امدرمان واركانها الاربعة, ود أرو والسيد المكي والركابية وود نباوي السواراب

Quote: اقتباس من صحيفة الراى العام حـــــــــــــــــــكايات ملحق اسبوعي يعني بحكايات العامة وتجارب الخاصة الاثنين11ديسمبر2006 وادي عبقر الامدرماني: حي ود أرو: تحالف المهدي والمك نمر تقرير: عادل شوية جلابة على المحس ليلة خبيرم جا مرق المك نمر لحاج أرو إتلقا وتلك أو هي «عشة البريابية» في قصيدتها الشعبية الشهيرة «بشكر الارباب» تؤرخ للحاج ارو الذي ربطته صداقة وطيدة بالمك نمر مثلما ربطت حفيده الحاج محمد صالح أرو بالمهدي، فدعاه مع ثلاثة من علماء وفقهاء الابيض للمجيء الى امدرمان من اجل تعميرها ونشر الدين والعلم فيها، فكان حي «ود درو» الذي هو في الاصل حي ارو «وارو تعني بلهجة المحس «الملك» وعند الدناقلة «البحر». الابيض: ولـ: ودرو احد اركان امدرمان الاربعة حكاية قادتنا للجلوس الى السيد علي الصديق محمد صالح ارو الذي كان يعمل مديراً للمحكمة العليا قسم التنفيذات الذي قال لنا: نشأة الحي لا تنفصل عن تأسيس امدرمان. اذ بعد فتح الخرطوم في 62 يناير 1885م كتب المهدي اربع رسائل لاربعة من رجالات العمل في الابيض هم الشيخ محمد صالح علي ارو والسيد المكي اسماعيل الولي والشيح عربي ودمكاوي، والخليفة حسن سوار الذهب جد المشير عبدالرحمن سوار الذهب. وكانت هذه الرسائل بصيغة واحدة يطلب فيها حضورهم واهلهم ومريديهم لتعمير بقعة امدمان. ود درو: هؤلاء المشايخ كل منهم حضر في الزمن الذي اختاره المهدي واقام في الموقع الذي سمي عليه، وحي ارو أو كما يسمونه ود درو هو الذي اختاره الشيخ محمد صالح ارو، ويُحد من الشمال بحيشان الشيخ بابكر الشفيع جد الدكتور عبدالمنعم الزين اخصائي العظام المعروف، ومن الجنوب بجامع الشيخ الضرير ومن الشرق بمحطة ودالبنا، ومن الغرب بمحطة مكي ودعروسة. المكي والركابية: ونتحدث عن امدرمان الماضي، ويسميها بامدرمان واركانها الاربعة ود أرو والسيد المكي والركابية وود نباوي السواراب ونستعيد الماضي من دون الحاضر وقد عمرت امدر وعمتها الاحياء والمدن، وتكاد كما يقول عنها الناس تلتقي مع الابيض امتداداً لمساحاتها ومسافات جغرافية وبشرية. النخل: يقول الحفيد علي أرو: الشيخ محمد صالح بلغ امدرمان في مارس 1885م وبنى في هذه المنطقة مسيده من جريد النخل والقش وبدأ تدريس طلابه الى ان تم تشييد المسجد الحالي باللبن العام 1903م وحتى تجديده على عهد ابنه الشيخ الصديق والذي كان يقوم بتدريس الطلبة منذ العام 1914م الى حين وفاته 1977م الشيء الذي لم يحدث في التاريخ الاسلامي ان كان هنالك اماماً راتباً مدة «63» سنة، والشيخ محمد صالح هو ابن آرو محمد أرو ، وأرو الاكبر مدفون بارض المحس، «سكوت المحس»، حيث هنالك هجرتان لآل أرو من دار المحس الى اواسط السودان، وحلفاية الملوك تحديداً بدليل ان هنالك مقابر الآن فيها تسمى بمقابر الصواردة، الذين هم من بطون المحس وينتسب اليهم الفنان محمد وردي، وتاريخ هذه المقبرة يعود الى «750» سنة، وكان أرو والد الشيخ علي يعمل بالتجارة ، ريش النعام وسن الفيل حيث يسافر الى المشرق ويعود بالذهب مشغولاً وغير مشغول، وقد اشتهر بكرمة وصداقته للمك نمر، وابنه علي مدفون بسوق الابيض حيث بقى وحده بعد ازالة المقبرة واقامة السوق مكانها. اكتوبر: وفي «ود درو» حيث بدأنا بتقليب صفحات تاريخ الحي الاسماء والشخصيات والمسجد، نجد ان مسيده تخرج منه الكثير من الطلبه والنجوم اللامعة، الشيخ عوض الله صالح مفتي الديار السودانية واللواء عبداللطيف الضو وحسن عوض الله احد وزراء اول حكومة وطنية وشقيقه علي وميرغني حمزة احد وزراء الحكومتين الاولى والثانية والعالم والدبلوماسي عبدالكريم ميرغني الذي كان احد المؤسسين للخارجية السودانية خاصة مكتبتها واخوانه عبدالرحيم الذي شغل منصب محافظ لبنك السودان وعبدالله ومبارك وشاعر الوطنية احمد محمد صالح عضو مجلس السيادة الاول، وشاعر الجمال احمد عبدالمطلب «حدباي» الذي هو خال للفنان سرور وعم للفنان كرومة واللذين ايضاً هما من ابناء الحي اذ ان سرور ولد في جزيرة ود المجذوب وجاء به اهله الى أرو وعمره ايام. ومن الحي يتحدث الناس عن الرياضيين خاصة رجل الثواني عبدالمطلب ناصر علي «دريسة» وعبدالله خوجلي الكونج احد لاعبي الهلال من الذين اغتربوا منذ زمن بعيد، وعثمان الديم الذي هو من قلعة صالح جبريل ضمن رقعة الحي. نهرو وتيتو: وهنالك الشيخ يوسف ابراهيم النور احد قضاة السودان وكان له رواق بالمسجد واخيه محمد ابراهيم النور وآل القباني الحاج سعيد القباني مدير الاراضي الاسبق وشقيقه صالح، وبابكر وكيل البريد والبرق وهو أحد مؤسسي مؤتمر الخريجين ونادي الهلال، ومن آل أرو، حسن عمر القاضي المتخصص في اعمال الاوقاف والتركات والمواريث وشقيقه د.علي الذي عين اول سفير للسودان بالمملكة المتحدة وهو سكرتير حزب الاشقاء ثم الوطني الاتحادي، ومنهم الشيخ الامين عبدالرحيم الارباب بن اخت الشيخ محمد صالح أرو وهو احد أدباء امدرمان وكانت اياديه بيضاء لرجال الحركة الوطنية، كان يدعم بلا حدود، وهداياه لزوار البلاد من الزعماء كانت كبيرة من الذهب الخالص نذكر منهم تيتو ونهرو، وله من الابناء مصطفى اول مدير للبنك العقاري والبروفيسور احمد الذي نهض بالمعهد الفني الى معهد الكليات الكتنولوجية ثم جامعة السودان، وهو بالمناسبة احد ثوار اكتوبر اذ جمع الساسة ورجال الاحزاب والهيئات بداره العامرة وخرج الاجتماع، بحكومة اكتوبر الاولى، وابنه فؤاد رئيس القضاء الاسبق. ومن الاسماء البارزة في تاريخ الحي حسن زيادة احد اعضاء جمعية ابوروف الادبية، ومقابلي حسين شريفي الذي كان يعمل وكيلاً بالتلغراف وكان يفرغ محتوى اية اشارةالى الحاكم العام أو السكرتير الاداري أو القضائي يأتي بها الى رجال الحركة الوطنية ثم يظهر محتواها في الصحف خاصة السودان الجديد والرأي العام بقيادة ابوالصحف احمد يوسف هاشم واسماعيل العتباني. الزعفران: ونجد في صفحة اخرى ان اول اضراب حدث العام 1931م والمعروف باضراب الكلية كان قادته من جمعية «الزعفران» مكي المنا وبابكر مهدي وحاج بابكر ارو واسماعيل العتباني. ومايزال علي أرو يتحدث لنا، وترد اسماء مشهورة بين الناس آل ابوالعلا، مصطفى وعبداللطيف ابورجيله وآل القوصي، وهنالك حوش الجريفاوي ، والشيخ احمد عبدالدافع «المادح» حفيد الشيخ ابراهيم الذي كان داره تقع في مواجهة المنزل وحينما جاءت التسوية العام 1916م اراد المفتش «برمبل» ان يضم داره الى جار له لانه اقل من الحد الادنى من التسجيل على ان يعطيه اية مساحة في امدرمان فرفض قائلاً له: «انا جوار المسجد والشيخ صالح لن ابرح مكاني حتى لو اديتني كل البلاد» وله من الابناء الحسين والخليفة عثمان والنور، والشيخ الشبلي والد امين الشبلي احد وزراء حكومة اكتوبر وشقيقه د. علم الدين، والشيخ الزين وابنه عبدالقادر كان من كبار المقاولين ومن احفاده وابنائه مصطفى والزين ومحمد. عبقر حدباي: «ونتجول في التاريخ، رغم ان حاضر ود درو أووادي عبقر كما سماه حدباي، وهو فعلاً مسكون بالشعراء». فهنالك الشاعر وأبو المسرح خالد ابوالروس، وحامد البدوي وابنه حسن حامد، والخليفة عثمان النور، جد المرحوم العميد بابكر النور ورجل الادارة ونائب المأمور المعروف توفيق صالح جبريل وابنا الخياط علي وخالد، ومنهم طاهر الشبلي الذي كان له رواق بمسجد الحي، هذا الرواق كان نواة لتأسيس مدرسة الهداية بامدرمان والتي من خريجيها الراحل الفاضل سعيد. بتي: وفي الحي نساء كثيرات يشار اليهن بالطهر والعفاف والتقوى والمساهمات الاجتماعية، منهن زينب مصطفى بتي، والحاجة تودي عمة المحامي احمدخير وجدة الشريف حسين الهندي «عمة والدته» وزينب محمد احمد نقد التي اوقفت دارها للمسجد ليستفاد من ريعه في اقامة الشعائر الدينية والصيانة، والحاجة سكينة سوركتي والدة عبدالكريم ميرغني، وام هاني احمد حسن عبدالمنعم. ويتذكر محدثنا علي أرو، بالحي كان اول موقف لعربات التاكسي، اثنتا عشرة عربة وكلهم ابناء اسر امدرمانية منهم منصور شاور، وكان اميناً لمال الحزب الوطني الاتحادي وحميدة واحمد حسون وسليمان ابوداؤود وكانت بالحي محطة الترماي والتي ظلت قائمة الى ان الغاها ابراهيم عبود العام 1962م وشهد الحي قيام اول بوفيه حكومي بالسودان يتبع لمجلس بلدية امدرمان العام 1945م ومايزال ومحطة للوقود تتبع لشركة شل. استدراك * وثلة رجال حي ود أرو.. تنثر بأسمائها.. الأمير عبد الرحمن صغير أحد فرسان المهدية.. ومن أبنائه بشرى الملحق الثقافي في سفارتنا ببريطانيا وشقيقه اللواء عوض الذي عند قيام ثورة أكتوبر وكان حينذاك قائداً لسلاح المهندسين ورئيساً للمجلس المركزي بحكومة نوفمبر .1958كان حمامة السلام بين المجلس الأعلى والأحزاب السياسية.. وقد كللت مساعيه بالنجاح التام، ونجد حوش مصطفى عطا الله سر تجار أمدرمان.. ونشأت بداره خلوة للتدريس شيخها محمد التنقاري والد الأديب الشاعر علي التنقاري.. وأشقائه محمد الفاتح والصادق مصطفى عطا الله.. وأحفاده منهم أبوبكر محمد الفاتح الوكيل بوزارة المالية. * ومن رجالات «ود أرو» أحمد أفندي عبد الرحيم أحد خبراء الخدمة المدنية.. وابنيه برعي وعلي الذي كان المراجع لحكومة السودان بعد الاستقلال وصهره عمر الفاضل أحد مؤسسي نادي الهلال وحفيدهم عبد الرحمن خضر الحكم المعروف والمشهور بـ «عكس».. ونجد بالحي حوش عبد التام والد الصحافي الرياضي المطبوع عمر عبدالتام.. والشيخ ابراهيم مرزق المعلم الفاضل.. ونجد ابراهيم صابر «الصراف» الذي كان أميناً لخزينة الحكم التركي ثم أصبح صرافاً على عهد الخليفة عبد الله ود تورشين. * وفي الحي آل عشري.. صديق وعبدالله.. والشيخ محمد عربي الناظر والشخصية المتميزة أحد مؤسسي مؤتمر الخريجين ونادي الهلال، أما اللواء عبد اللطيف الضو فيذكر له التاريخ أنه عندما سقطت حكومة الأزهري العام 1957 جاء الى الزعيم ليقول له: سأعيد الحكم لكم في ظرف ساعات قليلة.. فرد الأزهري قائلاً: لا يا عبداللطيف الديمقراطية ..الديمقرطية.. وحوش تميم الذي كان قبلة للأدباء والشعراء العبادي وعمر البنا وأبوصلاح وسرور وتوفيق صالح جبريل ويشتهر تميم بأنه أول عازف عود بأمدرمان.. وكان يذهب ليلة كل اثنين وجمعة الى بيت الشيخ أحمد عبدالدافع ليقيم معهم الليل في مدح المصطفى -صلى الله عليه وسلم- ومن أبنائه يوسف والد عادل وعاصم ومحمد الناقد الرياضي المعروف. نقطة ختام: كان الشاعر حدباي كما قيل لنا الثدي المدرار الذي عبّ منه الفنان الكبير عبد الكريم الكابلي إذ اخذ منه تراثاً ضخماً تركه له العالم والشاعر بابكر ودمضوي، وقد نقله للكابلي ليثري به وجدان الاجيال التي لم تعاصر ناظميه من شعراء وشاعرات فطاحل.