|
المتملقون في الأرض
|
المتملقون في الأرض يعيش بعض منا خواءً داخلياً، وفكراً حجرياً ولا يمتلك أبسط المقومات التي تجعله يصل إلى القمة، لذا نجده يتملق هذا وذاك بحثاً منه عن وصول إلى القمم العالية دون قطرة عرق. وما نلاحظه عبر محيطنا الداخلي ونلمسه عن قرب، يؤكد وجود مثل هؤلاء الخاوين فكرياً، والذين لا يستطيعون العيش بذاتهم بل بغيرهم مما يجعلهم عاراً على مجتمع يقدس الفكر والجهد والعمل إن الصعود الذي يتم عن طريق التملق، إنما هو فقاعة صابون، ستنفجر ما إن يتخلى عنها أولئك الذين جاهدوا من أجل أن يتملقوهم. مساكين أولئك الذين يضيعون أوقاتهم في التملق! وكان الأولى بهم أن يعملوا جاهدين على تطوير قدراتهم الفكرية ومؤهلاتهم المهنية - هذا إذا كانت لديهم مؤهلات - وأن يؤمنوا في دواخلهم بأن الصعود إلى القمة يعني أن تسير نحو الأعلى خطوة خطوة، وليدركوا أن الوصول السهل عن طريق التملق ما هو إلا نشوة عابرة وأنها ستذهب أدراج الرياح بمجرد أن يصادفوا في طريقهم تلك القدرات والكفاءات التي وصلت إلى مكانها دون تملق. إن ذلك هو الإفلاس بعينه، فليس الإفلاس ألا تمتلك المال. فإن تكن خاوياً فكرياً ومهنياً فأنت ذلك المفلس الأبدي ولو امتلكت كنوز الدنيا وتملقت هذا وذاك وذلك. فاللهم لا تجعلنا من المتملقين والمفلسين في الأرض.
عطاالله الجعيد
http://alwatan.com.sa/news/alwatanop2.asp?id=1038&issueno=2493
|
|
|
|
|
|