رسالة من الغائب الحاضر دوماً الزعيم الخالد الدكتور جون قرنق دي مبيور

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-02-2024, 04:07 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثالث للعام 2007م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-30-2007, 03:47 PM

بكرى ابوبكر
<aبكرى ابوبكر
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 18728

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
sssss
رسالة من الغائب الحاضر دوماً الزعيم الخالد الدكتور جون قرنق دي مبيور

    في الذكرى الثانية لرحيله الفاجع وبمناسبة الذكرى الرابعة والعشرين لتأسيس الجيش الشعبي والحركة الشعبية لتحرير السودان
    رسالة من الغائب الحاضر دوماً الزعيم الخالد الدكتور جون قرنق دي مبيور:

    "أيها السادة فلتعلموا أن الموت لا يُفني خُلود حقائق الأشياء".

    إعداد: (سودان توداي Sudan Today) *

    مواطني الأعزاء ورفاق الدرب الأحرار

    أحييكم وأخاطبكم اليوم لأزجي لكم التهنئة الحارة بمناسبة الذكرى الرابعة والعشرين لتأسيس الجيش الشعبي والحركة الشعبية لتحرير السودان، فيوم السادس عشر من مايو من كل عام هو يوم له مكانة خاصة في نفوسنا. إنه اليوم الذي بدأنا فيه تنظيم صفوفنا لخوض نضالنا الطويل من أجل الحرية وتحقيق العدل وإزالة المظالم واستئصال التهميش. وقد تحملنا مشقة ذلك النضال المستميت الذي توجناه بتوقيع اتفاقية السلام الشاملة العادلة والمشرفة في نيروبي في التاسع من يناير 2005.
    دعوني أغتنم هذه المناسبة العزيزة لأتوجه بالتهنئة الحارة إلى رفاقي الضباط وضباط الصف وأفراد الجيش الشعبي وكوادر الحركة الشعبية لتحرير السودان.
    كما أتوجه بالتهنئة الحارة إلى جموع الشعب السوداني الأبي بكل أطيافه وأعراقه، من نمولي إلى حلفا ومن الجنينة إلى كسلا.
    هذا يوم عظيم في تاريخنا النضالي، ولكنه يأتي بطعم مختلف لأنه يصادف الذكرى الثانية التي تحتفلون بها في مدن وأرياف السودان القديم والسودان الجديد أيضاً.
    إنه يوم مختلف لأنه يصادف الذكرى الثانية التي يحتفل بها الجيش الشعبي لتحرير السودان بعد أن أضحى جيشاً نظامياً محترفاً له رواتب وإن كنت أعلم أنكم لم تصرفوا رواتبكم المستحقة عن أربعة أشهر من الخدمة الفعلية. وعلاوة على ذلك، إنها الذكرى الثانية التي يحتفل بها الجيش الشعبي لتحرير السودان وأنا غائب بجسدي عنكم. لقد افتقدتم وأنا أعلم أنكم تفتقدوني كثيراً وأراهن على أن حتى أعدائي الذين كرهوني وناصبوني العداء يفتقدونني على طريقتهم الخاصة.
    رفاقي الأحرار، إنني هنا بين رفقاء السلاح والنضال من شهداء الجيش الشعبي لتحرير السودان، وقد طلبوا مني أن أنضم إليكم في الاحتفال بذكرى هذا اليوم التاريخي العزيز وأن نتبادل بعض الأفكار حول حركتنا التليدة – الحركة الشعبية لتحرير السودان وجيشنا الأبي، الجيش الشعبي لتحرير السودان. إننا نلتقيكم اليوم لأن مصيرنا لا ينفصم ولن يفرقنا حتى الموت، ذلك لأن الموت لا يفني خلود حقائق الأشياء.
    ولكن دعوني في البدء أسطر بعض الحقائق حول الظروف والملابسات التي صاحبت حادثة سقوط وتحطم طائرة الهيلكوبتر المشئومة التي أودت بحياة سبعة من رفاقكم ومنهم شخصي الضعيف. ففي هذه المناسبة التاريخية، أود أن أؤكد للشعب السوداني العظيم وللعالم أجمع أن ما جرى في مساء الثلاثين من يوليو 2005 كان مؤامرة واسعة استهدفت في الأصل اتفاقية السلام الشاملة. لقد كانت مؤامرة اغتيال دبرتها بليل مجموعة قذرة من أصحاب المصالح والانتهازيين من أعداء السلام الحقيقي وأذكر منهم على وجه التحديد:
    1. مجموعة صغيرة من الجنوبيين الانتهازيين الذي سعوا للوصول إلى مغانم السلطة وسدة الحكم عن طريق التخلص مني.
    2. مجموعة من القتلة المحترفين من الشمال الذين تيقنوا أن وجودي يهدد مصالحهم ولذلك ظنوا أن بوسعهم تدمير اتفاقية السلام الشاملة عن طريق اغتيالي.
    3. ثالثاً، مجموعة من الأجانب المدفوعين بالمطامع المالية والمصالح الذاتية الضيقة.

    ولكن من بين هذه المجموعات الثلاث، كان دور تلك القلة من الجنوبيين هو الأكثر إيلاماً والأشد وقعاً على النفس والأعظم إثارة للإحساس بالحزن والأسف. وكان الدور القذر لهذه القلة مؤثراً، فالقتلة من الشمال ما كانوا سيصلون لمبتغاهم ويحققون هدفهم لولا الدور القذر الذي قامت به تلك الزمرة المنحطة من الجنوبيين. وقبل أن أذهب إلى الخرطوم، كنت على علم تام بوجود عدد من سيناريوهات مؤامرات الاغتيال والحبكات التي دبرها أعدائي لاغتيالي. غير أن حساباتي كانت تشير إلى احتمالات نجاحهم في مساعيهم تلك بعد ثلاث أو ربما أربع سنوات لاحقة. ومع ذلك فإن الدور القذر الذي قامت به تلك الحفنة من الجنوبيين، بالإضافة إلى الاستقبال التاريخي الذي حفني به الشعب السوداني العظيم، حيث خرج أكثر من خمسة ملايين شخص في الخرطوم في السابع من يوليو 2005 لاستقبالي، الأمر الذي بث الذعر والهلع في نفوس أعدائي اللدودين، وهو الذي دفعهم للتعجيل بتنفيذ جريمة الاغتيال.
    والآن أيها الرفاق الأحرار أرجو أن تسمحوا لي بأن أعلق على المشاعر المختلطة التي ظهرت عقب حادثة الثلاثين من يوليو 2005. فبعد أن تأكد خبر اغتيالي سرت مشاعر من معسكرين مختلفين تماماً في طبيعتهما:
    المعسكر الأول هو معسكر أهلنا في أرجاء جنوب السودان وجبال النوبة والنيل الأزرق بالإضافة إلى رفاق النضال الذين يحملون رؤية السودان الجديد والمدافعين عن الديمقراطية والوطنيين الشرفاء وأصدقاء الجيش الشعبي لتحرير السودان ومؤيدي الحركة الشعبية لتحرير السودان في أنحاء شمال وطننا السودان الحبيب. لقد شعر المنتمون لهذا المعسكر بالإحباط الشديد وكان إحساسهم بفقدي والحزن على فراقي صادقاً. وهؤلاء يذرفون دموعاً تعبر عن حزن حقيقي ومشاعر صادقة.
    أما المعسكر الثاني فهو معسكر أعدائي اللدودين من الخصوم السياسيين للحركة الشعبية لتحرير السودان ومعهم القتلة الذين اغتالوني غيلة وغدراً وفوجئوا بنجاحهم في اغتيالي بتلك السرعة والسهولة وبهذه الحبكة الدرامية. وبالطبع فقد شعر هؤلاء بنشوة غامرة وفرح كبير بعد أن تنفسوا الصعداء باستكمال اغتيالي، ولم يترددوا في الاحتفال برحيلي والتخلص مني.

    وكما ذكرت لكم فقد كان من ضمن هذا المعسكر القذر حفنة من الجنوبيين. ومنهم من علق قائلاً: "أشعر حقاً وكأنني قد أُطلق سراحي من سجن جزيرة روبن"
    "I really feel like having been released from Robin Island"

    وعوداً على بدء، دعوني أخاطب كلاً من هذين المعسكرين على حده:
    وأقول للقابضين على جمر الحزن والصبر في المعسكر الأول: لا تحزنوا علي، فأنا مجرد فرد واحد من ضمن ثلاثة ملايين شخص ضحوا بحياتهم من أجل أن ننال حريتنا وننعم بها منذ أن انطلق نضالنا في عام 1955 وحتى توقيع اتفاقية السلام الشاملة عام 2005. ولذلك أرجو منكم التوقف عن إظهار الحزن على غيابي. لقد بذلت ما وسعني من جهد جهيد للتوصل إلى اتفاقية السلام الشاملة بصيغتها الحالية مثل ما قلت لجماهيرنا الوفية في رمبيك في السادس عشر من مايو 2005. ولذلك فإن أفضل أسلوب للتعبير عن مشاعركم النبيلة هو التمسك الصارم بتنفيذ اتفاقية السلام الشاملة.
    إن أعدائي لم يكرهوني كشخص، ولو كان هناك شيء وحيد يكرهونه في شخصي فهو مثابرتي وإصراري على إقرار حقوق شعبنا الوفي في تلك الاتفاقية. لقد كانوا على يقين تام من أنني لن أفرط مطلقاً في حقوقنا المنصوص عليها في اتفاقية السلام الشاملة مهما استدعى الأمر. ولذلك انصب تركيز الأعداء وتكتيكهم على تصفيتي جسدياً وإزاحتي من مسرح الحياة العامة لكي يتسنى لهم تدمير اتفاقية السلام الشاملة والتخلص منها تدريجياً. ولذلك فإنني أنصحكم أيها الرفاق الأحرار بأن تتمسكوا باتفاقية السلام الشاملة وتدافعوا عنها وتحرصوا على المطالبة بتنفيذ الاتفاقية وتطبيقها نصاً وروحاً لكي يتحول السلام إلى واقع فعلي. فإذا نجحتم في ذلك فإنني أقول لكم أن جون قرنق لم يمت كما أراد له الأعداء. ولكن إذا عدتم إلى التفاوض من جديد على كل قضية كنت قد تفاوضت عليها بكل تفاصيلها وفرغنا منها ووقعنا عليها سوياً مع الأخ علي عثمان محمد طه وبشهادة العالم كله، فعندئذ سأشعر أنني قد مت حقاً وأن أثري فيكم قد انتهي. وبالمناسبة دعوني أذكركم بأن شهداء الجيش الشعبي لتحرير السودان الذين ضحوا بأرواحهم يعاملون هنا في دار الخلود معاملة القديسين الذين دافعوا عن حقوق المقهورين والضعفاء والمهمشين، ولذلك فإنهم سوف يذهبون جميعاً إلى نعيم الفردوس الخالد وليس إلى نار جهنم كما روج له الأعداء. العذاب الوحيد الذي نحس به هنا هو رؤيتنا لما تتعرض له اتفاقية السلام الشاملة من تدمير متعمد من قبل الأعداء الذين يساعدهم بعض رفاقنا بكل أسف. ولذلك فإنني أطلب منكم أن تقفوا جميعاً وقفة صلبة من أجل الدفاع عن اتفاقية السلام الشاملة وحمايتها والعمل على تنفيذها وهذه هي رسالتي الأساسية لرفاقي الأوفياء في المعسكر الأول.
    أما القتلة ومشايعيهم في المعسكر الثاني فأقول لهم إنني لم أكن أتوقع منكم مطلقاً أن توفروا حياتي، فقد ناصبتموني العداء ردحاً من الزمن، وحتى التوقيع على اتفاق سلام لم يكن سيغير شيئاً من مؤامراتكم الدنيئة واستهدافكم لي. ولأنني ثوري بطبيعتي، فقد لجأت إلى رفع السلاح في وجهكم وقاتلتكم بشرف وتحديت تفوقكم المزعوم، وكنت طوال هذا الوقت على يقين تام بأنني أقاتل من أجل قضية عادلة وكنت على أتم الاستعداد للتضحية بحياتي من أجلها في يوم ما. وعلى مدى أكثر من عشرين سنة، أثبتنا لكم أننا نملك الحجة الراسخة والقوة المنيعة التي ندافع بها عن عدالة قضيتنا، ولم يكن بوسعكم أن تهزمونا إلا باللجوء إلى أساليب الجبناء ووسائل الخسة المتمثلة في تدبير الاغتيالات بليل. ومع ذلك أقول إنني غير نادم مطلقاً على توقيع اتفاقية سلام معكم، بل على العكس تماماً إنني مرتاح لأنني استشهدت في ساحات الشرف وأنا فخور بما أنجزته وسعيد بما حققته لشعبي الوفي. وهآنذا أرحل وأنا في قمة شعبيتي ونجاحي وسعادتي الغامرة بتحقيق هذا الإنجاز التاريخي الفريد، فلتموتوا بغيظكم أيها الجبناء.
    ولكن لا بد لي من أن أؤكد لمن هم في معسكر الخسة والنذالة هذا بأنكم لن تنتصروا ولن تربحوا شيئاً على الإطلاق. ويمكنكم أن تنجحوا في النيل من الحركة الشعبية لتحرير السودان بشراء بعض ضعاف النفوس هنا وهناك، وقد تحلموا بشق صفوفها وتجزئتها إلى فصائل مختلفة، لكن صدقوني لدينا صمام الأمان الذي سيحمي الحركة من شروركم ومؤامراتكم، فلن تنجحوا مهما فعلتم في هزيمة الجيش الشعبي لتحرير السودان، ولست بحاجة إلى أن أذكركم بالدرس الذي لقنكم له الجيش الشعبي لتحرير السودان في ملكال في السابع والعشرين من نوفمبر عام 2006. لقد كنت أقرأ أفكاركم الخبيثة مثلما أقرأ أي كتاب مفتوح، ولذلك رفضت أن أسمح لكم باستيعاب قوات الجيش الشعبي أو حلها.
    أما بالنسبة إلى السودانيين الجنوبيين الذين فرحوا وهللوا واحتفلوا بموتي فإنني أقول لهم ليس لديكم ما يدعو للاحتفال وهاكم الأسباب:
    هناك اعتقاد سائد في أوساطكم بأن جون قرنق ورؤيته حول السودان الجديد هما المعضلة. وأسمع الكثيرين منكم يقولون إنه بعد أن غاب جون قرنق ينبغي علينا أن نهمل هذا الذي يسمى "السودان الجديد" وأن ننتظر ريثما يحل موعد الاستفتاء على تقرير المصير! أقول لكم بملء الفم هنا إنكم سوف تندمون كثيراً على الاكتفاء بمثل هذا الافتراض الساذج. فإذا رغب المرء في حل أي مشكلة عليه أولاً أن يتعرف عليها ويلم بأبعادها وتفاصيلها ويحدد طبيعتها بصورة دقيقة ومن ثم ينطلق نحو إيجاد الحلول الناجعة لها. وكما قلت في خطابي الجماهيري الذي ألقيته في رمبيك في السادس عشر من مايو 2005، لقد توصلنا إلى اتفاقية السلام الشاملة لأننا كنا نملك رؤية واضحة وشاملة وهي التي ساعدتنا على تحديد أهدافنا. وقلت إن أهدافنا هي (أ) التوصل إلى صياغة سودان جديد و (ب) إقرار حق تقرير المصير. السؤال الآن كيف نحقق هذه الأهداف؟ لقد كررت القول في مرات عديدة إن السمكة تفسد من رأسها وليس من ذنبها. وأعني بذلك أن السمكة الكبيرة التي تجسد السودان الوطن تفسد من رأسها وليس من ذنبها. وفي سياق اتفاقية السلام الشاملة يمكن حل هذه المشكلات عن طريق تحقيق تحول جذري في سودان القمع الذي أقامته الجبهة الإسلامية القومية والانتقال به إلى سودان ديمقراطي جديد. وهذا يعني أن على الحركة الشعبية لتحرير السودان وكوادرها الملتزمة أن تنخرط وتشارك بفاعلية في قضايا التحول الديمقراطي المنشود وملفات الانتخابات وترسيخ حقوق الإنسان والدفاع عن وضع منطقتي جبال النوبة والنيل الأزرق وإنصاف المناطق المهمشة الأخرى. وهناك مشكلات أخرى تحتاج إلى معالجة شاملة تبدأ من المركز (رأس السمكة) وتتضمن قضايا على صلة مباشرة بحق تقرير المصير. ومن هذه القضايا ملف الحدود بين شمال السودان وجنوبه والمناطق الغنية بالنفط، غير أن أهمها هو مشكلة منطقة أبيي. إن مشكلتكم الآن أنتم يا معشر هذه الفئة من الجنوبيين الذين هللتم لرحيلي وفرحتم به أنكم تفتقرون إلى الخطط الاستراتيجية المحكمة لتحقيق تقرير المصير الذي تريدونه وأعني به تقرير المصير الذي تنالونه أنتم بأنفسكم وليس الذي يتفضل به أحد عليكم. كما أنكم تخطئون مرة أخرى لأنكم لا تفسحون المجال لرفاقكم الآخرين لتحقيقه وفقاً للرؤية التي توصلت إليها الحركة الشعبية لتحرير السودان. وإن كان من نصيحة أسديها لكم في هذا الخصوص فإنني أنصحكم بالعمل الجاد والضغط من أجل تحقيق التحول المنشود في السودان ككل. فإذا اتضح أن سودان الجبهة الإسلامية القومية يستعصي على الإصلاح المطلوب، فعندئذ يمكن الانتقال إلى خيار الانفصال السلمي وبالطبع عندما يتحقق الانفصال السلمي يمكنكم نيل حق تقرير المصير من دون أي صعوبة تُذكر. وكما سبق أن قلت في خطابي أمام ذلك اللقاء الجماهيري الحاشد في رمبيك في السادس عشر من مايو 2005: "إن التحدي الرئيسي الذي يواجه السودان الآن هو جعل الوحدة جاذبة للجنوبيين لكي يصوتوا لصالحها عند إجراء الاستفتاء على تقرير المصير. فإذا لم يتغير السودان بالقدر الكافي وبالصورة الجذرية المطلوبة، فلماذا يصوت أي شخص لكي يصبح خادماً بدلاً من أن يكون سيد نفسه في بيته وموطنه المستقل؟ ولأجل ماذا يصوت أي مواطن أو مواطنة جنوبية لكي يكونوا مواطنين من الدرجة الثانية؟" والآن أستحلفكم أن تقولوا لي بكل وضوح: ما هو عيب هذه الرؤية؟
    أيها الرفاق، إن الافتراض أن بإمكانكم الاكتفاء بمجرد المماطلة وتأجيل الأشياء ومن ثم الانتظار لكي يقدم لكم حزب المؤتمر الوطني حق تقرير المصير على طبق من ذهب هو محض خيال ووهم كبير. وسوف يثبت لكم الزمن صحة قولي هذا فتذكروه.
    لقد لاحظت أنكم قد بدأتم مشواركم نحو تحقيق المصير بمنح تنازلات كبيرة لحزب المؤتمر الوطني، وهذه بداية خاطئة من الناحيتين التكتيكية والاستراتيجية. إن المشكلات التي تواجهها الحركة الشعبية لتحرير السودان اليوم في الخرطوم بدأت منذ اللحظة الأولى التي تنازلتم فيها عن حقيبة وزارة الطاقة. وكان ذلك التنازل بمثابة الاستسلام قبل خوض النزال وهو السبب الرئيسي في كل المصاعب التي تواجهونها حالياً. لقد كان ذلك التنازل انتهاكاً مأساوياً وخروجاً غير مقبول عن روح ونص اتفاقية السلام الشاملة. فبعد أن نال العدو كل ما يريده بكل سهولة ويسر، تجرأ واستقوى عليكم ليتوالى انتهاك نصوص الاتفاقية حيث تم التنصل من تقرير لجنة حدود منطقة أبيي. ومن ثم تمادوا في الانتهاكات التي شملت المفوضية القومية للبترول وفرضوا سياساتهم على صناعة النفط في كل أنحاء البلاد من دون إشراك الحركة الشعبية لتحرير السودان. وحتى الآن وقع عوض الجاز أربعة عقود رئيسية للاستثمار في مجال النفط من دون إشراك حكومة جنوب السودان فيها. أما فيما يخص حقوق غير المسلمين في العاصمة القومية، فلا يزال المسيحيون يتعرضون للضرب والإهانة حتى داخل كنائسهم. وظل القانون القمعي لجهاز الأمن الوطني من دون تغيير، بالإضافة إلى القوانين القمعية الأخرى التي سنتها الجبهة الإسلامية القومية قبل توقيع اتفاقية السلام الشاملة. ولا تزال الشرطة تمارس القمع ضد المواطنين العزل وتقتل الأبرياء وتمارس سلطات قضائية وعقابية وكلها انتهاكات صارخة لما ورد بشأنها في اتفاقية السلام الشاملة. وفي مثال صارخ على هذه الانتهاكات قامت الشرطة بضرب أحد صُناع اتفاقية السلام الشاملة وهو اللواء الركن ألياس وايا، أحد كبار قادة الجيش الشعبي لتحرير السودان. يا لسخرية الأقدار ويا لها من حقبة جديدة! ضابط عظيم وأحد كبار قادة الجيش الشعبي لتحرير السودان يُضرب ويهان بتقييد يديه في قلب الخرطوم ولا أحد يكترث؟ وتطول قائمة الانتهاكات وتطول. وكلما أفكر في هذه الانتهاكات أتقلب حرقة في قبري وأتساءل: إلى أين يجرنا كل هذا الذي يجري الآن؟ هل عدنا إلى مرحلة اللاسلم ولا حرب من جديد؟ عل أي حال، من الواضح أمامي الآن أننا قد عدنا القهقري وتراجعنا بآلاف الأميال عن الموقع الذي تركتكم عليه عندما فارقتكم. ولعلكم تذكرون أنني قد تحدثت في خطابي في رمبيك عن أربعة مراحل من النضال وهي: (1) المرحلة الأولى من 1983-1991 وهي مرحلة سنوات النضال الذهبية. (2) المرحلة الثانية: 1991-2004، السنوات الكالحة والصعبة، وهي أيضاً فترة النضال الجاد وبدء المفاوضات الشاقة. (3) المرحلة الثالثة: 2005-2010، وهي المرحلة الانتقالية التي ستدوم لفترة ست سنوات. (4) المرحلة الرابعة: ما بعد عام 2011: وهي فترة ما بعد المرحلة الانتقالية التي ستعتمد على النتيجة النهائية للاستفتاء على حق تقرير المصير. إن تخوفي الآن هو أن الحركة الشعبية لتحرير السودان قد تراجعت إلى المرحلة الثانية. ويتضح هذا بجلاء في أنكم قد عدتم مرة أخرى إلى طاولة المفاوضات وأنتم تتفاوضون على قضايا كنا قد قتلناها بحثاً وحسمناها في نيفاشا. غير أن الفرق الآن هو أنكم تتفاوضون في الخرطوم وليس في نيروبي. ولكن بعد أن قلت ما عندي في هذا الخصوص، فإنني أؤكد لكم بأنني لا زلت متمسكاً ومفعماً بالأمل الكبير في الحركة الشعبية لتحرير السودان، والتي ستقول كلمتها الفاصلة عندما يحين الموعد في يناير 2011.
    2. الجيش الشعبي لتحرير السودان
    في هذا اليوم المجيد، ذكرى التأسيس، أود أن أكرر لكم شعوري بالفخر والاعتزاز بكم، وأؤكد لكم أنني فخور بكم. وهنا نود أن نشكركم ونحييكم على تحقيق إنجازين مهمين هما: أولاً، لقد حافظتم على وحدة الجيش الشعبي لتحرير السودان وتماسك صفوفه وهذا إنجاز عظيم في حد ذاته. ويجب عليكم أن تظلوا متحدين وأن لا تفرطوا في ولائكم التام لقيادتكم تحت إمرة القائد العام ورفيق النضال الفريق سلفا كير ميارديت. ثانياً، لقد تمكنتم من بسط الأمن والحفاظ على حالة السلم والهدوء في جميع المناطق الخاضعة لسيطرتكم. وعندما تجرأت فلول العدو على اختبار مدى قوتكم وعزمكم وتماسك صفوفكم في ملكال في نوفمبر 2006، لقنتموهم درساً لن ينسوه. لقد كان ذلك بمثابة رسالة قوية وواضحة لمن يجرؤ على النيل من تماسككم ووحدتكم، ولا أستطيع أن أصف لكم مدى فرحتنا ونحن نراكم تدحرون فلول العدو داخل تحصيناته في مقر قيادته في ملكال. ففي ذلك اليوم، كان الرفاق الشهداء ناشجاك ناشلوك ومارتن مانيال وغيرهم يرددون أهازيج النصر فرحين ومزهوين بذلك الانتصار الحاسم. وفي خضم ذلك الفرح الغامر، كانت دموع الفرح تتدفق من عيون الرجال الأوفياء الذين قدموا أرواحهم فداء لنضالنا العادل. لقد كان طعم ذلك النصر المؤزر رائعاً بحق، فالتهنئة لكم وإلى مزيد من التماسك ووحدة الصف.
    ولكن يا رفاق السلاح الأوفياء، هناك أشياء تافهة تقض مضجعنا، فرفاقكم الشهداء قلقون كثيراً على بعض السلوكيات الغريبة التي بدرت من بعض الرفاق في أوساطكم. إننا منزعجون بشدة من أن بعض ضباطنا في الجيش الشعبي يقدمون على أفعال نعتبرها ضد المبادئ والقيم النبيلة التي تربينا عليها وخضنا نضالنا المجيد في حرب التحرير من أجلها. فقد بدأ حب المال يطل برأسه القبيح ويتسرب خلسة إلى صفوفكم وهو الأمر الذي يقلقنا بشدة. لقد رأيت واحداً من كبار ضباطنا وهو من رفاق السلاح موضع الثقة التامة، رجل عُرف بأنه مقاتل صنديد ووطني من الطراز الأول يسعى الآن بين رجال الأعمال الأجانب ويتسول طالباً عمولات نظير موافقته على منحهم بعض العقود الاستثمارية في الجنوب، وهذا عيب كبير. إنني أتوسل إليكم يا أبنائي بوصفكم رفاق السلاح الأوفياء للمبادئ المجيدة أن تمنعوا استفحال هذه السلوكيات المعيبة في حقكم والمهينة لسمعة وتاريخ الجيش الشعبي لتحرير السودان. وتذكروا دوماً أنكم أبطال الملحمة الرائعة التي أخذت بيد شعبكم إلى مرافئ الحرية وآفاق الصحو الإنساني. لقد خضتم بشرف ناصع وبسالة لا نظير لها معارك أطول حرب في أفريقيا وثابرتم على تضحياتكم النضالية حيث لم يدفع لكم أحد مليماً واحداً في المقابل. ولذلك فإنني أناشدكم أن تواصلوا بتلك الروح نفسها لأن الملايين على امتداد السودان لا يزالون يعلقون آمالهم العريضة على الجيش الشعبي لتحرير السودان. وبهذه المناسبة، أود أن أكرر مقتطفات من خطابي أمام أبنائي في الدفعة الثالثة من خريجي معهد الدراسات الاستراتيجية في ياي في 18 مارس 2005. ففي ذلك الاحتفال قلت لرفاقي الضباط: "أينما ذهبنا أو حللنا، يجب أن نتذكر دائماً تضحيات شهدائنا الذين أدوا الواجب بإخلاص واستشهدوا بشرف في ساحات القتال وأن نتمسك بروح الزمالة والإيثار التي تميزنا بها كرفاق نضال، ولنعمل معاً لتظل ذكرى شهدائنا حية تنير لنا معالم الطريق وعلينا أن لا ندخر أي جهد لكي نلبي احتياجات أسرهم ورعاية أبنائهم والاهتمام بذويهم"
    رفاقي الأحرار
    إن هذه العبارات لا تزال باقية حتى اليوم عقب سنتين من ذلك الاحتفال، فأينما كنتم وأياً كان عملكم، يجب عليكم التركيز على أربعة مهام أعتبرها مهمة وذات أولوية وهي:
    1. اعتنوا بعائلاتكم وذويكم، فقد تحملوا معكم مشقة المعاناة الطويلة وعليكم برعايتهم والاهتمام بهم.
    2. الاهتمام التام برعاية الأيتام وأرامل الشهداء. وعليكم أن تمسحوا دموعهم وأن تخففوا أحزانهم ومعاناتهم وأن تكونوا إلى جانبهم عند الحاجة. وعندما تظهر أي أزمة في صرف المرتبات الشهرية، كما هو الحال الآن، عليكم أن تضحوا وأن تتأكدوا من منح الأولوية لأسر الشهداء لكي يحصلوا على مستحقاتهم وتلبية احتياجاتهم المعيشية.
    3. عليكم مواصلة التدريب الميداني وتجويد مهاراتكم القتالية في المجالات المختلفة وذلك لأنكم ستكونون قادة يتطلع إليكم شعبكم في المستقبل.
    4. عليكم الاستعداد من الآن للحرب القادمة مع العدو في عام 2010.
    وفي الختام رفاقي الأحرار وأخوتي مؤيدي رؤية السودان الجديد، أرجو أن أختم هذه الرسالة بمناشدة شخصية إلى الرفاق والأبناء الأعزاء الأوفياء عبد العزيز آدم الحلو ونيهال دينق نيهال وياسر سعيد عرمان، فأقول لهم:
    إنني أرى فيكم العديد من سمات القادة الأفذاذ، وقد عرفتكم شباباً أنقياء وثوريين أطهار ليست لديكم أي نزعة لحب المال والجاه وبإمكانكم أن تصبحوا قادة كبار لشعبكم. غير أن نصيحتي لكم هي: يجب عليكم أن لا تيأسوا ولا تستسلموا ولا تتخلوا عن مواصلة النضال في معترك ساحات العمل العام. إن القادة لا يعرفون الاستسلام للصعاب مهما عظمت ولا يكلون من العمل مهما كان حجم التحديات والعراقيل. فالقائد لا يمكن أن يكون ناجحاً على الإطلاق إذا لم يتمتع بالمرونة والمثابرة والصبر على الصعاب. ومن واجب القادة أن يتصفوا بالإصرار على تحقيق الغايات وأن تكون لديهم الجرأة في الطرح وأن يتميزوا بمهارات رسم معالم الطريق في المسارات الوعرة وارتياد الأفاق واستشراف الغد الواعد. وعليكم أن تتذكروا أنه خلال عقود نضالنا الطويل والمرير من أجل إزالة الظلم وإحقاق العدل لم يكن الأمر سهلاً في يوم من الأيام، وأننا لم نكن ننعم ولو لساعة واحدة برحلة هادئة، بل تحملنا المشقة وواجهنا التحديات والأهوال بكل جسارة وعلو همة وإقدام. لقد خضنا أوحال الأنهار المحفوفة بالمخاطر وأبحرنا عبر لجة بحار مصطخبة الأمواج وتضرسنا بأشواك العمل في أتون أدغال صعبة وقهرنا جبالاً مكسوة بمتاريس الصخور والنتوءات الحادة وخضنا أوحال الجروف الخطرة وأنا أعني الجبال ذاتها التي صعدت عند سفحها روحي وأرواح رفاقي الأخيار الذين كانوا معي. أرجو يا أبنائي الأعزاء، عبدالعزيز ونيهال وياسر، أن تفكروا ملياً في هذا الذي قلته لكم هنا وذلك حتى ألقاكم في رسالتي القادمة.
    عاشت الحركة الشعبية لتحرير السودان SPLM OYEE
    عاش الجيش الشعبي لتحرير السودان، صمام أمان السودان الجديد
    SPLA OYEE ، والنصر والخلود للسودان الجديد ولشعبه الأبي


    الدكتور جون قرنق دي مبيور
    الرئيس السابق للحركة الشعبية لتحرير السودان
    والقائد العام السابق للجيش الشعبي لتحرير السودان

    * ملف سودان توداي Sudan Today هو إضبارة لكشف الحقيقة والتزام الشفافية تقوم بإعداده ونشره مجموعة من الراصدين الأكفاء في جوبا والخرطوم. ولن يتم الكشف عن أسماء المشاركين في هذا الجهد المهم لأسباب واضحة للقارئ الكريم. غير أنه يمكن للقراء إرسال تعليقاتهم على هذا الملف عبر البريد الإلكتروني على العنوان التالي: [email protected] .

    Posthumous message from Dr. John Garang De Mabior
    Not even death shall do us apart: a posthumous message from Dr. John Garang De Mabior on the occasion of 24th Anniversary of the SPLA/M
    By Sudan Today*
    1- Salutations
    Fellow countrymen,
    I’m writing to congratulate you on the 24th anniversary of the SPLA/M. Today, the 16th of May, is a special day. It marks the genesis of our protracted struggle for freedom and justice, and which eventually culminated in the signing of a just and honorable peace agreement in Nairobi in January 9th, 2005.
    I therefore take this opportunity to congratulate all officers, NCOs, and cadres of the SPLA.
    I also extend my congratulations to the Sudanese people from Nimule to Halfa, and from Geneina to Kassala.
    This day is a great day; but it is also a different day. It is different because it is the second anniversary that you are celebrating in the cities and towns of the New and Old Sudan.
    It is also different because it is the second anniversary that the SPLA is marking as a paid regular army, notwithstanding the fact that you have not been paid for fourth months!
    Moreover, it is the second anniversary that the SPLA is marking without my physical presence.
    Comrades, I have missed you, and I think you have missed me too. And I bet, even my enemies who hated me and eventually took my life, have missed me in their own peculiar way - ala mode my killers!
    Compatriots,
    I have been asked by the SPLA martyrs to join you as you commemorate this historic day to share with you a few thoughts about our movement - the SPLM and our great army, the SPLA.
    We are joining you because our destiny is inextricably bound. Not even death shall do us apart!
    But before I begin, it is fitting to say a few words about the circumstances surrounding the helicopter crash that killed the seven of us. On this historic occasion, I would like to confirm to the Sudanese people and the world at large that what happened in the evening of July 30th, 2005 was a vast conspiracy aimed at the CPA. It was an assassination plot masterminded by an unholy trinity alliance of interest groups:
    One, a tiny group of Southerners who thought they would come to power by eliminating me.
    Two, a bunch of assassins from the North, who felt threatened by me, and who believed they could easily destroy the CPA if I’m killed.
    Third,a tiny group of foreigners purely motivated by pecuniary interests.
    Of all these three groups, the most unfortunate was the role of Southerners. The assassins from the North could not have succeeded without the role of Southerners. Before I went to Khartoum, I knew that many assassination plots had been incubating for some time. But my calculation was that they would succeed at some point after three to four years. However, the Southern factor, coupled with the historic turn out by over five million people in Khartoum to receive me on July 7th, 2005, combined to expedite the assassination plan.
    Now, let me comment on the mixed feelings that ensued in the aftermath of the July 30th events. As the news of my death was confirmed, mixed feelings were exhibited by two distinct camps.
    One was a camp comprising genuine patriots from Southern Sudan, Nuba Mountains, the Blue Nile, in addition to New Sudanists , democrats, nationalists and friends of the SPLA/M in Northern Sudan. This camp was utterly devastated as they felt a terrible sense of loss and bereavement. They shed genuine tears.
    The second camp consisted of my enemies; political adversaries of the SPLM and of course my assassins who were stunned by their own success to have killed me in such a dramatic manner. This camp naturally rejoiced and held celebrations.
    And as I mentioned earlier, they included Southerners. One of them even commented saying “I really feel like having been released from Robin Island”.
    Coming back to my main message, I have two messages for both camps:
    To the first camp, I say: Mourn me not; for I’m just one person out of more than three million people who died for our freedom since 1955 until 2005. So there is no reason to mourn my passing. I did my part by achieving the CPA, as I said in Rumbek on May 16th, 2005. Therefore, the best way to mourn me is to stick to the CPA. My enemies did not hate me as a person. If there was one thing they hated in me, it was my consistency. They knew there was no way I could compromise our rights, especially when it came to implementation of the CPA. So the enemy’s tactic was to remove me so that the CPA is destroyed slowly and systematically. I therefore sincerely advise you to defend the CPA successfully because if you do, then John Garang is not dead. But if you re-negotiate every single issue that I had already negotiated, finished and signed with Ali Osman in the presence of the whole world, then I should really begin to die. And by the way, here in Heaven, all the SPLA martyrs are treated as saints who defended the rights of their oppressed people. So the good news is that we are all going to Paradise. Contrary to what the enemy was preaching, we are not in Hell. The only tribulation that we are going through now is the tribulation of seeing the CPA being destroyed by the enemy, and with the help of some comrades. So please stand up in defence of the CPA. This is my message to you.
    My message to the second camp is this: To my assassins, I say: I did not expect you to spare my life. We have been enemies and I knew that not even the signing of peace would change your plots. As a revolutionary by nature, I took up arms to challenge your supremacy, knowing fully well that it was a cause that would cost my life one day. For over 20 years, we showed you that we had the logic and the muscle to back it up. And you could not defeat us except by resorting to cowardly acts like assassinations. I have therefore nothing to regret by singing peace with you. On the contrary, I died a proud, dignified, happy man. In other words, I died at the height of my popularity and accomplishment. But I must assure you that you will never win. You may destroy the SPLM by buying off a few elements here and there. You can even break it up into many factions. But believe me; you will never ever defeat the SPLA, and I need not remind you about the Malakal lesson which the SPLA taught you in November 27th, 2006.
    I could read your mind like a book. That was why I wouldn’t allow you to absorb the SPLA.
    As for the Southern Sudanese who were cheering and celebrating my death, I say you have nothing to celebrate. Here are my dialectics:
    There is a common notion among you that John Garang and his vision of New Sudan have been the problem. I hear many of you say that now John Garang is gone, we should abandon the so-called New Sudan, sit idly by and wait for Self-determination! My friends, this is an assumption that you will live to regret. If you want to solve any problem, you must define it correctly. As I said in my public rally in Rumbek on May 16th, 2005, we reached the CPA because we had a clear vision. And it was on the basis of this vision that we defined our objectives. And I said that our objectives have been (a) New Sudan and (b) The Right of Self-Determination. Now, how do you achieve these objectives?. I have said many times that a fish rots from its head, not from its tail. What I mean by this is that the big fish called the Sudan is rotten from its head. Therefore, you must begin by fixing problems from the head, not from the tail. In the context of the CPA, these problems can be fixed by transforming the NIF Sudan into a democratic New Sudan. This means that the SPLM must fully engage on issues of democratic transformation, elections, human rights, the status of Nuba Mountains and Blue Nile etc. Other problems that need fixing from the head also include issues directly related to the Right of Self-determination. They include the North-South Boarders, oil rich areas etc. More importantly, they include the problem of Abyei. The problem with you now is that you are neither strategizing to achieve Self-Determination – ala mode your self- determination, nor allowing others to achieve it as originally envisioned by the SPLM. You must be seen to be pushing vigorously for transformation of Sudan. And when it becomes clear that the NIF is too deformed to be reformed, then the rotten Sudan should be broken up peacefully. And as it breaks, you can then get away with your self-determination. As I said in my public rally in Rumbek on May 16th, 2005: "the challenge for Sudan now is to make unity attractive for Southerners so that they vote for it during the referendum. If Sudan does not sufficiently and fundamentally change, why should anybody vote to become a servant instead of being a master in his/her own independent house?...why would any Southerner vote himself or herself into second class citizenship?". Now, for goodness sake, can you tell me what’s wrong with this vision?
    Comrades, the assumption that you can just procrastinate and expect the NCP to give you the Right to Self- Determination in a golden plate is a figment of imagination. Time will prove it.
    I have noticed that you began your journey to Self-determination by giving massive concessions to the National Congress Party. This is a wrong beginning in terms of strategy and tactic. The problems that the SPLM is facing now in Khartoum began right from the first day when the Ministry of Energy was surrendered. That surrender was the root cause of the current woes. It was a tragic violation and departure from the CPA. Having got what they wanted easily, the enemy was emboldened to go to the next violation by throwing away the Abyei Border Committee (ABC) report. Then, they moved on to Oil Commission and imposed their policies on the entire oil industry without the SPLM’s participation. So far, Awad Al Jazz has signed four major contracts without the Government of Southern Sudan being involved. On the rights of non-Muslims in the Capital, Christians continued to be beaten up in their own churches. The National Security Law remained unchanged along with other laws enacted by the NIF before the CPA. The Police are still aggressive and exercising judicial and punitive powers- all in all violation of the CPA. In one striking example, they beat up SPLA General Elias Waya. What a new era? An SPLA General being beaten up in Khartoum!. And the list of violations is so long. When I think of these violations, I turn several times in my grave! I wonder what this is all leading up to. Are you back to the no-peace-no-war period? What is clear to me now is that you are back thousands of miles from where I left you. In my address in Rumbek, I mentioned Four Phases of the Struggle. These were: 1-Phase1:1983-1991: Golden years of the revolution.
    2-Phase2:1991-2004: years of darkness, serious struggle and negotiations.
    3-Phase3:2005-2010: 6 years of interim period.
    4-Phase4: Beyond 2011: Post Interim Period depends on the result RSD. My fear is that the SPLM is back to Phase Two. This is clear in the fact you are now back to the negations table, negotiating issues that we closed in Naivasha. The difference is that you are negotiating in Khartoum and not in Nairobi. But having said that, there is hope in the SPLA, which I hope will have a final say, come January 2011.
    2- SPLA
    My dear sons and daughters in the SPLA,
    On this glorious day, I would like to reiterate how proud we are about you. Despite the difficulties that you are facing, you are doing a great job. We commend and salute you for two major achievements that you have made so far. These are: One, you have been able to maintain the unity of the SPLA. This is a great achievement. You must remain united and loyal to your leadership under comrade Salva Kiir Mayardit . Two, you have been able to maintain security throughout the areas under your control. When the enemy tested your strength in Malakal in November 2006, you gave them a bloody nose. That was a strong message and I cannot really describe how jubilant we were as we watched you rout the enemy from its headquarters in Malakal. In that day, comrades Nachigak Nachiluk , Martin Manyiel and many others spent a whole day whooping and cheering over your victory. Moments afterwards, we all shed tears of joy. It was really a fantastic victory!
    But comrades, there are small things worrying us. All the martyrs are deeply concerned by the strange behavior of a few comrades among you. We are deeply disturbed that some of our officers are negating the principles and values for which the liberation war was fought. A creeping love for money is rearing its ugly head and this is deeply worrying us. I have seen one of our top officers who has long been a trusted comrade, a good fighter and first-rate nationalist, asking foreign contractors for huge commissions in return of his approval for contracts. This is a shame. I wholeheartedly beg you, my sons, to abandon this unbecoming behavior. You are heroes who have led your people to freedom. You have fought the longest war in Africa with dignity and without being paid. So please continue with that spirit because millions of people in the Sudan still pin their hopes on the SPLA. On this occasion, I would like to reiterate my words to the graduates of Batch III of the Institute of Strategic Studies in Yei on 18/03/2005.
    In that speech, I told the officers:
    "Wherever we go, we must remember of our martyrs with honour and with the same spirit of comradeship. Let us work together to commemorate their memory in words and deeds, and prepare ourselves to answer the legitimate needs of their wives and children"
    Dear Comrades,
    These words are still true today as they were two years ago. Whatever you are doing; wherever you are; you must focus on four important tasks.
    1-Look after your families. They have suffered for so long and they deserve your attention.
    2-Look after the orphans and widows of your martyrs. You should always be there to wipe out their tears. And when there is salary crisis as is now the case, make sure they get something before you even encash your salary.
    3-Continue to train yourselves and upgrade your skills in various fields because you are the leaders of tomorrow.
    4- Prepare yourselves for the next war with the enemy in 2010.
    conclusion Dear Comrades, compatriots, fellow new Sudanists,
    I now end this message with a personal plea to my comrades and sons Abdul Aziz Adam El Hilu, Nhial Deng Nhial and Yassir Saeed Arman. This is my message to you.
    I see in you many qualities of leadership. I have known you to be clean chaps with no tendency for material wealth. You can be leaders. But my humble advice to you is this: you must not quit. Leaders are not quitters. You can never be a successful leader if you are not resilient and persistent. Leaders must be pertinacious, daring and ready to chart uncharted territories. Remember; during our decades of struggle, there had never been a smooth sailing. We have had to go through rough seas, thorny plains and craggy mountains where my soul, along with other comrades eventually parted. Think about till my next address.

    SPLM Oyee
    SPLA Oyee
    Victory to the people of New Sudan
    Yours Sincerely
    Dr. John Garang de Mabior
    Former SPLM Chairman and C-in-C of the SPLA
    * Sudan Today is a Dossier for Truth and Transparancy It is compiled by wachdogs in Juba and Khartoum. Names of the authors will be withheld for obvious reasons. Readers can send their comments to [email protected]

                  

07-30-2007, 04:27 PM

خضر حسين خليل
<aخضر حسين خليل
تاريخ التسجيل: 12-18-2003
مجموع المشاركات: 15087

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رسالة من الغائب الحاضر دوماً الزعيم الخالد الدكتور جون قرنق دي مبيور (Re: بكرى ابوبكر)

    مجداً وخلود د/ جون قرنق
                  

08-02-2007, 11:27 PM

Manal Mohamed Ali

تاريخ التسجيل: 01-06-2005
مجموع المشاركات: 1134

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رسالة من الغائب الحاضر دوماً الزعيم الخالد الدكتور جون قرنق دي مبيور (Re: خضر حسين خليل)

    دائما فينا ...

    حزني عليك خاص جدا.. واعذرني ان لم اتمكن من زيارة قبرك فانا الان في بلاد بعيدة ..
    عندما كنت اسكن جوبا مازلت اتذكر كيف كان زوار قبرك يحملون الورد لك وكنت انا الوحيدة التي لااحمل الورود وعوضا عنها احمل حزنا مساحته مليون ميل وشي من الانكسار في النفس .. كنت تستقبل زوارك بنفس الابتسامة .. ولكنك تنظر اليا وتقول لي .. اعرف حلمك واعرف حزنك ..
    في مايو 20 من هذا العام غادرت جوبا وعرجت اليك قبل ذهابي للمطار .. وكنت احمل وردا هذه المرة .. وابتسمت لي لانك كنت تعرف قراري بالرحيل من هذه البلاد .. وكنت تعرف ان الورد لايجدي وان الحزن اكبر منا .. وانه لم يتبقى لي متر من المليون ميل .. كتبت لك مذكرة ووضعت لك الورد ..كحال الجميع ..فهم هكذا ارادوا لنا ان ننسج علاقتنا بك..
    تركتك وذات الابتسامة .. وسافرت لبلاد بعيده ....ولكني
    احمل معي ابتسامتك واملي بسودان جديد يعيش فيهااولادي دون خوف وبشئ من الكرامة..والى ذالك الحين سوف اعود لزيارتك ..
    افتقدك كثيرا
    منال
                  

08-03-2007, 02:52 AM

Aymen Tabir
<aAymen Tabir
تاريخ التسجيل: 12-02-2003
مجموع المشاركات: 2612

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رسالة من الغائب الحاضر دوماً الزعيم الخالد الدكتور جون قرنق دي مبيور (Re: بكرى ابوبكر)


    مجدا وخلودا يا زعيم!
                  

08-03-2007, 03:23 AM

sharnobi
<asharnobi
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 4414

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رسالة من الغائب الحاضر دوماً الزعيم الخالد الدكتور جون قرنق دي مبيور (Re: بكرى ابوبكر)


    وسلامى على الذى كان آخر الاحلام

    حلمت
    حلمت
    قلت
    قلت انت
    ما مت

    ولا

    غبت
    عن نزف الوطن لحظة

    شهقت
    فترت
    فتشت

    الطوابى
    الخرابات
    وعلقت على السراب
    امل
    يمكن
    تهزم الموت
    ذىما هزمت
    الطاغوت

    يمكن
    من جو غابات مريدى
    يمكن يي
    او من الاماتنوج
    ولا من مستنقاعات

    بين الوحوش
    واشجار
    المنقة

    يمكن تطلع
    يا اسود اللون
    ناصع القلب
    ابيض
    كان كان البياض الشكر
    انك
    الابنوس
    يا سيد بلا مسيود
    ويا علشق الوطن
    والخير
    يا حلم
    كل من كان همهو وطن
    فيهو الناس السمر تتساوى

    ويا حلم
    مصادر
    من قوى العالم الشريرة

    ويا من انتهت بيهو الامانى الطيبة

    والتفاؤل الخير

    يا قرنق

    يا شامخ
    يا زين

    وين انت
    حملت الامانة لمين

    ما قاسم وعبد الخالق
    والشفيع
    وهاشم
    ود النور

    وجوزيف ابن عمك الوحد الثائرين

    وينهم هم

    اتجمعكم فى الموت
    توحد

    واجتماعات

    وتشاهدون من المصاطب الآخرة
    ما يتم فى وعيا
    زرعتموه

    كان الحصاد المر

    يا قرنق
    هل تستلف من بعض من عمر
    ولو للحظة
    تعيد صياغة المشروع
    لسودان
    جديد
    سودات عاشة وميرى

    وحالة تدمير وتحويل السنكرى
    لمسطرينا

    وبدال الطلقة عصفورة

    تغرد حول نافورة
    تداعب

    شفع الروضة
    وهل لمحجوب شريف
    قصيدة اخرى


    يا قرنق
    تبكيك
    كل المشاوير

    وتندب حظنا العاثر
                  

08-03-2007, 03:13 PM

hamid murahid
<ahamid murahid
تاريخ التسجيل: 07-17-2007
مجموع المشاركات: 283

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رسالة من الغائب الحاضر دوماً الزعيم الخالد الدكتور جون قرنق دي مبيور (Re: بكرى ابوبكر)

    هل كانت المحاولة الاولي؟ ماذا عن تلك الطائرة الهيلكوبتر و التي اقلعت لتصفيته و هو في الجنوب و قبل أن يدخل الغابة حتى؟ لماذا لا يتحدث العسكريون الشرفاء عن تلك المحاولة الاثمة و اركان المؤامرة ما يزالون أحياء؟
                  

08-04-2007, 12:18 PM

محمد غلامابي

تاريخ التسجيل: 07-30-2007
مجموع المشاركات: 630

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رسالة من الغائب الحاضر دوماً الزعيم الخالد الدكتور جون قرنق دي مبيور (Re: بكرى ابوبكر)

    لسع بقرأ في الرسالة..


    يقين الظن رسالته لاتخلص أبداً


    .......
    ..
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de