ضباط الشرطة المحالون للصالح العام ....إمعان فى الظلم...وسلب للحقوق..... حشفاً وسؤ كيلة؟؟!!!!!

علي بابا واللصوص و ...الشرطة!!!!


مصعب الريح رشاش.



(1) ما حاق بـ(أمّات طه) من مصير تراجيدي قديماً انسحب على حفيداتهن فيما بعد . فعندما داهم اللص منزل بنات طه وأخذ يجمع الأشياء هرعن إلى شقيقهن الوحيد (عوض طه ) الذي كان غارقاً في النوم . ولما لم يستيقظ عوض الثمل من نومه توكلن على الله وقصدن مخفر الشرطة للتبليغ . ولكن عندما حضر أفراد الشرطة كان اللص قد غادر المنزل بغنيمته . فتشوا عنه فلم يجدوه ووجدوا ( عوض طه ) يشخر. من هذا النائم ؟ . قلن : هذا عوض شقيقنا . قاموا بإيقاظه ولما اشتموا فيه رائحة الوقود الحيوي ساقوه الى القسم وحرروا في مواجهته بلاغ سكر .


(2) صديق العمر علي بابا رجلٌ مؤمن وعلى خلق ودين . هكذا وصفته لأهل مخطوبته – زوجته فيما بعد – قبل ست سنوات عندما كنت ناطقاً رسمياً باسم الوفد الذي ذهب لتوقيع الاتفاق الإطاري لخطوبته . ولكني مؤخراً بدأت أشك في حقيقة ما وصفته به . فقد لدغ من جحر واحد مرتين . استطاع اللصوص أن يسرقوا منزله من خلال نافذة واحدة مرتين . في المرة الأولى ذهب إلى مخفر الشرطة شاكياً عند الرابعة صباحاً بعد اكتشافه السرقة ولكن إجراءات فتح البلاغ لم تكتمل إلا عند الحادية عشرة صباحاً وكانت تلك الفترة كافية لأن يهرب اللص بمسروقاته من مسرح الجريمة بالكلاكلة إلى داخل حدود جمهورية أثيوبيا الشقيقة. وبعد أن تم قيد البلاغ ضد مجهول لم يذهب شرطي واحد معه لمعاينة مسرح الجريمة للقيام بالإجراءات الروتينية . بعض العقلاء قالوا له بأنه حتى يجتهد معه الشرطيون في أمره فإن ( الحكاية محتاجة دفرة ) ولكنه أقسم على ألا يخسر مرتين . فعلى ذلك عندما سرق اللصوص منزله مجدداً عبر ذات النافذة لم يذهب لإبلاغ الشرطة بل انتظر مطلع الشمس التي لم يستطع عليها صبرا ليقوم بجلب ( حداد ). قال الحداد : آتونى زبر الحديد و كثيراً من السيخ و( الساكسبيندا ) ولم يجدوا له قطرا . فقام بعمل شبكات حديدية حول النوافذ والأبواب حتى أننى عندما رأيتها للوهلة الأولى حسبت أن الجندي المختطف ( جلعاد شاليط ) لا شك يُقيم بداخلها.



(3) في ستينيات القرن الماضي – قبل أن ( تجوط ) فيما بعد – كان الشرطي يقف أمام منزله في الصباح الباكر وكل شيء فيه يلمع حتى تأتيه سيارة الترحيل . تنزله السيارة في نقطة ارتكازه وتذهب . تأتيه سيارة الشاي في وقت معلوم وتزوده بالشاي واللبن والقهوة والكيك . بعدها وفي ساعة محددة تأتيه سيارة تحمل له ما لذّ وطاب للإفطار. ثم تأتيه سيارة الشاي مجدداً بعد الإفطار . بعد انتهاء نوبته تأتيه سيارة الترحيل مجدداً لتوصله الى منزله. و من يأتي بعده تتناوب عليه سيارات الغداء والشاي والعشاء . والشرطي كان لا يذهب إلى السوق ويشتري شيئاً باللباس الرسمي ويحمله بين يديه . بل كان يذهب معه
( المرمطون ) ليحمل عنه ما يُحرِّم عليه لباسه الرسمي حمله .هكذا كان يحكي الشرطي السابق الجد ( هرون محمود ) والذي مضى يقول إنه عندما كان يعمل في المسرح القومي مثلاً في ليلة فيها احتفال عام كان الأزهري يمر به ويحيه باسمه وكذلك مبارك زروق وإسماعيل حسن ووردي وكثير من مشاهير وأعيان المجتمع آنذاك . أعرفتم الآن ما زاد أداء الشرطة ماء ؟ الشرطي بالطبع يتحمل بعض الوزر . ولكن كما يقول اليكسندر دوماس : ( إذا أردت أن تحكم على بغي ففتش عن سبب عهرها ) . يتوارى التفاني والإبداع بل وأداء الواجب خلف بوابات الانتظار لأجل غير مسمى عندما يعمل المرء في مهنة يُصارع فيها من أجل البقاء. اليوم يتقاضى الشرطي مرتباً مثل قضيب الآيسكريم . سرعان ما يذوب حتى قبل أن ينصرف الشرطي من عمله ويقصد منزله . وبذلك تصبح حاجته لمجرد كوب من الشاي باباً لمفسدة وإفساد وتعطيل للواجب . و عندما يصطرع الأعور مع الأمعاء الغليظة والاثنا عشر يستحق الجوع وقتها أن يقال له كافر . وبعدها (عينك ما تشوفش إلا النور ) . لقد صارت قصص تجاوزات أفراد الشرطة وفنونها العجيبة أمراً لا ينعقد له حا######## . بات الناس يلوكون تلك القصص حتى صارت بطعم الخشب ولم يتغير شيء . فمعظم الفساد يصبح سلوكاً تنبته وترعاه البيئة الصالحة لنموه . لذلك يجب تحسين تلك البيئة و من ثم إعادة الشرطة سيرتها الأولى . لأننا تجاوزنا نقطة الصفر كثيراً إلى الوراء . بعدها يجب الاهتمام بالكيف وليس الكم . فقديماً مثلاً كان في مدينة الأبيض شرطيا مباحث هما ( أبوعبيدة) و (حمد النيل) كانا يكشفان في فترة وجيزة غموض أي جريمة تحدث في كل شمال كردفان . أما الآن فهناك مشهد يكاد يحدث كل يوم في أكثر من شارع من شوراع العاصمة . صافرات هادرة وهتافات مرعبة تنبعث من قافلة تضم عدداً من الشاحنات والبصات التي تحمل مئات الشرطيين . وعند التقاطعات وفي كثير من المواقع تجد العديد من سيارات الشرطة تربض وحولها أعداد كبيرة من الأفراد المدججين بالسلاح . ورغم ذلك يشكو الناس قلة الطحين!!!!