منذ أن كان الحزب الشيوعى السودانى مجموعة من السودانيين المنتمين للفكر الماركسى ضمن (حلقات)الحركة المصرية للتحرر الوطنى (حدتو) والى حين أعلان تأسيسه فى السودان كحزب شيوعى على يد الرعيل الأول من مثقفى السودان أنذاك كان لنوبيي السودان وجود مقدر ويد طولى فى تاسيس الحزب الشيوعى السودانى رواد أوائل مثل (عبدو دهب) وغيرهم من ابناء النوبة ويحفل التاريخ بكثير من القصص حول الأعتقالات والمطارادات والترحيل الى السودان الذى تعرض له المناضلين من أبناء النوبة المنتمين لليسار الماركسى المصرى وبرغم وجودهم فى مصر كمواطنيين مصريين كانت السلطات المصرية التى ضاقت بنشاطاتهم السياسية فى عهد الملكية وحتى فى العهد الناصرى تقوم بترحيلهم للسودان على أنهم سودانيين ولاعلاقة لهم بمصر وهى أشارة واضحة على أن العقلية السلطوية فى مصر تعاملت على الدوام بخيار غريب مع هؤلاء الناشطين بترحيلهم للسودان بأعتباره الوطن الأصلى لهم متجاهله حق الأنتماء والمواطنة لمصر لهم (كنوبيين مصريين) وهى اْن كانت حيله ماكره فى (نفيهم) لسودان لوقف تأثيرهم السياسى يبدو ايضاً من جانب أخر تغييب لحقائق الأرض والتاريخ التى تدخلت فيها عوامل الحدود فى مفاهيم الدولة الحديثة ونشأتها وتغييب للحقيقة الأقليم النوبى الواحد والأراضى النوبية الممتدة بين مصر والسودان دون الأعتبار للخطوط الوهمية الحديثة للحدود وهذه العقلية المصرية السلطوية كانها كانت تقول بأن حق النوبى فى التعبيير عن أفكاره (الماركسية الثورية) تلك كأن مشروعية ممارسته السياسية تقع خلف أسوار مصر فى مكان (تنطبق فيه على النوبى الشروط الكاملة للأرض والمواطنة واللون..بالتأكيد)
لكننا لو تفحصنا التاريخ بتمعن للجذور الأجتماعية والفكرية التى دفعت مثقفى النوبة فى مصر للأنتماء لليسار الماركسى ممثلاً فى الحركة المصرية للتحرر الوطنى (حدتو) لن نتصادم مطلقاً مع مع حقيقةالواقع الأجتماعى والطبقى الذى تمثله وضعية النوبى فى الخارطة الطبقية فى مصر ووجود النوبيون بشكل مقدر داخل طبقة الشغيلة والعمالة الهامشية المنزلية (ولعل السينماء المصرية دائماً ماسعت لترويج صورة نمطية قبيحة عن الأنسان النوبى فى محاولة غير بريئة للتشويش على الأرث النوبى العظيم الذى ساهم فى ايجاد صورة مصر القديمة والحديثة وشكل هويتها وملامحها لكن هنالك بعض الاستثناءات فى أفلام السينما المصرية الجادة مع شادى عبد السلام وعاطف الطيب وغيرهم (حتى لانقع فى مآزق التعميم) ربما كان هذا قد شكل دافع حقيقى لمثقفى نوبة مصر فى تبنى الفكر الماركسى بالنظر الى حقيقة الأوضاع الأجتماعية لنوبة مصر والبيئات التى خرجوا منها
لكن فى الجانب الأخر المتعلق بأمتداد الأقليم النوبى فى السودان ستبدو الهوية الأجتماعية للأنسان النوبى مختلفة الى حد كبير مساهمة مثقفى النوبة فى المجال الثقافى والسياسى والتجارى والفنى تأتى فى مقدمة المبادرات فى تأسيس ملامح السودان الحديث بختلف توجهاتهم وهذا لايعنى بالطبع أن الأنتماء للثقافة النوبية وحده يعتبر عاملاً حاسماً فى تاسيس المواقف الفكرية والسياسة لكن بالنظر لحالتي الدولة فى مصر والسودان نجد أن نوبى مصر يتحمل الكثير من ثقل التهميش والأقصاء بينما فى أقصى الجنوب (السودان) كانت منافع جهاز الدولة على الدوام متاحة (لنوبيى السودان) قيادةً وتسييراً (لنخب نوبية) مع وضعهم فى التصنيف العرقى لأجناس السودان فى المرتبة الأعلى ومايتبع ذلك من (ميزات) ذات أطار قيمى أجتماعى هو واحد من أسباب نزاع الهوية الدموى الذى يستعر حتى الأن لتصحيح صورته المشوهه
لاأدرى لماذا طيلة هذا التاريخ الطويل لم تؤسس فعلياً (لعمل مطلبى سياسى وثقافى ) يطالب بالحقوق اللثقافية للنوبة..هل أرتباط النوبة بالحزب الشيوعى كان له تاثير فى ذلك..
هنا..بأضافاتكم المفيدة نرجو أن (نؤرخ) للمناضلين النوبيين الذين تم نفيهم من مصر لهذه الأعتبارات بجانب وضع سؤال مهم..
هل ارتباط النوبة بالحزب الشيوعى أثر فى تغييب مطالبهم (الثقافية)؟؟ بشكل واضح ومحدد.. .. كمطالب تخص مجموعة ثقافية لها خصوصيتها
ماأذكره هو موقف الحزب الشيوعى من ترحيل مواطنى وادى (حلفا) ووقوفه مع مطالب الحلفاويين لكن (ماهو موقف الحزب من فكرة بناء السد العالى نفسها)!!
(عدل بواسطة حاتم الياس on 06-26-2007, 01:27 PM) (عدل بواسطة حاتم الياس on 06-26-2007, 01:36 PM) (عدل بواسطة حاتم الياس on 06-26-2007, 01:46 PM) (عدل بواسطة حاتم الياس on 06-26-2007, 03:53 PM)
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة