|
محادثات دارفور تنطلق اليوم في تنزانيا
|
تنطلق بمدينة أروشا التنزانية اليوم محادثات سلام حول إقليم دارفور بمشاركة الحكومة السودانية وفصائل المتمردين.
إلا ان غياب بعض هذه الفصائل يلقي بظلال من الشك حول مدى نجاح هذه المحادثات.
فقد قال أحد زعماء المتمردين في دارفور إن الفصيل الذي يتزعمه، وهو "حركة تحرير السودان"، لن يحضر محادثات السلام التي تجرى الجمعة.
وقال زعيم الحركة عبد الواحد محمد أحمد النور " أود أن يوقف المجتمع الدولي قتل شعبي أولا، بعدها يمكن أن نتفاوض من موقع جيد دون شروط مسبقة".
وتابع قائلا "كل يوم ثمة قتل، وموت، فالمئات يموتون، وحكومة الخرطوم والجنجويد يقتلونهم".
كما أستبعد زعيم آخر للمتمردين هو، سليمان جاموس، الذي قالت حكومة الخرطوم إنها ستعتقله إذا غادر الإقليم.
وكان استبعاد جاموس قد أثار انتقادات واسعة من جانب زعماء كنسيين وسياسيين في أنحاء مختلفة من العالم.
فقد عمل جاموس كهمزة وصل بين المتمردين وعمال الإغاثة الإنسانية في الميدان.
أرضية مشتركة وتهدف المحادثات، التي تتوسط فيها الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي وتجري في تنزانيا، لإيجاد أرضية مشتركة بين الجماعات المتمردة العديدة في الإقليم السوداني.
وينظر إلى الانقسامات باعتبارها عنصرا رئيسيا في فشل المحادثات السابقة مع الحكومة لإنهاء الصراع المستمر منذ أربعة أعوام.
وتأتي المحادثات عقب قرار لمجلس الأمن الدولي الثلاثاء بإرسال قوة مؤلفة من 26 ألفا من جنود حفظ السلام للإقليم السوداني.
ويعتقد أن 200 ألف نسمة على الأقل قتلوا بينما شرد أكثر من مليوني شخص في الإقليم منذ 2003 شخص.
وتتهم حكومة السودان وميليشيات الجنجويد العربية الموالية للحكومة بارتكاب جرائم حرب ضد السكان الأفارقة للمنطقة، وتحدثت عدة تقارير دولية عن عمليات قتل واغتصاب وتهجير غير أنها توقفت دون إطلاق توصيف "الإبادة الجماعية" على ما يجري في الإقليم.
أود أن يوقف المجتمع الدولي قتل شعبي أولا
عبد الواحد محمد أحمد النور - حركة تحرير السودان وكان زعماء من أكثر من 12 مجموعة متمردة قد وجهت لهم الدعوة للاجتماع في تنزانيا للوقوف على موقف مشترك قبل محادثات السلام.
وقال وسيط الاتحاد الأفريقي سالم أحمد سالم لبي بي سي "هدف اجتماع أروشا هو إعطاء الحركات أو الفصائل المختلفة داخل الحركات فرصة الجلوس معا لبحث قضايا شتى تتعلق بعملية السلام".
وأضاف قائلا "المهم هو أن يجلسوا معا سعيا للخروج بموقف مشترك".
أطراف التمرد الأساسيون حركة تحرير السودان: فصيل ميني ميناوي وقع على اتفاقية 2006 حركة تحرير السودان: فصيل عبد الوحيد محمد أحمد النور رفض الاتفاقية حركة العدل والمساواة: بزعامة خليل ابراهيم، رفضت الاتفاقية المفاوض عن المتمردين: سليمان جاموس حركة تحرير السودان المتحدة، بزعامة عبد الله يحيا جبهة الخلاص الوطني، التي كونت مؤخرا مجموعة تضم عددا من زعماء حركة تحرير السودان زعماء فصائل منشقة عن حركة تحرير السودان: محجوب حسين، جار النبي، سليمان مرجان وينظر إلى هذا الاجتماع باعتباره الخطوة الأولى نحو اتفاق مع الحكومة، حتى يكون هناك سلام تتمكن قوات الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي الـ26 ألفا من حفظه.
وكان اتفاق سلام فاشل وقع مع فصيل متمرد واحد العام الماضي قد أدى إلى زيادة العنف في دارفور، حيث عمق من الانقسامات داخل الحركات المتمردة.
وتقول كارين آلان مراسلة بي بي سي في أروشا إن المفاوضين سيكونون هذه المرة تحت ضغوط أكثر للتوصل إلى تسوية تشكل الجميع.
معقد وتقول جولي فلينت محللة الشؤون السودانية إن عملية السلام لا تتمتع بأفق كبير للنجاح حيث أن المتمردين الممثلين في أروشا ليسوا إلا جزءا من وضع معقد على الأرض في دارفور.
يعتقد أن مليوني نسمة شردوا من ديارهم ونقلت بي بي سي عنها القول "إن دارفور اليوم باتت خضما معقدا من الصراعات.. وإذا نظرنا إلى الأمر باعتباره مجرد مشكلة بين الحكومة والمتمردين فسنكون قد أخطأنا وجهتنا".
وتابعت "مستعدة للمراهنة على أن أغلب من ماتوا هذا العام في دارفور كانوا من الميليشيات العربية والقوات الحكومية".
وتابعت قائلة "كان القتال الأسوأ بين الجماعات العربية التي في السابق سلحتها الحكومة وباتت الآن تقاتل بعضها البعض".
مستعدة للمراهنة على أن على أن أغلب من ماتوا هذا العام في دارفور كانوا من الميليشيات العربية والقوات الحكومية
جولي فلينت - محللة للشؤون السودانية يذكر أنه بعد أشهر من المراوحة وافق السودان على قرار الأمم المتحدة بعد أن تم تخفيف لهجته.
ويأمل عمال الإغاثة أن تتمكن قوة حفظ السلام الأضخم من إتاحة الفرصة لهم لتوصيل المساعدات للمزيد ممن أجبروا على ترك ديارهم جراء العنف.
وفي الوقت الراهن أصبحت أجزاء عديدة من دارفور من الخطورة بحيث لا يتمكن عمال الإغاثة من العمل بها.
SF-OL
|
|
|
|
|
|