النوبلاب والغينساب!! شر البلية مايضحك!!

Quote: النوبلاب والغينساب عبد اللطيف احمد ضرب المسؤول طاولة الاجتماعات التي أمامه بقبضة يده في وجه المجتمعين الجالسين حولها وهو يقول في غضب: بالله في استهداف أكتر من كدا؟!، معقول استهداف دولتنا وصل للمرحلة دي!! نظر المجتمعون لبعضهم البعض في دهشة.. فهم لا يعلمون ما سر هذا الغضب، وأخذ كل واحد يراجع نفسه مستعرضاً شريط عمل (اخفاقاته)، ومتحسساً على رأسه فلكل واحد منهم (بطحة) على رأسه، و(حرقص) في قلبه!!. تشجع أحدهم قائلاً: أنحنا طبعاً مقدرين الموقف بتاع الأمطار والسيول المحاصرة البلد الأيام دي، لكن أكيد زنقة وبتعدي.. المهم انت ما تشغل نفسك بالأشياء دي، الحاجات دي كلها (ابتلاءات)!!. أجاب قائلاً: يا ريت لو بقت على السيول والفيضانات.. دي ما حاجات اتعودنا عليها خلاص.. - طيب الحاصل شنو.. إن شاء الله خير؟! -ياخي الدول كلها بقت مستهدفانا.. زمان كنا بنقول الغرب بس.. لكن هسا بقت كل الدول مستهدفانا.. تخيل جددوا عجائب الدنيا السبع وما كلمونا ولا شاورونا ولا جو عشان يشوفوا (عجائبنا).. عرفنا (كأس العالم) الدنيا كلها بتشارك فيه بعد المنافسات.. اها (العجائب) دي كانوا ياخي على الأقل يكشكروا لينا ساكت. -تنفس الجالسون الصعداء ثم قال أحدهم: والله سعادتك عندك حق.. انحنا أكتر ناس وبلد فيها (عجائب)!!. -يقول آخر: ياخي ديل لو جونا كان عجائب الدنيا دي بقت سبعة ألف، مش سبعة بس. -يعود الأول قائلاً: لكن الحقيقة اللوم كلو على إعلامنا.. وجرائدنا الما عندها شغلة غير (الصالح العام)، والبترول مشى وين، وفلان داك اختلس، هسا لو كانوا ببرزوا العجائب بتاعتنا دي اكان لي هسا على الأقل كان يكون عندنا (العاجبة) في بلد العجائب دي، وكان (آليس) دي إلا تشوف ليها محل اتصالات تشتغل فيه!!. -يضيف ثالث: واللا الفضائية الما عندها شغلة ولا مشغلة.. البلد فيها سيول وفيضانات وبلاوي متلتلة وناس ماتو وملاريا وبعد دا تجيب ليك برنامج (نجمة اعجاز) على الأقل يحترموا الناس البيوتهم واقعة دي وما يستفزوهم ببرنامج (النجوم) دا، وما تعرف برنامج... لم يكمل جملته فقد رأى نظرة غضب في عين أحد مسؤوليها فواصل قائلاً: زمان طبعاً الكلام دا!!. -يقول المسؤول بدهشة: يا أخوانا انتو بتتكلموا عن شنو؟!. -يقول الأول: انت مش قاصد العجائب العندنا بتاعة النيل الشاقي البلد من أولها لي آخرها ومافي موية في المواسير!!، وجبال النفايات الموجودة في كل مكان، رغم جبال القروش البنشيلها قصادها، واستيرادنا للخضار والفواكه من الخارج في وجود الأراضي الزراعية الكتيرة؟!. -يضحك أحد الجالسين ثم يقول: والله ذكرتني أمس رسلت السواق السوق قلت ليه جيب لي كيس خضار، جاني بخضار أشكال وألوان الطماطم من آسيا، والخيار من أوروبا، والبطاطس من الصين، قلت ليه ياخي أنا رسلتك تجيب لي كيس خضار تمشي تجيب لي أطلس خضار.. ثم دخل في موجة من الضحك أخذت تخفت رويداً.. رويداً وهو يرى النظرات النارية التي رمقها به المسؤول الذي ضرب على الطاولة مرة أخرى بقوة وهو يقول: انتو أكيد بتهظروا؟!. -أجاب آخر قائلاً: انا عرفتك قاصد شنو بعجائب الدنيا العندنا.. اكيد انت قاصد انو لمن كنا بنستورد البترول من الخارج كانت أسعار المحروقات أرخص من لمن بقينا نستخرجه!!. -عند هذا الحد ضرب المسؤول الطاولة بكلتا يديه وهو يصرخ: دا شنو الكلام الفارغ الانتو بتقولوا فيه دا؟!. -يقول أحدهم وهو يحاول تهدئته: طيب ورينا أنت قاصد شنو بالعجائب العندنا ومفروض نضمها لعجائب الدنيا!!. يأخذ رشفة من كوب الماء الموضوع أمامه ثم يقول: صبر المواطنين علينا دا بالعقل كدا اطول هو واللا سور الصين؟!. يرد المجتمعون بسرعة: أكيد صبر المواطنين.. (الدراسة المعلقة) في الجامعات بسبب المشاكل.. وفي المدارس بسبب السيول والأمطار هي واللا حدائق (بابل المعلقة)؟!. -يرد المجتمعون: أكيد الدراسة المعلقة؟!. -برج بيزا المائل دا.. (أميل) هو واللا حالنا؟! -يرد المجتمعون: وهي دي دايرة كلام.. اكيد حالنا.. -ثم يبتسم المسؤول وهو يقول: في استهداف اكتر من كدا؟!. -يقول احدهم: لكن انحنا مفروض ما نسكت.. لازم نتحرك على اوسع نطاق!. -يرد آخر: نعمل شنو يعني؟! -نحاول نحل الموضوع دا بواسطة الدبلوماسية.. ونقوم بجولة على دول العالم نُعرف فيها الناس بالظلم الوقع علينا.. وسلبنا حقوقنا المتمثلة في انضمامنا لعجائب الدنيا. -ثم يواصل كلامه مستطرداً: كمان نعمل تعبئة جماهيرية، ونسير مسيرة احتجاجية لمبنى الامم المتحدة! يقول ثانٍ: انا في رأيي الشخصي طالما إنو القصة كدا.. والمحاباة البقت في كل حاجة انا افتكر نعمل لينا عجائب برانا طالما إنو كل العجائب متوافرة بالضخامة دي!!. -يجيب احدهم: لا..لا.. دي قصة مكلفة جداً.. وما بتغطي حتى لو عملنا ليها (دمغة) ذاتو.. انا عندي اقتراح أحسن من كدا. -المسؤول: اتفضل قولو! - طالما انو الناس ديل مستهدفننا كدا، مش العجائب دي نخليها ليهم، وانا بقترح نشوف ناس الموسوعة الاسمها (غينس) بتاعة الأرقام القياسية وندخل فيها الحاجات دي كلها!!. -يضيف آخر: والله اقتراح جميل.. وكمان بالمرة نشوف ناس (نوبل) برضو!!. -يقول ثالث: إذا كان على غينس بتاعة الأرقام القياسية فدي ساهلة.. ناس اكبر شنب، واتفه راتب.. واكبر صلعة.. لكن (نوبل) دي صعبة لانها بتاعة علوم وعلماء.. يعني كيمياء.. فيزياء..ادب. -يرد الأول: انت الظاهر عليك ما عارف قصة (عمك) نوبل دا.. الراجل دا اساساً صنع الديناميت.. وطبعاً صنعوا عشان يسهل الأبحاث في المناجم..قال انو بختصر عمليات الحفريات.. لكن الناس بقت تستعمله في قتل بعضها البعض.. عشان كد اخترع موضوع الجائزة التشجيعية دي عشان يوقف بيها قتل الناس.. وانحنا هنا صحيح ما عندنا ديناميت بكتل الناس.. لكن عندنا حاجات (أخطر) من الديناميت بتكتل الناس وهي (الركشات)، و(الامجادات)، و(الطريق السريع)، فنحن ممكن نعمل نوبل للركشات، ونوبل للامجادات.. و.... سكت لينظر في عين المسؤول الذي قال له: وشنو؟! كمِّل..!!. -نوبل لبدرة بروميد البوتاسيوم.. ونوبل للملاريا.. -رد مسؤول الاستثمار الذي تحدث مشاركاً لأول مرة: أنا شخصياً موافق لكن بشرط..انو ناس غينس ونوبل ديل يدونا (توكيل).. ممكن نعمل منو حاجات تعود بفوائد عظيمة (علينا)!! -سأله المسؤول: حاجات شنو؟!. -مسؤول الاستثمار: أول حاجة ننشئ وزارة (الأرقام القياسية).. ودي وزيرها قاعد عندي ود اختي كدا ح يتخرج السنة دي، ممكن يمسكها بمنصب وزير بالإنابة لحدي ما يتخرج، ونلزم أي اسرة عندها اكتر من خمسة اطفال بدفع دمغة (الولادة القياسية)، وبكدا ح نعمل تنظيم نسل ونكون ضربنا عصفورين بحجر واحد.. كمان نعمل ضريبة (أكل الفول القياسي) و(الفتة القياسية).. بعد داك ممكن نعمل الإدارة العامة لجائزة نوبل.. ودي تكون ملزمة لكل ست (دكوة) لازم تحوز على جائزة نوبل لانو تركيبة الدكوة فيها جزئية كيميائية! -رد المسؤول: اها الباقين رأيهم شنو؟! -فردوا بصوت واحد أنهم موافقين بالاجماع. -المسؤول: خلاص.. على بركة الله اجروا الاتصالات وخلوهم يشرفونا عشان نحقق لبلدنا انجاز وندخلها التاريخ من (اغنس ابوابه). -وفي اليوم التالي تم اعداد الطلبات وسافر وفد على مستوى (قياسي) وبمنصرفات (قياسية) –كالعادة- اهلتهم لدخول موسوعة غينس للمنصرفات القياسية لتقديم الطلبات، وبعد أن نظر القائمون على أمر الموسوعة ونوبل في الطلبات المقدمة إليهم قرروا الحضور للوقوف على هذه الاشياء على أرض الواقع.. وبعد ثلاثة أيام حضر الوفد وتم استقباله استقبال (خرافي)، تم الصرف فيه بشكل فاق كل (مناسيب) المنصرفات السابقة في (خزنة) الديم، مما حدا بأحد أعضاء اللجنة بالقول إنه سمع بالخيال العلمي. لكنه لأول مرة يرى الخيال الصرفي البذخي. في صباح اليوم التالي بدأت لجنة غينس المعنية بالدوائر والوزارات الحكومية عملها بالطواف على كل المرافق الحكومية تلبية لعدد من الدعوات، ولم ينس المسؤولون أن يكون في مقدمة السيارة التي تقل الوفد عدد (قياسي) من الدراجات البخارية بصافراتها المميزة. بينما قامت لجنة جائزة نوبل بجولة في العاصمة والولايات للوقوف على أحوال المواطنين، ثم بعد عمل استمر لأكثر من اسبوع قررت اللجنتان عقد مؤتمراً صحافياً دعت له كل القنوات العالمية لإعلان القرار. وقبل المؤتمر الصحفي بيوم اجتمع المسؤول مع الموفد الملازم للوفد للاطلاع على النتيجة قبل بثها في المؤتمر الصحفي. -اها خلاص ممكن نقول اننا بلد الارقام القياسية؟! -اجاب وهو يرفع ابهامه بعلامة اوكي: انا الحقيقة كنت مع الوفد دا ما فارقتو نهائي.. عرفت الوفد بكل حاجاتنا القياسية.. وتعبنا القياسي البنتعبو عشان المواطنين.. وما ادس عليك.. الناس ديل كل ما اقول ليهم دا (مسؤول)، ودا مستشار المسؤول، ودا نائب المسؤول، ودا مدير مكتب المسؤول، وداك سكرتير المسؤول، وديك سكرتيرة مدير مكتب المسؤول، والله والله ماطالبني حليفة الدهشة كانت بتكون مارقة من عيونهم عدييل، لدرجة انو في واحد فيهم بقى كل ما نمشي لوزارة يطلع الآلة الحاسبة بتاعتو عشان الحساب ما يروح منو، وكل ما اقول ليه دا مدير مكتب المسؤول يقعد يضرب. - انت متأكد انها (دهشة) ما (استياء)!. -استياء شنو سعادتك.. هم مالهم ومال الاستياء كمان.. مواطنين هم عشان يستاءوا؟! -وقول استاءوا ح يعملوا شنو كمان؟!، ح يفرضوا علينا قوات هجين كمان؟!، ثم يواصل ساخراً: ما بالكتير كدا يدوا نفسهم جائزة (الاستياء القياسية)!!. -المسؤول: أهم حاجة تكون لقيت ليك تبرير مناسب للعددية الضخمة للمسؤولين في الدواوين؟! -اجاب: بالتأكيد سعادتك.. شرحت ليهم نظام الحكم السائد.. وما خليتهم ليك إلا وهم شايفين انو نظامنا دا هو المفترض يسود في كل العالم.. مش كدا وبس.. كمان في كل مرة اتلفت القاهم ليك يشيلوا ويكتبوا.. المسؤول: يكتبوا في شنو؟! -طبعاً ما قدرت اركز لكن اكيد بكونوا بعملوا في توصيات بأن يؤخذ نظام الحكم عندنا ليكون أنموذجاً للحكم في (العالم اجمع). أهم حاجة ما يكونوا لاقوا ليهم ناس جرايد.. انت عارف ناس الجرايد ديل عكاليت كيف، وح يقعدوا يقولوا ليهم عندنا أرقام قياسية في (الايقاف)، ورقم قياسي في الحاجات المحظورة من النشر!. لا ابداً.. انا كنت حريص انهم ما يمشوا إلا في خط سيرنا الراسمنو ليهم.. المشكلة كلها في ناس (نوبل).. -سيبك من ناس نوبل.. ووريني من حوامتك الكتيرة معاهم دي.. بترشح شنو ممكن يدونا عليه ارقام قياسية؟! - اقترب اكثر حتى بدأ الحديث كأنه همس: الضامنو انا (الفساد القياسي)!! وفي اليوم الموعود اصطف المسؤولون الكبار في الصفوف الأولى، ومن خلفهم الأقل منهم سلطة، ومن خلفهم مديرو المكتب، ومن خلفهم سكرتيرو ومديرو مديري المكتب، ومن خلف كل هؤلاء جلست نساء المسؤولين وهن يتحدثن عن مشاركتهن في موسوعة غينس للأرقام القياسية حيث قالت احداهن وهي في قمة التباهي: انا مشاركة برقم (تياب) قياسي.. اقل توب بالشيء الفلاني!!. ترد أخرى وهي ترفع يديها لاسماع من حولها صوت الغوائش: انا كمان مشاركة بكم طقم دهب ما حصلت مباااااالغة عديل كدا. -ثم تلتفت إلى احداهن قائلة: وانتي يا ختي مشاركة بشنو؟! -لترد التي وجه لها السؤال: انا مشاركة بعدة تيفال اصلية!!. وقبل ان تسترسل التي تليها بدأت لجنة الموسوعة تلاوة قرارها قائلة على لسان أحد اعضائها: بعد الاطلاع على ما هو مقدم من قبل الحكومة، وبعد وقوفنا على أرض الواقع قررنا وبالاجماع أن ما رأيناه هنا من العددية الضخمة للمسؤولين، من مستشارين، ومساعدين، ووزراء، -ثم يأخذ عضو اللجنة نفسه- ويواصل ومحافظين وولاة، ومعتمدين، وحاشياتهم.. قررنا إنشاء موسوعة غينس للأرقام الخرافية الفلكية.. فقد رأت اللجنة أنه من غير العدل أن يتساوى هؤلاء مع قلة هواة احرزوا ارقاماً قياسية في اشياء غير ذات معنى كـ(أكبر شارب، أو اضخم شخص) وبما أن اللجنة رأت بأم اعينها أن كل مسؤول يتفوق على الآخر.. بل يتفوق على نفسه في المنصرفات وعدد السيارات، مما جعل اللجنة في حيرة من أمرها، نسبة للمنافسة الشديدة في المنصرفات والمناصب فلأول مرة تجد أرقاماً (خرافية) بهذا الشكل، عليه فقد قررت اعطاء الجائزة لكل الحكومة، وقررنا تسمية حكومة هذا البلد بـ(الغينساب). -بعد هذا الكلام نزل عضو موسوعة (غينس)، ثم صعد عضو لجنة جائزة (نوبل).. الذي بدأ حديثه بنبرة حزن حاول اخفاءها قائلاً: إن لجنة نوبل المعنية قد قامت بالطواف على فئات المواطنين المختلفة من مزارعين موجودين خلف القضبان في السجون جراء ارتداد شيكات موسم زراعي، وفئات التجار الذين انهكتهم الجبايات التي تفنن في وضعها المسؤولون من نفايات، وضرائب، وخلافه.. ومن موظفين اتعبتهم الدمغات في الرواتب، وكل هذه الفئات التي ذكرتها على سبيل المثال لا الحصر.. ووقفت اللجنة على حجم آلامهم وأوجاعهم، وقد رأت اللجنة استحداث جائزة لهؤلاء المواطنين اكراماً لهم وهي جائزة (نوبل للآلام)، ونسبة للتنافس الشديد بين كافة الفئات التي أجبرت اللجنة على الوقوف مفغورة الفاه من الدهشة من كيفية معيشة هؤلاء المواطنين، ووجودهم على قيد الحياة.. لذلك فقد قررنا أن نمنحهم جميعاً الجائزة، ونطلق عليهم (النوبلاب). جريدة السودانى لسعة: لو قرر كل مسؤول (التبرع) بـ(كوتة) وقود (يوم واحد).. لحُلت مشكلة الفقر في البلاد!!

Quote: لسعة: لو قرر كل مسؤول (التبرع) بـ(كوتة) وقود (يوم واحد).. لحُلت مشكلة الفقر في البلاد!!

Quote: سلام حيدر عبداللطيف احمد من الاقلام الشابة الواعدة جدا