الي كل الذين حاولوا النيل من مصداقية الزميل هشام ادم عليهم الاعتذار

Quote: وددت فقط أن أقول لك أن كلماتك الساطعة في لغة شديدة الوهج والفصاحة هزتني في منفاي وجعلتني كسوداني أشفق على نفسي من الزمن الردئ الذي تعبره أمتنا(وأقول تعبره لأننا مثل غيرنا من أمم الأرض في حالة تبدل وصعود وهبوط..تسري علينا كل مقولات وحكمة التاريخ البشري). نحن السودانيون ياأختي وفاء نمر منذ أكثر من ثلاثةعقود بابشع مراحل حياتنا حرجاعلى الصعيدالسياسي والإجتماعي والثقافي ؛ فالسودان على شفا حفرة في أن يبقى بلدا موحدا أو تذهب وحدة ترابه وشعوبه أدراج الرياح! منذ أكثر من ثلاثة عقود والصورة الزاهية والجميلة عن شعبنا ووطننا تقع ضحية فهم غريب للعلاقة بين الدين والمواطنة. الذي طلب منك أن تخجلي من وضع صورتك هنا ليس فردا من الناس بل هو تيار ..نمط من فكر القرون الوسطى وفد إلى هذا البلد في غفلة من الزمن ويتحكم الآن في مصائره وفي أقدار مواطنيه. يدعي أن بامكانه تدجين أمة بأكملها وتبديل نمط عقائدها وثقافاتها. المرأة السودانية التي دخلت قبة البرلمان لأول مرة ربما في العالمين العربي والأفريقي تحاصر اليوم في ثيابها وطريقة تغطية شعرها ونحرها. وهي مطالبة أن لا تخطو خارج بلادها دون محرم..أي أن تكون تحت ظل الرجل حتى لو كان الرجل دوناً في السلوك وحصيلة العلم. فاغفري لنا سفاهة من طلب إليك أن تلغي صورتك- هويتك. وأراني أتفق تماما مع الصديق الشاعر نصار الحاج من أن انزواءك من أول صرخة جاهلية في وجهك هي الهزيمة بعينها. فاكرمينا واكرمي شخص الإنسان فيك بعدم الأكتراث بهذر وسفيه القول. نحن السودانيون مثلنا مثل كل شعوب الأرض..لسنا ملائكة كما تظنين، ولكننا ندعي بأننا ظاهرة جمعت حتى اللحظة أروع ما في التزاوج بين خواص الطبيعة والثقافة وتفرد الجينات في عرس فريد جمع بين الصحراء العربية والغاب الأفريقي. وهذا الهوان الذي نعيشه اليوم أمر عابر..فسامحينا إن أصابك شرر من طائش سلاح لا يحمله إلا بعض شذاذ الأفاق ممن ضلوا الطريق إلى بلادنا وشعبنا وافدين إليها من نفق القرون الوسطى. أتعشم أن تصعدي فوق الإساءة والمسيء وأن تكرمي شخص الإنسان فيك وفينا ببقائك هنا..ففي بلادنا يقف الرجال والنساء في صمت وقوة ضد ثقافة مصادرة حق الإنسان في أن يكون إنسانا كما أراد الله له ان يكون. وفي هذا المنبر نساء حرائر ورجال أحرار يرون فيك الإنسان قبل الأنثى.