|
|
 صباح الـخير يا عمــر..! أهل الخرطـــوم افتقدوك إبان محنتهـم.. وكانوا أَوْلَى بوجودك معهم..!
|
صباح الـخير يا عمــر..!
هذا حديث «شريك وطني».. عَرْضَ.. وهَلَّل وكبَّرَ معك فوق مواقع الإنجـــاز..!
أهل الخرطـــوم افتقدوك إبان محنتهـم.. وكانوا أَوْلَى بوجودك معهم..!
الأمطار حبيسة الشوارع والميادين.. وتركت البؤساء في العــراء وستتحوّل إلى مصدر أمــراض فتاكـــة..!
ضمان الشــارع الجديد - 5 سنوات - ولا يصمد لعام واحد.. فَمَنْ يحاسب مَنْ..؟!
سيدي الرئيس المشير عمر.. عاشت العاصمة الخرطوم ومازالت تعيش حالة بائسة وأراضيها ملطخة ليس بطين الأمطار وإنعدام المصارف وحسب، بل ملطخة بعار سوء الخدمات وتلوث البيئة ومبيت الآلاف من رعاياك في العراء بعد أن دمرت الأمطار بيوتهم ليس لأنها أمطار غزيرة أو خطيرة، ولكنها لم تجد المصارف التي تنقلها من داخل الشوارع.. والأزقة والميادين إلى مصارف رئيسية..!
باختصار - سيدي المشير - خلال الأسبوع المنصرم وحتى يومنا هذا وقف كل سكان ولاية الخرطوم ولعنوا الحكومة صباح مساء.. بعد أن فشل أولادهم وبناتهم في الخروج من المنازل إلى المدارس، وبعد أن فشل الآلاف من العمال والموظفين والمدرسات والمدرسين في الخروج من داخل منازلهم - إن كانت هي في الأصل لم تسقط - ان الشوارع كلها ما كانت تمكن الناس من الخروج ولو لشراء مستلزمات البيت من المتجر المجاور..!
إن مطر اليومين الماضيين لم يفضح ويقطع «لسان الولاية الطويل» فحسب، بل فضحت الذين رست عليهم عطاءات الشوارع المنهارة.. ومصارف الخريف التي تم حفرها منذ أبريل أو مايو على نحو بدائي، حيث دفنت هذه المجاري وهذه المصارف تلقائياً قبل هطول الأمطار بشهر أو شهرين..!
إن مصارف الأمطار - سيدي الرئيس - وعلى هذا النحو الذي تحفر به تعبّر عن اسلوب قديم ربما منذ عشرينيات القرن الماضي يوم أن كان سكان الخرطوم العاصمة كلها ما بين 200 إلى 300 ألف شخص على أفضل التقديرات، ويوم كان العمران ذاته ربما أقل من 5% مما هو عليه الآن، ويوم أن كانت الحكومات - الأجنبي الإستعماري منها والوطني - تجبي العوائد بحدود 15 مليم وتقدّم خدمة بـ30 مليم أي الحكومة تدعم الخدمات عكس ما يحدث الآن، إذ أن الحكومة تأكل أموال الخدمات ولا تنجز الخدمات..!
إذن غرقت الولاية عن بكرة أبيها وأمها في الطين والأوحال والمياه الراكدة ولم يبق من الشوارع الجديدة المسفلتة ولا شارع واحد يصلح للسير الآن..!
والأسباب سيدي الرئيس البشير هي:
* سوء التخطيط.. وسوء التنفيذ.. والفساد الأسود من الزلط الذي مسحت به أرض الشارع الذي لو - كبوا - فوق ترابه الأموال التي صرفت عليه أو التي اعتمدت له لكان حاله أفضل مما هو عليه الآن..!
* ولأن تخطيط الشوارع المنهارة عن بكرة أبيها وأمها تقريباً سيئ وعشوائي الطابع فإن التنفيذ نفسه كان سيئاً والأسوأ من هذا وذاك اسلوب التعامل والتعاطي الإداري والمالي مع هذه الشوارع حيث يظن الناس، بل ويجزم الناس الا عطاءات تطرح علناً.. والا شركات أو جهات ذات خبرة يسند لها التنفيذ.. بل سمعنا وسمع غيرنا أن الشركات التي ترسو عليها عطاءات الشوارع تنشأ بعد أن تجاز الميزانية، ومن القسط الأول أحياناً يشتري - المقاول المحظوظ - بعض المعدات أو يؤجرها لتكون النتيجة هذا العمل الفطير والخطير، حيث يصبح فاشلاً.. وباطلاً.. وضعيفاً.. ومنهاراً كل ما شيّد.. أو بنى.. أو رصف على باطل وحيث تصدق قاعدة - يذهب الحرام من حيث أتى - وما دام العمل كله قائماً على - الحرمة والحرام - كان لابدّ له أن ينهار ويفضح الذين أجازوه.. والذين نفذوه..!
* سيدي الرئيس المشير البشير.. لقد سمعتك بأُذني - ويا لكثرة ما اسمعك هذه الأيام لأنني اتشرف بمرافقتك في العناء والمشقة جنوباً.. وشمالاً.. وشرقاً.. وغرباً.. أقول سمعتك أكثر من مرة وأنت تبدي بعض الإعجاب والتقدير بمنجزات الولاية الأم - الخرطوم - خاصة في مجال الطرق والكباري وأمور أخرى ربما منها صحة البيئة.. ومنها المواصلات.. والبصات الآتية أو التي لا تأتي في القريب العاجل بعد أن سكت الحديث عنها مع أن العاصمة بحاجة إليها بعد أن خنقتها الركشات.. والحافلات.. والأمجاد.. وحتى الكارو والحمير.. والحصين التي اضحت في الأسواق الرئيسية - مثل سوق السجانة مثلاً.. أو السوق المحلي.. أو شعبي أم درمان تغطي فضلاتها الشوارع الرئيسية والفرعية وأحياناً يتبول - حمار - أو حصان فوق فراشة الخضار أو الفاكهة..!
سيدي الرئيس.. عام 1954 على ما أذكر ضربت العاصمة أمطار وفاض النيلان - الأبيض والأزرق - وغمرت المياه عن طريق أحد الشوارع التي تشق الديوم الشرقية من أقصى الشرق إلى أقصى الغرب إلى معظم أحياء الخرطوم جنوب خاصة الرميلة.. والقوز والحلة الجديدة ثم السجانة.. والديوم..!
يومذاك - سيدي الرئيس المشير البشير - أذكر وأنا صبي أنني وكل السكان شهدنا رئيس الحزب الإتحادي الديمقراطي ورئيس الفترة الإنتقالية آنذاك المرحوم إسماعيل الأزهري ومعظم أعضاء حكومته وإدارته وهم يجوبون المنطقة عن طريق قوارب ومراكب صغيرة ليتفقدوا أحوال الناس..!
ذاك المشهد سيدي الرئيس المشير البشير لم يتكرر الأسبوع الماضي ولم يرَ الناس مسؤولاً واحداً - عليه القيمة - جاء بلاندكروزر وليس «بالفلوكة».. لكي يتفقد أحوال الناس بداية من وسط العاصمة المثلثة مروراً بكل أطرافها، وصولاً إلى عشوائياتها التي عاش أهلها حياة الإنسان الأول في عراء معطون بالطين أو مغمور بالمطر..!
وأقول لك كلمة الحق التي يطنطن بها البعض.. ويخاف ان يقولها البعض، وربما يقول لك البعض أو قالوا لك عكس ما أود قوله.. وما قاله بسطاء وعقلاء الناس..!
وكلمة الحق - سيدي المشير البشير - هي أن منكوبي العاصمة في يومي الشدة والمطر.. والسيول.. وعدم المجاري.. وسقوط المنازل المضعضعة.. افتقدوك.. وسألوا عنك.. واندهشوا عندما قالت لهم أجهزة الإعلام إنك غادرت في يوم الضنى والأسى والمحنة ذاك إلى - ماليزيا - لحضور اقليمي.. إقتصادي.. أو سياسي.. أو أدبي.. أو علمي.. كان الأهم منه بكل المقاييس أن تبقى مع شعبك الممكون الممحون..!
وأعوذ بك أن تصدق سيدي الرئيس مَنْ يقول لك - هذا هو الخريف - وهذه هي الأمطار.. تأتي كل عام ويدندن ويطنطن ويتضايق منها الناس ثم تجف الأرض وينسوا..!
هذا كلام تبريري.. كاذب.. وساذج.. ومن السهل الرد عليه..!
ذلك لأن الأمطار لا تنتهي بنهاية غمرها للأرض بالمياه وتهديم البيوت وتلوث الطرقات.. وتعطيل حركة السير.. بل يعقب كل ذلك دمار في البيئة.. وتفشٍ للأمراض الفتاكة مثل الملاريا وأخواتها الأخطر.. والذباب ناقل الأمراض.. والعفن..!
أيضاً إن الخريف الذي يضايق الناس على حد زعم التبريريين هؤلاء لا يأتي بالصدفة، بل إن تماسيح المواسم والمناسبات والعطاءات يفتحون خشومهم منذ أول السنة وقبل الخريف بأشهر لترسو على المحظوظين منهم عطاءات حفر المصارف المختلفة أو على الأصح - الجداول - التي تدفن قبل الخريف والتي توضع أتربتها على جانبي الطرق المسفلتة حتى إذا - بالت طيرة - في السماء - ناهيك عن مطر مدرار انهالت وانهارت أتربة - المجاري - واختلطت بالاسفلت - الأرهف من موس الحلاقة أو طرقة الكسرة - ليعود الشارع اسوأ مما كان قبل أن يتم رصفه أو تعبيده أو سفلتته وبعد أن يتحوّل المحظوظ الذي رسى عليه عطاؤه من مليونير إلى ملياردير.. أو دشليونير ومن الشارع المسروق مالاً.. ومواداً تكون العمارة الرابعة أو الخامسة هنا أو هناك، حيث يتحدث الناس عن هجرة وتهجير الدولار.. وأخوانه للخارج..!
سيدي الرئيس اختصر هذه الفقرة وأقول لك للمرة الثانية إن العاصمة افتقدتك في يومي محنتها الماضيين افتقاد الأسرة لعائلها عند الملمات..!
سيدي المشير البشير - لقد قتلت الأيام السوداء في العاصمة المنكوبة كل الفرح الذي عدت به أنا شخصياً من رحلتي دارفور والشمالية في الأسابيع الماضية..!
* ففي دارفور تأكدت معك ومع المرافقين والحاضرين من أكذوبة أمريكا والتمرد وعقوق بعض سكان الفنادق والشقق المفروشة الذين لا يخجلون من - البون الصحي والشكلي - بينهم وبين مواطنيهم لدرجة أن السيد عبدالواحد أصاب كل أهله في السودان بالغثيان عندما تحدث عن - دولة علمانية يريدها - على أيدي القوات الدولية وهو يعرف أو لا يعرف أن قوات الإتحاد الأفريقي ومن معها من طلائع القوات الدولية حوّلت بلاده وبلادنا إلى «دولة مرضية» مصابة في بعض بناتها وأولادها بطاعون العصر الذي هو الإيدز..!
لقد كنت ومازلت فرحاً سيدي المشير البشير وأنا أزور مدن دارفور الخمس - نيالا.. الفاشر.. شعيرية.. كلمندو.. الجنينة.. لأعود وأكتب وعلى مساحة ثماني صفحات من هذه الصحيفة أن دارفور أكثر أماناً من الخرطوم التي تقيأت كل مناطق الحرب والنزوح والهروب فوقها فحوّلتها إلى عاصمة بكل هذا القدر من القذارة.. والفوضى.. والعطالة.. والبطالة والأخطار الأمنية التي تحاول قدرات البوليس أن تمنع ضررها عن الناس ولكن هيهات..!
ولقد عدت أيضاً من الشمالية بعد أن صفقت.. ورقصت.. وعرضت معك ومع الآخرين ليس بطراً ولا مجرد حالات هياج جماهيري.. بل لأن هناك من الإنجازات والمشاريع ما يستوجب الفرح..!
وأختم سيدي المشير البشير - بملاحظة أخرى أهنيء قبلها وبعدها قواتنا المسلحة الباسلة بعيدها القومي الذي سيكون في بلدتنا الصغيرة مروي - أم إنجازات حكومتك من خلال الخزان الذي جاء كما قلت أنت في دنقلا - بعد طول حرمان.. وإهمال.. وتهميش حقيقي لأُناس متحضرين ويعرفون - السمح.. والزين.. والتطور.. ولكنهم افتقدوا كل ذلك لصالح غيرهم من مواطني السودان كله، حيث كان الشمال حاضراً في كل بقعة من بقاع الوطن بما في ذلك الجنوب، بل أول ذلك الجنوب الذي استشهد فوق ثراه مئات الآلاف من أبناء الشمال لتسديد فاتورة حرب أشعلها الإستعمار وصب عليها الزيت والوقود بعض أبناء الجنوب..!
سيدي المشير البشير - في يومي المطر والوحل.. والمحنة والغرق وبينما كنت أحاول الوصول إلى قلب العاصمة عن طريق بعض شوارع أركويت الرئيسية والفرعية أفرحني ثم هالني منظر.. دبابات.. ومدرعات.. وآليات عسكرية كانت تحتشد فوق بعض تلك الشوارع..!
ولأن التقليد العالمي أو الواجب الأممي في حالات الكوارث والنكبات غالباً ما يدعو «الجيش» للتدخل بآلياته وقدراته للإسهام في تخفيف المصائب وانقاذ الناس، فقد اعتقدت الأمر كذلك إلى أن سألت.. وفهمت أن هذا الذي أراه، وأنا من حولي الآلاف نغوص في الطين.. والوحل.. وآلاف المنازل تتهاوى هنا وهناك.. وآلاف الأمهات والآباء يحملون على أكتافهم أولادهم وبناتهم و«يخوضون» بهم وسط المياه المتراكمة في كل إتجاه لعدم المجاري.. والمصارف.. أقول بينما كان الأمر كذلك فهمت أن هذا المشهد العسكري الذي أراه وسط كل هذه الإحن والمحن والكوارث هو جزء من استعداد عسكري للإحتفال بعيد الجيش..!
طبعاً هذه هي مسؤولية الذين قرروا وقدروا مثل هذا نشاط في مثل هكذا أيام، ولكنني أقول وبكل صراحة إن لا الزمان.. ولا المكان.. ولا الظرف كان مناسباً لمثل هذا الإستعراض والعرض العسكري والناس في ليلة ظلماء يفتقدون البدر.. وهل ثمّة بدر مثل جيشنا الباسل الذي من المعقول أن تحاكيه جيوش العالم كله في اغاثة المنكوب أو هكذا يفترض..!
سيدي المشير البشير - اختم وأقول قولة - الشريك الوطني - وليس مجرد قول الصحفي المهني.. إن العاصمة وبحالها هذا تستدعي المحاسبات.. بل المحاكمات وليس مجرد المساءلات..!
وإذا قال لك قائل إنه عمل وفعل للعاصمة فاسأله كم «قبض» هو من العاصمة.. وكم «قبض» الذين حوله.. واسألهم جميعاً - سيدي المشير البشير - كم أخذوا من مواطن الولاية هذه ذات الملايين الخمسة أو الأكثر أو الأقل من أموال ولنحسب معك بعد ذلك ما أخذ.. وما صرف.. وسنُصاب معك بهول الفرق والمفارقة..!
مرة قلت لك كتابة سيدي المشير البشير -..
* عندما تُعيّن وزيراً.. أو والياً.. أو مسؤولاً كبيراً - زنه بعد أداء القسم مباشرة - واحفظ وزنه في دفتر رئيس القضاء.. وعندما يأتي يوم مغادرته للسلطة والموقع - زنه - مرة ثانية وقارن القديم بعد الدخول للسلطة بالجديد يوم الخروج منها.. وعندها ستعرف لماذا تختل النسبة وينعــدم التناســــب بين مــا يدفع المواطن من ضرائب.. وعوائد ورسوم وجـــبايات.. وما وهبه له الله مــــن نفط.. وذهب.. وإستثمارات..!
عندها سيدي المشير البشير.. أقصد يوم - وزنة الخروج من السلطة - لا تثريب عليك.. ولا على العدالة إذا أعدت الحق إلى أهله.. وإذا أعدت المختلس.. أو المرتشي.. أو الخالط بين البزنس والوظيفة.. مباشرة أو عن طريق الأخوان.. والأقارب وصناع المصائب - إلى سيرته الأولى التي دخل بها إلى مواقع ووقائع السلطة..!
ذلك لأنك سـتكون طهرته من المال الحرام.. وأعدت المال لبيت المال يا عمر..!
والله من وراء القصد
____________________________________________________
صحيفة الوطن
|
|
 
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: صباح الـخير يا عمــر..! أهل الخرطـــوم افتقدوك إبان محنتهـم.. وكانوا أَوْلَى بوجودك معهم.. (Re: Deng)
|
الاخ دينق ، فعلا اصبحت الخرطوم من اكثر العواصم بؤسا ، الاطفال القادمين من الخرطوم العائدين مع اسرهم من هناك كادت البعوضة ان تقتلتهم ، الحركة وسط الاسواق اصبحت صعيبة، لو ان الاموال التى انفقت على المؤتمرات التى عقدت فى الخرطوم (القمم ...عربيه وافريقيه ) صرفت على الخدمات ، لتغير الوضع تماما ، اشك اصلا ان توجد لنا ما يسمى فرق التدخل السريع للطوارى وحتى ان وجدت فهى غير مجهزه . للاسف الحكومة فى وادى ومشاكل المواطنيين فى كوكب اخر ، المشكلة دوما فى بقاء المسئول عن الاشياء لفترات طويله ، لذلك يقل عنده الابداع وتقتل عنده رغبة العمل من كثرة عدم استجابة لمطالبه ، إن كان سعى هو اصلا لحل مشاكل الناس .
| |
|
|
|
|
|
|
| |
Deng
Abdlaziz Eisa
اسعد الريفى
هجو الأقرع
على محمد على بشير
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست