مواضيع توثقية متميزة

العلمانية هي مخرج جميع ازماتنا

نعى اليم ...... سودانيز اون لاين دوت كم تحتسب الزميل فتحي البحيري فى رحمه الله
وداعاً فتحي البحيري
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-27-2024, 08:53 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مواضيع توثقية متميزة
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-11-2005, 01:25 PM

Sabri Elshareef

تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 21142

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العلمانية هي مخرج جميع ازماتنا (Re: Sabri Elshareef)

    هل هناك مفهوم للحكم وللسلطة

    في الفكر الإسلامي؟





    د. نصر حامد أبو زيد



    السؤال الذي أتعامل معه هو هل هناك مفهوم للحكم وللسلطة بالمعنى السياسي في الفكر الإسلامي. وحين أقول الفكر الإسلامي أجد نفسي أمام ضرورة التمييز الإجرائي بين النصوص التأسيسية (القرآن والسنة) وبين التجربة التاريخية لما يسمى بـ(الدولة الإسلامية).

    ولا أعني بالتمييز الإجرائي، أن هناك انفصالاً تاماً بين النصوص التأسيسية والتجربة التاريخية، لأن هناك كثير من الباحثين يريدون صنع هذا التمييز بهدف إدانة التجربة التاريخية باعتبارها تجربة كانت خارج النصوص، وفي مثل هذه الإدانة والتمييز يتم التعامل مع النصوص التأسيسية نفسها بوصفها نصوص خارج التاريخ أي أنها نصوص لا تحمل في بنيتها وفي دلالاتها بصمة التاريخ وبصمة اللغة والثقافة.

    وكمنهج للبحث، أتجنب هذا الفصل التام بين النص التأسيسي وبين التجربة التاريخية، فلا أريد أن أدين التجربة التاريخية للمسلمين، ولا أريد أن أزعم كما يزعم البعض أن التجربة التاريخية والسياسية كانت نوعاً من الانحراف. إن التجربة التاريخية جزء من تجربة الجماعة الإسلامية وجزء من الفكر الإسلامي. وبالمقابل فإن الفكر الإسلامي جزء من التجربة التاريخية والسياسية للإمبراطورية الإسلامية.

    والتساؤل يتضمن محاولة الإجابة عن (هل هناك في النصوص التأسيسية مفهوم للحكم وللسلطة؟ وما علاقة هذا المفهوم إذا كان موجوداً بالتجربة التاريخية).

    من خلال استعراض القرآن والسنة النبوية الموثقة أعتقد أنه يصعب الحديث عن نسق فكري يحدد ماهية السلطة أو ماهية الحكم بالمعنى السياسي.

    إن الاستدلالات المتأخرة والتي بدأها أبو العلا المودودي في باكستان ونقلها سيد قطب، ثم أصبحت جزءاً من الخطاب الديني الراهن، تتعامل مع مجموعة من آيات القرآن تتحدث عن الحكم، وهذه الآيات في سورة المائدة. ولا يحتاج الأمر إلى كثير من الجدل لكي نقول إن الحكم في التداول القرآني يعني القضاء ولا يعني الحكم في المعنى السياسي، ولكن يتم دائماً توسيع الدلالة لكي نصل إلى نظرية معاصرة، أو تضييق الدلالة لكي نحصر المعنى في إطار تاريخي. ولكن هناك في التجربة النبوية ما يمكن أن يكون بذور تأسيس سلطة سياسية. فحين انتقل الرسول إلى المدينة، تم إبرام وثيقة المدينة التي يعتبرها كثير من الباحثين دليلاً على إنشاء الدولة. والتساؤل هنا هل إن هذه الوثيقة تعكس وعياً أو مفهوماً يمكن إخراجه إخراجاً تاماً من سياق الحياة العربية (التحالفات القبلية والأحلاف)؟ ألا تعكس هذه الوثيقة تحالفاً بين الجماعة المسلمة وبين سكان المدينة سواء كانوا يهوداً أو مشركين على ضرورة الاتفاق على حماية المدينة التي يعيشون فيها؟ من الممكن القول إن الأمر اتفاق سياسي ومن الصعوبة والخطورة الزعم بأن الأمر اتفاق سياسي بالمعنى العاصر، فلابد أن نضع الأمر في إطاره التاريخي. ويمكن القول إن النبي عليه السلام مارس دوراً له دلالات سياسية، دور رئيس المجتمع وقائده، ومارس صلاحيات ذات طابع سياسي. ولكن هل كان في ضمير النبي ووعيه وأقواله ما يمكن أن يقال إنه ينشئ دولة بالمعنى الحديث؟ هذا سؤال مفتوح.

    عشية وفاة النبي وقبل دفن جثمانه دار حوار في اجتماع سقيفة بني ساعدة. يقول الطبري كانت هناك ثلاثة معسكرات - ويتحدث والرواية منسوبة إلى عمر بن الخطاب - علي والمهاجرين وأهل المدينة. وبينما كان علي مشغولاً بدفن جثمان النبي، اجتمع أهل المدينة وخشي عمر أن يحاول أهل المدينة أن يجتثوا المهاجرين من الأمر. والحوار الذي دار بين المهاجرين والأنصار لا يعكس مفهوماً للحكم وللدولة ولا يعكس أي منظور ديني. إن المهاجرين كانوا يرون أن لهم الحق في أن يكونوا من ذوي السلطة في هذا المجتمع الجديد لأنه وبدون الهجرة كانت التجربة الإسلامية يمكن أن تتعرض لمصير آخر. وقالوا إن العرب لن تقبل إلا أن يكون هذا الأمر في قريش. فالحديث جرى عن تقاليد راسخة وإمكانيات القبول العربي. وعند الحديث عن خلافة أبي بكر، لا نجد إلا في المراجع المتأخرة كلاماً عن أن النبي عليه الصلاة والسلام نص أن تكون الخلافة في قريش. في الروايات المبكرة يدور الحوار حول ماذا يقبل العرب؟، هل يقبل العرب أن يكون هذا الأمر في قريش أو في غير قريش؟

    إن الحوار يدور في إطار تاريخي يمكن أن نفهمه باعتباره تأسيساً لسلطة ولكن لا يمكن اعتبار كل تأسيس لسلطة، تأسيساً لدولة.

    نشأت مشكلة الحكم (مشكلة الإمامة) مع الانفجار الأول (ما يسمى بأحداث الفتنة). وقد قسم هذا الخلاف الأمة في مرحلة مبكرة إلى سنة وشيعة. إن الصراعات التي تلت بين الأمويين والشيعة، والمذابح التي جرت، صراع سياسي عبر عن نفسه بشكل ديني. فصرخة الذين رفضوا التحكيم وأطلق عليهم اسم الخوارج فيما بعد واضحة. لقد قالوا: لا نريد أن يحكمنا مضريان إلى يوم الساعة. أي أن الرفض كان ضد حكم مضر والذي يعني حكم علي وحكم معاوية. وهكذا فإن المشكلة كانت حول رفض السلطة بالمعنى السياسي وليس بالمعنى الديني.

    مع الانفجار وانقسام الأمة، أصبحت هناك نظرية للحكم ترتبط بنظرية الإمامة ونظرية الميراث والسؤال هل كانت هذه النظرية دينية وهل ثمة في النصوص المؤسسة ما يعطي مشروعية لهذه النظرية؟

    لقد تم إنتاج ما يسمى بالرأسمال الرمزي الشيعي على أساس العلاقة بين علي والنبي وفي مواجهة ذلك أنشأ الأمويون رأسمالهم الرمزي السني. ونجد في كتاب الأشعري وقبله عند الشافعي هذا الدفاع عن قريش وعن الإجماع وتبرير الواقع التاريخي الذي حدث. وبدأت الصياغة اللاهوتية تنحو هذا المنحى - في نظرية أهل السنة - تبريراً لما حدث في التاريخ. فنجد الإشارة إلى وجود فتنة في اختيار أبي بكر وقى المسلمين شرها كما يقول عمر بن الخطاب. وجرى اختيار عمر بن الخطاب عن طريق تشاور أبي بكر مع بعض الصحابة. كما جرى اختيار عثمان عن طريق لجنة شكلها عمر بن الخطاب وراعى فيها العلاقة القبلية، أي تمثيل "القوى السياسية" الموجودة آنذاك.

    وكان السؤال: أتبايعني على كتاب الله وسنة رسوله وسنة الصاحبين. وهنا أضيف إلى النصوص التأسيسية التجربة التاريخية القصيرة جداً. وهنا كان علي موافقاً على الكتاب والسنة ولكن لم يكن موافقاً على إضافة تجربة الصاحبين باعتبارها نصاً. وهنا قال: أجتهد رأي ولا آلو. ولكن هذا الشرط - شرط تواصل التجربة التاريخية - كان قد قبلها عثمان.

    لقد كان هناك نزوع لوضع التجربة التاريخية جزءاً من النص الديني، وقد أصبحت تلك التجربة جزءاً فيما بعد وأطلق عليها اسم الإجماع. فمادام الناس قد أجمعوا على اختيار أبي بكر وعمر فإن هذا الاختيار صائب وصحيح. وسنجد أن هذه الفكرة تتنامى لتخرج من هذا النسق السياسي الضيق لتتحول إلى نسق سياسي أوسع، حين سمّي العام الذي تنازل فيه الحسن لمعاوية (عام الجماعة). وانتقل عام الجماعة من معناه السياسي إلى معناه الفقهي، وأصبح الإجماع مبدأ فقهياً وبالتالي أصبحت نظرية الإمامة كلها تناقش من منظور الإجماع.

    وحين نصل إلى القرن السادس والسابع الهجري، نجد الآمدي يقول: إن قضية الإمامة ليست قضية دينية، وإنه يستحسن على المسلم أن يتجاهل هذه القضية لأنه حتى إذا أحسن البحث فيها فهو في خطأ، ولكنه يعود فيقول بما أن المتكلمين يبحثون قضية الإمامة فليس أمامنا إلا أن نبحث هذه القضية. وهكذا أصبحت الإمامة جزءاً من بنية التفكير الديني وجزءاً من بنية النسق الديني.

    إذا تتبعنا الكتابات حول نظرية السلطة ونظرية الإمامة من أول الماوردي في القرن الرابع حتى نصل إلى الغزالي في القرن الخامس ونمر مروراً سريعاً فنجد مثلاً أن الإمام الشافعي في الرسالة يؤكد سلطة قريش بطرق شتى. وأول هذه الطرق أنه يفسر قوله تعالى (إنه ذكر لك ولقومك) في القرآن بمعنى إعلاء الشأن أي أن الذكر يعني إعلاء الشأن والسمعة الطيبة، وأن القرآن سيكون إعلاءً لشأنك ولقومك أي قريش. بل إن المرويّات التي تتحدث عن فضل قريش على الناس يوردها الإمام الشافعي دون أن يعرضها إلى أي نقد رغم أنه كان محدثاً وناقداً. كما نجد الأشعري يدافع عن التجربة التاريخية باعتبارها نصوصاً وباعتبارها إجماعاً للمسلمين.

    ومن خلال تتبع تاريخ الخلافة أو الملك نجد أن ما تحقق على أرض الواقع وما نسميه بالدولة الإسلامية، كانت بنية إمبراطورية وجزءاً من سياق الإمبراطوريات القائمة في ذلك الوقت، حيث كانت تلك الإمبراطورية تتكون من أقاليم ولكل إقليم قدر من الاستقلالية على المستوى الإداري والقانوني، مع وجود سلطة تتمثل في الخليفة تمارس صلاحياتها من خلال الإدارة ومن خلال المؤسسة العسكرية وتترك للسلطات المحلية ممارسة السلطة في أقاليمها. وبرأيي إن نظرية الخلافة كما صاغها الفكر الإسلامي نظرية ترتبط بنسق سياسي هو النسق الإمبراطوري وقد سمي الإمبراطور بالخليفة، بصرف النظر عما إذا كانت الشورى قد وظفت بمعنى ضيق جداً ومبكراً، ثم اختفت الشورى وأصبحت في ترشيح يزيد إما السيف وإما يزيد. وعليه لا يمكن أن نطلق على هذا النظام السياسي كونه نظاماً يتخذ بعداً دينياً، فلم تكن هذه الدولة دولة دينية بالمعنى الدقيق أو بالمعنى الذي يسعى إليه البعض في إنشاء دولة دينية.

    أما أبو حامد الغزالي والذي له رسالة هامة في الرد على الباطنية، كتبها بإيعاز من الخليفة العباسي في وقت كانت الاغتيالات قد طالت نظام الملك، فإنه يرفض من خلال عقلانية واضحة بأن هناك قضية الإمامة ولكنه وفي نهاية الكتاب، وهو يريد أن يعطي مشروعية للخلافة العباسية القائمة يعود ويستعيد كل مصطلحات الشيعة بما في ذلك النص ويفعل ذلك بنفس الطريق الذي بدأه الإمام الشافعي الذي يقول: إن الخلافة مشروعة إذا ادعاها قريشي سواء وصلها بالقوة أو بموافقة المسلمين أي بالشورى أو وصل إلى القوة بالشوكة. أي لا يهم كيفية الوصول إلى الخلافة مادام الخليفة قريشي. وهنا يقول أبو حامد الغزالي يكفي لاختيار الأمة رجل واحد له شوكة فإذا اختار الخليفة رجل واحد له شوكة، يعتبر هذا الاختيار مشروعاً. ويجعل من هذا الاختيار أيضاً شيئاً إلهياً مقدساً على اعتبار أن الله تعالى أمال القلوب.

    وعندما بدأت السلطة المركزية للخليفة تتحلل وتكونت الدولة الشيعية في المغرب وبدأت المنافسة بين أكثر من دولة وبدأ استقلال الأقاليم، برر الماوردي الوضع الجديد بفكرة التفويض بمعنى أن الخليفة يفوض السلاطين في ممارسة السلطة. لقد انتقلت السلطة من الخليفة إلى السلاطين في الواقع العملي، ثم وضعت نظرية التفويض لتبرر هذا التحلل المركزي للسلطة المركزية. وإذا تتبعنا كتب الفقه في مناقشة قضية الخلافة نجد أنها تبرير دائم بأثر رجعي وتنظير بأثر رجعي لما حدث فعلاً في التاريخ.

    إن التجربة التاريخية تقول بأن الخلفاء والسلاطين مارسوا الحكم في ظل إمبراطورية وتركوا المجال للسلطات المحلية حرية تطبيق القانون.

    ولكن في كل هذا الوضع لم تكن مؤسسة الفقه جزءاً من بنية الإمبراطورية. لقد كانت هناك علاقة بين الفقهاء والخلفاء والسلاطين، ولكننا نعرف تاريخياً موقف الإمام مالك وموقف الإمام (أبو حنيفة) ورفضهما لكي يقوموا بأي دور رسمي في إطار السلطة السياسية. إن بعض الفقهاء، وبالتحديد تلامذة الإمام أبي حنيفة، كمحمد بن حسن الشيباني وأبو يوسف قد أصبحا قضاة، ولكن إلى أي حد ينفذ القاضي قانوناً يمكن أن يسمى (قانون الإمبراطورية). فالقاضي هنا فقيه ومفتي وينفذ القانون وفقاً لمدرسته الفقهية.

    وكان للقاضي درجة من الحرية لكي يختار هذه الفتوى أو تلك، بحيث يصعب أن نتصور بأن هناك دولة يحكمها قانون موحد والدليل على ذلك وجود المدارس الفقهية الأربع في الإطار السنوي. وهناك اختلافات حول أصوب الآراء وأرجح الآراء داخل كل مدرسة. وهكذا فإن القانون والفقه لم يكونا يمثلان مؤسسة بالمعنى الذي يجب أن يمثله القانون في الدولة الحديثة.

    وهكذا نجد أنفسنا أمام كتب ومؤلفات لا نستطيع أن نعد فيها عدد الفتاوى والأحكام. وهنا يصبح السؤال حول الشريعة وتطبيقها سؤالاً بحاجة إلى كثير من التحديد.

    وإذا كانت الصياغة اللاهوتية لمفهوم الخلافة، وهو مفهوم مركزي بالنسبة لمطالبة التيارات الإسلامية المعاصرة لإقامة الدولة الإسلامية، فعلينا دراسة الأمر وفق المستجدات الحديثة.

    بعد الحرب العالمية الأولى وبالتحديد في عام 1924 ألغيت الخلافة في تركيا وأجد أن هذا الأمر قد حصل في سياق انتهاء فترة الإمبراطوريات ونشوء مفهوم الدولة الحديثة التي بدأت في أوروبا قبل الحرب العالمية الأولى. وقد نشأت الدولة القومية في تركيا بفعل الصراع والاحتلال الذي حصل لتركيا ومسعى الكماليين لاستعادة السيادة على الأناضول وقد نشأ المجلس الوطني في تركيا الذي فصل السلطة عن الخلافة.

    ومع إلغاء الخلافة وفي ظل عهد الاستعمار، حرم المسلمون من وحدتهم الرمزية المتمثلة بالخليفة، وفي مسعى نشوء الدولة القومية الحديثة في العالم الإسلامي نشأ الحوار مرة أخرى حول الخلافة واختلط السياسة والفقه مرة أخرى. ونجد كتباً دافعت عن الخلافة باعتبارها نظاماً إسلامياً وأن عدم وجود الخليفة يعني أن الأمة تعيش في جاهلية، (هذا ما كتبه رشيد رضا عن الإمامة العظمى) وهذا ما كتبه (كاتب تركي وهو مصطفى صبري) مهاجماً قرار الكماليين.

    كما نجد مناقشة عميقة في كتاب المجلس الوطني الكبير حول الخلافة وسلطة الأمة مناقشة تفصيلية. وانتهى مؤلفو الكتاب إلى أن الخلافة كانت نظاماً تاريخياً وهذا النظام التاريخي ليس دينياً، ومن حق المسلمين أن يختاروا أي شكل من أشكال الحكم التي تتلاءم مع الظروف الجديدة.

    ناقش علي عبد الرازق هذه القضية في كتابه وتعرض على إثر ذلك إلى سحب شهادته العلمية وفصله من الوظيفة وتعرض لمحكمة تفتيش، وكان الكتاب جزءاً من معركة سياسية في وقت كان الملك فؤاد والشريف حسين يريدان أن يكون كل منهما خليفة للمسلمين.

    في عام 1948 تأسست جماعة الإخوان المسلمين ومن أهداف الجماعة إقامة الدولة الدينية في مصر. وحسب رأي حسن البنا: إن الإسلام أصبح غريباً في مصر ومن الضروري إعادة أسلمة المجتمع. وإذا قام حكم إسلامي في مصر وحكم إسلامي في بلدان أخرى يمكن أن تتوحد وتكون بداية لإنشاء منصب الخلافة.

    وأشار الشيخ يوسف القرضاوي كممثل لفكر إخوان المسلمين المعتدل في حوار له مع سيد يسين، أشار إلى أن الخلافة شأن ديني وجزء من العقيدة وبما أنها جزء من العقيدة فإنها يجب أن تكون غاية يسعى لها المسلمون جميعاً. أي أن الأمر غاية دينية وليس تجربة تاريخية.

    وسواء كانت إعادة تأسيس الخلافة جزءاً من البرنامج السياسي للحركات الإسلامية المعاصرة أم لم تكن، فإن المطلب الرئيسي في الخطاب الإسلامي السياسي يظل هو تطبيق الشريعة الإسلامية سواء في ظل دولة دينية أو دولة تحكمها الشريعة والإسلام. قبل الحديث عن هذا الموضوع لابد لنا أن ندافع جميعاً عن تأسيس الديمقراطية واستقلال المؤسسات الذي يعني استقلال السلطة التشريعية والسلطة القضائية وعدم تأثير السلطة السياسية على السلطات الأخرى. وإذا كان للمسلمين أن يختاروا أن تحكمهم الشريعة فهذا أمر مشروع ولكن يظل السؤال ما المقصود بالشريعة؟

    إن الشريعة مجموعة من القوانين وليست قانوناً واحداً. فالبعض يقول إن الشريعة هي المبادئ التي جاء بها القرآن، ولكننا اليوم بحاجة إلى قراءة مجددة لإعادة استنباط هذه المبادئ ولا نستطيع أن نقف عند المبادئ التي وقف عندها الشاطبي مثلاً، أي حماية النفس وحماية المال وحماية الدين وحماية العرض، لأن أية دراسة مبسطة ستكشف أن هذه المقاصد الكلية للشريعة هي منتزعة من قانون العقوبات أو من الحدود. فحفظ العرض موجه ضد الزنا وحفظ المال موجه ضد السرقة وحفظ النفس موجه ضد القتل وحفظ الدين موجه ضد الردة، رغم أنه ليس هناك عقوبة دنيوية للردة في القرآن.

    إن الاستنباط الذي استنبطه الفقهاء لما يسمى المقاصد الكلية للشريعة كان مبنياً على قراءة جزئية للقرآن، قراءة لبضع مئات من الآيات. وهنا أجد أن المسلمين يحتاجون إلى قراءة لمجمل الرسالة القرآنية ولمجمل التجربة التاريخية للفترة النبوية، لإعادة استنباط المقاصد الكلية للشريعة، لأن ما يسمى بالشريعة خلط بين الفقه والمقاصد الكلية للشريعة.

    إن الكثيرين يميزون نظرياً بين الفقه والشريعة. ولكن في تعاملهم الفعلي مع الشريعة نجد أنهم يتعاملون مع الفقه.

    لقد كانت هناك محاولات منذ إنشاء الدولة الحديثة في العالم الإسلامي لتقنين الشريعة. فقد جمع محمد علي علماء الأزهر وقال لهم: لا أريد أن أحكم بشيء حرمه الله، لكن اجتمعوا وضعوا لي قانوناً. وقد فشل علماء الأزهر آنذاك وقالوا ما وصلنا إلى شيء.

    إن المشكلة تكمن في تحويل الشريعة إلى قانون يفهمه الناس فإذا تركت الشريعة في بنيتها كما هي فإننا نكون أمام حالة إعادة إنتاج إمبراطورية حيث يقرر كل مفتي وكل فقيه وكل واعظ بالرأي الذي يراه صواباً. وهذا الأمر يتعارض مع الدولة الحديثة التي تعني سيادة القانون.

    وفي مصر نشأ نظامان قضائيان، وفي محاولة توحيد النظام القضائي جرى بشكل أو آخر جعل الشريعة محصورة في الأحوال الشخصية. فمحاكم الأحوال الشخصية في مصر محاكم مدنية محكومة بما يسمى الشريعة ولكن أية شريعة؟!

    فقد ورد في القانون (ما لم يرد فيه نص في هذه اللائحة فيمكن الحكم فيه طبقاً لأرجح الأقوال في مذهب الإمام أبي حنيفة).

    وهنا تخيل أن القاضي في هذا العصر الحديث عليه أن يدخل في مجمل الفقه الحنفي منذ منتصف القرن الثاني الهجري إلى يومنا هذا لكي يبحث عن أرجح الأقوال لحل قضية معينة.

    وفي الواقع فإن القاضي يرجع إلى آخر كتاب ويعرض الرأي الحنفي ويعطي رأيه. لقد أعطيت للقاضي وظيفتان متناقضتان، وظيفة المشرع ووظيفة الحاكم في عصر استقلت فيه السلطة التشريعية عن السلطة القضائية.

    إن البعض يريد حكم الشريعة بالمعنى المتداول في ظل إمبراطورية دون أن يدرك بأننا نحتاج في العصر الحديث أن تكون الدولة مقننة.

    إن الناس أحرار في اختيار الشريعة ولكن يجب أن تكون الشريعة مقننة ومعروفة من قبل القاضي والمحامي، وأن يكون هناك نظام تعليم واحد في القانون لكي يستطيع المواطن أن يعرف حقوقه وواجباته طبقاً للقانون.

    إن هذه الازدواجية قائمة والمسؤول عنها بشكل أساسي هو التمسك بمفهوم الشريعة دون فحص نقدي والخلط بين الشريعة والفقه دون إدراك كون الفقه بنية لا علاقة له بما يسمى بالقانون في الدولة الحديثة.

                  

العنوان الكاتب Date
العلمانية هي مخرج جميع ازماتنا Sabri Elshareef05-01-05, 04:26 PM
  Re: العلمانية هي مخرج جميع ازماتنا Sabri Elshareef05-01-05, 04:43 PM
  Re: العلمانية هي مخرج جميع ازماتنا Sabri Elshareef05-01-05, 05:48 PM
    Re: العلمانية هي مخرج جميع ازماتنا محمود الدقم05-18-05, 05:14 AM
      Re: العلمانية هي مخرج جميع ازماتنا محمود الدقم05-18-05, 05:19 AM
  Re: العلمانية هي مخرج جميع ازماتنا Sabri Elshareef05-01-05, 05:49 PM
    Re: العلمانية هي مخرج جميع ازماتنا yumna guta05-01-05, 08:40 PM
  Re: العلمانية هي مخرج جميع ازماتنا Sabri Elshareef05-01-05, 08:50 PM
  Re: العلمانية هي مخرج جميع ازماتنا Sabri Elshareef05-01-05, 09:39 PM
  العلمانية حتمية تاريخية هشام المجمر05-02-05, 05:51 AM
    Re: العلمانية حتمية تاريخية معتز تروتسكى05-02-05, 07:09 AM
  Re: العلمانية هي مخرج جميع ازماتنا Sabri Elshareef05-02-05, 07:30 AM
    Re: العلمانية هي مخرج جميع ازماتنا أحمد أمين05-02-05, 08:02 AM
    Re: العلمانية هي مخرج جميع ازماتنا hala alahmadi05-02-05, 08:11 AM
  Re: العلمانية هي مخرج جميع ازماتنا Rabab Elkarib05-02-05, 08:51 AM
    Re: العلمانية هي مخرج جميع ازماتنا Sudany Agouz05-02-05, 09:43 AM
  Re: العلمانية هي مخرج جميع ازماتنا Sabri Elshareef05-02-05, 12:28 PM
  Re: العلمانية هي مخرج جميع ازماتنا Sabri Elshareef05-02-05, 01:30 PM
  Re: العلمانية هي مخرج جميع ازماتنا Sabri Elshareef05-02-05, 07:07 PM
  Re: العلمانية هي مخرج جميع ازماتنا Bashasha05-02-05, 07:48 PM
  Re: العلمانية هي مخرج جميع ازماتنا Sabri Elshareef05-02-05, 09:40 PM
  Re: العلمانية هي مخرج جميع ازماتنا Sabri Elshareef05-03-05, 10:39 PM
  Re: العلمانية هي مخرج جميع ازماتنا خالد العبيد05-04-05, 00:53 AM
  Re: العلمانية هي مخرج جميع ازماتنا Sabri Elshareef05-04-05, 06:47 AM
    Re: العلمانية هي مخرج جميع ازماتنا Omayma Alfargony05-04-05, 10:57 AM
  Re: العلمانية هي مخرج جميع ازماتنا Sabri Elshareef05-04-05, 08:39 PM
  Re: العلمانية هي مخرج جميع ازماتنا abuarafa05-05-05, 00:55 AM
  Re: العلمانية هي مخرج جميع ازماتنا Sabri Elshareef05-05-05, 07:27 AM
  Re: العلمانية هي مخرج جميع ازماتنا Sabri Elshareef05-06-05, 07:40 AM
  Re: العلمانية هي مخرج جميع ازماتنا Sabri Elshareef05-06-05, 08:01 AM
  Re: العلمانية هي مخرج جميع ازماتنا Sabri Elshareef05-06-05, 08:05 AM
  Re: العلمانية هي مخرج جميع ازماتنا Sabri Elshareef05-06-05, 08:15 AM
    Re: العلمانية هي مخرج جميع ازماتنا Sudany Agouz05-06-05, 01:58 PM
  Re: العلمانية هي مخرج جميع ازماتنا Sabri Elshareef05-06-05, 06:16 PM
  Re: العلمانية هي مخرج جميع ازماتنا Sabri Elshareef05-06-05, 06:20 PM
  Re: العلمانية هي مخرج جميع ازماتنا Sabri Elshareef05-06-05, 06:36 PM
  Re: العلمانية هي مخرج جميع ازماتنا Sabri Elshareef05-06-05, 07:15 PM
  Re: العلمانية هي مخرج جميع ازماتنا Sabri Elshareef05-07-05, 03:41 PM
  Re: العلمانية هي مخرج جميع ازماتنا Sabri Elshareef05-08-05, 08:49 AM
  Re: العلمانية هي مخرج جميع ازماتنا Sabri Elshareef05-11-05, 01:13 PM
  Re: العلمانية هي مخرج جميع ازماتنا Sabri Elshareef05-11-05, 01:25 PM
  Re: العلمانية هي مخرج جميع ازماتنا Sabri Elshareef05-11-05, 01:34 PM
    Re: العلمانية هي مخرج جميع ازماتنا محمود الدقم05-19-05, 06:30 AM
      Re: العلمانية هي مخرج جميع ازماتنا محمود الدقم05-19-05, 06:32 AM
        Re: العلمانية هي مخرج جميع ازماتنا محمود الدقم05-19-05, 06:34 AM
          Re: العلمانية هي مخرج جميع ازماتنا محمود الدقم05-19-05, 06:36 AM
            Re: العلمانية هي مخرج جميع ازماتنا محمود الدقم05-19-05, 06:37 AM
  Re: العلمانية هي مخرج جميع ازماتنا Sabri Elshareef05-12-05, 09:42 AM
  Re: العلمانية هي مخرج جميع ازماتنا Sabri Elshareef05-17-05, 06:25 AM
    Re: العلمانية هي مخرج جميع ازماتنا خالد عويس05-17-05, 06:33 AM
      Re: العلمانية هي مخرج جميع ازماتنا معتز تروتسكى05-17-05, 06:38 AM
  Re: العلمانية هي مخرج جميع ازماتنا محمود الدقم05-17-05, 06:46 AM
  Re: العلمانية هي مخرج جميع ازماتنا Sabri Elshareef05-17-05, 02:11 PM
  Re: العلمانية هي مخرج جميع ازماتنا محمود الدقم05-18-05, 04:55 AM
  Re: العلمانية هي مخرج جميع ازماتنا محمود الدقم05-18-05, 04:57 AM
  Re: العلمانية هي مخرج جميع ازماتنا محمود الدقم05-18-05, 04:59 AM
    Re: العلمانية هي مخرج جميع ازماتنا محمود الدقم05-18-05, 05:16 AM
  Re: العلمانية هي مخرج جميع ازماتنا محمود الدقم05-18-05, 05:02 AM
  Re: العلمانية هي مخرج جميع ازماتنا Sabri Elshareef05-18-05, 07:01 AM
  Re: العلمانية هي مخرج جميع ازماتنا Sabri Elshareef05-18-05, 09:28 AM
  Re: العلمانية هي مخرج جميع ازماتنا Sabri Elshareef05-18-05, 09:43 AM
  Re: العلمانية هي مخرج جميع ازماتنا Sabri Elshareef05-18-05, 09:51 AM
  Re: العلمانية هي مخرج جميع ازماتنا Sabri Elshareef05-18-05, 10:09 AM
  Re: العلمانية هي مخرج جميع ازماتنا محمود الدقم05-19-05, 06:08 AM
    Re: العلمانية هي مخرج جميع ازماتنا محمود الدقم05-19-05, 06:09 AM
      Re: العلمانية هي مخرج جميع ازماتنا محمود الدقم05-19-05, 06:11 AM
  Re: العلمانية هي مخرج جميع ازماتنا محمود الدقم05-19-05, 06:42 AM
    Re: العلمانية هي مخرج جميع ازماتنا محمود الدقم05-19-05, 06:44 AM
      Re: العلمانية هي مخرج جميع ازماتنا محمود الدقم05-19-05, 06:45 AM
  Re: العلمانية هي مخرج جميع ازماتنا Sabri Elshareef05-19-05, 11:10 AM
  Re: العلمانية هي مخرج جميع ازماتنا Sabri Elshareef05-21-05, 04:54 PM
  Re: العلمانية هي مخرج جميع ازماتنا Sabri Elshareef05-24-05, 09:54 AM
  Re: العلمانية هي مخرج جميع ازماتنا Sabri Elshareef05-28-05, 03:27 PM
  Re: العلمانية هي مخرج جميع ازماتنا Sabri Elshareef06-03-05, 10:37 PM
  Re: العلمانية هي مخرج جميع ازماتنا Sabri Elshareef10-22-05, 11:59 PM
  Re: العلمانية هي مخرج جميع ازماتنا Sabri Elshareef10-25-05, 08:07 PM
  Re: العلمانية هي مخرج جميع ازماتنا Sabri Elshareef10-28-05, 02:35 PM
  Re: العلمانية هي مخرج جميع ازماتنا Ahmed Al Bashir10-28-05, 04:15 PM
  Re: العلمانية هي مخرج جميع ازماتنا Sabri Elshareef10-28-05, 05:49 PM
  Re: العلمانية هي مخرج جميع ازماتنا Sabri Elshareef10-30-05, 02:35 PM
    Re: العلمانية هي مخرج جميع ازماتنا yumna guta10-30-05, 04:55 PM
  Re: العلمانية هي مخرج جميع ازماتنا Sabri Elshareef10-30-05, 05:22 PM
  Re: العلمانية هي مخرج جميع ازماتنا Sabri Elshareef11-01-05, 06:23 PM
  Re: العلمانية هي مخرج جميع ازماتنا Sabri Elshareef11-16-05, 09:23 PM
    Re: العلمانية هي مخرج جميع ازماتنا WADKASSALA11-16-05, 10:20 PM
  Re: العلمانية هي مخرج جميع ازماتنا Sabri Elshareef11-16-05, 11:09 PM
  Re: العلمانية هي مخرج جميع ازماتنا Sabri Elshareef11-20-05, 09:38 PM
    Re: العلمانية هي مخرج جميع ازماتنا Mohamed Elgadi11-29-05, 03:47 PM
  Re: العلمانية هي مخرج جميع ازماتنا Sabri Elshareef11-20-05, 09:40 PM
  Re: العلمانية هي مخرج جميع ازماتنا Sabri Elshareef11-20-05, 09:41 PM
  Re: العلمانية هي مخرج جميع ازماتنا Sabri Elshareef11-20-05, 09:42 PM
  Re: العلمانية هي مخرج جميع ازماتنا Sabri Elshareef11-20-05, 09:44 PM
  Re: العلمانية هي مخرج جميع ازماتنا Sabri Elshareef11-20-05, 09:46 PM
  Re: العلمانية هي مخرج جميع ازماتنا Sabri Elshareef11-26-05, 09:13 AM
  Re: العلمانية هي مخرج جميع ازماتنا زياد جعفر عبدالله11-26-05, 05:01 PM
  Re: العلمانية هي مخرج جميع ازماتنا Sabri Elshareef11-28-05, 10:01 PM
    Re: العلمانية هي مخرج جميع ازماتنا Mohamed E. Seliaman11-29-05, 00:09 AM
  Re: العلمانية هي مخرج جميع ازماتنا Sabri Elshareef11-29-05, 06:37 PM
    Re: العلمانية هي مخرج جميع ازماتنا Mohamed E. Seliaman11-29-05, 11:38 PM
  Re: العلمانية هي مخرج جميع ازماتنا Sabri Elshareef11-30-05, 06:38 AM
    Re: العلمانية هي مخرج جميع ازماتنا Mohamed E. Seliaman11-30-05, 07:07 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de