيات في حياتنا العشوائية تلك؟؟!! أنا كثيرآ ما ذكرت أن الحلول النظرية دائمآ سهلة ومعروفة .. ولكن المعضلة في التطبيق !!.. تطبيق تلك النظريات !!.. فالشغلانة دايرة ليها نظريات تطبيقية لتطبيق النظريات ـ دي غلوتية دي؟  ـ ـ طيب أنا أقترح نظرية (بالهداوة والتدريج )ـ ودرب المليون ميل يبدأ بخطوة! ـ يعني أي تغيير مقترح يبدأ تدريجيآ بأبسط المعطيات ومن ثم يتم تطويره وإنماءه ـ
بالنسبة لعملية تنظيم الجمهور بقوانين المرور دي (وأنا اخترت قوانين المرور بالذات لأنها القوانين الاساسية المشتركة التي لابد أن يعلمها الصغير والكبير والسائق والراجل والمتعلم والأمي ووو ).. إذن نطبق نظرية التدريج عليها .. !!! ــ أي أن تبدأ ادارة الشرطة بتخطيط الشوارع و تنظيم الحركة في مناطق محدودة في العاصمة ، ولنقل منطقة وسط الخرطوم بين شوارع المك نمر،ـ علي عبداللطيف، شارع النيل ـ المحطة ــ وحيث يجب وضع العلامات والاشارات العالمية في كل الشوارع في هذه المنطقة ومواقف العربات وغيرها وغيرها !! ـ ثم يجب تطبيق القانون الصارم علي كل سائق داخل هذه المساحة، حتي ربط حزام الامان!! ـ وبذا لن يدخل هذه المنطقة الا السائق الملم بالقانون أو الذي سيتعلمه غصبآ عنه بكثرة الغرامات وباقي العقوبات ــ وتصبح تلك المساحة التجريبية المنظمة حديث المجالس يتعلم الناس من حكاويها قوانين السير تلقائيآ..
وبمرور الزمن يتعود السائقون علي السير بأدب واحترام للطريق ــ حتي أذا وصل حال السير الي مستوي مقبول تم توسيع المنطقة المحترمة، أو قل المحرمة، شوية شوية حتي تغطي العاصمة كلها !!! ـ ثم يتم تعميمها علي باقي الاقاليم ــ وبذا نكون قد انتقلنا الي مستوي المدن الحضارية حتي وأن كان ذلك شكلآ فقط !! ــ
الجزء الآخر من الخطة هو تخصيص مسارات للجمهور .. الجمهور ده محتاج مسارات للكداري !!! ـ لا بد من تنظيم حركة الراجلين في مسارات مشاة .. عشان ما تلقي الناس مزاحمين العربات في الزلط !! .. ولا بد أن يتعلم المشاة عبور الطريق في مناطق عبور المشاة بدلآ عن تلقاهم شاقين الشارع قلبا وعدلة بعشوائية شديدة ..
وبذلك يحس أي مواطن بأنه منضبط علي الأقل في مشيته في شارع الله دا ..
إذا طبقت هذه البديهيات البسيطة والتي لا تحتاج لميزانية زاتو سيحس الجمهور بحلاوة النظام ويحس رجل الشرطة وإدارة المرور بأنهم عملوا شئ ملحوظ ومنه فائدة !! .. ويشعروا بأنهم تدريجيآ غيروا وجه العاصمة الحضاري وسينعكس ذلك علي الجمهور ذاته .. يعني الواحد عندما يكون ماشي في منطقة منظمة ونظيفة وحضارية حتلقاه تلقائيآ هندم نفسه ومشي بأدبه .. أما طبعآ لو لقي المنطقة هردبيسة وعايرة أكيد حيديها سوط ..
خاطر أخر اري ان تطبيقه سينتج أجيالآ مستقبلية أكثر وعيآ وأكثر استعدادآ لخوض صعوبات الحياة العصرية التي تزداد تعقيدآ يومآ بعد يوم ، وهي أن تدخل قوانين المرور ككورس دراسي في احدي المراحل حتي يصبح نظام الحركة ثقافة بديهية لأجيال المستقبل ـ
تري ماذا سيكون أثر هذه الخواطر الخيالية علي مزاجنا العام وحياتنا في بضع سنين ؟؟!!! ــ
|
|
 
|
|
|
|
|
| |
Munir
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست