أدب البروستاتا

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-07-2024, 04:13 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثالث للعام 2007م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-25-2007, 09:42 PM

Dr. Faisal Mohamed

تاريخ التسجيل: 06-20-2004
مجموع المشاركات: 1180

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
sssss
أدب البروستاتا

    أدب البروستاتا *
    كمال حنفي

    البروستاتا ملكية فسيولوجية للرجل فهى من الأعضاء الذكورية ... تقع فى موقع الرحم للمرأة ... البروستاتا غدّة تدعم النشاط الذكورى حيث تقوم ببعض عمليات الامداد لتقوية السائل الحيوى للرجال!
    قرأت فى الأيام الماضية على الصحافة الالكترونية مقالا عالى الجودة للخبير الادارى السودانى وصديق الصحافة الورقية المقيم بالرباط المغربية الاستاذ توفيق منصور عن تجربته الذاتية ومعاناته فى الأشهر الماضية مع البروستاتا ... الأستاذ توفيق سبك العبارة بالضحك و البكاء فبنى مقالا صحفيا يصف حالته أولا وهو ببروستاتا ثمّ و هو بدونها ... ما كتبه الأستاذ يستحق لقبا صحفيا رفيعا هو : أدب البروستاتا!
    البروستاتا عضو مسالم غير مشاغب يؤدّى وظيفته الحيوية فى صمت... لا يقلق الرجل فى مراحل الطفولة والصبا والشباب وبداية الكهولة ... لكنّه قد يبدأ فى تصفية حسابه مع بعض الرجال عندما يبدأ فى التضخّم على أبواب الستين ... لكنّا نقول فى الخامسة والستين تقديرا واحتراما لأساتذة الجامعات!
    تبدأ مقدمات متاعب البروستاتا بالتعنية عند التبوّل وتعدد الدخول لدورة المياه ... لدرجة انّ الرجل المتأثر يكاد على أخذ تأشيرة دخول متعددة لزيارة دورات المياه ... بل انّ بعض الرجال ينالون درجة خبير وطنى فى معرفة مواقع دورات المياه ... وقد يستطيع الوصول اليها عن طريقة الاستشعار من بعد ... لكن أقسى حالات الألم منها هى حينما تبلغ مرحلة حبس البول ... عندها تنهار كرامة الرجل من أجل حفنة بول ... فتصبح دموع الرجال رخيصة!
    هذا العضو حينما يتمرد يهين الرجولة ... ففى مرحلة الكشف يأتبه الطبيب من دبر ... ولا يصل اليه المنظار الا بتذكرة سفر عن طريق الشرج / المستقيم / البروستاتا و بالعكس ... ويكون البديل للتبوّل الطبيعى ادخال قطعة من الجلد الى بوابة ضيّقة ... وعلاجها بعد كل ذلك هو استئصالها ... فيصبح الرجل منزوع الذكورة!
    فى علاج سرطان البروستاتا كانت أوّل المحاولات العلاجية هى حقن الرجل بهرمون الأنوثة ... لكنّها محاولة علمية لم تنجح ... وهى حكمة ربّانية فلو كان النجاح حليفها ربما صار علاج سرطان الرحم للمرأة هو حقنها بهرمون الذكورة!!



    *المقال موضوع البوست للدكتور كمال حنفي صاحب العمود الشهير "إلا قليلا" في صحيفة الرأى العام.
                  

06-25-2007, 09:43 PM

Dr. Faisal Mohamed

تاريخ التسجيل: 06-20-2004
مجموع المشاركات: 1180

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أدب البروستاتا (Re: Dr. Faisal Mohamed)

    حكاية بروستاتا .. بطلها دكتور (الحبابي) 1 - 2 ..

    توفيق عبد الرحيم منصور (أبو مي)

    أتناول هذه القصة نسبة لأن في بعض جوانبها ما يتطلب منا التأمل خاصة فيما يتعلق بالطب والتطبيب، وكذلك التفكر، وشكر المولى على ما وهبنا من نِعَمٍ إما في أجسادنا أو تلك التي تتمثل في الأجهزة والتقنيات الحديثة أو المستحدثة التي أتحفنا بها العقل الإنساني المُفكر والمُبدع. وكذلك أتناولها لإعطاء فكرة للآخرين عما يعانيه مريض البروستاتا.. فقد أوصلتني البروستاتا لدرجةٍ تعرفت من خلالها على جميع حمامات المدينة التي أعيش بها؛ العامة والخاصة، وحمامات المكاتب الرسمية والأسواق، وكذلك القطارات والمطارات والطائرات.. ولا أنسى ما حييت الطائرة القطرية التي كنت على متنها وتأخرت على مدرج المطار لساعةٍ كاملة نسبة لظروف الجو، فما أن حلّقت الطائرة وقبل أن يؤذن لنا بفك الأحزمة حتى اندفعت (أنا) نحو حمام الطائرة، فما كان من المضيفات إلا أن يمسكنني من تلابيبي = صياح وهرج ومرج، وكاد البعض أن يحضر لي كابتن الطائرة=، ثم انبرى مضيف لصف المضيفات وكأني به (رامبو) وأمرني بلهجة عسكرية أن أرجع لمكاني، ثم طلب مني بعض أبناء بلدي بالطائرة بأن أرجع لمكاني لأن الطائرة لم تكن مستقرة بالجو، فرجعت وأنا أصيح (أنا مريض بروستاتا يا جماعة).. بالطبع إحراج ما بعده إحراج خاصة لرجلٍ في سني !.. هذا ومع نهاية السفرية جاءتني على استحياء المضيفة الهندية وبكل أدب اعتذرت عما حصل فقلت لها (يا بتي أنت وغيرك كنتم تقومون بواجبكم ولكن ما أدراكم ما البروستاتا!؟. إنها فظيعة)..
    هذا وغدة البروستاتا توجد فقط عند الرجال، وتبدأ في التضخم (نسبياً) فوق سن الخمسين، وهي عبارة عن غدة صغيرة تحيط بمجرى البول، وعند تضخمها تضغط على مجرى البول فيُحتبس البول فلا يتم الإفراغ الكامل للمثانة مما يترتب عليه الخطير من الأضرار والكثير من الإزعاج. ويحضرني هنا ما سبق أن ذكره لي الدكتور (كمال حنفي) صاحب العمود الشهير (إلا قليلا) بالغراء (الرأي العام)، حيث أشار بأن أستاذه في كلية الطب كان يُعرِّف المصاب بالبروستاتا بأنه الذي يعرف مواقع جميع الحمامات بالمدينة التي يسكنها!.. عموما أوصلتني البروستاتا أخيراً لدرجةٍ فقدت معها نهاري وليلي وطهارتي.. حتى أثناء الصلاة بالمسجد صرت أشعر بألم في وجداني ودواخلي نسبة للنجاسة التي تداهمني فجأة أثناء الصلاة.. هذا وقد فكرت مراراً بأن استعمل (البامبرز) تماماً كأحفادي ولكن!!.. وآهٍ .. فإن معظمنا لا يدرك نعمة الخالق علينا في أجسامنا إلا بعد أن نفتقدها، فيا ما حبسنا البول كما نشاء، أو تبولنا في سهولة ويسر، ولم نشكر الله على ذهاب الأذى أو نقول.. (غفرانك) أو(الحمد لله الذي أذهب عنا الأذى وعافانا)، فإخراج البول في سهولة ويسر نعمة من أعظم النِعَم..
    هذا وما كنت أزور بيتاً إلا وأسأل بكل خجلٍ (أين أصغر حجرة لديكم بالمنزل؟) فأرى الحاجة حرمنا تنظر إلي بشذر ولسان حالها يقول (عيب)!. وكم من مرة نبهتني الحاجة حرمنا قبل الخروج من منزلنا تماماً كما تفعل مع الصغار قائلة (يا راجل هوي أمشي الحمام قبل ما تطلع)، وعليه فقد أفسد علي تضخم البروستاتا زياراتي لأهلي وأصدقائي وسفراتي و(دخول الكوره) وأعيادي ورحلات الترفيه والتواجد في المناسبات من أفراح وأكراه.. وفي العمل كلما سأل عني مديري يقولون له.. فلان في الحمام، فيضحك !!.
    وبعد أن طفح الكيل زرت طبيباً بمدينة الرباط وهو الدكتور (كريم الحبابي) وهو اختصاصي في أمراض وجراحة الكلى والمسالك البولية والتناسلية؛ فكشف، وأمر بعينةٍ فأخذ، ثم الفاحصُ فحص، ثم بعد أن تأكد بأن التضخمَ حميدٌ للدواء صرف، فأراحني لفترة ومن ثم عاودتني الأعراض.. فكشف ثانية، وفحص، وهز الرأس قائلاً (لا بد من عملية !).. فقلت له (عملية أيه يا دكتور وأنا الذي يخاف من الإبرة ؟! عِلْمُ الأدوية تقدم يا دكتور فصِفْ لي دواءً ينسف هذه البروستاتا نسفاً أو يقلصها). وركبت رأسي ورفضت إجراء العملية. ومن ثم بدأت أتابع العقاقير التي تريحني لفترة ثم يعود لي الإزعاج مرة أخرى.. تعاطيت بإشراف الطبيب أل(إيكسيترال) الفرنسي مدعوماً ببعض العقاقير الخاصة بأمور التبول، خمسة ملغ، ثم عشرة، بدون فائدة تُذكر. وأردفت ذلك ب(البروسكار) الأمريكي مسترشداً بالانترنت، ومن ثم تابعت مشورات الغير؛ بعضهم ينصحني باستعمال الدواء المصري الفلاني وبعضهم ينصحني باستعمال الدواء السوري الفلتكاني، ولم أكن أتوانى في استعمال أي دواء ينصحني به حبيب أو قريب.. ثم لجأت للأدوية البلدية علها تخفف معاناتي (الترمس.. الثوم .. لب القرع النيئ.. ماء السبانخ والبقدونس) ولا فائدة تذكر.. وأخيراً وصلت لدرجة أصبحت أعراضي كما المصاب بسلس البول وعندها تمنيت الموت.. ومن يصل لهذه الدرجة يصبح أمر العملية الجراحية محسوماً..
    وعليه فقد ذهبت مرة أخرى لطبيبي المغربي (كريم الحبابي)؛ الرجل والملاك والذي سأتكلم عنه كإنسان وعلى أسلوبه وعلمه وروعته وإبداعه لاحقاً، فقط لأجل التأمل في الطيب من خلق الله.. أقول ذهبت له مطأطىء الرأس حزيناً ومستسلماً.. وقلت له (أتيتك مرة أخرى لتتابع أمر بروستاتتي التي كرهتها وكرهتني ويبدو أن الحرب الباردة بيننا ستنتهي بأخرى دموية).. فتبسم الطبيب الشاب وأشار لي ناصحاً بأن العملية ضرورية خاصة وأنني مريض سكر، وأن الحالة التي أوصلتني أليها بروستاتتي لا محالة ستؤثر على الكلى ولها اختلاطات أخرى كثيرة ومعقدة يصعب شرحها.. ثم سألني متى أريد إجراء العملية ؟ فأجبت ، بأسرع فرصة .. قال إذن الأسبوع القادم.. وطلب مني إجراء بعض الفحوصات وزودني باسم وعنوان المصحة التي سأجري بها العملية واسم طبيب التخدير دكتور (عدنان السائح) الذي سينظر في أمري ومدي ببعض النصائح.. فقلت له يا دكتور أي نوع من العمليات ستجريه لي ؟ .. فأجاب.. جراحة بالمنظار!.. لا تستغرق وقتاً طويلاً ولا تتطلب أية فتحة في الجسم.. فقلت له يا دكتور إن الانترنت تقول... فقال سيبك الآن من الانترنت وخليك معي !.. ثم أستدرك قائلاً وماذا تقول الانترنت ؟ .. تقول أن هناك آلة تدخل لمكان الأذى عبر القضيب، ومن ثم تقطعني تقطيعاً، وأخرى أيضاً (قسطرة) تدخل لدفع الماء لتزيل المُقطع من البروستاتا وتدفعه للمثانة، وأخرى (قسطرة) لتنظيف المثانة بإخراج الدم والماء وما تم تقطيعه للخارج.. والمنظار يا دكتور!! .. كل هذه الأشياء كيف تدخل وتخرج من ذاك المكان الضيق!؟.. أهٍ يا رب.. لا اعتراض على حكمك يا الله.. وكيف يا دكتور ستضبط أمورك؟ أوعك تعمل أي خربشات أو تقطع لينا حاجة كده والا كده !! فضحك وقال والله العملية قمة في السهولة، وربنا سخر لنا العلم والعقاقير والأجهزة.. ثم قلت له.. يا دكتور.. أذكر أن والدي (رحمة الله عليه) لم يتمكن في حياته من إجراء عملية بروستاتا لأنها كانت تتطلب تخديراً كاملاً وكان مريضاً بداء السكر وقلبه كان ضعيفاً.. وأخاف أن يكون حالي أنا كذلك.. فأجاب أن الزمن يتغير ويتبدل بسرعة، فالآن لدينا تقنية التخدير النصفي وليس البنج الكامل.. وأقول لك بأنني قد أجريت مثل هذه العملية قبل عشرة أيام لرجلٍ عمره ثلاث وتسعين سنة وخرج بعد بضعة أيام من المستشفى والآن هو سعيد بمنزله وقد كنت أتكلم معه متفقداً أحواله عبر الهاتف قبل قليل.. وعندها شعرت بالاطمئنان وتوكلت على الله.. وقلت في نفسي لا شك أن يدا هذا الجراح الذي يتابع مرضاه عبر الهاتف مباركتان..
    عزيزي القارىء الكريم .. أرجو أن تتابع معي الجزء الآخر من الموضوع يوم السبت القادم، فهو قمة في الإثارة حيث (رشوت) طبيب التخدير بنكتة فأزاح قليلاً الستارة التي ما بيني والطبيب الجراح بحيث تمكنت من متابعة العملية الجراحية لحظة بلحظة من خلال شاشة العرض (monitor)، فقد كانت المعركة حامية الوطيس وكان الفلم مخيفاً وبالألوان ولكن بحمد الله دون ألم ودون استحداث أية فتحة في الجسم.. فابقوا معنا..
    توفيق عبدا لرحيم منصور (أبو مي)



    From sudaneseonline.com
    http://www.sudaneseonline.com/ar/article_11910.shtml
                  

06-25-2007, 09:45 PM

Dr. Faisal Mohamed

تاريخ التسجيل: 06-20-2004
مجموع المشاركات: 1180

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أدب البروستاتا (Re: Dr. Faisal Mohamed)

    حكاية بروستاتا .. بطلها دكتور (الحبابي) 2 – 2 ..
    توفيق عبدا لرحيم منصور (أبو مي)

    تناولت في السابق معاناتي مع البروستاتا، ومعاندتي ورفضي للعملية الجراحية، واقتناعي بها أخيراً وذلك بعد أن (بهدلتني) البروستاتا.. هذا وقبل أن أصف العملية الجراحية لدي ما يجب تسطيره عن دكتور (كريم الحبابي) الشاب المغربي الإنسان. ولعل ما اسطره يجد صدى في وجدان بعض أطبائنا.. فعيادة الحبابي في الرباط بالمغرب (دولة نامية وليست تكساس)، لهي من أجمل وأنظف العيادات. تلج إليها فتشعر بالاطمئنان.. لوحات هادئة، وطلاء للجدران أُختير بذوق رفيع. سيراميك قمة في الجمال. أحدث ماركة تلفزيون بحجرة الانتظار. ثلاجة ماء مزودة بأكوابٍ للاستعمال لمرة واحدة. وبالطبع فإن الماء من متطلبات عيادة أخصائي الكلى والمسالك البولية، لأن الطبيب يطلب من المريض أحياناً شرب الماء داخل العيادة.. كراسي للانتظار وثيرة ومريحة.. ممرضتان بالاستقبال، أمام كلٍ منهما جهاز حاسوب.. مهمتهما إعداد ملف المريض، ومساعدة الطبيب عند الحاجة داخل حجرات الكشف. وأقول حجرات الكشف لأن عيادة (الحبابي) بها أكثر من حجرة معبأة بالأجهزة ذات التقنيات العالية، ويبدو أنه من المتتبعين للجديد من التقنيات، أي أنه لا يقف عند نقطة البدء حتى لا تموت أجهزته من أفاعيل التقادم وعدم المواكبة !.
    عادة عندما يأتي المريض وبالمواعيد المحددة فإنه ينتظر في حجرة الانتظار. ثم يُسحب ملفه الطبي ويُحدَّث حاسوبياً ويُدعم بالجديد من الفحوصات إن وجدت. ومن ثم يؤخذ الملف للطبيب الذي يأتي لغرفة الانتظار (بنفسه) لاستقبال المريض منادياً باسمه وراسماً ابتسامة عريضة وجميلة على وجهه، ويصافح بحرارة المريض ومن ثم يستصحبه لغرفة الكشف (أليس التبسم في وجه أخيك صدقة ناهيك عن المريض؟)..
    ولا شك فإن هذا الاستقبال المؤثر له ما له على نفسية المريض القلق.. هذا ولا أريد أن أصف ما بداخل حجرة الفحص، لكنها شبيهة بكبسولة فضائية.. لكن الجدير بالذكر هو أن العيادة مهندسة بطريقة عملياتية؛ فإن طلب منك الطبيب خلع ملابسك (التحتانية) وأن تتجه لحمامٍ خارج الغرفة أُعد خصيصاً لمرضى المسالك البولية فلا تنزعج، فإن أحداً لن يراك، لأن العيادة ومسالكها مُعدة بطريقة ساترة ومدروسة.. هذا ويقوم الطبيب عادة بصحبتك لباب الحمام ويتركك لوحدك. أما الحمام فمجهز بأجهزةٍ خاصة بقياس وتسجيل قوة اندفاع البول وما إلى ذلك، وهو قمة في النظافة، ومتوفر به كمية من البشاكير صغيرة الحجم وبيضاء اللون ومعقمة وتستعمل لمرة واحدة.. هذا وإن حاول المريض التلاعب في طريقة التبول، كأن يضغط على نفسه ويبذل مجهوداً، يأتيك صوت الطبيب من حيث لا تدري محذراً (تبول عادي ولا تضغط) !.
    أما العملية الجراحية والتي تمت دون استحداث فتحة في الجسم ودون أي ألمٍ فكانت كالآتي.. ذهبت قبلها لطبيب التخدير الدكتور (عدنان السائح) الذي قام بتزويدي بالإرشادات اللازمة.. هذا وعلى الرغم من أنني التقيته لأول مرة إلا أنه أشعرني بأنني أعرفه منذ سنين.. فسأل عن النميري وسيد خليفة والمامبو السوداني ودارفور وطمأنني .. ويوم (الامتحان) جاء الطبيب (الحبابي) لغرفتي في المستشفى وحياني بابتسامته المعهودة وكان مرتدياً هنداماً مريحاً للنفس (قميص نصف كم بألوانٍ قمة في الذوق تريح المريض).. ثم أُخذت لحجرة العمليات واستمعت لأسئلة ونصائح الممرضات، وعندها طلب مني طبيب التخدير أن أرفع ظهري وأنحني بقوة، فطُعِنت أبرة التخدير ثم استلقيت على ظهري.. بالطبع فقدت الإحساس كلياً بالنسبة للأسفل من جسمي، ولكني كنت بكامل وعيي، وبدأت العملية..
    تم فصلي عن الطبيب الجراح بستارة ارتفاعها عدة أشبار.. وقد حجبت عني أيضاً هذه الستارة جهاز المراقبة (monitor) الذي يقبع على يميني، أي الشاشة التلفزيونية التي تكشف دواخلي وسير العملية.. عندها طلب مني طبيب التخدير أن أحكي له نكته.. فأجبته بأنني سأفعل شريطة أن يحرك الستارة قليلاً حتى أتمكن من رؤية سير العملية من خلال الشاشة.. فوعدني بذلك.. فقلت له أن النكتة طبية، وهي لسان حالي الآن، وتعكس تخوفي من أن تقطعوا فيني حاجة كده أو كده!.. ومفاد النكتة هو أن الطبيب دخل على المريض بعد العملية وقال له لدي لك خبران.. أحدهما مفرح والآخر مزعج فبأي منهما أبدأ.. فقال المريض أبدأ بالسيئ ومن ثم أفرحني.. فرد الطبيب قائلاً أما المزعج فهو أننا بطريق الخطأ بترنا رجلك السليمة.. أما المبهج فإننا اكتشفنا بأن رجلك التي كنا نظن أنها (بايظة) إنما هي سليمة.. فضحك كل من بغرفة العملية ربما مجاملة لأن النكتة قديمة..
    عندها أزاح طبيب التخدير الستارة بحيث أصبحت أرى جهاز المراقبة كاملاً. ويا للهول.. سينما. .. بالألوان.. ولكن الفلمَ مخيفٌ.. دماء وتقطيع.. ولكن دون ألم، والموسيقى التصويرية تمثلت في الصمت الذي تمزقه همسات الطبيب الجراح مع الممرضات والتي ترتفع لدرجة الصياح أحياناً.. وهذا الجهاز الصغير الذي يمعن في القطع وأراه على الشاشة أمامي إنه يشبه تماماً المنجل شكلاً ومضموناً، ويذهب يمنة ويسرة، ويقطع هابطاً أو صاعداً.. وكل ما قطع جزءً أتت المياه مندفعة لتغسل ما تم قطعه وتذهب به نحو المثانة، ثم هناك قسطرة أخرى تشطف ما يتجمع بالمثانة للخارج.. يا للهول كل هذا بداخلي ؟ وكيف تم إدخال كل تلك الأجهزة لذاك المكان الضيق!؟ .. سبحان الله.. ثم انتهت العملية وحجزوني بغرفةٍ أخرى للمتابعة ومن ثم لغرفتي بالمستشفى.. هذا وعندما كنت بغرفة المتابعة ذهب الطبيب لزوجتي وطمأنها بكل لطفٍ عن حالتي، تماماً كما فعل عندما نُقلت لحجرة العمليات..
    في حجرتي وبعد العملية اكتشفت بأنه قد رُكبت لي ثلاث قسطرات.. الأولى لإنزال الدواء لساحة المعركة مباشرة.. والثانية لإخراج الدم والبول.. أما الثالثة وهي الأقصر فنهايتها مغلقة. وعندما سألت الطبيب عن فائدتها قال (إنَّ بالوناً صغيراً يوجد في نهايتها يفصل الجدران المجروحة من بعضها البعض كي لا تلتصق وبه ماء).. فقلت (بالوناً.. والله ده الناقص.. كيف يا دكتور أدخلت بالوناً لتلك الدهاليز الضيقة وعبر ممرات مستحيلة ؟؟؟) .. فأجاب.. لا .. لا.. لا تخف فقد قمنا بتزويد البالون بالماء عبر القسطرة بعد أن أدخلناه أي البالون للداخل، وعندما تبرأ الجروح سنقوم بإخراج الماء من البالون أولاً ثم سحبه مع بقية المسائل)..
    وهذا ما حصل يوم خروجي من المستشفى، فقد تم سحب الماء من البالون عن طريق حقنة.. عندها قلت للطبيب كيف ستسحب كل تلك القسطرات والبالون (المِنَفِّس) ده؟.. فضحك وطلب مني أن (أكُح)، وتزامناً مع (كَحَتي) سحب الجميع دفعة واحدة وبيد سحرية وبحيث لم أشعر بأي ألم..
    أخيراً أقول بأني زرت هذا الطبيب الإنسان بعد عدة أيام من العملية، ولم يأخذ أجراً.. فقلت في نفسي ربما هذا الأمر يتبع تكلفة العملية (علماً بأن التكلفة كانت متواضعة).. وطلب مني زيارته بعد ثلاثة أشهر فزرته ولم يأخذ أيضاً أجراً.. وطلب مني أن أزوره بعد إجراء بعض الفحوصات فزرته ولم يأخذ أجراً.. وفي هذه المرة الأخيرة قلت لممرضتيه بأنني سوف لن أحضر مرة أخرى طالما أنه لا يأخذ مني أجراً !. هذا وقد دفعني هذا الأمر لمقارنته مع بعض الأخصائيين وعلى وجه الخصوص أطباء دول الجوار الذين يعشقون المال عشقاً جما. ونحن لا نطالب بأن نُعالَج بالمجان، ولكن المعقولية مطلوبة.. فلله درك يا هذا الطبيب الأخصائي والشاب المبدع الإنسان.. وليهنأ بك المغرب الذي تنتمي أليه ويُشَرِّف كل منكما الآخر.. فأنت قمة في العلم والأدب والذوق والتطبيب، فليباركك الله ويطيل عمرك سنيناً وسنيناً حتى تعطي من إبداعاتك الشفاء بإذن الله لكل متألم يطرق بابك، وليُكثر الله من أمثالك..

    توفيق عبدا لرحيم منصور (أبو مي)



    © Copyright by sudaneseonline.com

    http://www.sudaneseonline.com/ar/article_11998.shtml
                  

06-26-2007, 01:14 AM

سيف النصر محي الدين محمد أحمد

تاريخ التسجيل: 04-12-2011
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أدب البروستاتا (Re: Dr. Faisal Mohamed)

    شكرا يا دكتور فيصل على ايرادك لهذا المقال الممتع .
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de