الشهيد عبدالخالق محجوب

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-03-2024, 09:04 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثالث للعام 2007م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-19-2007, 02:05 AM

elsharief
<aelsharief
تاريخ التسجيل: 02-05-2003
مجموع المشاركات: 6709

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
sssss
الشهيد عبدالخالق محجوب



    ماذا كتب,وماذا قالوا عنه,وماهى مساهماته الفكرية والسياسية من اجل وطن حر ديمقراطى.

    دعوة بأضافة كلمة حق للشهيد

                  

07-19-2007, 02:16 AM

elsharief
<aelsharief
تاريخ التسجيل: 02-05-2003
مجموع المشاركات: 6709

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الشهيد عبدالخالق محجوب (Re: elsharief)




    قالوا له:- ماذا قدمت لشعبك...؟
    أجاب فى هدوء:- الوعى.... بقدر ما استطعت
    وشهد الصحفيون الذين حضروا الجلسة الأولى من محاكمتة, انه كسب تلك الجوله دون منازع فكان هو القاضى
    طردوا الصحفين, واصدروا عليه الحكم بالأعدام وهم يرتجفون.....
    صعد الى المشنقة وهو يهتف

    المجد لشعب السودان......... المجد لثوار السودان

    اثار استشهاده موجه عاتية من الغضب العالمى الجبار والهم كثيرا من الأدباء والشعراء والفنانين على مستوى العالم وكان مصدرا للفخر والاعتزاز من قبل كل الشيوعيين والوطنيين
                  

07-19-2007, 02:29 AM

elsharief
<aelsharief
تاريخ التسجيل: 02-05-2003
مجموع المشاركات: 6709

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الشهيد عبدالخالق محجوب (Re: elsharief)


    وماذا قال الراحل الخاتم عدلان فى لحظة اعدام الشهيد
    وقد قرأت البوست وأرجعني إلى تلك الايام المأساوية وإلى بطولاتها الأسطورية التي تمثلت في مواقف شهداء 19 يوليو من أعضاء الحزب الشيوعي وأصدقائه. قرأت دفاع عبد الخالق محجوب عدة مرات سابقة في الصحف وعرفت من شهود العيان ومن السامعين كيف استقبل الموت، رابط الجأش سمح المحيا، وكان يهتف على طول الممر الذي قاده إلى زنازين الإعدام، بالجزء الشرقي من سجن كوبر: المجد لثوار السودان، المجد لشعب السودان، عاش نضال الشيوعينن السودانيين وعاش نضال الحزب الشيوعي. وكان المعتقلون جميعا، من شيوعيين وغيرهم، يرددون وراءه الهتاف واغرورقت بعض العيون بالدموع. وكان الجو مربدا وممطرا. وقد قال لي أستاذي المرحوم عباس على أنه في لحظة إعدام عبد الخالق في الساعات الأولى من الصباح لمع برق أضاء عتمة الزنازين الشرقية في نفس اللحظة التي أزت فيها المشنقة وارتفع الحبل، وكان يقف بالقرب من عباس الاستاذ جرحس نصيف وهو فنان تشكيلي معروف، وقال له الأستاذ عباس لا بورك في فنكم إذا لم تسجلوا هذه اللحظة. وقد رفض الأستاذ عبدالخالف تعصيب عينية عند لحظة الإعدام. أعتقد أن هذا كله جدير بالتسجيل. وجدير بالتسجيل كذلك دور عبد الخالف محجوب في الحياة السياسية والفكرية في السودان وأثره الباقي على الزمان. إرتباط موت عبد الخالق محجوب بانقلاب عسكري ربما جعل بعض المثقفين السودانيين يقللون من بطولته الأسطورية، ولكن هؤلاء مخطئون. فعبد الخالق لم يشارك في إنقلاب ضد الديمقراطية، بل ضد حكم عسكري يتفق الجميع الآن، وإن لم يتفقوا حينها، إنه اصاب البلاد بدمار هائل لم تفق منه حتى اللحظة. ولم يكن عبد الخالق محجوب يريد تكوين حكومة عسكرية، بل كان يريد أن يشرك كل القوى السياسية التقدمية والديمقراطية في الحكم، بمعنى أنه كان توسيعا ديمقراطيا لقاعدة السلطة وفق المفاهيم التي كانت ممكنة تاريخيا في تلك اللحظة وبحكم العلاقات التي كانت سائدة بين القوى السياسية في ذلك الزمان. وقددار الحوار مع البعثيين، والإشتراكيين بمجموعاتهم المختلفة، والمستقلين والشخصيات الوطنية، ومع بعض العناصر من الأحزاب التقليدية، ومع النقابات، والمنظمات الجماهيرية، بغرض أشراكها جميعا في السلطة. كل هذه قضايا لم تحد حظهامن الحوار المفتوح بين السياسيين والمثقفين في السودان.كما أن حياة وموت عبد الخالق موضوع خصب للدراما، وللشعر والفن، كما ألمح الاستاذ عباس علي.


                  

07-19-2007, 02:40 AM

خضر حسين خليل
<aخضر حسين خليل
تاريخ التسجيل: 12-18-2003
مجموع المشاركات: 15087

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الشهيد عبدالخالق محجوب (Re: elsharief)

    الوعي ما إستطعت

    وتلك إجابة عميقة عمق مأساة شعبنا مع التخلف

    شكراً الشريف
                  

07-19-2007, 02:48 AM

elsharief
<aelsharief
تاريخ التسجيل: 02-05-2003
مجموع المشاركات: 6709

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الشهيد عبدالخالق محجوب (Re: elsharief)



    عبد الخالق محجوب ورفاقه فى قضية الشيوعية الكبرى

    فى يوم 18-6-1968 القى القبض على عبد الخالق محجوب وعبدالرحمن عبدالرحيم الوسيلة ولم يجد البوليس معهما اى شئ يمكن ان يتخذ ذريعة لتقديمهما الى المحاكمة هنا جاء الامن بعدد من المعتقلين فى شتى انحاء السودان وربطهم كلهم فى قضية واحدة وجاءوا بشاهد اتهام يدينهم جميعا هو المواطن عبدالقادر حمدتو.
    من اقوال عبدالقادر حمدتو امام القاضى... ياسعادة القاضى انا انتظرت هذه اللحظة منذ مدة طويلة عشان اخلص ضميرى من عذابه قبض على فى البيت ولم يجدوا شيئا... الضابط قال لى اذا لم تقل ما امليه عليك فساضعك فى معسكرات الجنوب لمدة غير محددة ... قلت الكلام للقاضى واطلق سراحى... يوم السبت رسل لى ابارو وقال لى احسن تطاوعنا وتقول اللى نقوله ليك اعتقلنا عبدالخالق والوسيلة وعايزنك تشهد ضدهم. قلت ليه لا اعرفهم فماذا اقول؟ قال لى تقول انك شيوعى وان عبدالخالق سكرتير الحزب وان الوسيلة حضر معنا عدة اجتماعات قلت ليه لن اقول حاجة لاضر ناس اخرين...

    ثورة شعب الصفحة 315

                  

07-19-2007, 02:55 AM

elsharief
<aelsharief
تاريخ التسجيل: 02-05-2003
مجموع المشاركات: 6709

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الشهيد عبدالخالق محجوب (Re: elsharief)





    دفاع الشهيد عبدالخالق محجوب


    منذ ان تم القبض علينا.. ونحن نشاهد مظاهرة كبرى ينظمها المختصون فى جهاز الامن بالاثارة وبالاشاعات... بان ثمة شخصيات خطيرة على امن الوطن تم القبض عليها... لكن المظاهرات المصطنعة والضوضاء الجوفاء لايمكن ان تلهى شخصا عاقلا ولايمكن ان تصرف فكره عن الحق فالحق ابلج والباطل لجلج

    ان هذه القضية المعروضة امامكم ياسعادة القاضى تمس مباشرة نشاطى السياسى ونشاط زملائى وذلك الرهط من الرجال الشرفاء الذين قام على اكتافهم حزب الجبهة المعادية للاستعمار
    اننى لم اصل الى النظرية الماركسية عبر طريق النضال السياسى فحسب ولكننى توصلت اليها فى بحثى وراء الثقافة التى تنسق عقل الانسان ووجدانه
    كيف دعوت الى مبادئ فى الاستقلال والاشتراكية؟؟ والى اى مدى وصلت ؟ لقد سلكت منذ اول يوم رجعت فيه الى بلادى طريق الشرح والاقتناع للدعوة للمبادئ الاشتراكية ولم يثبت على ولن يثبت اننى سلكت طريق الارهاب او تسببت فى اراقة دماء المواطنيين.. لقد ساهمت النظرية الماركسية فى توسيع نطاق الحركة الشعبية فى البلاد: اذ ان الرجال الذين اتخذوها منهجا,نظموا الطبقة العاملة السودانية فى نقابات متينة كانت قاعدة ثابتة وصلبة للنضال من اجل الاستقلال
    ان نشاطنا الايجابى البناء لم يقتصر على المساهمة فى انجاز الاستقلال... بل امتد وتزايد مداه بعد اعلان الاستقلال ان حزبنا اول مؤسسة دعت الى مناهضة الاحلاف العسكرية الاستعمارية... وكنا الحزب الوحيد الذى يملك برنامجا ايجابيا لمابعد الاستقلال... شرحنا للشعب اهمية الديمقراطية.. وشرحنا خطر المعونات الاميريكية.. وبصرنا الشعب بكل الاخطار المحدقة باستقلاله وكرامته
    والحزب الذى يناضل من اجل الديمقراطية هكذا حزب واضح ومفهوم لدى الشعب لايحتاج لاخفاء نفسه عن الجماهير الشعبية
    اننا نفهم التقاليد السودانية متركزة فى حب الحرية والكرامة والصراحة والشهامة وفوق كل ذلك فى قولة الحق,لكن هذه التقاليد عرضه للانهيار .اذا اندفعت البلاد فى طريق الانانية والفردية التى تعبر عنها المجتمعات الراسمالية والاقطاعية؟؟
    طريقان لاثالث لهما طريق الراسمالية وهو طريق لامنفذ له ... وطريق الاشتراكية الوضاء
    ان الديمقراطية فى نظرى هى الضمان لمكافحة الفساد فما من قوة تستطيع مراقبة الفساد واجتثاثه غير رقابة الشعب ولارقابة للشعب الااذا تمتع بحرياته كاملة واصبحت له سلطة تغيير الحكام....


    القاضى يحي عمران يحيل المتهمين الى محكمة كبرى
    يحدد ميعادها فيما بعد؟؟؟؟؟؟

    لكن الموعد لم يحدد ابدا فقد ادرك ملفقوا القضية ان الشيوعيين سيحاكمون السلطة بدلا من ان تحاكمهم
                  

07-19-2007, 03:07 AM

elsharief
<aelsharief
تاريخ التسجيل: 02-05-2003
مجموع المشاركات: 6709

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الشهيد عبدالخالق محجوب (Re: elsharief)



    مؤتمر المائدة المستديرة - مارس 1965

    خطاب عبدالخالق محجوب السكرتير العام للحزب الشيوعى السودانى امام المؤتمر

    من هذه الزاوية ,زاوية القضاء على تخلف الجنوب- ينظر الحزب الشيوعى السودانى للمقترحات السياسية التقليدية لحل مشكلة الجنوب.فالذين ينادون بالفدرشين مثلا لم يقدموا برنامجا يوضح ان هذا الطريق ينقذ الجنوب من التخلف ونحن نرى ان دعوة الفدرشين لاتلبى احتيجات تطور الجنوب ذلك لان النظام الفدرالى,رغم الغموض وعدم الوضوح الذى يلازم هذا الشعار يتطلب قيام اقتصاد مستقل فى الجنوب وان يكون الاقليم الفدرالى مكتفيا ذاتيا ولكن وضع الجنوب الراهن يوضح ان الحكومة المركزية تغطى سنويا العجز فى ميزانية المديريات الثلاث.ان تجارب البلدان حديثة الاستقلال وبصفة خاصة فى القارة الافريقية تشير الى ضرورة قيادة الحكومة المركزية للاقتصاد الوطنى واحلال القطاع العام محل القائد والموجه لبقية القطاعات.وتطبيق نظام الفدريشين على الجنوب بوضعة الراهن سيظل حبرا على ورق,اللهم الا اذا لجا الجنوب للقروض والمعونات الاجنبية التى جرت على بلادنا الخراب وتحذرها وتحاربها كل الدول المستقلة
    اما دعوة الانفصال فانها تعنى فى نظرنا تسليم الجنوب لقمة سائغة للدول الاستعمارية نسبة لضعف القوى الاجتماعية الحديثة المناهضة للاستعمار فى الجنوب من عمال ومزارعين وطبقة وسطى ومثقفين,وموارد الجنوب الداخلية مازالت معطلة وماينهب منه خيرات يذهب فى النهاية للشركات والمؤسسات الاستعمارية التى تهيمن على الاقتصاد السودانى ككل
    ان الحل السليم والمناسب لاى مشكلة يجب ان يستمد عناصره من واقع المشكلة المعنية بماضيها وحاضرها ومستقبلها,وان يراعى الظروف المحيطة بها من كل جانب. والحزب الشيوعى السودانى عندما يقترح الحكم الذاتى الاقليمى كحل لمشكلة الجنوب ياخذ فى اعتباره,بعد دراسة متواضعة مهام التطور الوطنى الديمقراطى فى السودان وحق الاقليات القومية فى الدولة المستقلة الموحدة,وظروف العالم من حولها,ومسئوليتنا فى بناء الوحدة الافريقية المتحررة,فقيام مجلس تنفيذى خاضع له للاشراف على الشئون المحلية من تعليم وصحة وطرق وماشابه ذلك على ان تحتفظ الحكومة المركزية بسلطاتها فى التخطيط الاقتصادى العام والسياسة المالية وامن الدولة والقوات المسلحة وتوزيعها على القطر وشئون السياسة الخارجية...الخ يضمن فى راينا وحدة البلاد ويستجيب لامال ومطامح القوميات والقبائل المتعددة فى الجنوب ويسد الطريق امام دعوة التفرقة الاستعمارية ويفتح الطريق امام بناء سودان موحد وديمقراطى.

    .............................................................................................

    تقدمت الاحزاب الجنوبية,حزب سانو,وحزب جبهة الجنوب الى مؤتمر المائدة المستديرة باقتراح لاجراء استفتاء على ثلاثة خيارات.
    1- الفدريشن
    2- الوحدة مع الشمال
    3- الانفصال

    رد عبد الخالق محجوب

    انكم تتقدمون لاجراء استفتاء حول نقاط ثلاث
    فدريشن - وحدة - انفصال

    فاذا كنتم تعترفون بوجود اتجاه للوحدة فلماذا رفضتم تمثيله فى هذا المؤتمر؟؟؟ يبدوا اذن انكم تريدون الاستفتاء حول النقطة الاولى والثالثة, ولكن فاتكم ان حق الانفصال يكون:-

    1- للقومية الواحدة ولكن الجنوب ليس قومية واحدة

    2-انه مرفوض بوصفه يفتت وحدة دولة ناشئة وهذا ضد مبادئ وحدة افريقيا

    3- ان المشكلة نتاج لصنع الاستعمار والسودان يجب ان يعطى الفرصه ليبنى نفسه قوة موحدة




                  

07-19-2007, 03:43 AM

Abuobaida Elmahi
<aAbuobaida Elmahi
تاريخ التسجيل: 08-15-2003
مجموع المشاركات: 693

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الشهيد عبدالخالق محجوب (Re: elsharief)

    مظفر النواب فى رثاء عبدالخالق محجوب




    وسافرت الى الغابات
    ظبى ذبح الان
    وللنبع عصافير
    نقطه ضوء حرقتنى فى الفخذ اليسرى
    ملت....
    فضج الكون عصافير ملونه
    صعدت على سلم زقزقه
    فاهتز الشجر الموغر بالتمر الهندى
    غطانى السندس
    أغمضت
    وصدع من خرزه أمس
    وفى رأسى نهد والنهد لقد فر مع الطير صباحآ
    وتحريت مطارات العالم
    لم أسمع غير الكذب
    واقعى طفل فى عفن الشمس
    تغوط فى دعه وتمسح كالجن
    بآخر تصريح فى صحف الأمس
    وللنبع المجرور الى الظل
    وتسحبه الشمس ببطء
    كل عصافير الغابات ومأتم ظل فى قلبى
    والخرطوم تذيع نشيدآ لزجآ
    يحمل رأس ثلاثه ثوريين
    ووجه نميرى منكمش كمؤخره القنفذ
    أين ستذهب يا قاتل
    يا قنفذ
    الناس عراه فى الشارع
    الناس بنادق فى الشارع
    الناس جحيم
    اى الابواب فتحت
    فهنالك نار
    ولله جنود من عسل
    وعلى رأسك يا ,,محجوب
    رأينا سله خبز تأكل منه الطير
    فى ساعات الصبح سيمثل إسمك فيك
    وضج الكون دمآ وعصافيرآ خرساء
    مفقأه الأعين
    وارتفعت أدخنه الكيف الدولى
    الهى اى مزاح تمزح هذا
    ليسدل شئ فوق المسرح

    مظفر النواب
                  

07-19-2007, 03:44 AM

sharnobi
<asharnobi
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 4414

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الشهيد عبدالخالق محجوب (Re: elsharief)


    مدوعو بعض لحظاتى
    بالجلوس على الشرفة الشمالية
    لاحتفل بطريقنى الخاصة
    والممعنة فى الخصوصية
    بالذكرى ...ال... مكررة فى الوجدان المنهك بهم الوطن
    19 يوليو

    حمام الدم
    الموت الفدائى العظيم

    ووطن سرق منه فاتورة الشفاء

    انها اللحظة

    التى تتكوم بين الذكرى
    والحزن
    المتاهة
    وتكور فى دواخل
    من يحلم بوطن
    خير
    احزان

    بين الواجب والحسرة


    ليتسكع من لم يكن هذا الوطن بوصلة التعامل والاختلاف
    فى هذيانه

    وليحتفل شذاذ العقول
    بالذكرى

    لهم مطلق الحرية
    انه عالم يقبل بالكل بلا ادعاء

    لينحر المنتصرون بهزيمة حلم الشعب
    ويقدموا القرابين

    ويحتسوا نخب الانتصار الهزيمة

    ويتفسح كل من

    كانت اجندته تصفية حساب خاص
    مع شيوعى
    او ديموقراطى

    او تقدمى

    او من يحلم بوطن بقدر سعة واتساع السماء


    ولتتشرذم التوجهات

    ويتبرك
    من سقط
    بالذكرى
    ولكن

    انه
    الاسم عبد الخالق المحجوب
    الهوية انتماء لوطن ولجماهير مسحوقة

    وشجرة ياسمين
    لا تبخل بالوعى اريحية

    انه الرمز

    انها قصة النضال المر

    والذكرى تغازل الخاطر المهموم
    بوطن جريح

    انه
    عبد الخالق

    يا الشريف
                  

07-19-2007, 03:55 AM

Abuobaida Elmahi
<aAbuobaida Elmahi
تاريخ التسجيل: 08-15-2003
مجموع المشاركات: 693

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الشهيد عبدالخالق محجوب (Re: elsharief)


    ما أشبه الليلة بالبارحة !




    نقتطف جزءا مما كتبه عبد الخالق محجوب تعلقا على حصاد حكم أول ائتلاف بعد فترة الانتقال التى أعقبت ثورة اكتوبر . وكان قد نشر فى كتيب بعنوان (حكم الائتلاف الرجعى) أبان المعركة الانتخابية التكميلية فى دائرة أمدرمان الجنوبية فى اكتوبر 1965 . وبالغم من مضى ثلاثة وعشرون عاما (فى 1988) على تلك الكلمات الا أن القارىء لا شك يدرك التشابه بين الحالة فى تلك الأيام وما هى عليه اليوم .



    " لقد قيل لجماهير الشعب فى المدن وخاصة جماهير الةدوطنى الاتحادى أن الائتلاف قام للحفاظ على المصلحة الوطنية العليا. والمصالح الوطنية فى عالم اليوم لم تعد سرا مغلقا يعرفه بعض القادة ويختزنونه فى صدورهم بل أصبحت أمرا مشاعا لعامة الناس. يعرفه أفراده وهم الذين يتحملون مسئولية الحفاظ عليه . فماذا حقق الائتلاف من هذه المصالح؟



    على رأس المصالح الوطنية بناء وطنا السودانى من الناحية الاقتصادية ، وجعله مستقلا حقا ، يجد فيه المواطنون فرص العيش المحترم والتعليم والصحة. لقد خبرنا عشر سنوات من الضياع والجشع فأثرى البعض على حساب الشعب وبقى الشعب فى حالة من الفقر والتأخر لآتليق بقطر يدعى الاستقلال. وأصبح الأمر أكثر سوءا اذ أن بلادنا أصبحت تعتمد على رأس المال الأجنبى ، ففقدت قدرتها على الحركة ، وتدهورت حالة المواطنين وأصبح الاستقلال كلمة لا معنى لها .



    ولكن الحكومة الائتلافية الراهنة بالرغم من وعودها فى الميثاق ، كما ذكرنا ، سارت فى نفس الطريق : طريق الاعتماد على الديون الأجنبية التى بلغ مجموعها 109 مليون و 900 ألف جنيه .



    هذا الرغم المذهل من الديون يرتبط به بلد لايزيد حجم تعاملها التجارى الآن عن 160 مليون من الجنيهات ، ولن يزيد فى أحسن الفروض حتى عام 1970 عن جملة 200 مليون جنيه . هذا وضع خطير بالنسبة لاقتصاد البلاد فعلى الغم من أن الخل القومى سيرتفع بمعدل 2-5 بالمائة كل عام ، حسب تقديرات الحكومة ، الا أن جزءامحترما منه سيخرج فى شكل أرباح وفوائد . فما الفائدة اذن من وراء هذا لتورط والتخبط الذى تقع فبه الحكوة الائتلافيه ؟ ولا يسع المرء الا أن يتساءل : أى نظام اشتراكى هذا – كما ادعو فى ميثاق الائتلاف – الذى يرهن نفسه لرأس المال الغربى ؟



    وليس غريبا على هذه السياسة اذن أن تتحمل جيوش العطالة فى بلادنا ، وأن تتجاهل مشاكل غلاء المعيشة والارتفاع الجنونى فى أسعار سلع الاستهلاك . فقد بلغت أرغام تكاليف المعيشة فى شهر يوليو المنصرم 170 نقطة لذوى الدخول المنخفضة أى أن السلعة التى كان سعرها جنيها واحدا فى عام 1951 أصبحت الآن جنيها وسبعين قرشا . وعلى الرغم من هذا تنتشر العطالة ولا تنظر الحكومة فى تخفيض الأسعار .



    وعدت الحكومة فى ميثاقها بأن توفر الديمقراطية للشعب ، باعتبارها أداة الحكم الصالح . ويكفى أن نشير الى أن الحكومة منذ تشكيلها حتى اليوم تفرض قوانين حظر المواكب والتجمعات على بلادنا ، وهى تحرم بذلك الشعب من حقوقه الديمقراظية المقدسة . ان جزاء كل مواطن يقدم على تسيير موكب للتعبير عن رأيه هو الضرب بالقنابل وبالعصى الغليظة ، كما حدث لموكب العاطلين (عن العمل ) .



    وتذهب الحكومة أبعد من ذلك فتشكل لجنة وزارية للتطهير فى أجهزة الدولة لسلطات غامضة لا هدف من ورائها الا فرض أفكار بعينها على الموظفين ، ومصادرة حرية هذه الفئة الهامة من أبناء الشعب . لقد ملأ الحزبان الدنيا ضجيجا وثورة مفتعلة على حكومة اكتوبر لأنها أجرت التطهير ضد المفسدين أبان الحكم العسكرى بدون اللجوء للمحاكم . ولكنها اليوم تحاول أن تفرض سيطرتها وأن تنتقم من جميع المواطنين الذين يخالفونها الرأى . فأى ديمقراطية هذه؟



    ان النظام الراهن يعرض الديمقراطية فى بلادنا لمحنة خطيرة . فهو يحتضن الجمعيات التى لاتؤمن بالنظام الديمقراطى ، والتى تثبت أن فلسفتها تقوم على الارهاب . فجمعيات الشباب الوطنى زمنظمات الاخوان المسلمين تجد الرعاية من قبل الدولة . وتجد التشجيع الذى لاحدود له ، بل تسخر أجهزة الدولة فى خدمتهم – فأى نظام ديمقراطى هذا ."



    (الميدان : الأحد 13 نوفمبر 1988
                  

07-19-2007, 08:04 AM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الشهيد عبدالخالق محجوب (Re: elsharief)


    شهادة تاريخية لمحاكمة القائد عبد الخالق محجوب طيب الله ثراه.
    -----------------------------------------------------------------
    democracy

    المنتدى العام ل " سودانيز أون لاين دوت كوم ":
    مكتبة " عبد الخالق محجوب ".

    21 -07-2004,



    شاهدتهم يحاكمون عبد الخالق محجوب.
    --------------------------------------

    مذكرات مخبر صحفي.

    ادريس حسن.

    نشر هذا المقال التوثيقي في عام 1987 بصحيفة الايام.. وهو عبارة عن شهادة تاريخية مهمة لشاهد أوحد من قبيلة الصحافيين على محاكمة عبد الخالق وهو الاستاذ ادريس حسن الذي استطاع ان يورد تفاصيل تلك المحاكمة بدقة درامية متناهية معتمداً في ذلك على ذاكرته..
    ولقد اثار هذا المقال عند نشره جدلاً واسعاً في عدة دوائر معنية ومهتمة بدارسة تلك المحاكمات التاريخية التي تمت على اثر فشل انقلاب هاشم العطا, ولا يزال الجدل دائراً حول تلك الشهادة الى اليوم خاصة في بعض المواقع الالكترونية..
    ولتعميم الفائدة نعيد نشر هذا المقال في الذكرى الثالثة والثلاثين لتلك الاحداث.

    الصدفة:
    ----------------

    قادتنى الصدفة ، والصدفة وحدها لحضور أخطر محاكمة جرت خلال تلك الأحداث «انقلاب الرائد هاشم العطا» وهى محاكمة الأستاذ عبدالخالق محجوب الأمين العام للحزب الشيوعى السودانى آنذاك. وقد اتصل بى فى صباح ذلك اليوم عن طريق الهاتف بمنزلى الأستاذ فؤاد مطر ، رئيس تحرير مجلة التضامن التى تصدر الآن من لندن . وكان وقتها يعمل رئيسا لقسم الشئون العربية بمجلة "النهار" البيروتية . وقد كنت مراسلا لها فى الخرطوم . وذهبت للأستاذ فؤاد مطر حيث كان ينزل بالفندق الكبير . وقد جاء خصيصا لتغطية الأحداث ذات الأصداء الواسعة فى العالم . وقد صاحب اهتمام العالم بأحداث السودان نقد عنيف فى تعليقات الصحافة والاذاعات العالمية ، بل واحتجاجات من بعض الهيئات العالمية على الاعدامات والطريقة التى تمت بها بالنسبة لقادة الانقلاب وقادة الحزب الشيوعى السودانى ، وعلى رأسهم حتى تلك اللحظة المرحوم الشفيع أحمد الشيخ الذى كان معروفا فى كثيرمن الدوائر العالمية بوصفه أحد قادة الحركة النقابية العالمية.

    وجلست فى أحد أركان الفندق أتحدث مع الأستاذ فؤاد مطر.. وفجأة بدأت فى المكان حركة غير عادية . اذ أخذ رجال الاعلام والصحافة العالمية يحملون معداتهم ويهرولون خارج الفندق ويتجمعون حول عدد من العربات الحكومية .. وعندما استفسرت عن حقيقة الأمر ، قيل إنه سمح للصحفيين الأجانب فقط بحضور محاكمة عبدالخالق محجوب . والتى أعلن أنها ستكون ميدانية اسوة بالمحاكمات الأخرى التى تمت من قبل.. كان أغلب ظنى بعد تحرك العربات بنا ، أن الضباط الذين كانوا يشرفون على عملية ترحيل الصحفيين الأجانب ، اعتقدوا أننى وزميلي المصور«بشير فوكاف»موظفان من موظفى وزارة الاعلام ، والا لما سمحوا لنا بالذهاب خاصة بعد أن تعرضنا بعد انتهاء المحاكمة الى مصادرة أوراقنا والأفلام التى التقطها فوكاف .

    مع عبدالخالق وجها لوجه:
    ----------------------------

    تحركت بنا العربات من الفندق الكبير متجهة من شارع النيل الى شارع الحرية، فى اتجاه الجنوب على طريق الشجرة ، وكان الطريق حتى منطقة الشجرة محطما تماما بسبب ما أحدثته الدبابات حتى بات كالأرض المح######## لكثرة مالحق به من أخاديد.. وبعد مسافة ثلث ساعة وجدنا أنفسنا أمام مقر قيادة سلاح المدرعات بالشجرة . وبعد التأكد من هوية الضباط المرافقين لنا سمح جنود الحراسة للعربات وبمن فيها بالدخول الى مقر القيادة ، حيث تجرى المحاكمة . كل المحاكمات جرت هنا وكل أحكام الاعدام رميا بالرصاص بالنسبة للعسكريين نفذت هنا ، كما علمنا فيما بعد.

    أدخلونا أحد المكاتب وكان يجلس فيه ضابط برتبة عقيد ، فتلى علينا تعليمات مفادها عدم التحدث الى المتهمين . وكانت تنعقد فى ذلك المكان محاكمات أخرى غير محاكمة عبدالخالق محجوب . وأذكر أننى كنت أول الخارجين من ذلك المكتب ، فإذا بى أفاجأ بالسيد عبدالخالق محجوب وجها لوجه . وعقدت الدهشة لسانى وأضطربت اضطرابا شديدا لم أستطع أن أحييه الا باشارة من يدى رد علىَّ بمثلها . كان بادى الارهاق والتعب حتى خيل لى أنه مريض . وكان يرتدى جلبابا أبيض ولكنه متسخ ' مع حذاء أبيض أكثر اتساخا . وكان واضحا أنه لم يتمكن من حلاقة ذقنه لبضعة أيام . وكانت عيناه محمرتين ، كأنه لم يذق طعم النوم دهرا كاملا . وقطع علىَّ هذا المشهد السريع ، القاسى أحد الضباط الذى اقتاد السيد عبدالخالق ، واختفى به من المكان تماما لمدة تزيد عن الساعة . كنا خلالها ننتظر فى قاعة المحكمة التى تم اعدادها فى احدى ورش سلاح المدرعات .

    بدأ رجال الصحافة والاعلام الأجانب فى تجهيز معداتهم وكاميرات التصوير مختلفة الأنواع وآلات التسجيل. كان المكان أشبه بخلية النحل من شدة الحركة . ثم زاد المكان حركة وضجيجا عندما دخل عبدالخالق محجوب قاعة المحكمة مع حراسه و«صديق المتهم»العميد محمود عبدالرحمن الفكى ، الذى اختير حسب النظم العسكرية التى تقضى بأن يكون للمتهمين الذين يمثلون أمامها أصدقاء لهم يعاونونهم فى الدفاع عن أنفسهم .

    دخل عبد الخالق محجوب المكان وأنطلقت الكاميرات هنا وهناك تصوره . وكان قد القى التحية على الحاضرين عند دخوله القاعة . وتبادل التحايا الخاصة مع أحد الصحفيين الأجانب الذين يعرفونه باسمه . بل أن السيد أريك رولو وهو مراسل "ليموند" الفرنسيه قد شد على يده مصافحا . كان مظهر عبدالخالق قد تغير تماما عما بدا عليه فى المرة الأولى . كان حليق الذقن ، بادى الحيوية والاطمئنان ، وعلى وجهه لمعة واشراق . كان يرتدى جبة افريقية أنيقة للغاية«سمنية اللون»، وينتعل حذاء بنيا لامعا يكاد أن يكون قد تسلمه من المصنع لحظتها . وكان يحمل فى يده اليسرى بعض علب السجائرالبنسون. جلس فى المكان المخصص له فى المحكمة ، على مقعد خشبى أمام طاولة صغيرة وجلس بجانبه صديق المتهم ، ووقف خلفه حراسه المخصصون . وخيم على المكان صمت شديد بعد أن هدأت حركة الآلات . لم يقطعه الا صوت أحد الجنود الذى فتح الباب فى جلبة وضوضاء صائحا بالجملة التقليدية ..محكمة !

    أشبه بفرسان الأساطير:
    ---------------------------

    انتظمت هيئة المحكمة وكانت برئاسة العميد أحمد محمد الحسن وعضوية عدد من الضباط من بينهم المقدم منير حمد ثم شرع رئيس المحكمة فى توجيه قائمة الاتهامات الموجهة الى عبد الخالق محجوب وهى تتلخص فى شن الحرب على الحكومة واحداث تمرد فى القوات المسلحة وادارة تنظيم محظور والتسبب فى مقتل عدد من ضباط وجنود القوات المسلحة . وقد أجاب عبدالخالق على كل تلك التهم بأنه غير مذنب . بعد ذلك طلب رئيس المحكمة من ممثل الاتهام العقيد عبدالوهاب البكرى أن يتلو مرافعته . وكانت خطبة منبرية قاسية الكلمات . وصف فيها عبدالخالق محجوب بالدكتاتور المتسلط الذى أعمته شهوة الحكم عن كل شىء سواها ، وحمله نتيجة كل ما حدث من مآسى . وكانت الخطبة متأثرة بالجو الذى كان سائدا . بعد ذلك أتيحت الفرصة لعبدالخالق وكان منظره مهيبا مثيرا أشبه بفرسان الأساطير القديمة . بدأ حديثه وصوته هادئا صافيا ، فنفى التهمة الأولى المتعلقة بشن الحرب على الحكومة ، وقال إأنه لايملك أدوات تلك الحرب ، لا هو ولا التنظيم الذى يتولى قيادته . وسرد فى هذا المضمون حديثا طويلا عن طبيعة الفكر الماركسى ، قاطعه خلاله رئيس المحكمة أكثر من مرة بلهجة مصرية صارمة بقوله:«هذا الكلام لايفيدك». ثم تطرق عبدالخالق محجوب للاتهام الذى يليه وهو احداث تمرد فى القوات المسلحة قال عبدالخالق إن حزبه ضد الانقلابات العسكرية وأن موقف الفكر الماركسى من هذا واضح ، وسبيله للتغيير هو الثورة الشعبية .. قال إنه وحزبه كانوا ضد انقلاب 25 مايو قبل حدوثه ، وأنهم تعاملوا معه بعد ذلك كأمر واقع مع تبنى أغلب شعاراتهم.. وعن عدم مشروعية الحزب الشيوعى ، قال ان مايو عندما تولت السلطة حظرت جميع الأحزاب ما عدا الحزب الشيوعى . بل على العكس أنها طلبت التعاون معه واختارت عددا من وزراء فى حكومتها بصفتهم الحزبية . وقال ان مايو كانت فى بدايتها تعمد فى مسارها اليومى على«مانفستو»يعده الحزب الشيوعى . وقال انه عندما حدث الخلاف على بعض المسائل الجوهرية بين مايو والحزب الشيوعى كانت هنالك لقاءات وحوارات بين ممثلى الطرفين. اشترك فيها من جانب الحزب الشيوعى الشهيد الشفيع أحمد الشيخ ومحمد ابراهيم نقد ومن جانب مايو الرئدان أبوالقاسم محمد ابراهيم ومامون عوض أبوزيد عضوا مجلس الثورة . وقال إن السيد بابكر عوض الله نائب رئيس مجلس الثورة كان يحضر بعض هذه الاجتماعات.. وأضاف متسائلا كيف يمكن أن يكون الحزب الشيوعى محظورا والسلطة على أعلى مستوياتها تتعامل معه . وطلب شهادة أعضاء مجلس الثورة الذين ذكر أسماءهم . ولكن رئيس المحكمة رفض طلبه .

    أما في ما يتعلق بمقتل بعض الضباط والجنود فإن الأمر يبدو متعلقا آنذاك فى بيت الضيافة ، وقال إن ذلك الحدث معروف ومعلوم ولا دخل لنا فيه . وقال إن كل مافى الأمر أنها تهمة يريدون الصاقها بنا للقضاء علينا . وقال إن كل مايعلمه عن انقلاب 19 يوليو هو أن الشفيع أحمد الشيخ كان قد أخبره بعد هروبه من معتقله أن بعض الاخوان«يقصد الضباط الشيوعيين - ادريس»نقلوا للشفيع بأنهم يدبرون لاحداث انقلاب ، وقال إنه لم يعلم من هم أولئك العسكريون و لا متى سيتم الانقلاب . بل إنه لم يعر الأمر برمته اهتماما لأن الجو كان مشحونا بالشائعات والتوتر. ولأن نظام مايو كان قد دخل فى خصومات كثيرة مع قوى سياسية متعددة . وقال إنه لم يعلم بالانقلاب الا بعد حدوثه . وأنهم تعاملوا معه بعد ذلك ليجنبوا البلاد المشاكل . ونفى أن يكون للحزب الشيوعى كادر عسكرى داخل القوات المسلحة . وقال إن هاشم العطا وبابكر النور وفاروق حمدالله ليسوا أعضاء فى الحزب الشيوعى«ذكر عبدالخالق حسب روايات أخرى من داخل قاعة المحكمة أن هاشم وبابكر أعضاء فى الحزب الشيوعى وأن فاروق ليس عضوا ولكنه متعاطف معهم - المحرر».

    تأجيل وكتمان وسرية :
    ---------------------------

    وبعد هذا الحديث أعلن رئيس المحكمة تأجيل الجلسة بعض الوقت وكانت قد استغرقت أكثر من أربع ساعات . وقد أخطر الصحفيين الأجانب أن المحكمة قد انتهت بالنسبة لهم . وأن الجلسة التالية ستكون سرية وكان فى تقديرى أن الغرض من احضارهم لمحاكمة عبدالخالق بالذات يعود الى أهمية شخصية عبدالخالق نفسه والى أهمية الحزب الشيوعى السودانى بحسبانه أكبر حزب شيوعى فى المنطقة . هذا بالاضافة الى ما صدر من تعليقات فى وسائل الاعلام العالمية حول المحاكمات وتنفيذ أحكام الاعدام ووصفهم للنظام بالهمجية . لهذا أراد القائمون على أمر النظام أن يظهروا ما هو جارٍ وكأنه أمر عادى فيه قانون ومحاكم وعدالة.

    بدأت الجلسة السرية للمحاكمة فى الساعة الثانية والنصف بعد الظهر . وكانت عبارة عن اعادة استجواب من المحكمة لعبدالخالق محجوب ومناقشة أقواله ، فمثلا قال رئيس المحكمة الذى كان يتحدث مع عبدالخالق، أما الآخرون من أعضاء المحكمة كان يبدو عليهم وكأن الأمر لا يعنيهم . قال رئيس المحكمة يا عبدالخالق انت اذا لم تدبر الانقلاب كيف هربت من المعتقل وبهذه الكيفية وبمثل هذا التوقيت المطابق تماما لتوقيت الانقلاب . وأردف قائلا: ام الذى يستطيع الهروب بتلك الطريقة من معتقل داخل القوات المسلحة يستطيع أن ينظم انقلابا . رد عبدالخالق ، لقد خشيت على حياتى من الموت لأنه وأثناء وجودى فى المعتقل سمعت معلومات منها أنهم يدبرون لاغتيالى بعد اذاعة نبأ عن هروبى من المعتقل . قال رئيس المحكمة : فسر لنا يا عبدالخالق لماذا تم الانقلاب بعد هروبك مباشرة . أليس الذين دبروا هروبك من المعتقل هم نفسهم الذين قاموا بالانقلاب؟

    وقال عبد الخالق إننى وكما ذكرت أن ليس للحزب الشيوعى أى كوادر داخل الجيش ، وأن الأمر كله لا يعدو أن يكون صدفة خاصة وأن أى شىء كان متوقع الحدوث قال رئيس المحكمة ، فيم اختلفتم مع الثورة؟

    رد عبد الخالق قائلا: حول السياسات التى كانت تمارسها . قال رئيس المحكمة : مثلا . قال عبدالخالق ضربة الجزيرة أبا والقرارت الاقتصادية الخاصة بالمصادرة والتأميم . قال رئيس المحكمة: أليس موضوع سيطرة الدولة على وسائل الانتاج وقيام مجتمع اشتراكى من الشعارات التى ينادى بها حزبنكم وتدعو لها النظرية الماركسية؟ والا لازم تنفذوها انتو بس . قال عبدالخالق نعم اننا ندعو لتحقيق تلك الشعارات ولكن ليس بالكيفية التى تمت بها تلك القرارات والتى تجاهلت كافة ظروف البلاد . بل إن القرارات نفسها جاءت مرتجلة وغير مدروسة وسابقة لأوانها . وقال إننا كنا قد أوضحنا موقفنا فى سلسلة من المقالات فى جريدة«أخبار الاسبوع»وأخذ عبدالخالق يفيض فى الحديث موضحا أخطاء قرارات التأمين وما صاحب تنفيذها من أقاويل واشاعات حول الفساد الذى حدث فى بعض المؤسسات . وقاطعه رئيس المحكمة قائلا بلهجته المصرية الصارمة:«خلص..خلص»وللحق فقد كانت هذه هى المرة الوحيدة التى رأيت فيها المرحوم عبدالخالق محجوب متأثرا عندما قال لرئيس المحكمة ياسيدى الرئيس أرجو أن يتسع صدر المحكمة بالنسبة لى لبضع ساعات فقط .

    وقد لاحظت أن الدهشة علت على وجوه الحاضرين بعد سماعهم لكلمات عبدالخالق محجوب . التى كانت أشارة واضحة الى أنه كان يعلم سلفا بأنهم قد قرروا اعدامه . لقد كان الأمر أكبر من الدهشة وأعمق من الخوف . لقد كانت لحظة صراع رهيبة بين شخصين أحدهما يريد أن يضيف لعمره حتى ولو بضعة دقائق معدودة لعل معجزة قد تحدث . والآخر يريد أن أن يخلص نفسه بسرعة من مهمة ثقيلة حتى ولو كانت حياة انسان .

    تجاهل واستعجال :
    -----------------------------

    وقد لاحظت أن رئيس المحكمة تجاهل الحديث عن ضربة الجزيرة أبا على الرغم من أن عبدالخالق كان قد ذكرها ضمن أسباب الخلاف مع مايو .

    وفجأة سأل رئيس المحكمة عبد الخالق : هل لدى حزبكم أسلحة ؟ وكان رد عبدالخالق أكثر من مفاجأة : نعم . وقد أرسلها لنا الرئيس جمال عبدالناصر عام 1967 عندما تعرض الحزب لهجمة شرسة من جانب القوى الرجعية أدت الى طرد نوابه من الجمعية التأسيسية بسبب ما سمى بندوة معهد المعلمين العالى«شوقى محمد على».

    وبعد.. فان ذلك كل ما أذكره عما دار فى المحاكمة التى كانت أشبه بالمسرحية الدرامية التى تنهمر فيها الدموع . وان كان لابد أن أعلق فلا بد أن أذكر موقف عبدالخالق كانسان فقد كان شجاعا بكل ما تحمل الكلمة من معانى . وثابتا كل الثبات . كان يتحدث فى أحرج الأوقات وكأنه يتحدث فى ندوة سياسية . بالرغم من أنه كان يعلم مصيره المعد سلفا . لا ريب أن عبدالخالق كان أكثر ثباتا من الذين حاكموه فقد لاحظت أثناء المحاكمة أن القلق والاضطراب يتملكان رئيس المحكمة وأعضاءها . بل إن بعضهم كان ينظرالى ساعة يده بين الفينة والفينة وكأنه يتأهب لموعد أهم .

    وفى حوالى الساعة الخامسة مساء أعلن رئيس المحكمة نهاية المحاكمة . وقال إن المحكمة سترفع قرارها الى القائد العام الذى كان مرابطا هناك بصورة دائمة ، حيث اتخذ مقره فى مكتب قائد سلاح المدرعات العميد أحمد عبدالحليم .

    طلبت من المقدم عبدالمنعم حسن الذى كان يعمل بفرع القضاء العسكرى أن أنتظر معه حتى يتم التصديق على الحكم . وطال انتظارى حتى بلغت الساعة منتصف الليل . وكان المقدم عبدالمنعم كثير الخروج من مكتبه . وفى احدى المرات عاد وطلب منى أن أذهب معه الى حيث مقر جعفر نميرى لأرى ماذا يفعل . كان المقدم عبد المنعم متأثرا تأثرا شديدا بما يحدث مما دفعه الى كتابة عريضة ينتقد فيها ما تم من اجراءات . وقد فصل من الخدمة بسبب تلك العريضة .

    ذهبت الى مقر الرئيس نميرى ووقفت بالقرب من النافذة لأرى عجبا ، النميرى ينهال ضربا على أحد الضباط ويسبه بالفاظ بذيئة وهو فى حالة من الهياج . أخرج الضابط وأحضروا آخر وتكرر نفس المشهد معه . ولم تتوقف هذه العملية الا عندما همس أحد الضباط فى أذن نميرى الذى رفع سماعة التلفون وكانت محادثة من القاهرة . عرفت هذا من ردود نميرى على محدثه . وانتهت المحادثة التى لم تستغرق وقتا طويلا . وعلمت بمزيد من التفاصيل مادار عندما دخل على نميرى العميد أحمد عبدالحليم . وقد بدا نميري بعدها سعيدا جدا بمضمون المحادثة ، بل منفجرا من الضحك ، وقال إن السادات أخبره بأن الجماعة الروس طلبوا منه أن يتوسط لدي لكى نبقى على حياة عبدالخالق محجوب، ولكن السادات حثه بأن يسرع ويخلص عليه . وقد وصف نميرى السادات بأنه داهية وخطير.

    وفى الثانية صباحا حضر الى مقر المدرعات المرحوم موسى المبارك والتقى بالنميرى لبعض الوقت وعند خروجه كان بادى التأثر وأخبرنى أن حكم الاعدام قد نفذ فى عبد الخالق محجوب .
                  

07-19-2007, 08:09 AM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الشهيد عبدالخالق محجوب (Re: بكري الصايغ)



    اغنية حب لعبدالخالق.
    --------------------------

    محجوب شريف.


    الفارس معلق، ولاّ المُوت مَعَلق
    حَيَّرنا البَطل
    يا ناس الحَصل
    طار بي حَبلوُ حَلَّقْ
    فَجَّ الموت وفات، خلى الموت معلق
    في عينينا بَات
    وسط الناس نَزل
    بالحزب الشيوعي
    ومن كل الزوايا
    وليِ ما لا نهاية
    وضاح المبادي .. ممدود الايادي
    بالحب والتحايا
    ابزيد الهِلالي
    في عصر الدراية
    والطفل البتاتي من يوم السماية
    والحزب الشيوعي
    ومن كل الزوايا
    ولي مَالا نهاية
    ومن كل الشوارع
    وفي كل المطالع
    طابع حسنو طالع
    في سُهد المصانع
    وفي عبق المزارع
    وفي رشة غمامة
    وفي منقار حمامة
    تحت الأرض بذرة
    وفوق الشمس هامه
    بالحزب الشيوعي
    ومن كل الوَسايد
    وفي نبض القصايد
    عَبده حَبيبي عايْد
    عايد ألف عايد
    من بين الشدايد
    في هُوج الليالي
    جرحه الكان بلالي
    في الشارع علامه
    طال في الدنيا قامة
    وزاد في العين وسامة
    وعايد لِسه عايد
    عايد بالسلامة
    في الحزب الشيوعي
                  

07-19-2007, 08:19 AM

بكري الصايغ

تاريخ التسجيل: 11-16-2005
مجموع المشاركات: 19331

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الشهيد عبدالخالق محجوب (Re: بكري الصايغ)

    ملحمة تسجيلية.

    كمال الجزولي.
    --------------------------


    طبلان .. واحدى وعشرون طلقة ل 19 يوليو.
    -----------------------------------------------


    " الى الذين نصبوا متاريس الفرح الجرىء عصر يومنا التاسع عشر من سنة الواحد والسبعين " .


    الطبل الأول

    الشعر الليلة - مطر الدم ، رعاف يهدر فى الفم
    صخاب ظهر أبى ، وخصيب رحم الأم ،
    فلنشعل تار "الدوبيت" اذن ، ونوقد جمر النم
    ولنعرض ببنادقنا وسط الأصوات !

    الطبل الثانى

    أجيد القول - الليلة - فى المسحوقين ، فى الناس الغبش
    على طول السودان ، وكل بيوت الطين ، فى المارد فى وثبته ،
    القابض جمر الحق ، الرائع فى وقفته ، تنداح سنين الزهو ، الحقد ،
    الحزن على "جبهته" ، أقول.. أعيد القول - الليلة - فى قوته ..
    وبطولته ، وأفاخر .. بالتاريخ وبالصولات !

    الطلقة رقم (1 )

    امتطت الريح الصهوات ،
    ترجل قرص الشمس.. وأحنى النخل الهامات
    سقط العقرب .. فوق العقرب ..
    كان اليوم التاسع عشر ،
    دقات الساعة أتت أربع مرات ..
    الزمن الأول ..
    الزمن الثانى ..
    الزمن الثالث ..
    الزمن الرابع ..
    الزمن الوهج .. الزمن المازوت ..
    الزمن الغائر بعد الظهر ،
    الزمن النسر ،
    اندفع الى الأضلاع ، الى الأعراق ، الى الحدقات
    لما جلجل سلح القصر
    وانهمر الصحو برش الفرح المجهد ..
    فى الطرقات

    الطلقة رقم (2 )

    هذا فجر العيد تدلى ..
    فى الآفاق مشانق ،
    الباشق حلق فى ..
    اثر الباشق ،
    وتهاوى النجم رواشق !

    الطلقة رقم (3 )

    آتون الساعة فى "الهبباى " ،
    وفى الأمطار ..
    وفى الوهج الغاضب .. فى حقد
    " خماسين " ،
    فى طمى النيل الخالق ..
    فى نار التكوين ،
    فى قمة "كررى" ، من حيدوب " ،
    من "التاكا " ،
    من "مرة" آتون ،
    آتون من العلو السامق ..
    آتون كما الومض البارق ..
    ...............................
    مرحب .. مرحب عبدالخالق ..
    الليلة أطفال السودان على
    طول الطرقات ،
    ينتظرون قدومك بالحلوى ، بالرايات الحمر ،
    وبالباقات ،
    أطفال السودان الجرحو الحدقات ،
    يا عبدالخالق ..
    من ولدوا ليل الثامن والعشرين
    من يوليو ..
    عام الغضب الحارق ،
    ينتظرون على طول الطرقات ..
    بالحلوى ..بالرايات الحمر ..
    وبالباقات ،

    الطلقة رقم (4)

    قلب الشاعر شاهد ،
    قالوا فى الحكمة ،
    فى أمثال الناس ..
    وأنا ينهال القلق على ،
    الواحد .. بعد الواحد
    أعرف هذا الاحساس !
    أدركنى فى القرن الماضى ،
    عند سقوط الخرطوم ..
    .................................
    لحظتها كانت "موسكو " ..
    تتلفع بالمغرب ..
    والشفق الأحمر ليس دما ..
    الشفق الأحمر بحر نبيذ
    وأنا .. والراديو ..
    لا نتعب ،
    لا يغشانا النوم ..
    أعرف هذا الاحساس ..
    أدركنى فى القرن الماضى ،
    عند سقوط الخرطوم ..
    أدركن .. و ..
    .............................
    بركان القلق تفجر ،
    هطل الشدو من الحلقوم ،
    تحدر ,,
    فوقفت أغنى عارى الصدر ..
    وحافى القدمين ،
    فى وسط الميدان "الأحمر " !

    الطلقة رقم (5 )

    من هذا القادم ؟
    من هذا الفارع كالنخلة ..
    الأسمر .. حقل الكاكاو القاتم
    والسيف المصقول الصارم ،
    والدرع الفاحم ..
    من هذا ال ..
    ويحى ..
    ذلك هاشم !
    ذلك هاشم !

    الطلقة رقم (6 )

    وتعدد صوتك عبر المدن المسروقة
    أشعل شط النيل ..
    ودوى فى الحارات المسحوقة :
    السلطة للعمال ..
    لعبيد أرضى .. لكل جريح وشح دمه
    " بيت المال " ..
    لكل عريس أوقد نارا ..
    ثم مضى .. "اكتوبر " ..
    ولكل شريف فى "كوبر " ..
    ولتذهب لجهنم حنجرة الزيف المخنوقة !

    الطلقة رقم (7)

    زغرودة أمى أعرفها ..
    من بين ملايين
    الأصوات ،
    أميزها ..بالشرخ الراعف فيها ..
    بالآهات ..
    زغرودة أمى لك وحدك ..
    هذه الليلة ،
    وأبى حمحم مثل الفرس الأصهب ..
    صال وجال ..
    هز السيف وأنشد شعرا
    كالشلال ،
    " لشفيع" الناس المقهورين ،
    " شفيع" الموج الأول فى
    بحر العمال
    من هدروا خلفك ظهر الثانى ..
    والعشرين ،
    جاءوك - الليلة - من "جودة " ،
    من ورش الصهر ..الترميم ..الوابورات ..
    جاءوك على مر الأجيال ..
    فتعال ..تعال .. تعال
    أهلا بك أهلا ..
    ان لم يحملك الرأس ،
    أشيلك فوق الكتفين -
    اخضر الساعد .. هبت
    ريح المد ،
    واجتمع العقد ..
    با يعلو فوق
    السد ..
    ............................
    هانحن - الساعة ننسج فى عينيك
    وشاحا .. وجديلة ،
    وهلالا يسطع فوق جبين
    الغد !

    الطلقة رقم (8 )

    زحفت على اسلاك التلفون ،
    وطرت مع الريح .. مع الرعد ..
    مع الحقد الملعون ..
    وسبحت أنا .. حتى انقطعت
    أنفاسى ،
    بين "الأسود" و "المتوسط "
    وركضت .. ركضت ..كما الفرس المطعون ،
    يا أمى .
    وعبرت النيل اليك ،
    وعند الشاطىء كنت أرى ،
    ما أبشع ما كنت أراه ! ،
    " كتشنر" يعود بخوزته الحجرية ،
    وجنود بصديد فى الصدر ،
    وقمل فى الأفواه ..
    وأنا أركض يا أمى ..
    فيك ،
    ألملم تاريخى .. وأخترق المدفع
    كى أحميك ..
    أركض .. أركض مثل الفرس
    المطعون ،
    لكن الطاعون ..
    اجتاح عروقى تلك الليلة يا أمى ،
    أوغل فى عينيك ..
    " كتشنر" .. الطاعون .. الغدر ..
    الخوزات الحجرية ..
    جاءوا يا أمى .. من كل حقول النفط .. الذهب ..
    ومن شط "الأبيض" و "الأحمر " ..
    من عمق الصحراء الغربية !
    ....................................
    وتشبثت بكفيك ..
    كبوت .. نهضت .. رفعت الرأس اليك ..
    ورأيتك يافرحى !
    شامخة أنت .. كما أنت
    كما النار الخالدة الأسطورية !

    الطلقة رقم (9)

    الكوكب مختل العقل !!
    الكوكب مهر جمح .. فدار .. ودار ..
    وسقط على الوجه ،
    لما أنهكه الاعياء ..
    وأنا أرجو يا كوكبنا ..
    لو أوهب مقدرة ..
    لأعيد على وجهك ترتيب الأشياء ..
    لكنى ..
    ولأنى لست بساحر ،
    و لأنى لا أملك غير المزمار الثائر ،
    فسأبقى - معذرة - أنفخ فى رئتيك أناشيدى
    حتى تنهض من هذا الاغماء !!

    الطلقة رقم ( 10)

    تحترق لهاتى حين أغنيك ،
    تلتهب العينان ..
    يركض صوتى ، يعلو يهطل فوق ..
    شوارع أمدرمان
    أقسم أنى ما غنيت لسلطان ،
    ما شلت العيب ، ولا مارست العهر
    على رئة "الطنبور "
    لكن الساعة يا بابكر النور ،
    أطلق شدوى ،
    أعزف فوق الجرح الغائر فى صدرى
    أجعل من أضلاعى ربابة ..
    ياروحى ،
    وأحلق فى أنفاسك عبر عذابات السودان !

    الطلقة رقم ( 11)

    أمدد كفك يا "فاروق " ،
    أبشر بالخير ،
    أزهر جرحك ..
    نبت القمح الأسمر ..
    فوق جبينك .. سقسق فى عينيك
    الطير،
    وفاح نزيف دمائك فى الصحراء ،
    وهاش خريف ..
    أمدد كفك ،
    لمع التاريخ على فوهات بنادقنا ..
    يا قلبى الراعف ..
    شب على حد السيف !

    الطلقة رقم (12)

    باعوا الغابة يا جوزيف !
    باعو المانجو الناضج والنى ..باعوا "البفرة " ،
    والرمح وبوق الصيد ،
    باعوا كل طبول العيد ..
    يا جوزيف .. وسحر قبائلنا ،
    وثن ألأبنوس .. وسن الفيل ..
    والكوخ النائى .. والأمطار ..
    وكل تماسيح النيل ،
    باعوا الفيضان و أثداء الفتيات
    الأبكار ،
    والماعز .. والأبقار ..
    يا جوزيف ،
    باعوها لأنه السوق القادم من
    كل فنادق أوربا ..
    من كل عصور الزيف ،
    بالويسكى .. بالموهير اللامع .. والدولار !
    برباط العنق .. وبالدبوس الذهبى ..
    وبطاقات ال ..
    وختم الماس !
    .....................................
    لكن الناس !!
    لكن الناس !!

    الطلقة رقم ( (13)

    أجمل أطفال السودان
    لم يولد بعد ..
    أحلى زهرات الغد ..
    ما نبتت حتى الآن ..
    كلنا نقسم بالايمان :
    أن الأشجار ستطرح أطفالا
    لم أشهد أجمل منهم عينان ..
    فالسلطان ..
    غول من قش
    والعرش
    قنبلة تحت السلطان !!

    الطلقة رقم (14)

    ابعد مكانك ,, يا عثمان،
    يقترن "الأبيض" "بالأزق" فى جرحك ،
    فافتح جرحك للآخر ..
    يتلاقى "حرس القصر" .. بغضب الشارع
    فى جرحك ..
    فأفتح جرحك للآخر ..
    يا سيف الصاعقة الباتر ،
    لا وقت - الليلة - للأحزان !
    لا وقت - الليلة - للأحزان !

    الطلقة رقم (15)

    عيناك الجمر !
    يا "ود الريح " ،
    كتفاك قلاع النخوة .. والفخر
    أنشد - هأ نذا - فى مدحك ،
    أنشد للماضى ، والحاضر حين اعتنقا ..
    لما وثب "الماظ" بمدفعه ..
    وتهدم فوقك "مستشفى النهر " !

    الطلقة رقم (16)

    زين الفرسان سلاما ،
    " ودالزين " !
    زين الشرفاء المأزومين ..
    أشعل قنديلك يا شبل الأهوال ،
    " مهيرة" أمس تنظم فيك ..
    عقود المدح الليلة ..
    أختى ماحت وسط الساحة "بالشبال "
    فالبرق القبلى "شال " ،
    يا ود الزين ،
    وعرق العزة وهوة عبر الأجيال !

    الطلقة رقم (17)

    ما كنت جميلا يا وطنى
    كجمالك ذاك العصر
    لما فجرك القهر ،
    فى بدنى ..
    مثل الديناميت ،
    وفجرنى !

    الطلقة رقم (1

    لا يجنى الموت سوى الموتى -
    فارفع قلبك للريح ،
    يا عبد الحى
    كقرنفلة حمراء ..
    للريح ،
    لا يجنى الموت سوى الموتى ..
    وأدلقك دمك المسفوح
    ليعطر حارات بلادى ..
    يا عبد الحى ..
    فيوقدها ..
    بيتا .. بيتا

    الطلقة رقم (19)

    حار دلوك يا حاردلو ..
    حار دلوك يا ولدى ..
    من لهب الرفض ..
    ولهذا أنت ستعلو
    دوما كالبيرق تعلو
    وسنضفر من شريانك ..
    ...........

    الطلقة رقم (20)

    عبد المنعم طبل العز ،
    " نحاس" الغبرة ،
    عبد المنعم .. جبل ....
    قل "للباشا" : كنت ....
    اذا صدقت سراب ....
    فنحن رضعنا - قبل اليوم ..
    دماء الثورة !

    الطلقة رقم (21)

    فقأوا عينى ..
    وكسروا - يا وطنى - ...
    منعوا عنى ضوء الشمس !
    لكنا لا بأس !
    فأنا أعصابى ..أوتار ،
    وسأحفر كلماتي - ....
    فوق جار السجن ..
    باظافري اس ..
                  

07-19-2007, 08:37 AM

خالد العبيد
<aخالد العبيد
تاريخ التسجيل: 05-07-2003
مجموع المشاركات: 21983

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الشهيد عبدالخالق محجوب (Re: elsharief)

    كتب الزميل المناضل عدنان زاهر



    Quote: تشابه الجنرالات

    عدنان زاهر

    قرأت حوارا في صحيفة الرأي العام الصادرة في ----2003 أجراه الصحفي ضياءالدين بلال مع العميد معاش عبدالوهاب البكري ومن خلال التقديم الأولي للمتحاور معه يعرف القارئ أن العميد كان عضو محكمة في محاكمة الرائد هاشم العطا كما كان ممثلاً للاٍتهام في محكمتي عبدالخالق محجوب والشفيع أحمد الشيخ والحديث كما هو واضح يتعلق بحركة 19 يوليو الاٍنقلابية والمحاكمات الاٍيجازية التي تمت في معسكر الشجرة ، والتي صدر فيها الحكم على المتهمين بالاٍعدام رمياً بالرصاص أو شنقاً حتى الموت في واحدة من أسوأ ممارسات المحاكمات الصورية في تاريخ السودان ولا نجد لها شبيهاً في التاريخ الحديث سوى الاٍعدامات التي تمت ل28 ضابطا خلال ساعات والذين اتهموا بالاٍشتراك في حركة أبريل – رمضان وكان ذلك بالتحديد في 24/ أبريل /1990 من قبل سلطة الاٍنقاذ .

    سأل المحاور الصحفي محدثه العميد السابق ( بعد كل هذه السنين هل أنت نادم على مشاركتك في اٍعدام العطا ، عبدالخالق والشفيع ؟! )

    أجاب العميد ( م ) عبدالوهاب البكري ( لست نادماً وقد كنت أؤدي واجبي وأنفذ القانون دون ميل أو هوى)

    حديث العميد يأتي بعد 30 عاما من وقوع أحداث 19يوليو وهي في تقديري فترة كافية لأي شخص للتفكير بعمق في ما وقع من أحداث ، تجسيم الوقائع ، تشريحها ، عقلنتها ثم اٍعادة تقييم الموقف الشخصي منها وفقا للتجربة ، العلم والمعرفة العامة وما تكشف بعد ذلك من أحداث اٍضافة الى ما توصلت اليه البشرية في مسيرة تقنينها الحقوق الأساسية للاٍنسان .

    حديث العميد ( م ) البكري استدعى سريعاً للذاكرة ، حديث آخر أوردته صحيفة الحياة اللندنية اليومية بتاريخ 15 أبريل 2001 الخبر الصغير الذي نشر في تلك الصحيفة يشير الى عزم السلطة الفرنسية تقديم الجنرال المتقاعد ( أوساريس ) للمحاكمة . وكان الجنرال المذكور قد أتهم بتعذيب واٍعدام 24 شخصا بين الأعوام 55- 1957 اٍبان الاٍحتلال الفرنسي للجزائر . استرسلت الصحيفة ذاكرة أن الجنرال رفض التوبة عما اٍرتكب من جرائم وقد ذكر في بيان قام بتوزيعه وبعنجهية وتعسف يصل حد الوقاحة ( كان من المحبذ أن أقدم هذه التوبة تماشياً مع روح الزمن ، لكنني لن أقوم بذلك لأن هذا التصرف يتناقض مع التاريخ . )

    تشابه موقف الجنرالين يصل الى حد التطابق- الاٍعتراف بارتكاب الفعل أو المشاركة في ارتكاب الفعل - ومن ثم اٍنكار المسئولية . التشابه يكاد يقود تفكير القارئ لشبهة التنسيق بين الطرفين لولا بعد المسافة – الجغرافيا تضاريس الزمن التي تمت فيه الوقائع واختلاف اللغة والمكان .

    حديث الجنرال الفرنسي يأتي بعد 45 عاماً من أحداث الجزائر ونيلها الاٍستقلال ورغماً عن ذلك فاٍن اٍزهاق روح أربعة وعشرين شخصاً لا تعني شيئا للجنرال العجوز وفقا لبيانه المتسم بالتعالي والعنصرية .

    ما يثير الغضب والاٍستنكار والصدمة الأخلاقية أن الجنرال لا ينكر ارتكاب الفعل ولكنه يؤمن في قرارة نفسه أن ما قام به كان سليما في اٍطاره التاريخي !

    ما هذا المنطق المعوج والملئ ( باللولوة ) ؟! وهل ارتكاب التعذيب وقتل البشر في أي زمن كان وتحت كل الظروف يمكن أن يكون سليماً ؟! تجيب الاٍنسانية بالطبع لا .

    يقول الجنرال السوداني عضو محكمة هاشم العطا متباهياً أن محاكمة المتهم لم تستغرق سوى أربعين دقيقة صدر الحكم عليه بالاٍعدام وتم تنفيذه !! وأن الشفيع أحمد الشيخ أعتدي عليه بالضرب تحت سمعه وبصره والمتهم تحت حمايته !، وأن المتهم كما تقول الروايات المتداولة قد أعدم وهو ميتاً نتيجة للاٍعتداء عليه بالضرب المفضي الى الموت قبل اٍعدامه !!

    أما محاكمة عبدالخالق محجوب فلم تستغرق سوى ساعات ومن ثم تم اٍعدامه !! أي اٍجهاض ، اٍنتهاك ، ذبح وابتذال للعدالة كان يجري في تلك الأيام السوداء في تاريخ السودان .

    الجنرال السوداني يقول وبهدوء وطمأنينة ( لست نادماً فقد كنت أنفذ القانون دون ميل أو هوى! )

    كم هي رخيصة الحياة في وطننا ولا قيمة لها !! أتساءل أحياناً كم عدد الوالغين في دماء شعبنا ولا زالوا يسيرون بيننا في الطرقات هانئين وهم يمدون الألسن نحونا هزئاً وسخرية !!!

    لا بأس أن نذكر الجنرالين بما تقول القوانين التي اتفقت عليها الاٍنسانية وضمنتها مواثيقها بعد تجارب مليئة بالمرارات والتعذيب والاٍعدامات الصورية . تقول اٍتفاقيات جنيف الأربع بدءا باٍتفاقية جنيف 1864 واٍنتهاءا بالبروتوكولين الصادرين في 1977 والملحقين بالاٍتفاقيات في المادة 3 المشتركة بينهما ( في حال قيام نزاع مسلح ليس له طابع دولي في أراضي الأطراف السامية المتعاقدة يلتزم كل طرف في النزاع بأن يطبق كحد أدنى الأحكام التالية .......... لهذا الغرض تحظر الأفعال التالية :

    أ- الاٍعتداء على الحياة والسلامة البدنية ، وبخاصة القتل بجميع أشكاله والتشويه والمعاملة القاسية والتعذيب .

    ب- اخذ الرهائن .

    ج- الاٍعتداء على الكرامة الشخصية وعلى الأخص المعاملة المهينة والحاطة للكرامة .

    د- اٍصدار الأحكام وتنفيذ العقوبات دون اٍجراء محاكمة سابقة أمام محكمة مشكلة تشكيلاً قانونيا ، وتكفل جميع الضمانات القضائية اللازمة في نظم الشعوب المتمدنة .

    القانون الدولي ينادي ويؤكد على سيادة حكم القانون ومبادئ العدالة واٍرساء قواعد حقوق الاٍنسان في المحاكمات الجنائية وقد جاء في المادة ( 6 ) من البروتوكول الاٍضافي الملحق بالاٍتفاقية ما يلي :

    1- منع اٍصدار الأحكام وتنفيذ العقوبات دون محاكمة مسبقة من قبل محكمة مستقلة محايدة .

    2- اٍخطار المتهم دون اٍبطاء بالتهمة الموجهة اليه وكفالة حقه في الدفاع .

    3- عدم اٍدانة أي شخص اٍلا على أساس المسئولية الفردية ، ومنع العقاب عن فعل الغير أو العقاب الجماعي .

    4- عدم رجعية القوانين وعدما جواز توقيع عقوبة أشد من العقوبة السارية وقت ارتكاب الجريمة.

    5- حق المتهم أن يحاكم حضورياً .

    6- عدم اجبار شخص على الشهادة على نفسه أو الاٍقرار بأنه مذنب .

    7- تنبيه الشخص المدان الى طرق الطعن والاٍستئناف .

    8- منع تنفيذ حكم الاٍعدام على من هم دون الثامنة عشر وقت ارتكاب الجريمة وعلى النساء الحوامل أو أمهات صغار الأطفال .

    أيضا يحرم القانون الدولي التعذيب وفي اتفاقية ( مناهضة التعذيب وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللا اٍنسانية أو المهينة. ) قد أكد ونص في متن تلك الاٍتفاقية وبوضوح وقوة لا لبس فيها على رفض التذرع بالأوامر الصادرة عن موظفين أعلى مرتبة أو سلطة عامة كمبرر للتعذيب كما نص في هذه الاٍتفاقية على أن الجهة التي أصدرت الأمر بالتعذيب والجهة التي قامت بتنفيذه تكونان عرضة للعقاب.

    أيضا ووفقا ( لمبادئ المنع والتقصي الفعالين لعمليات الاٍعدام خارج نطاق القانون والاٍعدام التعسفي والاٍعدام دون محاكمة ) والتي أصدرها المجلس الاٍقتصادي والاٍجتماعي التابع للأمم المتحدة بتاريخ 24 مايو 1989 . تنص تلك المبادئ على الحكومات بمحاكمة الأشخاص الذي يثبت التحقيق أنهم اٍشتركوا في عملية اٍعدام خارج نطاق القانون أو تعسفي أو دون محاكمة وتمنع التذرع بالأوامر الصادرة من جهات أعلى وتعتبر من يصدرون هذه الأوامر مسئولين عن الأفعال التي يرتكبها من يعملون تحت رئاستهم ، وتمنع منح أي حصانة لهم من الملاحقة وتمنح أسر الضحايا ومن يعولهم حق الحصول على تعويض عادل .

    أيضا تنص المادة ( 5 ) من مدونة قواعد سلوك الموظفين المكلفين باٍنفاذ القوانين ( لا يجوز لأي موظف من الموظفين المكلفين باٍنفاذ القوانين أن يقوم بأي عمل من أعمال التعذيب أو غيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللا اٍنسانية أو المهينة أو أن يحرض عليه أو يتغاضى عنه كما لا يجوز لأي من الموظفين المكلفين باستنفاذ القوانين أن يتذرع بأوامر عليا أو بظروف استثنائية كحالة الحرب ، أو التهديد بالحرب ، أو اٍلحاق الخطر بالأمن القومي أوتغلغل الاٍستقرار السياسي الداخلي ، أو أي حالة أخرى من حالات الطوارئ العامة ، لتبرير التعذيب او غيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللا اٍنسانية أو المهينة . )

    أما أهم المواثيق التي أصدرتها الجمعية العامة للأمم المتحدة بموجب قرارها الصادر في 2 نوفمبر 1998 هي اٍتفاقية (عدم تقادم جرائم الحرب والجرائم ضد الاٍنسانية) وذلك يعني أن الجرائم التي ترتكب تحت طائلة هذا القانون لا تسقط بالتقادم .

    أما الجرائم ضد الاٍنسانية تم تحديدها بدقة في مواثيق المحاكم الدولية التي نشأت بامر من الجمعية العامة للأمم المتحدة وأحد تلك المبادئ على سبيل المثال وليس الحصر ومما يستوجب المسائلة القانونية ( اٍصدار الأحكام وتنفيذ الاٍعدام دون محاكمة أمام محاكمة منشأة بموجب القانون مع جميع الضمانات القانونية ) . اٍضافة الى ذلك نصت المواثيق الدولية بملاحقة المتهمين باٍرتكاب التعذيب والاٍعدامات خارج نطاق القانون في كل أرجاء الكرة الأرضية ومحاكمتهم أو تسليمهم اٍلى طرف آخر معني لمحاكمتهم متى توفرت أدلة اٍتهام كافية .

    هذا السرد السابق المختصر يتعلق بالمسئولية الجنائية عن ارتكاب الأفعال المخالفة للقانون ولكن السؤال الذي يظل عالقا بالذهن لا يبارحه ويؤرق الباحث ما الذي يدفع الجنرالين الى اٍنكار المسئولية رغم مضي ذلك الزمن الطويل ؟! ما الذي يدفع أولئك في الاٍصرار لتبني الخطأ ؟! هل هو الخوف من تحمل المسئولية أم الرغبة في عدم تحمل التبعات واٍلصاقها بالآخرين لاٍراحة الذات والضمير ؟! أم هو اٍدمان الخطأ ؟! أم هنالك شئ في السلوك البشري لا زال يستعصي على الفهم الاٍنساني ؟! أم كل تلك الأشياء مجتمعة ؟!

    قرائن الأحوال تقول أن ذاكرة الشعوب ليست واهية مهما طال الزمن ، كما أن الأفعال التي ترتكب في حقها لا بد أن يسلط عليها الضوء في وقت من الأوقات كما أن أحداً لن يفلت من العقاب وسوف يعاقب مرتكبي الجرائم حتى لا تتكرر التجاوزات مرة اخرى . لعل حديث الجنرالين قد أنكأ جراحا قديمة يعتقد البعض أنها قد اندملت ولكن هل حقا تندمل جراح الجرائم المرتكبة ضد الشعوب ؟!

    2003
                  

07-19-2007, 08:44 AM

خالد العبيد
<aخالد العبيد
تاريخ التسجيل: 05-07-2003
مجموع المشاركات: 21983

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الشهيد عبدالخالق محجوب (Re: elsharief)

    النص الكامل لمحاكمة الشهيد عبدالخالق في يوليو 71

    انعقدت المحكمة المكونة برئاسة العقيد احمد محمد الحسن رئيس القضاء العسكري ، والمقدم منير حمد جلستها في تمام الساعة الثانية بعد ظهر يوم الثلاثاء 27 يوليو1971 . وتولى الادعاء المقدم محمد حسين طاهر والمقدم عبد الوهاب البكري .

    رئيس المحكمة : المتهم عبد الخالق محجوب هل تعارض في ان اكون رئيسا للمحكمة ؟
    عبد الخالق محجوب : نعم . لي اعتراض لا يتعرض لشخصك ، ولكن هذه المحاكمة سياسية . ورئيس المحكمة ذو اتجاه سياسي ينتمي للقوميين العرب . هذا الاتجاه الذي دفع البلاد في طريق شائك ولم يتفهم الابعاد الوطنية والتقدمية للحزب الشيوعي . ولي اعتراض على العضوين الاخرين اللذين لا اعرفهما ، ولكن يستطيع رئيس المحكمة التاثير عليهما . ان اعتراضي لا ينصب على الاشخاص وانما يتعلق بطبيعة المحاكمة والاحداث السياسية والصراع الذي وقع بين الاتجاه القومي العربي والاتجاه الشيوعي الديمقراطي .
    الرئيس : انت تحاكم بمقتضى قانون العقوبات السوداني المادة 69 بتهمة اثارة الحرب ضد الحكومة السودانية .
    ليس هناك اتجاهات سياسية في القوات المسلحة ، الا ما اثاره بعض الضباط الشيوعيين .
    محجوب : هناك اتجاه قومي عربي فانت تنتمي اليه .
    الرئيس : ليس هناك تنظيمات في القوات المسلحة ، وانما هناك الضباط الشيوعيين الذين اثاروا الاحداث الاخيرة .
    وعلى كل ستتداول المحكمة في اعتراض المتهم .
    انسحبت هيئة المحكمة في الساعة 2,10 ورفعت الجلسة ثم عادت للانعقاد بعد 15 دقيقة حيث اعلن رفض اعتراض المتهم وتصديق رئيس مجلس الثورة على القرار .
    ثم اقسم رئيس المجلس العسكري الميداني واعضائه على ان يسلكوا سبيل العدل والحق بمقتضى قانون الاحكام العسكرية المعمول به الآن دون مراعاة الغرض والميل والهوى وان لا يذيعوا الحكم إلا بعد التصديق عليه أو يدلوا باي راي صادر من اعضاء المجلس ما لم تقض بذلك الواجبات المرعية .
    الرئيس : عبد الخالق محجوب . انت متهم بالآتي : ـ
    1/ مخالفة المادة 3 من الامر الجمهوري الثامن بالدفاع عن السودان مقرونا بالمادة 96 بان تعمدت اثارة المعارضة ضد الثورة بقصد الاطاحة بنظام الحكم واثارة البلبلة والفوضى .
    2/ مخالفة المادة 14 الامر الجمهوري ، بان نظمت وادرت منظمة غير شرعية قامت بعرقلة مسيرة ثورة 25 مايو ، وعملت على تفتيت الوحدة الوطنية مما يؤدي الى الانقسام وتفتيت وحدة البلاد . وبالاشتراك والتستر على قلب نظام الحكم بالقوة المسلحة بغرض الاستيلاء على الحكم .
    3/ مخالفة المادة 96 من قانون العقوبات ، باثارة الحرب ضد الحكومة ، وبالتآمر مع بعض الضباط المطرودين من القوات المسلحة لقلب نظام الحكم الشرعي، مما ادى الى انقلاب 19 يوليو، ونتج عنه خسائر في الارواح والاموال.
    هل انت مذنب او غير مذنب في الادعاء الاول ؟.
    محجوب : غير مذنب .
    الرئيس : هل انت مذنب او غير مذنب في الادعاء الثاني ؟
    محجوب : غير مذنب .
    الرئيس : هل انت مذنب او غير مذنب في الادعاء الثالث ؟
    محجوب : غير مذنب .
    الادعاء : سيدي رئيس المجلس العسكري ، السادة الاعضاء يقف امامكم متهم وجد كل الفرص والامكانيات ليخون وطن اعطاه اكثر مما اعطى لابنائه ، ولكنه لم يعمل لصالحه . متهم ظل حجر عثرة في سبيل التقدم الوطني استغل ما استثمره فيه الوطن من عرق البسطاء لتعويق مسيرة هؤلاء البسطاء . خيل له انه عظيم متميز على ابناء وطنه يسير الوطن كما يراه ...
    انه تابع مقاد ، متأثر لا مؤثر . يريد ان يبيع عرق السنين للتبعية يحكم عليهم بالتبعية لمن يتبع ، مستغلا طيبتهم ، يسعى لمصلحة فئة ضالة كفرت بالله وبالقطر السوداني ..
    تآمر حتى جاء 19 يوليو فقتلوا الابرياء قتلوا اشرف الرجال ..
    وهذا يظهر لمحكمتكم الموقرة ما اراده هؤلاء الاشرار .. لو لا رحمة الله وشجاعة الرجال المؤمنين التي انقذت البلاد . فجاء الحق ممثلا في هزيمة من يعملون ضد مصلحة الوطن ..
    وهيئة الاتهام لديها من البيانات المستمدة من آراء المتهم نفسه واقوال الشهود ما يثبت التهمة .
    ( ونودي على الشاهد الاول حامد الانصاري )
    الادعاء : منذ متى تعرف المتهم ؟
    الشاهد : منذ عام 64
    الادعاء : كم مرة قابلته بعد 19/ 7
    الشاهد : مرة واحدة في منزلي
    الادعاء : هل تعرف السبب
    الشاهد : للسلام علينا
    الادعاء : هل انت الصديق الاول له
    الشاهد : اعتقد
    الادعاء : هل له اصدقاء آخرون في بيتك
    الشاهد : زوجتي
    الادعاء : هل له صلة قرابة بزوجتك
    الشاهد : لا
    الادعاء : هل تربطهم صداقة شخصية
    الشاهد : يربطهم الفكر الماركسي
    الادعاء : هل زوجتك من التنظيم في القمة
    الشاهد : في القمة .. يقال انها عضو في اللجنة المركزية
    الادعاء : بحكم معايشتك لزوجتك في المنزل ، هل تباشر اي عمل حزبي داخل بيتك
    الشاهد : ابدا
    الادعاء : هل يحدث ان يتواجد في بيتك اكثر من واحد من الشيوعيين في وقت واحد
    الشاهد : يحصل
    الادعاء : آخر مرة اجتمع عدد غير عادي في بيتك اكثر من 3 او 4 متى
    الشاهد : لم يحدث اكثر من 3 او 4
    الادعاء : هل تعقد اجتماعا في بيتك دون علمك
    الشاهد : اذا كان دون علمي كيف اعرف
    الادعاء : هل انت على علم بكل الاجتماعات التي عقدت بمنزلك
    الشاهد : ليس لي علم باي اجتماعات عقدت
    الادعاء : قلت ان عبد الخالق قابلك مرة واحدة في منزلك للسلام عليك بعد 19 يوليو ماذا دار بينكما
    الشاهد : كنت في المنزل ، نزلت وجدته في الصالة سلمت عليه ، عرضت عليه الفطور قال مستعجل
    الادعاء : هل انت على علم بكل ما يدور في منزلك
    ( رئيس المحكمة يعترض على السؤال )
    الادعاء : هل هناك وحدة فكرية بينك وبين زوجتك ، هل انت شيوعي
    الشاهد : ابدا
    الادعاء : متى علمت بحركة 19/ 7
    الشاهد : من الراديو
    الادعاء : هل تناقشت مع زوجتك عن تحليلاتها للوضع بعد 19 / 7
    الشاهد : ماحصل
    الادعاء : مصدر دخلك الحالي ماهو
    يصلني 250 جنيه شهريا من الشركة بتاعتي المصادرة
    الادعاء : ماهو سبب المصادرة
    الشاهد : ماعلمت حتى الآن . الا اني سمعت اني متهم بمساعدة الحزب الشيوعي بالاموال
    الادعاء : اين تسكن الآن
    الشاهد : بجوار منزل عبد الخالق محجوب
    الادعاء : قلت انك على علم بكل ما يدور في منزلك كيف تفسر اشياء خطيرة تحدث ولا تقول عنها
    الشاهد : على ما اعلم لا يوجد شئ خارق للعادة يحدث إذا كان يحصل شئ خبرني به
    الادعاء : جاء في اقوال احد الشهود ، ان اجتماعا تم يوم الخميس بحضور زوجتك وفي منزلك وحضره المتهم واتخذت فيه قرارات
    الشاهد : لا احضر هذه الاجتماعات ولست على علم به
    الادعاء : ( للمحكمة ) واضح من اجابات الشاهد انه ممتنع أو متحفظ . واطلب اعتبار الشاهد ، شاهد عدائي ( ليس في مصلحة الاتهام ) .
    محجوب : اطلب سؤال الشاهد
    الرئيس : فيما بعد . وتوافق المحكمة على معاملة الشاهد كشاهد عدائي .
    الادعاء : هل يلجأ اليك افراد الحزب كأفراد أو باسم التنظيم للاستعانة باموال أو مطبوعات .
    الشاهد : كتنظيم لا ، وبعض الاصدقاء يطلبون مساعدات مالية كاصدقاء
    الادعاء : آخر واحد استدان منك من هو وما المبلغ الذي استدانه .
    الشاهد : كان المبلغ 75 او 90 جنيها لا اذكر للشفيع احمد الشيخ .
    الادعاء : بالتفتيش في منزلك وجدت مستندات تتعلق باحداث 19 يوليو . وقد ذكرت انك تعرف مافي منزلك . وضح اسباب وجودها ؟
    الشاهد : المستندات التي وجدت في البيت كما تقول . لم اكن موجودا في البيت لا انا ولا زوجتي اثناء التفتيش ، وما انا متاكد من انها وجدت في بيتي .
    الادعاء : ( يعرض على المحكمة المستندات وهي خطاب من عبد الخالق محجوب الى السيدة سعاد ابراهيم احمد عقيلة الشاهد حامد الانصاري ، وورقة عليها ترشيحات لحكومة )
    الشاهد : لا أعلم شيئا عن هذا
    الرئيس : ( يعرض الخطاب على عبد الخالق محجوب )
    محجوب : نعم هذا خطي وهو خطاب من القاهرة بتاريخ 22/ 6 / 1970
    ( وطلب رؤية المستند الثاني )
    محجوب : كانت هذه الورقة في جيبي وتركتها مع علبة السجاير في منزل الشاهد وهذه ليست ترشيحات وانما مشاورات واقتراحات بعد نجاح 19 يوليو .
    الرئيس : منذ متى كنت تعرف بحركة 19 يوليو
    محجوب : كنت اعلم ان هناك ضجرا
    الرئيس : تكلم في الموضوع
    محجوب : كنت اعلم ان هناك ضجرا في البلاد
    الرئيس : تكلم في الموضوع
    محجوب : كنت اعلم ان هناك ضجرا وقلقا في البلاد وفي القوات المسلحة . ولكن هذا الضجر متى يعبر عن نفسه بحركة ، لم اكن اعرف . لم اكن اعلم بالتوقيت والمكان والاشخاص ولم تكن اللجنة المركزية في الحزب تعلم شئ عن الانقلاب ولكننا اجتمعنا بعد الاعلان عنه في الراديو وساندناه
    الرئيس : ذكرت في اقوالك انك قمت بتدوين البيان قبل الانقلاب .
    محجوب : غير صحيح
    الرئيس : ( للادعاء ) .. الم يذكر المتهم في بيانه انه يعلم الانقلاب وقام بتدبيره
    الادعاء : نعم
    الرئيس : استمر مع الشاهد
    الادعاء : المستند رقم 5 وبه ترشيح لعقيلتك كعضو في الوزارة .
    الشاهد : ليس لي علم
    الرئيس : لماذا يقوم الحزب بترشيح الوزراء
    محجوب : في كل تغيير وطني يطلب من القوى الوطنية دعمه . حدث هذا في 25 مايو بل ونوقش قبل شهر من 25 مايو في اشياء كثيرة . ونوقش ايضا بعد 25 مايو .
    الرئيس : كل الترشيحات شيوعيين
    محجوب : الاسماء المكتوبة في هذه الورقة ليست كلها لشيوعيين فالوضع لا يحتمل كل هذا العدد . ويتطلب وجود كل العناصر الوطنية والتقدمية . ومن بين الاسماء المقترحة اسماء وزراء حاليين .
    الادعاء : ( للشاهد ) هل كنت تعلم بتحركات زوجتك ليلة 18 ، 19 ، يوليو
    الشاهد : يوم 18 يوليو كانت معتقلة في البيت محددة الاقامة .
    الادعاء : هل تطلعك زوجتك على نضالها في الحزب
    الشاهد : لا
    الادعاء : هل توافقني ان الاسرة نوع من التنظيم
    الشاهد : نعم
    الادعاء : بماذا تفسر عدم اطلاع زوجتك لك عن نشاطها في الحزب
    الشاهد : هذا تنظيم لست فيه وليس لي الحق في الاطلاع على اسراره ولا اسألها عنه .
    الادعاء : هذا الموقف فيه عدم منح الثقة للزوج . نوع من عدم الولاء للتنظيم الاسري .
    الرئيس : ترفع الجلسة لمدة نصف ساعة
    ( وتحولت بعد ذلك الى جلسة سرية )

    ولم تستمر الجلسة المهزلة طويلا وتم اعدام الاستاذ عبد الخالق سريعا .
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de