|
شيخ حارتنا
|
>> نزار قباني >> شيخ حارتنا
شيخ حارتنا
شيخ حارتنا
أقمنا نصف دنيانا على حكمٍ وأمثالِ وشيّدنا مزاراتٍ .. لألفِ .. وألفِ دجَّالِ .. وكالببغاءِ .. ردَّدنا مواعظ ألفِ مُحتالِ .. قصدنا شيخَ حارتنا ليرزقنا بأطفالِ فأدخلنا لحجرته وقام بنزع جُبَّتِهِ وباركنا وضاجعنا وعند الباب ، طالبَنَا بدفع ثلاث ليراتٍ لصنع حجابه البالي .. وعُدْنا مثلما جئنا بلا ولد .. ولا مالِ
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: شيخ حارتنا (Re: Mustafa Mahmoud)
|
>> نزار قباني >> زوجاتنا الأربَعْ
زوجاتنا الأربَعْ
قضينا العمر في المخدع وجيش حريمنا معنا وصكُّ زواجنا معنا وصكُّ طلاقنا معنا. وقلنا: الله قد شرَّعْ ليالينا موزَّعةٌ على زوجاتنا الأربعْ . هُنا شفةٌ .. هنا ساقٌ .. هنا ظفرٌ . هُنا إصبعْ كأن الدينَ حانوت فتحناه لكي نشبعْ ... تمتَّعنا "بما أيماننا ملكتْ" وعِشنا من غرائزنا بمستنقعْ وزوَّرنا كلامَ الله بالشكل الذي ينفعْ ولم نخجل بما نصنعْ عبثنا في قداستهِ نسينا نُبْلَ غايته .. ولم نذكر سوى المضجَعْ ولم نأخذ سوى زوجاتنا الأربَعْ
| |
|
|
|
|
|
|
Re: شيخ حارتنا (Re: Mustafa Mahmoud)
|
>> نزار قباني >> في مدينتنا
في مدينتنا
لماذا .. في مدينتنا؟ نعيشُ الحبَّ تهريباً .. وتزويراً ؟ ونسرقُ من شقوقِ الباب موعدنا .. ونستعطي الرسائل .. والمشاويرا .. لماذا في مدينتنا؟ يصيدون العواطفَ والعصافيرا ... لماذا نحن قصدير ؟ وما يبقى من الانسان .. حين يصيرُ قصديرا ؟ لماذا نحن مزدوجونَ إحساساً .. وتفكيرا ؟ لماذا نحن أرضيُّونَ .. تَحْتيّونَ .. نخشى الشمسَ والنورا ؟ لماذا أهل بلدتنا ؟. يمزّقهم تناقُضُهُمْ .. ففي ساعاتِ يقظتهمْ يسبّونَ الضفائرَ والتنانيرا .. وحين الليلُ يطويهمْ يضمّونَ التصاويرا ...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: شيخ حارتنا (Re: Mustafa Mahmoud)
|
>> نزار قباني >> بلادي ترفض الحُبَّا
بلادي ترفض الحُبَّا
بلادي ترفض الحُبَّا تصادره كأي مخدِّرٍ خطرٍ تطارده .. تطارد ذلك الطفل الرقيق الحالم العذْبَا تقصُّ له جناحيهِ .. وتملأ قلبه رُعبا ... بلادي تقتل الربَّ الذي أهدى لها الخصبا وحوَّل صخرها ذهباً وغطى أرضها عشبا .. وأعطاها كواكبَها وأجرى ماءها العذْبا بلادي . لم يزُرْها الربُّ منذُ اغتالتِ الربا .. وأجرى ماءها العْبا بلادي . لم يزُرْها الربُّ منذُ اغتالتِ الربا ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: شيخ حارتنا (Re: Mustafa Mahmoud)
|
>> نزار قباني >> صديقاتي ..
صديقاتي ..
سأكتبُ عن صديقاتي .. أرى فيها.. أرى ذاتي ومأساةً كمأساتي .. سأكتبُ عن صديقاتي عن السجن الذي يمتصُّ أعمارَ السجيناتِ .. عن الزمن الذي أكلتْهُ أعمدةُ المجلاتِ .. عن الأبواب لا تُفتحْ عن الرغبات وهي بمهدها تُذبحْ عن الحَلَمات تحت حريرها تنبحْ عن الزنزانة الكُبرى وعن جدرانها السودِ .. وعن آلاف .. آلاف الشهيداتِ دُفنَّ بغير أسماء بمقبرة التقاليدِ .. صديقاتي .. دُمىً ملفوفةٌ بالقطنِ ، نقود .. صكَّها التاريخُ ، لا تُهدى ولا تُنْفَقْ مجاميع من الأسماك في أحواضها تُخنَقْ وأوعية من البللور ماتَ فراشها الأزرق ... بلا خوفٍ .. سأكتب عن صديقاتي عن الأغلالِ دامية بأقدام الجميلاتِ .. عن الهذيان.. والغثيان .. عن ليل الضراعاتِ عن الأشواق تُدفن في المخداتِ .. عن الدَّوران في اللاشيء .. عن موت الهنياتِ .. صديقاتي .. رهائن تُشترى وتباعُ في سوق الخرافاتِ .. سبايا في حريم الشرق .. يَعْشنَ ، يمُتْنَ ، مثل الفِطْر في جوف الزُّجاجاتِ صديقاتي .. طيورٌ في مغائرها تموتُ بغير أصواتِ ... يَعْشنَ ، يمُتْنَ ، مثل الفِطْر في جوف الزُّجاجاتِ صديقاتي .. طيورٌ في مغائرها تموتُ بغير أصواتِ ...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: شيخ حارتنا (Re: Mustafa Mahmoud)
|
فأدخلنا لحجرته
وقام بنزع جُبَّتِهِ
وباركنا
وضاجعنا
وعند الباب ، طالبَنَا
بدفع ثلاث ليراتٍ
لصنع حجابه البالي ..
وعُدْنا مثلما جئنا
بلا ولد .. ولا مالِ
| |
|
|
|
|
|
|
|