العقل الطائفي و ارهاصات المراهقة السياسية

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-08-2024, 12:30 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثالث للعام 2007م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-06-2007, 05:30 PM

اندرو كوات
<aاندرو كوات
تاريخ التسجيل: 08-03-2006
مجموع المشاركات: 340

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
sssss
العقل الطائفي و ارهاصات المراهقة السياسية

    لحكمة ﺇلهية هب الخالق الانسان بالعقل و ميّزه عن سائر المخلوقات التي تدب الارض و لان الخالق اراد للانسان السمؤ و التميّز وسع مجال مقدراته الفطرية و المكتسبة و هباه بالتفكير العقلاني المتزن, و لقد تجلي ذلك عبر الحقب التاريخية الطويلة التي تطور فيها الانسان سلوكآ وفكرآ و حوّر نفسه و ذاته لمجابهة متغيرات الحياة و صعابها استهلالآ بالانسان البدائي الذي صبّ جم طاقته من اجل البقاء و استمرارية الحياة و ختامآ بانسان العولمة الذي يعيش في عصر تقلص فيه العالم الي قرية صغيرة بفضل فضاءات التكنولوجيا المتسعة. و لعمق الهوّة التي تفصل هذين المرحلتين كان واجبآ علي الانسان الارتقاء بنفسه عقلآ ووجدانآ لمواكبة موجة التغيّر الذي طرأ علي واقعه. فمثلآ الانسان البدائي اختزل حياته في جمع القوت و مستلزماته اليومية و قضي ما تبقي من وقته بمعقله تفاديآ للحيوانات المفترسة و نشأ حسه الاجتماعي تدريجيآ بازدياد حاجته للجماعة لاداء اغراض تطلبت الكلية و انحسر ذلك الشعور بزوال المؤثر المحدد.

    تآقلمآ مع تآثير الحاجة و الاحتياج و وطآئتها نشأت المجموعات البشرية الاولي و التي اتسمت بالازدواجية اذ اقترن حرية الفرد و استقلاله بمدي حوجته للجماعة وبحجم التنازلات التي تقتضيها الحاجة و لقد تمكن الانسان عبر سلسلة من الاجتهادات المضنية ان يواكب المتغيرات اليومية و تحدياتها الي ان رسّتﹾ به مركبة التاريخ علي شواطيء العولمة بتناقضاته المريعة و التي اختلط فيها قمم الازدهار الاقتصادي و العلمي بمآسي المستضعفين و آنين المغبونيين.

    السودان كجزء من المحيط الكلي للحراك الانساني و محور من محاور نمؤه و تطوره حظي بنصيبه من صراع الانسان مع متغيرات الحياة و صعابها و كانت هي الاشرس_في اعتباري_ لان السودان بوتقة تمتاز بتنوع ثقافي عرقي غير مسبوق في عصرنا هذا و لقد تلاقحت فيه العديد من الثقافات و الحضارات لتشكل هذا الكيان الفيسفيسائي الذي يسمي اليوم الانسان السوداني و لذلك تشعبت احداثيات الصراع في السودان و اخذت طابعآ ايدلوجيآ تصدرت فيه الاجندة الاسلاموعروبية اولويّات المركز و اهتماماتها فترجمتها في ثقافتها الاقصائية و مارستها عبر مؤسسات الدولة التي تحتكرها كدور التعليم و الاعلام و غيرها من الوسائل التي تؤثر بشكل مباشر في رسم ثقافة الدولة و وجهتها.

    تماديآ في السياسة الاقصائية الهادفة الي تذليل كل السبل من اجل الابقاء علي مصالحها المكتسبة, راهن المركز علي القبلية و عمل علي تحويل سمة التعدد العرقي الذي يتمتع به البلاد الي اداة لتفريق الشمل السوداني خاصة الجنوب الذي انطلقت منها الشرارة الاولي لثورة الهامش السوداني علي المركز و المظالم التاريخية التي طالما عانت منها الامة السودانية. و لقد مارست كل الحكومات التي مرت علي الخرطوم ذلك السلوك المشين و اجتهدت في تآليب كل قبيلة علي اخري حتي لا يشكل الناغمون عليها كتلة يصعب دهرها و كانت نتيجتها ان معظم الحركات التحررية التي انطلقت من تلك الارضية فشلت في فك طلاسم المعضلة السودانية لانها كانت هشة القاعدة نسبة لتفشي روح القبلية و الطائفية بالاضافة الي سطحية الاطروحات الفكرية و الثورية التي تبنتها. لكن رغم ضعف تلك الحركات و ركاكة اطروحاتها الا انها قدمت نموزجآ للهامش السوداني وجعلها تستدرك واقع هام الا وهو ان المركز لا يستجيب لمنطق المعارضة السلمية بل يستهين بها لدرجة التحقير ولقد وصل هذا العقلية اوجّها في عهد الجبهة الاسلامية.

    من جانب آخر ظلت النعرات القبلية و الطائفية العشائرية تؤثر بشدة علي وحدة الهامش واطروحاتها الي ان بذغ فجر الحركة الشعبية لتحرير السودان و التي اضاءت مسارات النضال و حوّلت الانحلال و التفكك الذي كان يعاني منه الهامش بصفة عامة و الجنوب بصفة خاصة الي كتلة ثورية ضاربة عبر ما قدمته من اطروحات و رؤي عالجتْ من خلالها الازمة السودانية و مكونّاتها و قدمت نموزجآ للكفاح و التفاني.

    لكن بالرغم من مجهودات الحركة المضنية من اجل تحرير العقول من نعرات القبيلة و سعيها لتوظيف الطاقات لخدمة المصلحة العامة هنالك بعض الشخصيات لا تزال تائهة في ظلامات الانتماءات القبلية و العشائرية الضيقة وتشحذ الهمم دومآ لنصرة المقربين اليهم ظالمآ او مظلومآ و يساومون بقضايا الحركة لارضاء الولاء العرقي الضيق و الذي بات يشكل السقف الاعلي لتلك المجموعات و هو مؤشر مثير للحزن و الاسي اذ يعكس ان الكثيرون ما زالوا يعانون من وطاءة المراهقة لسياسية و الذي يحيلهم دون رؤية الامور علي وجهها الصحيح؛ و يؤكد ان دواخلهم مازالت متآثرة بسياسات المركز التي اضعفت جموع الهامش عن طريق ﺇذكاء القبلية و الطائفية العشائرية الشيء الذي يؤكد ان مثل هذه الشخصيات تناولت الرؤي السياسية للحركة الشعبية و اطروحاتها تناولآ سطحيآ و لذلك تمكنت الانتماءات الضيقة من اختزالهم الي مجرد مطبلين لمحيطهم العرقي و قلص مجالات تفكيرهم لتعبر فقط عن تلك التطلعات العشائرية المحدودة.

    فكما هو معلوم ان المراهقة بمفهومها المتعارف عليه هي مرحلة من مراحل التطور الانساني تنحصر في فترة زمنية محدودة يمر به كل البشر و يتخطونه و لكن ما يعاني منه هؤلاء هي مراهقة سياسية مزمنة تغذيه هرمونات القبلية و التطرف العشائري و تجعلهم في غاية التخبط و العشوائية و لا يستطيعون رؤية شيئآ عبر الظلام الذي يعم حياتهم الا كياناتهم العرقية. فرغم الفضاءات الفكرية الواسعة و الاطروحات الحاسمة التي قدمتها الحركة الشعبية الا ان اولئك ((النفر الكريم)) _و لسبب ما_ تخلفوا عن مواكبة ركب التطور الفكري الذي احدثته اطروحات الحركة الهادفة الي ايجاد دولة المواطنة و قبول الآخر و للسمؤ فوق الانتماءات الضيقة, و تكاسلوا عن تسلق تلك المرتفعات الفكرية العالية و فضلوا البقاء في مستنقعات الطائفية العشائرية و هذا حقهم ان ارادوا العيش بتلك المفاهيم لان الحركة علمتنا ان نحترم خيارات الآخرين في ان يكونوا آخرين و لكن ما لن نقبله هو ان يحاول هولاء الحكم علي قضايا الحركة و اهتماماتها عبر تلك العدسات الملوثة بالتطرف العشائري؛ و لكن لادراكنا بالمصير المشترك الذي يجمعنا و لعلمنا بالمحنة النفسية التي يعيشونها نمد بايدينا لاولئك الاخوة اللذين ضلوا الطريق فاضحوا فريسة سهلة لبرامج المركز و خدعها و ندعوهم للحاق بقطارات السودان الجديد التي تتسع لنا جميعآ ان اقتنعوا به كمشروع نضالي و كمرتكز فكري الوحيد القادر علي ارساء دولة المواطنة و ان رفضوا فسنحترم اختياراتهم فقط عليهم احترام خيارات جماهير الحركة الوفية في الذود و الدفاع عن قضاياها و ان فعلوا ذلك سنتجنبهم و صدق من قال ( هنالك من لا يعلم, و لا يعلم انه لا يعلم فذلك الجاهل فتجنبوه).

    اندرو كوات

    الولايات المتحدة/ ايوا
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de