|
Re: سودانايل: مالك عقار إير يرد بعنف على مصطفى إسماعيل واتهامه الحركة بالسمسرة (Re: Frankly)
|
الحركة الشعبية والعوز المناعي الوطني! 29-6-1428 هـ الموضوع: النيلين (سودان سفاري):
أدهش الأمين العام للحركة الشعبية السيد باقان اموم الجميع بدعوته الخالية من الحس الوطني والتي تمثلت في تبني الحركة الشعبية – الشريك الرئيسي في حكومة الوحدة الوطنية- لمقترح أمريكي لحل قضية آبيي الحدودية. فقد تضمنت دعوة الأمين العام التي أطلقها علناً وعلى الملأ، أن تتدخل الولايات المتحدة في القضية بالسيطرة على المنطقة لانتزاعها انتزاعهاً مما تعتقد الحركة أنه السودان الشمالي. إذ بصرف النظر عن الطريقة المثلى لمعالجة قضية آبيي – وهي ليست قضية بالبساطة التي تنظر بها الحركة الشعبية إليها-
فإن مجرد الدعوة لاحتلال المنطقة أمريكياً ، يكشف في حد ذاته ، عن نقص حاد في عنصر الوطنية المهم والذي لا غنى عنه لأي سياسي وطني يؤمن بوطنه وسيادته. لذا فإن الرد الحاد الذي ساقه الأمين السياسي للمؤتمر الوطني – الشريك الأكبر في الحكومة – على دعوة أمين الحركة هذه كان رداً يأتي في السياق الطبيعي لمثل هذا الخروج غير المبرر عن الجادة، وقد كان الدكتور مصطفى عثمان منطقياً في تعديد مثالب الحركة الشعبية، وتناقضها في المواقف فالحركة الشعبية التي تقود حكومة جنوب السودان منذ سنتين خلت لا هي أنجزت ما هو مطلوب منها من شعب الجنوب من مشروعات تنموية وخدمات أساسية ضرورية تدعي أنها خاضت الحرب من أجلها – ولا هي كشفت عن الأوجه الفعلية لصرف مئات الملايين من الدولارات ، بل وما يجاوز المليارين من الدولارات التي تقر باستلامها مباشرة لترتيب أوضاعها بسرعة والمتمثلة في (60 مليون دولار) أو تلك التي ظلت الحكومة الاتحادية تمنحها لها بشكل دوري من عائدات النفط أو التبرعات التي يتبرع بها الرئيس البشير في زياراته لمدن وولايات الجنوب بل أن الدكتور مصطفى كشف – ربما لأول مرة – عن أن نسبة الـ 50% من الإيرادات الضريبية الخاصة بالحكومة الاتحادية – وفقاً لاتفاق الثروة – ظلت الحكومة الاتحادية تتنازل عن الكثير منها لصالح إقامة مشروعات تنموية في الجنوب. كل هذه المثالب المتعلقة بالخدمات والتنمية، وإضاعة الأموال الطائلة والفشل في الكشف عن سارقيها، في ظل استشراء فساد واسع النطاق ، لم تحرك ساكناً في الحركة الشعبية لتنظيف بيتها من الداخل ، وترتيبه بالصورة التي تجعلها حكومة مسئولة. أما ما يلي النغمة الممجوجة التي لم تكف السن قيادات الحركة عن ترديدها دون معنى أو مذاق والمتعلقة بالتحول الديمقراطي ، فيكفي أن كافة الأحزاب الموجودة الآن في الجنوب مضيق عليها ن وهو أمر منسوف في الصحف ومعروف كما أن حكومة الجنوب تضايق وعلى نحو حاد الوجود الإسلامي في جنوب السودان سواء بنوك غير ربوية أو ديوان زكاة، أو أي حزب له اتجاه إسلامي، فهل هذه هي مقتضيات (التحول الديمقراطي) التي تتشدق بها الحركة الشعبية؟ ثم ما هي الأولوية الآن بالنسبة للسودان في ظل ظروفه الحالية، هل الأولوية لضم آبيي إلى جنوب السودان وفتح الباب واسعاً فتن جديدة، وإيذاء نسيج المنطقة الاجتماعي ؟ هل الاولولية الآن لإخراج منطقة آبيي (الغنية بالنفط) من يد السودان وتسليمها لجهة أجنبية؟ أم الأولوية لتنمية الجنوب، ومحاربة المندسين الذين يسرقون أموال شعب الجنوب البائي الذي تحمل حرباً هي الأطول في تاريخ إفريقيا لتأتي الحركة الشعبية في النهاية تتلاعب بأمواله، و تثير معارك في غير معتركها. إن هذا السلوك – للأسف الشديد – والذي تكرر بأشكال مختلفة من قبل يشير إلى قلة الوازع الوطني ، وضحالة الشعور بالمسئولية.
|
|
|
|
|
|