|
السودان !
|
السودان وطن مازال الله , حتى يومنا هذا , ينحت على وجهه الخلاسي ملامح الهويه.. أي أنه, لو أمكن القول, لسه طازه . كان يمور في زنوجته حتى بدايات القرن الرابع عشر , حين جائته الإعراب بديانات سماويه ومنظومه ذكوريه ولغه .. كانت طيور القبائل الافريقيه أثناء ذلك ,وبعده, ثحط على شباكه ناقلة عدوى الثقافات واللون واقتراحات الجسد.. بلد !! ينتهك انوثة صحرائها نهر عظيم , يشبه عاشقا صدره مليان أكسجين..على مائه تصارخت قبائل وعلى ضفافه التقت قبائل وتزاوجت.. السودان دائما حنين الى البدايه.. عارفة ؟ ذلك المنحنى الخشبي الذي يمسكهالفنانون بتوع فرنسا في ايديهم اليسرى ؟ الذي يضعون عليه الألوان ولخبطات الزيت ؟ .. بس ! السودان كده .. يعني ما هواش لوحه .. بل شهوة الى التكوين. .................... مازال السودان يتمطى متثائبا وهو يرد على سؤال الاكتمال .. مخربدا في طفولة ناشذه . حتى المدن فيه مازالت على حافة السؤال الحضري . يعتقد الناس من البلاد التانيه أننا كسالى . لا يهم ’ فاليقاع عندنا لحظي .. حسب درجة الحرارة,كثافة المطر ,وحزن البلاد . والحاجات عندنا متسعة : حوض النهر , صدور الناس ( البنات خصوصا ) , براحات المواعيد, فوهات البنادق ,حيشان البيوت,خطب الساسه , وتآاويل النصوص الدينيه . نشرب الخمر في حزننا وفرحنا وحلنا وترحالناوصباح العيد , مرددين مع أول كاس " من عصاني يوم العيد عصيته يوم الوعيد " .. ثمة ثلاث فرق لكرة القدم وسباح مشهور وحزب شيوعي ونقابة اطباء عليله وجهاز أمن دوله (حيث لا دوله أصلا ) , ومدارس وتاريخ ملفق وعلم من أربع ألوان ,وأعياد قوميه تتبدل بتبدل الحكومات... و أحدعشر كوكبا...
طلال
|
|
|
|
|
|