|
Re: الحركة الشعبية تعتزم اليوم إعلان موقفها من شراكة الخرطوم . (Re: نصار)
|
ربما كان إتفاق الشراكة بين الحركة والمؤتمر الوطني قد جاء نتيجة للحرب , لكن الرجوع إلى الحرب لن يكون قرار أطراف الشراكة السودانيين وحسب ... لهذا فلا أعتقد أن فى حراك حكومة الجنوب بزعامة القائد سلفاكير ما يقود إلي الحرب ... لكنه فى تقديري عنصر ضغط فى إتجاه تنفيذ أفضل لمقررات الشراكة .
فالمؤتمر الوطني ظل يستفز الحركة بإصدار قرارا دون موافقة وربما حتى مشاركة الحركة , كما أن هناك تسويف ملحوظ فى تنفيذ كثير من الاجندة الهامة خاصة لجهة تكوين المفوضيات الخاصة بالإنتخابات والتعداد السكاني والجهاز القضائي وما يتصل ... كما أن قضية دارفور شغلت المجتمع والحكومة والمعارضة والمجتمع الدولي وعلى نحو تدحرجت فيه مقررات الشراكة وأبعادها الإلزامية ومستوى تنفيذها إلى أولوية متأخرة , إضافة إلى ما يمكن وصفه بالصراع داخل الحركة بين تيارات وشخصيات لم تعد منسجمة في رؤيتها لدور الحركة ولنظام الشراكة ولحكومة الجنوب ... بل وحتى النظر إلى المستقبل السياسي للجنوب أو للوطن على حد سواء ... وبالطبع فإن المؤتمر الوطني يزيد في طين الحركة بله , وذلك بالإختراق والإستقطاب من وراء ظهر الحركة , وذلك فى إطار التصفية المتدرجة لمشروع الشراكة والإلتفاف الناعم حولها , حتى يصبح من جديد المؤتر الوطني هو الحاكم الأوحد للبلاد .
فمن حق سلفاكير أن يطلق هذه الصرخة , لكن من غير المتوقع أن يفضي موقفه هذا إلى حرب أخرى , فعل الأقل أصبح هناك من المكاسب ما يستحق الحراسة ... أقله السلام وحفظ أرواح أهلنا فى الجنوب , وكذلك حق تقرير المصير , إضافة إلى المشروعية التي إكتسبتها الحركة من خلال توقيعها على إتفاق نيفاشا , على مستوى المجتمع السوداني والمجتمعين الإقليمي والعالمي .
أتمنى أن يكون إنسحابا تاكتيكا لإعادة ترتيب الصفوف , ولإعداد العدة التي تتطلبها المرحلة , ولمراجعة الأخطاء وإعدالها , مع إعتبار المتغيرات التي حلت على الأرض منذ توقيع الإتفاق وإلى الآن ... ولا غرو أن تفعيل أوضاع الحركة وحكومة الجنوب يبدأ بحل مشكلة دارفور , حتى تنضاف قوى جديدة لمواقع السلطة وإتخاذ القرار ربما يعين فى كف يد المؤتمر عن التلاعب بالآخرين , كما أن إنهاء حرب دارفور يعيد الأولوية لإتفاقية السلام الشاملة , لتأخذ مجراها فى قلب هذه المرحلة من عمر السودان .
شكرا أخ دينق ... على عرض هذا الموضوع الهام .
مع مودتي
|
|
|
|
|
|