|
يا الغيرنا ليك عملتنا , وشقلبنا ليك دولتنا, وكشفنا ليك حلتنا , تقوم تبيع وحدتنا ..............
|
حاطب ليـــــــل
عبد اللطيف البوني
وداع واستقبال يغادرنا اليوم أو بالاحرى يغادر سجلاتنا المالية الرسمية السيد الدينار إلى غير رجعة، فالمرحوم لم يستطع ان يتخلل مسام حياتنا المالية، انا شخصياً لم يطالبني في يوم من الايام أحد اطفالي بأن اعطيه ديناراً ولم اسمع في مواصلات عامة أو في احدى الكافتريات أو الدكاكين لفظ دينار بين البائع والمشتري ولا أقابل لفظ دينار إلا عند التعامل مع البنوك وهذا يتم في فترات متباعدة وفي كل مرة اجد نفسي مستعيناً بموظف البنك لتحويل الجنيهات إلى دينارات في الصك الرسمي وقبيل كتابة هذا المقال كنت في احد البنوك فسألت الموظف «لو داير اكتب خمسمائة ألف جنيه اكتبها كيف بالدينار».
الحركة الشعبية بعد اتفاقية السلام الشاملة رفضت التعامل بالدينار في الجنوب بحجة ان الدينار له مدلولات اسلامية أو يحمل توجهات دينية ولكن يقيني ان الحركة لم تبحث في الأمر فلو غاصت
فيه لادركت ان البعد الديني لم يكن إلا في مخيلتها وأزعم بأن الجهة التي استزرعت الدينار لم يدر بخلدها حكاية التوجهات الدينية هذه إنما ارادت ان تترسم خطى الدول البترودولارية العربية بعد اكتشاف البترول في السودان لكي تكون ضمن فصيلة الدرهم والريال والدينار، ومن ناحية اصولية بحتة وعلى حسب علمنا لم نسمع بأن الاسلام لديه اسم معين للعملة بل ولا حتى لاسماء الناس.. على العموم ان الدينار لم يتغلغل في نفوس مسلمي الشمال وكل الذي فعلته الحركة إنها اطلقت عليه رصاصة الرحمة. وبهذه المناسبة فقد لحظت ان كل احتفالات الحركة الشعبية اقيمت باستاد المريخ وان قادتها لديهم علاقة طيبة مع ادارة نادي المريخ اخشى ما اخشاه ان يكون ذلك موقفاً من نادي الهلال بحجة ان الهلال من الاسماء ذات الابعاد الدينية، ان كان ذلك كذلك تكون الحركة قد «طبظتها» عديل كده.
جاء في الأخبار ان تكلفة طباعة العملة الجديدة وصلت «85» مليون دولار بالتمام والكمال وان شئت قل «بنات حفرة» وهي ليست كثيرة على الوحدة باعتبار ان وحدة العملة خطوة في اتجاه الوحدة الكبيرة، ولكن هذا لا يمنعنا من القول بأن اوراق العملة الجديدة من حيث الشكل قد جاءت متخلفة عن اوراق المرحوم الدينار، فأوراق العملة الجديدة لم يبذل فيها جهد فني كبير فقد جاءت اقرب للقبح في ألوانها ومحتويات رسوماتها خاصة فئة الخمسين جنيهاً فقد جاءت غير موفقة في حجمها وفي لونها الكلي وحيواناتها، بالطبع هذا نقد فني قد يرى آخرون غير ما نرى، كما ان فئة الخمسة جنيهات
والعشرين جنيهاً جاءت متقاربة جداً من حيث اللون وهذا سوف يحدث ربكة شديدة للمتعاملين، على العموم مبروك الجنيه الجديد وان شاء الله يكون آخر تغيير في العملة الوطنية فتستقر الاوضاع وفيما بعد نتحول الى العملة الالكترونية وهاكم الرصيد المحول دا.
كسرة:
في هذا الاسبوع الاخير للعملة القديمة ونحن في وداعها وفي استقبال العملة الجديدة نسب تصريح للسيد النائب سلفا كير ميارديت في كاتدرائية جاء فيه ان معظم الجنوبيين يريدون الانفصال وطالب الجميع بالصبر والصمت الى ان تحين ساعة الاقتراع. بعد الدمج بين تغيير العملة وتصريحات السيد النائب الأول جاءت الابيات الآتية:
يا الغيرنا ليك عملتنا
وشقلبنا ليك دولتنا
وكشفنا ليك حلتنا
تقوم تبيع وحدتنا
**
يا الدخلت القصر الجمهوري
وعملت بيت في كافوري
تقوم تضرب البوري
وتقول الوحدة ما ضروري!
مرحباً بالمزيد من الابيات
|
|
|
|
|
|