أمال نوّار وكتابة الجسد ـ قراءة نـقدية

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-30-2024, 09:53 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثالث للعام 2007م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-28-2007, 09:33 PM

محمد جميل أحمد
<aمحمد جميل أحمد
تاريخ التسجيل: 03-21-2007
مجموع المشاركات: 1022

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
sssss
أمال نوّار وكتابة الجسد ـ قراءة نـقدية

    قراءة في قصيدة (أُهزوجة خادمة في منام الجسد)
    للشاعرةاللبنانية : أمال نوار

    طاقة الشعر ، كالحلم تماما ، تربك تراتبية الصور المختزنة للذات والعالم ، وتخترق حيوات متخيلة بنسيج من خيوط خالقة لعالمها المؤثث بجمالية معـّـقدة ، لها القدرة على القطع والتبديل السريع ، للمألوف ، وخلخلة وعي المتلقي لجهة الجذب إلى عوالم داخلية أليفة. يعيد الشاعر بناءها ، لاعبر المخيـّـلة فحسب ، بل عبر تكوين قادر على اشتقاق ودمج مناخات وطقوس لأشياء مختلفة ، تنضفر بعكس وجودها الطبيعي أو بخلافه . وترحيل الكلمات عن قاموسها بتحريك جديد من ضغط المعاني المكشوفة أمام التجربة الشعرية ، بينما تكف مفردات العالم وعناصره ـ بفعل هذه التجربة ـ عن تأويلاتها خارج النص . ذلك أن للشعر هنا طاقة فريدة تكشف للشاعر علاقات خاصة ، تخضع فيها الأشياء والمعاني لحياة شعرية تنقض وجودها السابق وتلتبس بالزمن في رحلة أبدية .
    على هذا التأويل تكتب الشاعرة اللبنانية/الأمريكية :أمال نـّـوار ، غوايات ومُتــَع بطاقة حُلميه تشد الجسد إلى مصاف صوفية تغرق في المتع وتكف عن تحقيقها في نفس الوقت ، في قصيدتها (أُهزوجة خادمة في منام الجسد) .
    حيث تضفر بأناقة جسدية عالمها (الشبقي) الشفاف ضمن تكوين يكثف اللحظة الجسدية في حالات تختبر أقصى مجاهل اللذة ، تلك التي يصقلها الحلم حتى تبدو كقناع يستنفد عصارة الوهم في مرايا اللذات السـٍّرية والمتوحدة ، دون أن تتكسر أو تتحول إلى مسـّرات طينية عابرة . فهي تنزع بكتابة الجسد إلى محايثة الوجود والعدم، واكتشاف لممكنات الجسد الروحية من خلال سيرة العطش . والشاعرة في كتابتها تلك تكشف عن أطياف مغمورة لاتعين على فهم المعاني فحسب ، بل تتحول إلى لقطات يشع منها الشعر من قاع يحيل التجربة إلى رؤيا ، والسرد إلى مناجاة ، والجسد إلى أيقونة ، والرغبات إلى غيوم ماطرة .

    (جاءني طير ٌ في المَنَام ينقرُ وردتي .
    تلسعُه الأشواكُ بملحِها
    فيتخدّرُ فيه القصب .
    جاءني يد وزن عيدان المطر
    ويُحيلُ رخامي إلى شمعةٍ )

    فالنص إذ يدخل في الغواية بصورة تلامس مفرداتها الفعل الاستعاري لوظيفة الجسد
    يلتف في نفس الوقت على ذلك الفعل برموز وصور رافعة لتأويله عبر مجاز شفاف
    ينشط بإشارات تختزن طاقة من الرؤيا تفيض عن المعنى المادي القريب ، إلى
    اختبار الجسد بوصفه صورة للروح . والمنام كفضاء للتجربة ومكان للحلم ربما كان مناسبا لإطلاق المعاني الصوفية والعرفانية التي يحتفي بها النص ويوظفها . وهو ما يمكن أن يحرر التجربة الجسدية من معاني السلب التي تلتبس أحيانا حالة الحرية في علاقات الجسد الأنثوي . فتنفيها الشاعرة لتحول كتابة الجسد إلى متعة صافية كما لو كانت تعيد اعتبارا روحيا لعلاقات الجسد ، بهذه الكتابة ، يرفعها إلى مقام شفاف .

    ( في دَغْشَةٍ
    لا يُسْبَرُ في بئرها
    شرودَ الغزلان .
    وكانتْ خيوطُ الشر اشف
    أوتارَ غجر
    تلهثُ بألف ليلةٍ من العَطَش
    والعطرُ تغيضُ روحُه
    في حرير النَفَس ) .

    وتوغل الشاعرة في أقاصي الوصف لتحرر رغبتها الأنثوية الحارقة بتجريب يقطـّر طاقة الجسد الملتبسة بالروح فيما يشبه حالة أقنومية . فهي تحتفي بالجسد في نسيج روحي مشروط بغفلة المنام ، وهدوء عميق مطمئن ، لاترن فيه سوى (أوتار الغجر) وهو هدوء يقابل عوالم (يوهان فرمير) الحالمة ، لكنه يأتي لتجسيد ذلك الأقنوم الذي يحتمل الشفافية والكثافة في ذات واحدة ، وينطوي على تأويل للكينونة الإنسانية الخالصة. والشاعرة تمحو فضاء السرد ،أي المنام، عندما تتوهم الصحو . لكنه صحو داخل سياج الحلم .

    (وكنتُ أصحو وأنام وأصحو .
    تنخرُني الغرائزُ كخليةِ رمّان .
    لا أثر في عُروقي لموهبة
    سوى أنّي مغيضُ رغبةٍ
    عتمةُ فاكهة)

    ذلك أن السرد هنا يحرص على متابعة الوصف بلغة متولهة تختزن اللهفة من أعماق الجسد للإمساك بخيوط المنام ، وحكاية تفاصيل السلب اللذيذ . فالحرص على تماهي لذة الأنثى مع حالة السلب ينطوي على تأويل عميق للأنوثة في أقصى حالات الجسد فهو سلب ينفي كل ما هو خارجه في لحظة الجسد .
    غير أن هاجس الحرمان الذي يتكشف من خلال النص هو الحد المقلوب لأقاصي نشوة المنام يطلق إشارات النفي الاحترازية التي تنطوي على دلالة مزدوجة . فهي لاتحيل فقط على اختلاق البراءة فحسب . بل تحيل أيضا على إدراك سحيق ، وذهول يتعالى عن علامات الوعي لفرط لذة الغياب .

    (سرّي لا يُـسرُّ لأحد
    خوفي لا يُخيفُ أحدا ً
    خيانتي لا تخونُ أحدا ً
    متروكة كالأسى في البحر للصيّاد
    كمرآةٍ في ذُهنها فحوى الحواسّ
    وكنتُ لا أ ُ حدَسُ أو أ ُسـْتـَشَفُ
    لا أ ُقـْتـَضَبُ أو أ ُ كـَثـَفُ
    لا أ ُراوَدُ أو أ ُستـَعَافُ
    متروكة في بُعْدٍ يُجْهَل ُ أنّي فيه أ ُجْهَلُ)

    والنص يشتغل على تصفية الكلام عن المعاني الزائدة لأن الأسرار اللذيذة تشف دائما عن تواطؤ ينكتب به النص كما هو تعبيرا منسجما مع التجربة . وتبدو اللغة هنا أشبه بتعبير صوفي يضغط الألفاظ بأقصى حمولة من المعاني ، بحيث (تعجز العبارة وتقصر الإشارة ) ، ويوغل في الخفاء لتكثيف الحضور المنسي في عتمة المنام .

    (أحيا بمواتِ يقظتي
    كخشخاشِ " عمر الخيّام "
    خادمة َ طيور ٍ
    وجسدي يُؤْكـَلُ
    لفرطِ المنام)

    وفي الختام تشترط حياة المتعة موات اليقظة ؛ الأمر الذي يعبر جليا عن الحلم باعتباره شكلا من الحياة ينوجد في موازاة عالم آخر تصنعه حالات النشوة وهو بالضرورة لا ينطوي على شرط الوعي ، الذي ربما دل على شراكه في اقتسام اللذة وبالتالي نفي التوّحد الذي يختزن الحرمان ويقطر الجسد إلى حدود غير متناهية. وتتقمص التجربة حياة مشرقية للجسد تستعيد مفهوم السلب باعتباره إغراء يرقى إلى مصاف الخدمة التامة لأفعال الخلق الذكوري ، تتحول بموجبه الذات إلى خادمة/جارية للطيور .
    ربما كان في ذلك نوستالجيا إستعادية للشرق الذي تعيش الشاعرة بعيدا عنه في (أمريكا) ، بينما تشف آفاق الرؤيا في نصها عن تأويل إشراقي يمتح من لذات الجسد إشارات تستدعي روح المشرق ، سواء في تلك اللغة الصوفية ، أو مجازات ألف ليلة وليلة أو استخدام (منطق الطير) ، وحتى في موات اليقظة الذي يمنح عالما موازيا للحلم ، من (خشخاش عمر الخيام) .
    هكذا استطاعت الشاعرة اللبنانية المبدعة أمال نوار كتابة شفافة للجسد ترقى لمصاف تعبيرية تخترق السائد والمبتذل في الكثير من قصائد النثر المجوَّفة . وتنتقل من وحدة التجربة إلى إشاعة ممتعة تنشل المعاني من على قارعة الجسد، لتعيد تأويلها بلغة مشرقة وأحاسيس شفافة تتحول إلى سلطة تملك إغواء الأنثى وسحرها في الكلمات . ذلك أن سلطة الإغواء تغمر المتلقي بنبض يشف عن حالة يمكن أن يتمثل نشوتها،
    و يستعيد ذلك الهسيس المخدر لموسيقى الجسد .
    إن كتابة الجسد بحسب هذا النص ، لا تحيل على محض الإغراء فحسب ؛ بل تنطوي بالأساس على تجربة إنسانية تمنح حرية النشوة قيمة ذاتية متعالية ، وتحولها إلى إشارات حسية تختفي وراء الرموز التي ترسل للمتلقي إشارات المعاني لمخيلته . أي أنها تمارس كتابة للجسد قابلة للاستعادة والتأويل .
    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    عن موقع : جهة الشعر




























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de