مواضيع توثقية متميزة

عمر الدوش...تفضل ..يا خفيف الضل....سلام .النفس ما كافر

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-02-2024, 00:22 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مواضيع توثقية متميزة
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-21-2005, 04:34 AM

محمد عبد الله شريف

تاريخ التسجيل: 09-20-2005
مجموع المشاركات: 904

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
عمر الدوش...تفضل ..يا خفيف الضل....سلام .النفس ما كافر

    ......
    وباقات النجوم الجن يعزن في المطر

    فاتن عزاك رجعن

    وصوت زكراك مكان يجري يلاقي السيل

    وسر مدفون بصدر النيل



    * اغنيه ثانيه*

    رقدت علي البحر غنيت

    مليت احزاني بالامواج

    جرحت الدنيا بالدوبيت

    جريت لساحة الشهداء

    لقيتهم لا وطن لا بيت

    دخلت منازل الامات

    وطليت لشقا الاخوات

    لقيت اطفالي في الشارع

    بيجروا علي امل واقع

    رقدت علي البحر غنبت

    واتذكرت اهلا .لي ساكنين سجن كوبر



    التاريخ
    24/10 1998

    الموافق ... اتكاءة الاحزان ورحيل لون الفرح

    المرافق ... لازمنة الصمت والموت الذي يملا الهواء مثل رائحة الرماد



    ايها الشرفاء والاحرار في هذا المنبر الحر

    واسرة واصدقاء الراحل المقيم الاستاذ عمر الطيل الدوش


    واساتذة وطلاب المعهد فلنكتب حرفا في ذكراه

    فعمر الدوش الشاعر المناضل والمعلم والمسرحي والاستاذ والمربي

    عمر الدوش الفنان الانسان

    من يماثله مهذب وجداننا وحسنا جعلنا نتنفس الوطن ملء الحناجر

    والضلوع ** بناديها **

    ** الحزن القديم**

    ** الود**

    ** الساقيه**

    (( نصوص غنائيه))

    ** نحن نمشي في جنازة المطر**

    ** جوابات فرح*

    ** عبد الغفار**

    ( نصوص مسرحيه )

    ومقالات عن المسرح والنقد

    لاتحصي .. صدر له ديوان شعر يحتوي علي نص ... شعري واحد


    هو * الساقيه* . صدر له وبعد رحيله . ديوان ** ليل المغنين** احتوي


    علي النص

    الشهير * ضل الضحي* والذي عرف ب * سعاد * وكذلك اشتمل الدبوان علي بعض النصوص التي دونها الشاعر لاحقا

    تم فصله واوقف راتبه وهو في قمة عطاءه كاستاذ متفرد* بالمعهد العالي

    للموسيقي والمسرح * حتي وفاته ,

    له * بنتان *



    ** ومتزوج من الاستاذه * سعاد*ابنة عمه


    رحل والسنون الخمسة والخمسون والتي ورغم قصرها الا انه قد

    انفقها من اجل ان يسعدنا بالروائع وهو يعصر لنا خلاصة معاناته

    شعرا ومسرحا وغناء
                  

10-21-2005, 05:38 AM

فيصل عباس
<aفيصل عباس
تاريخ التسجيل: 03-08-2004
مجموع المشاركات: 1345

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عمر الدوش...تفضل ..يا خفيف الضل....سلام .النفس ما كافر (Re: محمد عبد الله شريف)

    عنك وليك
    كل اكتوبر وانت
    هكذا
    نحيلا في جسمك طويلا في قامتك
    موغلا في سمرتك

    ومستنهضا لما غيبته عنا الغربه والاغتراب
    وال
    والعذاب



    شكرا للجرح الدوشي
    الذي فتحته فينا
    وشكرا لك




    وبعود تاني
                  

10-21-2005, 12:58 PM

لؤى
<aلؤى
تاريخ التسجيل: 06-01-2003
مجموع المشاركات: 14343

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عمر الدوش...تفضل ..يا خفيف الضل....سلام .النفس ما كافر (Re: محمد عبد الله شريف)


    الأخ محمّد
    تحيّة طيّبة
    ورمضان كريم

    كذلك التحيّة والتهنئة برمضان للأخ فيصل
    زائر البوست الوحيد حتّى الآن

    إنّه لمن المدهش والمؤسف أن يظلّ بوست مثل هذا بلا مشاركات غنيّة تناسب قامة الراحل المقيم عمر الطيّب الدّوش ، والمكان يعجّ بالمهتمّين/ات بالفنون والأدب والشعر كما بدا لي على كلّ حال ..

    رحم الله الدّوش الذي عاش معدماً رغم العطاء الذي تشهد له به الملايين التي تحفظ أشعاره عن ظهر قلب ، أعطى الدّوش حتّى خلّد روحه فينا قبل أن يرحل بجسده عن عالمنا الظالم المظلوم هذا ..

    لك التحيّة أخ محمّد
    وهذه بعض أعمال العملاق الدّوش
    ولتشغيل العمل المُراد يجب الضغط على زر التشغيل

    الحُزن القديم



    الوُد



    بناديها



    بلد رايح



    الساقية




    ـــــ
    انا في البعيد مشتاق لهمسة من الوطن يانسمة
    [email protected]

                  

10-21-2005, 01:44 PM

لؤى
<aلؤى
تاريخ التسجيل: 06-01-2003
مجموع المشاركات: 14343

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عمر الدوش...تفضل ..يا خفيف الضل....سلام .النفس ما كافر (Re: لؤى)









    ـــــ
    انا في البعيد مشتاق لهمسة من الوطن يانسمة
    [email protected]

    (عدل بواسطة لؤى on 10-21-2005, 02:07 PM)

                  

10-21-2005, 01:29 PM

الرفاعي عبدالعاطي حجر
<aالرفاعي عبدالعاطي حجر
تاريخ التسجيل: 04-27-2005
مجموع المشاركات: 14684

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عمر الدوش...تفضل ..يا خفيف الضل....سلام .النفس ما كافر (Re: محمد عبد الله شريف)

    التحية لكم محمد الشريف (فلكل من اسمه نصيب )وتحية صادقة لك استاذ لؤي على الوصلات الراقية

    هذي زمانك يا مهازل فامرحي****** قد عد كلب الصيد في الفرسان
    لم العجب حال البورد من حال السودان هي ثمة اليوم التنكر والنكران عفوآ للجميع ولكنكم لو مررتم ستجدون غث الكلام له من الرواد الالوف والجد نضعه للهامش عفوآ وعذرآ أيها الوطن السوداني العريض عفوآ وعذرآ الطيب الدوش نم فرحآ فقد رحلت عن عالم لايشبهك فالحابل والنابل سوأ,,,, عفوآ وعذرآ للمهمشين في جميع ارجاء الوطن فالفعل فعلنا وننكره عفوآ وعذرآ عريض لكل مبدعي بلادي , فاليوم يوم ننساكم احياءآ وأموات أليس الامس إرحب وأجدى؟؟؟؟
                  

10-21-2005, 08:55 PM

محمد عبد الله شريف

تاريخ التسجيل: 09-20-2005
مجموع المشاركات: 904

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عمر الدوش...تفضل ..يا خفيف الضل....سلام .النفس ما كافر (Re: الرفاعي عبدالعاطي حجر)



    عزيزي الرفاعي

    لانريد تكالب الذباب علي موائد الشعر والجمال

    فالغث حيث الوحل

    واظن ان الفراشات في طريقها الان


    فيكفي البورد انك هنا ومعك فيصل ومطر والاستاذ محمد ع الرحمن

    والزهره المتكيه فوق احزانا ناديه عثمان

    شكرا خ ح خ صديقي الرائع
                  

10-21-2005, 04:35 PM

خضر حسين خليل
<aخضر حسين خليل
تاريخ التسجيل: 12-18-2003
مجموع المشاركات: 15087

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عمر الدوش...تفضل ..يا خفيف الضل....سلام .النفس ما كافر (Re: محمد عبد الله شريف)

    شكراً محمد

    أمتعتني جداً يذيد فضلك


    وكل سنة أنت طيب وهيلا هيلا هيلا هيلا جمرة أكتوبرنا حية


    خضر
                  

10-21-2005, 05:35 PM

مطر قادم
<aمطر قادم
تاريخ التسجيل: 01-08-2005
مجموع المشاركات: 3879

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عمر الدوش...تفضل ..يا خفيف الضل....سلام .النفس ما كافر (Re: خضر حسين خليل)
                  

10-21-2005, 06:00 PM

محمد عبدالرحمن
<aمحمد عبدالرحمن
تاريخ التسجيل: 03-15-2004
مجموع المشاركات: 9059

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عمر الدوش...تفضل ..يا خفيف الضل....سلام .النفس ما كافر (Re: مطر قادم)

    .
                  

10-21-2005, 07:19 PM

نادية عثمان

تاريخ التسجيل: 11-26-2004
مجموع المشاركات: 13808

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عمر الدوش...تفضل ..يا خفيف الضل....سلام .النفس ما كافر (Re: محمد عبدالرحمن)

    عمر الدوش

    لكم نشتاقك ايها الشفيف الجميل






    شكرا ايها الوفى ود شريف
                  

10-21-2005, 08:03 PM

محمد عبد الله شريف

تاريخ التسجيل: 09-20-2005
مجموع المشاركات: 904

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عمر الدوش...تفضل ..يا خفيف الضل....سلام .النفس ما كافر (Re: محمد عبدالرحمن)

    فيصل عباس
    يا امير شكرا

    وكل اكتوبر والشعب السوداني بخير

    ياليتك لو افردت لنا مساحه اكبر لالقاء الضوء علي اعمال

    الراحل المقيم الاستاذ الدوش
                  

10-21-2005, 08:18 PM

محمد عبد الله شريف

تاريخ التسجيل: 09-20-2005
مجموع المشاركات: 904

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عمر الدوش...تفضل ..يا خفيف الضل....سلام .النفس ما كافر (Re: محمد عبد الله شريف)

    لؤي يا فنان

    انت عارف انك وزي ما بقولو

    جيتني في جرح

    فقد اقمت الليل كله لانزال الحزن القديم

    كخلفيه ملازمه للبوست لكنني فشلت فشلا زريعا

    لضعف في قدراتي الكمبيوتريه

    فها انت توشح البوست بهذه الروائع

    شكرا كتير
                  

10-21-2005, 09:57 PM

Abomihyar
<aAbomihyar
تاريخ التسجيل: 03-19-2002
مجموع المشاركات: 2405

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عمر الدوش...تفضل ..يا خفيف الضل....سلام .النفس ما كافر (Re: محمد عبد الله شريف)

    مرســـــــــــــى النجـــــــــوم



    وجيتْ يا حِلوَهْ

    زي زولاً قَضَى الايام

    بُكا ومنفَى

    وجيتِك من بلاد باتت

    على نار زيفهْا

    تِتْدَفا

    أنا المسجون زمن يا حلوَهْ

    فيها مداين الكُلْفَهْ

    ولا قيتِك

    سلام عينيك

    رماني على سلام وصفَا

    أماناً فيكي فتَّح ليْ

    على مرسى النجوم ، شُرفَهْ

    ولا قيتِك

    همومك من هموم الغير

    وفي حال البلد

    والريف

    وفي النايمين على الأحزان

    وفي الصاحين

    مآسي وخوف

    في التاهين مع الأشواق

    متين تنْزَاح سموم الصيف

    ولاقيتِك

    غصناً مال على الأمواج

    وهفْهَف

    فوق خُضُرْة القيف

    أحبِّك بى مشاعر جيل

    رفَع للشمس رايَهْ وسيف

    وثبّت في الأرِض أقداموا

    في أعماق تُراب الريف

    ----------------------

    شوفوا طعامة الكلام ده ..
    ألف رحمة ونور تنزل عليك ياالدوش ..
    أدعو صديقي الشاعر والفنان المسرحي يحيى فضل الله العوض
    للمشاركة هنا فأنا أعلم أن لديه الكثير ليقوله
    عن صديقه وأستاذه عمر الطيب الدوش ..
    طبتم أيها الأوفياء

    أسامة عبد الجليل
    أيوا ستي
                  

10-21-2005, 10:19 PM

muntasir

تاريخ التسجيل: 11-07-2003
مجموع المشاركات: 7546

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عمر الدوش...تفضل ..يا خفيف الضل....سلام .النفس ما كافر (Re: Abomihyar)
                  

10-21-2005, 10:33 PM

muntasir

تاريخ التسجيل: 11-07-2003
مجموع المشاركات: 7546

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عمر الدوش...تفضل ..يا خفيف الضل....سلام .النفس ما كافر (Re: muntasir)

    معذره هذا المقال للأستاذ بشير أحمد إسماعيل للأستاذ يحى مقال آخر رائع قام بإنزاله هنا الأخ نزار الخواض قبل عامين سأحاول البحث عنه فى الأرشيف
                  

10-21-2005, 11:27 PM

محمد عبد الله شريف

تاريخ التسجيل: 09-20-2005
مجموع المشاركات: 904

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عمر الدوش...تفضل ..يا خفيف الضل....سلام .النفس ما كافر (Re: muntasir)

    ابو مهيار سلام

    يا ليت يحيي يستجيب

    حقا نشتاق لكتاباته

    اظن ,,, الدوش وحده القادر علي انتشاله من ثواء الصمت والمنفي

    كانت لنا احاديث فى القاهره عن ايام الاستاذ الاخيره

    فاصدقاء الدوش هم احق بالكتابه والحكايات

    فما نحن الا تلاميذ ودراويش في حلقات ومدارس مبدعينا فاقل حق

    هو ان نوفيهم وننزلهم منزلة عرفان

    القدال الجار العزيز واكثر العارفين للراحل له مساحات هنا

    صديقي منتصر تحيات وفي مدرسة الدوش نستريح

    شكرا خالص
                  

10-22-2005, 01:07 AM

بدرالدين شنا
<aبدرالدين شنا
تاريخ التسجيل: 07-30-2002
مجموع المشاركات: 3514

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عمر الدوش...تفضل ..يا خفيف الضل....سلام .النفس ما كافر (Re: محمد عبد الله شريف)

    العزيز محمد عبدالله شريف
    سلام بحجم محبتي لأستاذي الدوش رحمة الله عليه
    لقد سبق لي أن كتبت قصيدة رثاء في المغفور له بعنوان "وتر نائح" ولكنني فشلت الآن في الحصول عليها في الكمبيوتر حيث أن الحروف العربية وجدتها بعد عملية ال'Setting" أصبحت عبارة عن أشكال مربعات صغيرة ولكنني سابذل كل جهدي في الحصول عليها
    لك محبتي وشكري على إهتمامك بهذه القامة السامقة
                  

10-22-2005, 02:33 AM

محمد عبد الله شريف

تاريخ التسجيل: 09-20-2005
مجموع المشاركات: 904

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عمر الدوش...تفضل ..يا خفيف الضل....سلام .النفس ما كافر (Re: بدرالدين شنا)

    العزيز*****

    بدر الدين شنا

    اظنني قد وفقت في ان اعثر علي ذاك الوتر النائح

    اهتديت اليه وسط انين القصائد والمراثي التي احتفظ بها

    فالغربه سلبتنا مقاطع الفرح ولم تبقنا الا الاحزان



    وتر نائح

    في رثاء الراحل الاستاذ عمر الدوش

    من ارشيف sudaneseonline

    وترالكمان تائح بكي****** والعبره خانقاها وماسكا
    وعالقه في حلقه وممسكا***** اصلو الكلام اللي تحكي
    للجرح القديم مس ونكا***** وخطوات حزينه ومنهكا
    وكلمات قديمه معتقه ***** سطر حروفها ورونقا
    خطاها دوشنا(دوزنا) ونمقا *** وفيها خت اهاته وشقا
    والساقيه لسه مدوره **** والود ثريا معلقه
    اتغني بيها عمالقه ****** ورحلت يا عمر الفتي
    رحلت لدار البقاء ***** ما قدرت اوفيك الرثاء
    رحلت معاك المفرده **** كيف اقدر اوفيك الرثاء
    والكلمه صبحت مقعده **** كيف اقدر اوفيك الرثاء

    والكلمه صبحت مقعده

    **************


    اخي بدر الدين اعتذر اذا ما سقط من النص نقطة اوحرف

    او خفي معنى لغياب ادوات التشكيل فانا لا ازال استخدم

    لوحة مفاتيح sudaneseonline في غياب البرنامج العربي

    ولك الود ودمت وفيا
                  

10-22-2005, 06:52 AM

مطر قادم
<aمطر قادم
تاريخ التسجيل: 01-08-2005
مجموع المشاركات: 3879

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عمر الدوش...تفضل ..يا خفيف الضل....سلام .النفس ما كافر (Re: محمد عبد الله شريف)

    ضلمــــــــــت :قصيدة للدوش

    أقـــول

    والشمْسِ في عِزّ الامل

    تُهْتَ ومشيتْ

    أقول يا نحن يا انتو و

    بكيتْ

    يا مواعيد

    يا صباح من غير وسِم

    تُهْتَ ومشيت

    ما ضَلّمَتْ

    ما بْتَعْرِف الزول البِجِيك

    ولا البِجيكَ

    بيعْرِفَك

    حتى الشبابيك

    والزوايا الكان بِتَجْمَع

    في حنايا الشكوك



    ضلّمتْ

    أغْشاكِ يا نفسي الغريبَهْ

    من همومي اطلِّعِك

    القاكِ واقْفَهْ على الطريق

    أحزان بِتفْرح

    وتشْتبِك

    أفراح بِتحْزَن

    وترْتَبِك

    لمّنْ رحلتَ مع الغُنا

    عِز الأماني و

    ضلّمـــــت

    مَدّيتْ على الأمل القريب

    أشواق كتيرَه و

    قَصّرَتْ

    في زاويهْ من ضُل الشجون

    جابتْ ظُنونا و

    قيّلَتْ

    كلّمتَ أشجار الخريف

    عن شوق نَمَا

    في الوحشَهْ والزمن الأسيف

    دلّتني اْفتِّش

    في المغارِب

    والمشارِق

    عَن علامات

    أو رصيف

    ترقُد الأزهار عليهو

    يا بنفسج

    كُحْلي غالي

    وبُتقالي

    امشوا انتو

    أنا البقِيف

    ما ضلّمَـــتْ

                  

10-22-2005, 12:30 PM

محمد عبد الله شريف

تاريخ التسجيل: 09-20-2005
مجموع المشاركات: 904

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عمر الدوش...تفضل ..يا خفيف الضل....سلام .النفس ما كافر (Re: مطر قادم)


    زحيح الشمس في وقت الشروق

    زحيحها لي نص النهار

    الونسه بالسفه الكبيره وبالكتاتيح والغبار

    والفاقه والعمر الهظار

    والزمن البروح سمبهار




    مااجمل الدوش ومااروع هذه السودانويه الممعنه في البساطه

    والعمق


    شكرا مطر
                  

10-22-2005, 01:43 PM

محمد عكاشة
<aمحمد عكاشة
تاريخ التسجيل: 01-27-2005
مجموع المشاركات: 8273

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عمر الدوش...تفضل ..يا خفيف الضل....سلام .النفس ما كافر (Re: محمد عبد الله شريف)

    الاخ محمد عبدالله شريف
    سلامات يازول فى حضرة الدوش
    وكبرت كراعى من الفرح...نص فى الارض ونص فى النعال
    سعاد
    والبنيات
    الرشيد احمد عيسى وقرنى
    المعهد
    وكورال الهديل
    وردى
    وعقد الجلاد
    الوطن
    والانسان
    مع مودتى ولاتنسى تعمل لى ايميل على
    [email protected]
    مع مودتى وتقديرى

    (عدل بواسطة محمد عكاشة on 10-22-2005, 01:45 PM)

                  

10-22-2005, 02:58 PM

محمد عبد الله شريف

تاريخ التسجيل: 09-20-2005
مجموع المشاركات: 904

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عمر الدوش...تفضل ..يا خفيف الضل....سلام .النفس ما كافر (Re: محمد عكاشة)



    thanks Ukasha

                  

10-22-2005, 10:19 PM

بدرالدين شنا
<aبدرالدين شنا
تاريخ التسجيل: 07-30-2002
مجموع المشاركات: 3514

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عمر الدوش...تفضل ..يا خفيف الضل....سلام .النفس ما كافر (Re: محمد عبد الله شريف)

    Quote: اظنني قد وفقت في ان اعثر علي ذاك الوتر النائح
    اهتديت اليه وسط انين القصائد والمراثي التي احتفظ بها

    هي بشحمها ولحمها ونحيبها

    Quote: اخي بدر الدين اعتذر اذا ما سقط من النص نقطة اوحرف
    او خفي معنى لغياب ادوات التشكيل فانا لا ازال استخدم
    لوحة مفاتيح sudaneseonline في غياب البرنامج العربي
    لم تسقط نقطة ولا حرف بل زادت كلمة (دوزنا) ولا أدري من هو ذلك الشيخ ال(زايد) الذي زادها وهل ذلك في مصلحة القصيدة أم لا فربما وضعها من هو أعلم مني في مجال الأدب والشعر
    لك حبي وفرحتي
                  

10-22-2005, 02:49 PM

الفاتح وديدي
<aالفاتح وديدي
تاريخ التسجيل: 04-11-2005
مجموع المشاركات: 614

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عمر الدوش...تفضل ..يا خفيف الضل....سلام .النفس ما كافر (Re: محمد عبد الله شريف)

    ومقال يعبر عن جليل حزننا وعظيم فقدنا وجدته هنا:
    http://www.awragjadida.net/view.asp?release=3&action=article&id=68
    كتبه صديقنا (عثمان عوض عثمان)
    Quote: عمر الطيب الدوش في (ليل المغنين) يضئ الحزن بقنديل الموتى

    الدوش استطاع أن يرسم شعوراً في غاية التعقيد!!

    الحقيقة لا تحتاج إلى من يقولها ولكنها تحتاج إلى من يساندها

    عثمان عوض عثمان

    إنت يا ليل المغنين
    في صباحات اليتامى
    في البشيل فوق كتفو يمشي
    لمّا ترخي الخيل لجاما
    يا حمامة.. ودعيني
    ودِّعي الأرض البتزرع
    في جروف الحب ضلاما
    (ليل المغنين).. ولسادة القراء أن المغني هنا يعني الشاعر، وليل المغنين هو الوقت الذي تدخل فيه الوردة سهواً في خاصرة السيف ويرتفع فيه الحلم.. لا ليسمو لكن ليسقط..!
    إنه ليل الكائنات الصغيرة التي تجعل من الرأس مكاناً للهوها..
    تتجمع في شكل الهواجس وتتفرق في شكل الآلام.. وهل للآلام شكل؟ نعم.. إنه تماماً كشكل اللوحة التي تصيبنا بالدوار والغثيان..
    والهواجس كالعناكب تتحرك في زوايا التفكير وتنسج فيها شراكاً لاصطياد الأوجاع، الصداع والزخم، وحينها تقول إنك تشعر وكأن رأسك يتمدد أو كأن معركة بالسلاح الأبيض تدور فيه.. و(ليل المغنين) عند الدوش.. امرأة تترك صورتها فوق سرير القلب وتذهب.. تخلع رائحتها وتعلقها في كتف الريح.. شوق يتشبث بالأحلام.. مطر وهمي، جدار ينقض على الظل الميت.. سقف مثقوب.. موت يدخل من أنف الموت على الأموات.. نار تتدثر بالبرد.. رجل أعمى حافي القدمين منكوش الحزن.. طفل في كف الريح الهوجاء.. جرح أعمق من جسد السكين.. كابوس يدخل للعين من باب موصد أو من فتحة مفتاح الأحلام..
    و(ليل المغنين) هو العنوان الذي وضعه الدوش لمجموعته الشعرية والتي صدرت بعد رحيل الدوش، أي أن الدوش لم يلامسها ولم يوقع عليها بنظرة، إنها الشاهد الأجمل الذي وضعته (عزة) على قبر الدوش مع مجموعة شواهد أخرى وضعها فنانون أمثال محمد وردي، مصطفى سيد أحمد، حمد الريح والكابلي..
    ولأن الدوش ابن الشمس وابن الطرقات العارية استطاع أن يصل إلى عمق الجرح وأن يعبر بازدواج عن القرية في الريف وعن (فرقان) المدن، تلك التي نراها معه بأنها (مدن مبنية متكية.. بتمرق من شبابيكا.. عيون برموشها مطفية.. شرك لي كل قمرية.. وأماني كتيرة مخصية..) قلنا إن الدوش استطاع أن يعبر بازدواج عن القرية في الريف وعن الحي في المدينة في آنٍ واحد لأن الحياة ترهلت هنا وهناك وأصبحت ذات وجه واحد.. وهذا التناول نجده في مجموعة قصائد أبرزها (ضل الضحى).. و(محمد ود حنينة) وضل الضحى حينما يكون عامراً تدرك أن السيادة للبطالة وتدرك أن الأخلاق في خطر فليس هنالك أفسد للمرء من الزمن حينما يعتصر الروح فراغاً ومللاً..
    ضل الضحى مشوار
    تزِح وتزِح
    زحيح الشمس من وكَن الشروق
    زحيحها لي نُص النهار
    الونسة بالسفّة الكبيرة
    وبالكتاتيح والغُبار
    الفاقَه
    والعُمْر الهظار
    والزمن البروح (سمْبهار)
    والدوش يرى أنّ الذين يجلسون في (ضل الضحى) إلى أن ينسحب من تحتهم هم أصحاب الطموح الكسيح ذلك الذي لا يفرد قامة ولا يسوق إلى هدف ولكنه يملأ الفراغ بالثرثرة وبأحلام (ظلوط).. إنه ورشة عمل لا تقود إلى عمل، ومشاريع للضياع لا تثمر سوى الجريمة والانصياع الكامل لها في كل أشكالها..
    الحلّة ما بين يوم وليلة اتْشلّعت!!
    واحِد شرد
    قال المدينة قروشا تب ما ليها حد
    واحد سرق كُل الهُدوم الفي البيوت
    راح باعا في سوق الأحد
    رسّل جواب
    قال أصلو ما بنْسَى البلد
    وكتين هدومو يملِّصا
    والدوش يصور في قصيدته حالة الحيرة واليأس التي تنتاب من لم يجد في الدنيا على اتساعها درباً لرزق أو وجهة تحترم آدميته وتمنحه ما يريد، فمثل هذا يصل إلى مرحلة المجاهرة بالسوء والحقد على العالم، فلا يعير انتباهاً لشئ ويبعثر أيامه كيفما اتفق تسكعاً وتلكؤاً في الطرقات التي يجرحها بما يقذفه فيها من قبح وبما ينثره عليها من خطايا في عناد ولؤم..
    جَريت عصايتي مشيت أنقر في الحصى
    آهـ يا ولد ضاقت عليكْ كُل البلد
    والدنيا ليل
    سمعتَ زي نقْر الكمان حِس زول بِمِش
    تاوقت من تحت الكتيف عاينْتَلا
    والحق لله العظيم شاغلتها
    أيوه عارف إنو عيب
    لكن شنو الفي الدنيا
    أصبح ما هو عيب!!
    المطْوحة من كُلِّ زول مطلوب قروش
    وللاّ القُعاد تحت الأسى وضل الضحى!
    وفي قصيدة (محمد ود حنينة) يصور لنا الدوش نوعاً غريباً من (الوعي) ذلك الوعي المغموس إلى آخره في الخمر واللهو واللا مبالاة، إنه أشبه بوعي بعض (المثقفاتية) الذين يعبرون عن رفضهم للواقع بالإنقطاع عنه لا بالتأثير فيه، فتجدهم في غياب دائم في عوالم يخلقونها بعد أن تسري فيهم رعشة السكر ويغلفهم دخان الزاجيل المسممة بالحشيش..
    والدوش بدأ قصيدته بمشهدٍ ربما يصور حالة من حالات العطش القصوى لغرق جميل في بحر الأفراح في زمنٍ يراه أنسب للعويل من اطلاق الروح على فرح يخفي وجه الأحزان..
    دقّت الدلُوكة..
    قلنا الدنيا مازالت بخير
    أهو ناس تعرِّس وتنبسط
    تككَّتَ سروالي الطويل
    سويتْلُو رقعات في الوسط
    في خشمي عضيت القميص
    أجري وأزبِّد شوق وأنط
    لامَن وصلت الحفلة زاحمتَ الخلق
    وركزْتَ شان البِتْ سعاد
    و(محمد ود حنينة) يذكرني الزين في (عرس الزين) للكاتب السوداني الشهير الطيب صالح، والفرق أن في الزين مسحة صلاح وفي ود حنينة مسحة هوس فذلك يتبرك من شيخه (الحنين) وهذا يتبرك من زجاجة الخمر وكلاهما يهتف للجمال.. الزين بصرخته المعهودة (يا أهل الفريق، يا ناس الحلة، أنا مكتول، كتلتني فلانة بت فلان) وود حنينة بانسكابه الكامل لسعاد وانحيازه لها وجدانياً والدوش يعبر عن ذلك..
    وأنا يا سعاد
    وكتين تصبي سحابَةْ تنزلي زي دُعاش
    بفْرش على روحي وأجيكْ
    زولاً هِلِك تعبان وطاش
    وأنا يا سعاد وكتين أشوفك
    ببقى زول فَرَشولو فرش الموت وعاش
    قالت سعاد:
    (بَطِّل كلام الجِرْسَةْ أنجض يا ولد)!
    والدوش استطاع أن يرسم بوضوح شعوراً في غاية التعقيد ويعبر عنه بما يجعلك تصفق له من أعماق الدهشة، وهو الشعور الذي يتولد عندما تتفاجأ بمن تحب دون سابق تخطيط وتجده أمامك وجهاً لوجه.. الفرح المفاجئ.. الارتباك.. فقدان الوزن.. حالة البلادة التي تتلبسك الذهول.. إنطفاء الذات.. الخروج من الاحساس..
    ضميت قزازاتي مرقت عن طَرَف البلد
    وسِكْرتَ جَدْ
    وأنا جايّي راجع مُنْتَهي لاقتني هِي
    قالت (تعال)
    كبرت كراعي من الفرح
    نُص في الأرض نُص في النّعال
    اتلخبط الشوق بالزّعل
    اتحاوروا الخوْف والكلام
    قلنا إن الدوش استطاع أن يصور لنا نوعاً غريباً من الوعي وقلنا إنه وعي مغموس في الخمر واللهو واللا مبالاة ولكنه يبقى وعياً مدركاً برغم اختياره الهروب منهجاً.. فوعي مثل هذا يتحول إلى ثرثرة تمثل الحقيقة وتجاهر بها في أحلك الأوقات دون حساب لما يمكن أن يحدث، ولكنه يظل وعياً مخموراً.. فالحقيقة لا تحتاج إلى من يقولها فقط ولكنها تحتاج إلى من يساندها بفعل يأتي بها ويزهق كل الزيف المستشري في أوصال الحياة..
    صحاني صوت العمدة قال:
    (مسؤول كبير زائر البلد)
    قال لينا:
    وكت الزول يجي.. لازم تقيفوا صفوف صفوف
    وتهيجوا الخلا بالكفوف
    (وتقولوا عاش.. يحيا البطل)
    صلّحت طاقيتي الحرير
    واتنحنح الحشا بالكلام
    ورميتو من حلقي الوصل
    قُتْ ليهو يا عمدة اختشي
    مسؤول كبير في الدنيا غير الله انعدم
    ما شفنا زول رضّع صغار
    ما شفنا زول نجّح بهم
    لا صحينا عاجبنا الصباح
    لا نمنا غطّانا العشم...
                  

10-22-2005, 03:03 PM

ود المايقوما

تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 1314

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عمر الدوش...تفضل ..يا خفيف الضل....سلام .النفس ما كافر (Re: محمد عبد الله شريف)

    الحبيب / محمد عبد الله شريف


    لك التحية والتقدير ...


    ورمضان كريم ..


    مااروعك
                  

10-23-2005, 02:26 AM

nashaat elemam
<anashaat elemam
تاريخ التسجيل: 12-12-2004
مجموع المشاركات: 1108

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عمر الدوش...تفضل ..يا خفيف الضل....سلام .النفس ما كافر (Re: محمد عبد الله شريف)

    شكراً محمد عبد الله الشريف
    وسيظل صوت ذكراه مكان يجري يلاقي السيل
    وسر مدفون بصدر النيل
                  

10-24-2005, 03:12 PM

مطر قادم
<aمطر قادم
تاريخ التسجيل: 01-08-2005
مجموع المشاركات: 3879

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عمر الدوش...تفضل ..يا خفيف الضل....سلام .النفس ما كافر (Re: nashaat elemam)



    العُمْدَهْ جابِر قصيدة للدوش



    والصباح نَديان رطيب

    فى اِيدو كان مَاسْك الشروق

    فى جيبو كان طاوي الغروب

    فى كرْشُو قَاعِد منْبَسِط

    فى الكُرسي كان

    مَاهِل خصيب

    ما عُمْدَهْ يَاخْ

    والفرَح أِْكَال يطِيب

    الشَيَّهْ والجمر الشَّهي

    الشِيشَهْ والشَّنَب المولِّع حُمَّى

    قِفْ

    العُمْدَهْ جابر - الكرسى طَقْطَق تِحْتُو-

    مَدَّ ايدو على الأوامرِ



    والأوامِر

    ما بتطْلَع بَسْ كلام

    مِن جسمو بِتْنِز

    مِن حَشَاهو

    مِن صلَف مَعْمور وعامر

    مِن قبور أجدادو تزحف

    للأصاغِر ..والأكابِر



    مِن منابِت شَعَرو تَطْلَع

    مِن نهايات الأظافر

    دَه الصباح

    العُمدهْ جابِر

    نَادَى صالِح وَدْ قِنِعْنَا

    الله ..الله على الأوامِر:



    إسْتَلِم يا وَدْ قِنعْنَا

    تسْتَلِم أَمْر الأوائل

    تَلْقَى طالِع للأواخِر



    تَسْتَلِم أمْر اللِّى عايش

    تلْقَى من أهل المقابِر

    واوْعَىَ من فضلك تَغَالِط

    دِى الأوامِر

    ودِى الدفاتِر

    ودِى العساكِر



    وافتَح السِّكهْ اليَمُر

    سيدنا آمر

    ابن جابر

    واسْتَلِم يا وَدْ قِنِعْنَا:

    إنتَ عارِف بيت سُعاد ،

    وعارف إنَّك من قَبيلَهْ

    لا رأينَا

    ولا سِمِعنْا

    ولا عِشمْنَا ولا ..

    طِمعْنَا

    وانت مُرْسَال يا ..بَجَم

    تدخل البيت زى كأنّك..

    مارِق الآن...

    من جهنم

    ولمَّا تَطْلَع ليكْ سُعاد

    كُون خفيف ..زي الأمل

    ومرَّه أتْقَل

    زي جَبَل :

    أوْعَىَ تَفْرَح ..

    أوْعَى تزْعَل

    واقْصِر ايدك من سلام

    خلّى نَظَركْ يِكُون كفيف

    ومَشِيكْ يكون...

    ناعم..

    مُغرْبَل..

    ولما تَطْلع ليك سُعاد

    زي حلم فى توب رهيف..

    أدّيهَا ضَهَركْ يا ..

    مُغفّل..



    وبكُلِّ ما علّمْتُو ليكْ

    من طاعَهْ

    من ذُّل..

    من وجل...

    أمْرُق حشاي قِدَّامهْا يلْمَع

    بالوجع..

    قُول ليهَا..

    لمَّا الشوق يبين..

    مابين ..شجيرات الأراك

    والفرحَه تغْسِل طرْحتهْا

    والبدر يمشى على الهلاك

    والخوف يكون لسَّع جَنين

    فى رُكْنِ من ساحة الوَّلَه

    فىزاويَهْ من ساعة الحنين

    ما بين..

    دِى ارْضَك..

    ودَاكْ سَمَاك..

    العُمْدهْ منْتظْرِك هِناك..

    .......

    ومِن هِناك..

    درْبَك عديل..

    نادِى المُدرِّس .. وَدْ خَدوم..

    والمديرِس وَدْ خدوم..

    العُمْر مربوط بالجرَس

    والصبْرِ مشْنوق الضُحى

    والخوف نَزَل من غير حَرَس



    والعُمْدهْ فوق كل الأصول..

    لمْلًم جِرايواتُو و..

    جَلَس..

    عُمدةْ فوق كل الفصول

    فى التلاميذ..

    فى الطباشير

    فى التعابير ..فى النَّفَس

    يا طه يا ..

    يا إنتَ يا

    يا ودْ خدوم..

    ملعون أوهو الكان ده يوم

    الإنتَ عريان وقَّفَك

    والعمدهْ قدَّامك رَفَس

    وعليكَ إنتَ براك تخمّن

    هل تكّلم

    أم تنَحْنَح

    !!أم عَطَس

    والعُمدهْ قال:

    يا إنت يا ..

    يا طه يا

    يا ودْ خدوم

    أنا عندي إنتَ براكَ كوم

    والحِلَّهْ كوم..

    يَاخ ديل بَقَر

    فى أحْسن الأحوال غجَر.



    أنْسَانى من كومَة هدوم

    مشْرورَهْ فى الطين..

    والهموم

    ما حاتَنْشَف

    حتى لو نِشِف البحر

    والنساوين

    والغيوم

    ما حاتَنْشَف ..ما حاتَنْضَف ما..

    والعمدَهْ فوق راسك هتف:

    (مسئول كبير زاير البلَد

    وانتَ يا طه العِماد..

    إنتَ الفهَم..

    إنتَ السنَد

    لِمَّ الصغار

    وزِّع عليُهم كلِّ واحد..

    فَرْد ..فَرْد

    الفرحَهْ

    وافرُش سِكّتْهم مرات طراوَهْ و..

    مرّهْ وَرْد..

    ولمَّا يهتفوا فى الفصول

    يحيا ويدوم عاش البطل

    !!ما يكون هُتاف

    من أىِّ فَم..

    يطْلَع زَخم..يطْلَع زبَد

    تنْهدَّ حيشان البيوت

    والفرحَهْ فى أحسَن مزاج

    لا تْخَلِّى دابَهْ..

    ولا تُرابَهْ

    ولا أحد)

    هل انتهى يا ربى زيَّاك العَمَد

    يا ود خدوم

    وانت سايس للعقول

    دَه عليكَ إنت بَراك بعْرِف:

    هل تقدّم

    أم تزحْزَح
    !أم جَمَد

    والمديرِس ودْ خدوم

    مع إنّو فى حلْقُو مو عَلّق

    كُلَّ أجراس المدارِس

    كلَّ صوت فى الدنيا عابِس

    بِرَجْفَهْ لصَقَت فى سُنونو ،

    كلُّ رجفات المساكين ،

    والعواجيز ..

    والعوانِس ..

    صوت بيتْعرَى ويضِيع

    ويلمُّو صوت تَرْيان.

    ولابِس..

    ***

    وصرخْتَ يا طه وصرَخ

    ضُل المشاوير..

    فى الأصيل.

    فى الساحَهْ رفَعَت مُقْنَعهْا

    الذِّلَهْ ... والصبر الطويل

    رقَصَت مع الكلمات

    شُجون..

    وجَرَت ورا الأحرف

    خُيول :

    "!!يا عُمْدهْ هوي"

    حامت على الناس القَماري

    وزّعَتْ سَعَف النخيل..

    " !! يا عُمدهْ هوي"

    مَشَت سحابَهْ

    وجات ربابَهْ وزفَّهْ قامت

    فى الطبول



    "!!يا عمدة هوي"

    الغافى فارق غَمْدَتُو

    والصاحى تَمْتَم..

    فى ذُهول



    قام ودْ خدوم

    "يا عُمْدهْ هوي"

    يا عُمْدهْ بالله إخْتَشِى..

    للعوْرَهء ما بِنْفَع هُتاف

    للسوسَهْ

    ما بْفِيدَك حَشِى

    علّمْتَنا الجري فوق جروحنا

    وقلتَ:أبداً

    !!دَه المَشِي

    خَتْيتْنَا فى قلب المشاكل

    وصِحنا كُلّنا

    " مافى شِي..

    كلمَهْ واحدَهْ..

    جناب سعادتَك

    من ضمير ما مُرتَشِى

    الحِلَّهْ يا .."

    والعُمدَهْ ..أو سلطانو قام:

    "الحِلَّهْ أيه..؟

    حتَّه مُعلم مُبتدىء..

    الحِلَّهْ أيه

    مسئول كبير زاير البلد

    لا ودْ خَدوم

    ولا ألفِ شُوم

    أو ألأف بوم

    !!حيَعَلِّم الوِّز كيف يعوم"

    والعُمدَهْ جابِر..

    دَه الصباح

    مدَّ إيدو على الدفاتر

    وقبلما ما ينْصَر جبينو

    كان شطب كلَّ المساخِر

    اللِّى حاضِر

    من مساخِر

    والمُسافِر

    ما عدا السجن العُمومي.
                  

10-24-2005, 06:09 PM

Abomihyar
<aAbomihyar
تاريخ التسجيل: 03-19-2002
مجموع المشاركات: 2405

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عمر الدوش...تفضل ..يا خفيف الضل....سلام .النفس ما كافر (Re: محمد عبد الله شريف)

    الأعزاء
    الأخت دريمز والأخ أبويسرا
    من أعضاء المنبر الذين أثروه في فترات سابقة
    ولكنهما آثرا الإنزواء منذ فترة
    ليست بالقصيرة أرجو أن يعودا إلي سابق عهدهما ..
    لقد كان لهما في مثل هذه الذكرى
    قبل عامين مساهمات هامة
    سأقوم باعادتها هنا مع تحياتي لهما.
                  

10-24-2005, 06:24 PM

Abomihyar
<aAbomihyar
تاريخ التسجيل: 03-19-2002
مجموع المشاركات: 2405

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عمر الدوش...تفضل ..يا خفيف الضل....سلام .النفس ما كافر (Re: Abomihyar)

    Quote: فى اثناء بحثى فى ارشيف جريدة الخرطوم عن مواد ليوم تكريم المبدع الراحل على المك تعثرت عيناي على مقال عن عمر الدوش كتبه (عبد الله عبد الوهاب) ..رايت نقله فى هذا اليوم الذى يصادف ذكرى رحيل المبدع الرائع عمر الدوش ..رحمه الله ..لكن وللاسف الشديد لم اتمكن من طباعة كل المقال واتمنى ان يسعفنى الزمن لاكماله
    *****



    عمر الدوش ...او الشاعر الذى انهكه (المطر) ما

    بين (بحة) بناديها و (دهشة ) الحزن القديم)


    أثار فىّ الشاعر الصديق يحى فضل الله كوامن شتى حينما حفر باصبعه عميقا فى مكونات الشاعر الانسان عمر الطيب الدوش ..اذ ذكرنى بذلك الحوار الذى اجريته مع الدوش فى نهايات عام 1984م عن اول قصيدة غنائية كتبها سنة 1964 ووقتها كان طالبا بالسنة الثالثة فى مدرسة النيل الابيض الثانوية والقصيدة هى الاغنية (زمان كنا نشيل الود ..ندى الود ..وفى عينينا كان يخضر حنانا زاد وفات الحد) . . وعندما سالته لماذا كتبت هذه القصيدة ؟ قال لى لاننى كنت اريد ان اختلف وافارق قصيدة اسماعيل حسن ..والطاهر ابراهيم. وبالفعل اختط (عمر الدوش) مشروعا للقطيعة والاختلاف مع من سبقه من شعراء . فواصل هذا المشروع وكانت البداية للقصيدة الغنائية والتى لا تصف المرأة بالحسن والجمال والعفاف كما فى قصيدة شعراء الحقيبة او تلك القصيدة الباكية و (المكسرة) حتى الركب فى حضرتها هذه المحبوبة المتناهية الرقة والمتعالية الشأن كالقصيدة التى كتبها الطاهر ابراهيم (اعز عزيز فى دنياي ..انا طامع ابقى عزيز دنياك ) اعز عزيز اسماعيل حسن (واسفاى ..بيبع الدنيا ..كل الدنيا واسفاى). وانما هى قصيدة تسامت بالمرأة من كونها (شئ) أو (ماعون) الى كونها انسان يسكنك وتسكنه ..(وتمشى معاى وسط روحى ..وتروحى) ..او هى القصيدة المثيرة للجدل والحوار والمستعصية على الفهم والهضم كما هو الحال فى (بناديها)
    بناديها وبعزم كل زول
    يرتاح على ضحكة عيون فيها
    ...
    افتش ليها فى اللوحات
    وفى الاعياد
    وفى احزان عيون الناس
    وفى الضل الوقف ما زاد
    واسال عنها المستقبل
    اللسه سنينو بعاد

    كثيرون فسروا هذه الاغنية فى النصف الاول من السبعينات تفسيرا سياسيا و (اتهموها) بانها الثورة القادمة فتوجس نظام مايو منها خيفة وحين قلت لعمر الدوش ذلك قال لى بصوته الصامت ..اغنية (بناديها) ..و (الحزن القديم) ..فالحزن القديم هى (بناديها ) فهى انثى واحدة ناديتها فاستعصت على النداء ..وبحثت عنها فى كل الزوايا والمتاحف وحينما وجدتها ولامست حسها صرخت فيها
    لا الحزن القديم انت
    ولا لون الفرح بنت
    ولا الشوق المشيت بيهو
    غلبنى اقيف

    فتوقفت كثيرا عند هذه الكلام وطافت بذهنى تفاسير ومذاهب نقدية شتى واستحضرت ما قاله نقاد شكسبير منذ (قولهان جوته) وحتى ( برادلى) عن شئ شخصية هاملت . فجميعهم اختلفوا فى تفسيرها وتحليلها . واستحضرت ايضا معظم نقاد الفنان (ليوناردو دافنشى) واختلافاتهم حول تفسير وتحليل (ضحكة الجيوكندا) الشهيرة . ثم استحضرت جل نقاد الروائى السودانى الطيب صالح واختلافاتهم فى تشريح وتحليل احتمالات مصطفى سعيد فى رواية موسم الهجرة الى الشمال .

    استحضرت تلك المفاهيم النقدية حول تلك الابداعات الادبية والفنية وفى الذهن عبقرية عمر الدوش الغنائية ..وهنا يكون السؤال النقدى قائما حول (ما) وضع الاشعار الغنائية والاشعار الغنائية الشعبية فى خارطة الاعمال الادبية الكبرى كما (يقولون) فهنا واستنادا على مدارس النقد الحديثة من بنيوية وما بعد بنيوية وتفكيكية، فانى لا ارى ثمة مانع بين مماثلة رؤى الشاعر (عمر الدوش) برؤى شكسبير او (دانتى) او الطيب صالح . اذ كل ارتأى فى التاريخ مكانا فخدشه باصبعه خدشة صارت فيما بعد عملا فنيا يشتجر الخلق حوله ويختصموا كما قال شاعر الحداثة العربية ابو الطيب المتنبئ.
    ومن ذلك فانى اختلف مع الشاعر يحيى فضل الله فى تقييم تجربة عمر الدوش الغنائية والتى حاول الاخ يحيى انا يقيمها من خلال استخدام الدوش للعامية السودانية او بمعنى اخر (صمت عنه يحى) وهو ان العامية السودانية تقع من حيث التعبير فى مصاف اللغة العربية .

    جريد الخرطوم - اكتوبر - 1993م


    عمر الدوش .....الشاعر الذى انهكه المطر

    dreams
                  

10-24-2005, 06:36 PM

Abomihyar
<aAbomihyar
تاريخ التسجيل: 03-19-2002
مجموع المشاركات: 2405

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عمر الدوش...تفضل ..يا خفيف الضل....سلام .النفس ما كافر (Re: Abomihyar)

    Quote: الاخت دريمز اليك هذا المقال الذى ابدع فيه القدال وتحدث فية عن الدوش وبمناسبة ذكري المرحوم الدوش لماذا لايكتب لنا ود العجمي عن هذا الشاعر الانسان خاصة وان ود العجمي قضي مع الدوش ايام رائعات ياريت يسطر لنا ما لا نعرفه عن الدوش
    لك الشكر دريميز على مواضيعك المتميزة دوماً
    .عمر الدوش وضل الضحى


    نهاية الوجيب ...بداية العمر ..

    جريدة الصحافة 2001
    (1)

    محمد طه القدال

    عاد من تشيكوسلوفاكيا وهو يحمل درجة الماجستير في مجاله متخصصاً في مسرح (بيرتولد برشت) والبعض ينطقها (برخت)، ولكنه لم يكن ليعبأ كثيرا بالألقاب يركل كل ما من شأنه أن يوسع له في (الزيط) ويرحب بكل ما هو ومن هو بسيط في حركته اليومية، غير المتنطع أو المتحذلق. كان يحب أو لا يحب الناس بعد التقائهم ولا يعبأ بأصحاب المقام وبمن تسبقهم الألقاب كما كان المتمرد الفذ ذلك الجنوبي (أمل دنقل). لقد أراني الصديق الشاعر عبد الرحمن الأبنودي قطعاً أعلى حاجبه نتاج غضبة مضرية من دنقل، ولكن للدوش في تمرده مسالمة ووداعة ونصحاً. عاد من (التشيك) وما (داح) بالقرى والدساكر يعلى من صيته الشخصي ولكنه كان متواضعاً وواضحاً مثل (فلق الصباح) وشجاعاً شجاعة أخذها من أهله وهو له ذوق (اتيكيت) ورقة جلبهما من السفر في الدنيا العريضة و له معرفة لقدر نفسه ودراية بأقدار الآخرين. شد ما كان يكره الإدعاء وخاصة ادعاء العاطلين من كل موهبة. كان يعجب بالقصة التالية يحكيها كلما جاءت السانحة. يحكي أن جلسة ضمت الشاعر الشيخ الرئيس محمد المهدي المجذوب والشاعر الكبير النور عثمان أبكر والشاعر الصديق محمد محمد خير وآخرين وقد دخل عليهم شاب يريد أن يستمعوا لما كتب واعتقد جازماً أنه الشعر. طفق الشاب يلقي قصيدته ولكن الشاعر النور قد فطن إلى اضمحلال الشعر عند الشاب والشيخ المجذوب قد طأطأ الرأس يستزيده حتى أتى على آخر القصيدة فصمت الجميع وفجأة بادره المجذوب (يا بني .. أنت نبي) ولما ذهب الشاب إلى حال سبيله سأل النورُ الشيخَ لماذا تسبغ علية النبوة وهو على ما هو عليه من ضعف في الوزن والصرف؟ فأجابه المجذوب بجملة واحدة: ( ما علمناه الشعر وما ينبغي له). وكان الدوش يعجب بالرصانة و(يتسلطن) وهو يلقي أبيات الحاردلو الكبير:

    (يا خالق الوجود أنا قلبي كاتم سرّو

    مالقيت دارك المعنى وعلية أبرّو

    قصبة منصح الوادي المخضر درّو

    قعدت قلبي تطوي وكل ساعة تفرّو)

    كان يصرخ هزجاً ويقفز طرباً ويتمدد على السرير وينتصب جالساً مرة أخرى وهو يجمع إليه يديه ويرسلهما يمثل حركة (الطي والفر) ثم يضرب موضع قلبه براحته ويصيح ضاحكاً: (العربي مجنون .. علي الطلاق العربي مجنون .. بت الكب .. يا القضارف). كان يستزيد من شعر (الدوبيت) ويطلب عيونه وكان يكتب قصيدته المعلقة (ضل الضحى) عبر الأيام والشهور والسنين ولقد سمعت أول ما سمعت من أبياتها عند بداية قدومي من قريتي إلى العاصمة في بداية السبعينات:

    ( وانا كنت راجع منتهي

    لاقتني هي ..

    كبرت "كراعي" من الفرح،

    نص في الأرض ونص في النعالْ)

    كنا نطرب لها يلقيها علينا الشاعر المتمرد الأكبر عادل عبد الرحمن رد الله غربته وكنت أظنها من شعره حتى نسبها إلى الدوش وما كنت قد التقيته قبلها. كان يكتب جزءً على ورقة بيضاء وبيتاً على ورقة صحيفة وهكذا ، وكان يضع ما يكتب في أي مكان لا يأبه أن يضيع .. وكان يقرأ على مهل ما يكتب على مهل وينهي قراءته مشيحاً بيده وضاحكاً ضحكته الساخرة ذات ( الشرتاب) . كنت أقول له إن لكل شاعر معلقته التي سوف يدور حولها معظم ما يلي من شعره وتكون الرؤى والأخيلة والصور استنساخاً بشكل أو بآخر لما دار في تلك القصيدة المعلقة وغالباً ما تكون تلك القصيدة في أول حياة الشاعر .. ولكنك الآن تكتب معلقتك وقد كتبت قبلها كل هذا الإرث العظيم فكأنك تقلب على الشعراء ما درجوا عليه وتحملهم ما لا طاقة لهم به. كانت إجابته دائماً سؤال التواضع الصادق: (تفتكر دي قصيدة كويسة؟) . كان يعيش بكل الصدق مع شخوص القصيدة. كان يرى العمدة رأي العين ولا يستسيغه ويقف منه موقفاً يقفه دائماً ضد المتجبرين ومع الضعفاء ولذلك فهو يعرف (ناس الحلة) فردا فردا. كانت علاقته بسعاد علاقة أزلية وتعاطفه إنسانيا مع علي ( ود سكينه) و طه المدرس ( ود خدوم) وتحريضه المستمر لهما ليتمردا على العمدة. ثم الشخصية الهامة لأقصى درجة (الراوي) وعلاقته بعمر الطيب الدوش .....و..

    دقت الدلوكة .. قلنا:

    (الدنيا ما زالت بخير .. أهو ناس تعرس .. وتنبسِطْ)

    تكَّكتَ سروالي الطويل ..

    سوّّيتلو رقعات .. في الوسِط.ْ

    في خشمي .. عضيت القميصْ

    أجري و أزبّد..

    شوق..وانطْ.

    لامن وصلت الحفلة ..

    زاحمت الخلقْ.

    وركزتَ..

    شان البِتْ سعادْ.

    أصلي عارف جـِنّها

    في زول بيركزْ ... وينسترْ.(يـتـبـع)

    محمد ود حنينة

    ----------------------------

    ... وما العمر إلا أيام معدودات في الحياة الدنيا والعمر مشوار قصير وإن طال. والحياة الدنيا ظلٌ ما يكاد يستظل به الإنسان حتى يزول فيزول العمر وفي الذاكرة الشعبية (الدنيا ضل ضحى) ولكن الدوش في صوفيته يسخر من ضياعها (الدنيا) أو ضياعه (العمر) هكذا مقدماً ، (سمبهار) ومجانا في (الفارغة) وما لا ينفع. و(سمبهار) مفردة عند لاعبي الورق تعني الدفع والتخلص مقدماً مما لا يفيد (البايظ) :

    (ضل الضحى مشوار

    تزِح وتزِح

    زحيح الشمس من وكَن الشروق

    زحيحها لى نُص النهار

    الونسة بالسفة الكبيرة

    وبالكتاتيح والغبار

    والفاقة

    والعمر الهظار

    والزمن البروِّح

    سمبهار)



    وبعد صمت وتعجب يذهب الشاعر (الراوي) مباشرة إلى (الحِلة) التي تفرق أهلها وتشتتوا. بعضهم غادر إلى المدينة يحسبها مكمن الغنى ومنبع الجاه وروايات السابقين من شباب القرية عنها قد أكدت أحلام اللاحقين إليها ، وبعضهم سرق وباع كل أغراض (هدوم) كل بيوتها ومضى و( استفرغ ) في أول رسالة أرسلها إلى القرية أنه لا ينسى أبداً ودائماً يتذكر (البلد) كلما هم بقلع ملابسه. يصنع عمر الدوش مقدمته الساخرة على طريقة أهل المسرح ، كأن مقدمة القضية مشهدا ابتدارياً تعريفياً تأتي إشاراته الذكية للعمر والقرية والبلد وهاء المؤنث في (شاغلتها) والتي يسميها (سعاد) فيما بعد، افتتاحية تعرفنا على شخوص قادمين وعلاقات تتشابك لاحقا وقضايا ومشاعر ودنيا نحن على عتبة بابها.



    (جريت عصايتي

    مشيت أنقر في الحصى)



    ولا يظنن أحد أن ذلك هو فعل الحيرة وتجهم الفكر وانقطاع الرأي، ففعل الحيرة أن تجلس على الأرض ووجهك إليها وصمتك سابل وعصاك تخط خطاً هنا وهناك بالرتابة كلها أو تزرعها (نقراً) وتنقيطاً منتظماً وغير منتظم ولكن أن ( تجر) عصاك و(تمشي) تنقر بها الحصى فتلك هي الجرأة وفعل من يثق بذاته ثقة تقرب مشيته إلي مشية الخيلاء ومشي الكبار من ذوي القامة و(الأشناب) و (الكريزة) أو على الأقل تضعه مع ذوي التململ و عدم الرضى بالحال (المايل) ورفض بداياته و نهاياته.

    (جريت عصايتي مشيت أنقر في الحصى)

    جاءت مرتين بعد حالين مخزيين. بعدما يتذكر سارق (الهدوم) سرقته وبعد (القعاد تحت الأسى وضل الضحى) ومباشرة قبل الآهة على الولد الذى ضاقت عليه كل البلد، ثم يدلف بالشوق كله والدنيا ليل ليسمع ما يشبه (نقر) الكمان لا لينسى النقر على الحصى ولكن ليلتقي بلطف المعنى و(حس زول بمش).

    فالكمان يمرر عليه القوس فيعطي صوتاً مستمراً وحينما ينقر عليه نقراً بالأصبع يعطي صوتاً متقطعاً فالنقر على الكمان اشارة لصوت المشي لا لتقطعه. ونظرت

    إ ليها ويا لها من طريقة في النظر!!

    (تاوقت من تحت الكتيف .. عاينتلا)

    فإن كان استراق النظر من تحت كتف الناظر فذلك لا يتأتى إلا برفع الذراع إلى مستوى الوجه المنخفض قليلاً فيصير الناظر كمن يخفي جزءً من وجهه ليسترق النظر وإن كان استراق النظر( من ) تحت (كتيف) المنظور إليه فلن يستقيم المعنى إلا أن تقوم حروف الجر مقام بعضها فتصير (من) (إلى) وبالتالي يتدرج من (المتاوقة) إلى (المعاينة) ومن استراق النظر سراً إلى النظر الصراح ثم يسأل سؤالاً في السر (الأ تعرف أن النظر عيب؟) ويجيب عليه في الجهر:

    (أيوه عارف إنُّو عيب)

    ولكن العيوب في هذه الدنيا كثيرة ومن أكثرها خزياً

    (المطوحة من كل زول مطلوب قروش)

    و (القعاد تحت الأسى وضل الضحى) .



    هذه المقدمة يتخذها الشاعر بوابة ندلف منها في معيته إلى عالم الأضداد والتناقضات عالم أغلب شخوصه رجال يحملون أسماء أمهاتهم فهنالك محمد (ود حنينة) وعلي (ود سكينة) وطه المدرس (ود خدوم) وصالح (ود قنعنا) وأيضاً هناك العمدة جابر ود( خف الفيل) وهناك سعاد نفسها وأهل القرية يتنفسون بين السطور رغماً عن كرش ابن العمدة الذي لا اسم له.



    وعند محمد ود حنينة تدق (الدلوكة) في ذات الوقت الذي يزور فيه مسئول كبير البلد. وشمر من حيث ما كان وجرى وزاحم واقتحم (الحفلة) وركز من أجل البنت سعاد:

    (أصلي عارف جنها

    في زول بيركز وينستر

    لكني عارف إنها

    ياني الأزاها وجنها

    برضي عارف أظنها

    تحت .. تحت بتحبني)



    ودليلي القاطع أنه :

    (ديمة في صرة وشيها

    يلفحني شوق

    نافر .. لبد)

    ولكل المعرفة التي سبقت عليك في علم الظاهر والباطن.. ركزتَ .. يا ود حنينة .. وكان السوط (عنجاً) ركزت ( شان) البنت سعاد و لصوت ( الدلوكة) ولزغاريد الصبايا .. وللحرقة من العمدة الذي يريدها لنفسه أو لابنه أو يريدها و يريدنا (هتيفة) للزائر الكبير فركزت :



    (للحرقة المشت بين الضلوع تحت الجلد) وكان السوط (عنجاً) وما همك يا ود حنينة؟



    (ضميت قزازتي مرقت عن طرف البلد

    وسكرت جد).



    يا محمد ود حنينة .. أي شجاعة كانت لديك لتركز بها كل تلك (الركزة) ليتقطع بها جلدك قطعاً وتتمزق بها روحك (نتف .. نتف)؟ وأي شجاعة تلك التي تعلن بها على الملأ (مروقك) إلى طرف البلد سكرك ( المسا ) الأعلى؟



    ( وانا جاي راجع منتهي ..

    لاقتني ..هي

    قالت تعال) .. وليتها م أعادت.

    (كبرت كراعي من الفرح

    نص في الأرض ونص في النعال

    اتلخبط الشوق بالزعل

    اتحاوروا الخوف

    والكلام)



    يا محمد ود حنينة.. من تكون؟ هل أنت من أنت؟ أم أنك علي ود سكينة؟ من أنت .. وأنت ترتل سفرك على أسماع معشوقتك؟ هل أنت محمد ود سكينة أم علي ود حنينة؟ وهل كانت أغنيتك (جرسة) فوق أعطاف سعاد أم هو نحيبك الداخلي:



    ( وانا يا سعاد

    وكتين تصبي سحابة تنزلي زي دعاش

    بفرش على روحي وأجيك

    زولاً هلك تعبان وطاش

    وانا يا سعاد وكتين اشوفك

    ببقى زول فرشولو فرش الموت..

    وعاش)



    يا ود حنينة... هل هو بوحك السرمدي بما استشففت ؟ هل أدركت بعد (مرقة) طرف البلد أنه العمدة الذي فاض إلى مليون عمدة وأنها سعاد التي يزاحمك عليها علي ود سكينة و العمدة وولده ، وأنه (ضل الضحى) الذي مازال يقصر ويقصر حتى صار تحت رجليك؟ هل هو السفر الطويل والكفن الجميل الذي له رأيت وفيه مشيت؟ أم هو وجيبك الأزلي لما استشرفت؟ :

    (يا سعاد تعالي ولمي من كل البيوت

    عدة السفر الطويل

    زخرفي الكفن الجميل

    شخبطي الفجر .. النهار

    أربطي الضحى والأصيل..

    المغرب.. الفجر.. النجوم..

    في صرة

    وارميها البحر.)



    وحين أدركت أنه (العمير) القصير (ضل الضحى) وأنه العمدة بشحمه وبلحمه وبغبنك و قد صار كل الأضداد (لبوة وأسد، حسنة وغصب، جمعة وأحد) ، (بقيتها) عند طرف البلد و رجعت له وقد أضمرت المجابهة الحتمية والمناطحة المرجأة:



    (وانا جاي راجع اجهجهو

    لاقاني هو

    سايق العساكر والكلاب

    رامي بين عيني وعينو

    كلب وتكشيرة وحراب...

    ضاقت كراعي من الزعل

    من تحتها اتململ تراب)



    وما سكت جوفك و لن يسكت، كنت محمد ود حنينة أم علي ود سكين، فلن تسكت:



    (صلحت طاقيتي الحرير واتنحنح الجوف بالكلام

    قت ليهو:

    يا عمدة اختشي

    مسئول كبير في الدنيا غير الله انعدم)



    وما كنت لتراوح بين (رهاب) سعاد والحلم (بالحلة) الفاضلة وبين الحقيقة الماثلة في العمدة وظلمه وحاشيته ، بين سراب الحب والخير والبراءة وبين حقيقة أن تذوق مرارة وقوفك في وجه الجبروت والطغيان. ها أنت أمام العمدة وكلابه وجهاً لوجه. كانت (ركزتك) شان البنت سعاد مشهودة وكذلك الأخرى أمام العمدة فما أنت فاعل بعدها؟؟:



    (عيني ضاقت نظرتها

    والجوف يطقطق بالكلام

    قبال يقولوا لي سلام

    اتلموا حولي بلا نظام

    شال وعمة.. توب وغمة .. فاس وطورية وحزام

    شالوني بي كل احترام

    ورموني في قعر السجن)



    (يتبع ... طه المدرس ود خدوم)



    طه المدرس (ود خدوم)

    قراءة ثانية



    ولقد حكى لي أنه بدأ مدرساً في مدارس الدوش قبل التحاقه بدراسة المسرح. كان مستمتعاً بعمله وكان عمه (العميد) يقتطع شيئاً من مرتبه لحكمة يعلمها ولكن الباقي من المرتب كان كافياً في تلك الأيام ليعيش المدرس الشاب في بحبوحة ولذلك ما كان ليهتم كم كان عمه يقتطع ولم يسأل عن السبب . غادر المدرس الشاب للدراسة في بلاد التشيك وقضى أيام وأعوام الطلب وعاد إلى السودان وقد نسي ما كان من أيام التدريس في مدارس عمه لتنتظره المفاجأة السعيدة والتي تدل على الوفاء وبعد النظر. لقد اشترى له عمه أرضاً فسيحة في (امبدة) بما كان يقتطع شهرياً من مرتبه فأدرك حكمة عمه بعد زمان. وتعاون طلاب المسرح في ( نفير) سوداني صميم فقام حائط هنا ونهضت غرفة هناك حتى صار لعمر الدوش ولأصدقائه مأوى يستظلون به وصار بعد ذلك ملتقى للشعراء والفقراء و (المغنين المطاليق) وهو ذات المنزل الكائن الآن والذي اخترت أن أكون جاراً له ولكن عمراً غادره سراعاً إلى دار أخرى لا إيجارة فيها ولا تملك.



    وعندما يكتب الدوش يستلهم تجربته الشخصية كان ذلك في إطار المسرح أو التدريس وتكون أدواته طيعة بين يديه فهماً ومعرفة وتتقافز العلائق الإنسانية الحميمة بين المدرس والطالب التي تميز بها الدوش عن جميع المدرسين والمسرحيين وتتبدى بينة في فهمه وتقديره العميقين للآخر. فقد خط الدوش لنفسه خطاً واضحاً في تكييف علاقة المدرس بالتلاميذ في مدارس الدوش ولاحقاً بين الدوش المدرس وطلابه بقسم المسرح في كلية الموسيقى والمسرح فهي علاقة الصديق بالصديق بما في ذلك من معاني الصدق والوفاء والوضوح والأريحية والاستعداد الدائم لمد يد العون والمساعدة. وكم رأيته يفيء إليه طلابه في داره طلباً للمساعدة في أمور دراستهم وهو يلاطفهم ملاطفة الند ولا يبخل عليهم بعلمه ويرفدهم من تجربته الثرة رفداً. ولا غرابة أن يستهل طه المدرس (ود خدوم) ويبتدر تلاميذه:

    يا تلاميذي العُزاز

    بسم الله



    وأكاد أراها (بسم الله) مكتوبة على السبورة وبعدها التاريخ (خمستاشر ربيع أول) وهو ترتيب المدرس والتلميذ معاً على السبورة و على الكراسة في آن واحد وفي تناغم وفهم متبادلين. وهو تاريخ له ذكر وموافقة ومرافقة:

    (اكتبوا التاريخ

    خمستاشر ربيع أول

    والموافق

    مولد الإيقاع على خطوات سعاد

    والمرافق

    للصباحات، المناحات

    واخضرار الغيم وفقدان الشعاع

    ارتفاع الموجة لى صدر الشراع)



    يبدو هذا التاريخ غريباً للوهلة الأولى ولا أجد له تفسيراً و ما أسفت على شيء أسفي على أنني لم أسأله عن كنهه ولا أظن أبداً أنه جاء هكذا بلا هدف أو دلالة. ربما ما كان ليجيبني لو استفسرته ولكنني لو كنت استفسرته ربما كان أعطاني بعض الإشارات. إنه تاريخ استثنائي دون الأيام الأخرى يصطحب النواح (صباحاته) وتتكاثف غيومه تحجب شمسه فيتواتر الإظلام وتتعالى فيه أمواج الغرق وتتجاوز المركب إلى أعلى الشراع ولقد أجريت محاولة على (الحاسوب) للرجوع إلى هذا التاريخ لعدة سنين خلت ربما أجد المقابل الميلادي لهذا التاريخ (15 ربيع أول) وما يمكن أن يحوي بالمقابل من دلالات ربما تضيء أكثر ولكن ربما لأن اختياري للسنين إلى الوراء كان عشوائياً لم أعثر على ما يفيد حالياً ولكني سوف استمر في المحاولة.



    ويتوالى الحوار بين الأستاذ والتلاميذ لأن العلاقة بينه وبينهم ليست علاقة إملاء وأمر فإذا طلب أن يتركوا مسافة بينهم سألوه عن مقدارها وإذا طلب منهم أن يتركوا فراغاً لم يمروا عليه سدى بل استفسروه عنه:



    يا تلاميذي العزاز

    خلي بينك وبين زميلك

    زي مسافة

    - قدر إيه؟

    - قدر المسافة البين عيوني وبين سعاد

    قدر آلاف الفواجع

    وانهيارات الحصاد

    قدر مسحوق الأنين في تواريخ البعاد

    اكتبوا

    ………..

    - وديه إيه يا استاذ يكون؟؟

    - دا المجنن طه..

    اسألوا ود سكينة.



    ويعود علي ود سكينة من جديد لا ليفسر الأشياء ولكن ليدل عليها ويشير إليها فقد جاء ذكره لدى سعاد آنفاً حتى خشينا أن يكون علي ود سكينة هو نفسه محمد ود حنينة:

    - (هييييييييي يا سعاد

    علي ود سكينة وكلتي في خشمو الماد

    علي ود سكينة ومات أسى)

    والآن يجعله طه المدرس ود خدوم مرجعاً يدل على المبهم والغامض والغير منطوق. وتتوالى بعد ذلك الأضداد متدفقة :

    (الريح المسافر في تجاعيد السكينة)

    (الموج اللي ساكن في مسافات السفينة)

    (اللحظ البيضحك وهو جارح)

    (اكتبوا العنوان بخط مستور وفاضح)

    وكانت الخيبة الكبيرة عند طه المدرس ود خدوم الذي كانت حياته، كما يحكي عنها بنفسه، مهزلة متصلة:

    - اكتبوا

    (عاشَ في زمن المذلة

    المدعو طه ود خدوم

    باع تفاصيل الكآبة عشان يفرّغ وتاني يملا

    جاع وخيرك يا سعاد مردوم ردوم

    عاش المدرس ود خدوم كأنه نكبة-كأنه شوم)

    وهو في رواية أخرى:

    (حتة معلم مبتدئ

    غاوي وبسيط

    ولو ما خدوم

    كان من زمان محسوب لقيط)

    ولكنه ممتلئ بحب سعاد التي تتراوح بين الأرض (البلد) و الحبيبة:

    (وانا يا سعاد فتشت ساحات الأماني

    ناصية .. ناصية

    حجر حجر

    ما لقيت إلاك بلاد)



    (قامت سعاد من رقدتا

    الكون جميع كان انحصر

    ما بين قيامها ووقفتا

    النخلة والهجليجة والسيالة

    والشوق والمطر والغابة

    والهم القديم والفرحة والذل والخطر

    كله انجمع في كفتا

    قامت سعاد من رقدتا

    قامت قيامة العمدة مليون اتجاه)



    العمدة الذي جعل من يوم الحزن والحداد العام يوم احتفال بضيفه الزائر الكبير وقد تداخل الحزن العام مع الحالة الخاصة بمحمد ود حنينة الذي يقبع في سجن العمدة الذي كان المدرس (طه ود خدوم ) أول زائريه في محبسه لإبلاغه أن (الحلة) قد امتنعت عن بكرة أبيها عن استقبال زائر العمدة (الكبير) وأنه:



    (لا زول هتف

    لا كف مشت بتلاقي كف

    والعمدة زي همبول وقف)



    (يتبع…. مع صالح (ود قنعنا) الخضرجي)



    صالح ود قنعنا

    قراءة ثانية

    الشمس كالقمر في انسرابها لا محالة صائرة إلى محاق عند الغروب وليس أبلغ في التعبير عن تلاشيها و اضمحلالها وزوالها من تصغيرها:

    (شميس المغرب الممحوق)

    وهي في ميلها وغروبها لا تنسى أن تميل على وجه صالح ود قنعنا (الخضرجي) وتنعكس صفرة أشعتها على صفرة (سنيناته) فتكون الصفرة الأخيرة في غاية الإبانة والوضوح، وتبين معها إخفاقات وتعاسات وأحزان أخر وانعكاسات حياتية سالبة و(مقلوبة) لدى صالح (ود قنعنا) أهمها أن الأيام معه ليست على ما يرام وأنها لم تعطه ولم تنله شيئاً من رغد العيش ولينه ولا بعضاً من لطف الحبيبة وقربها. ولكثرة ما في شعر الدوش من إيحاءات فإنك تجد نفسك عاجزاً عن تتبعها ولكن لنأخذ مثالاً واحداً:

    (ولا عاشرت هدماً زين..

    ولا حتيت تراب السوق)

    إن (حت) التراب في البيئة الرعوية والزراعية يعني (العرس عديل) الذي تتبعه النظافة والتهندم (والرونقة) لزوماً لأن الشاب في مقتبل العمر لا يأبه كثيراً وهو عازب في أي هيئة يكون ولا يتشذب إلا في المناسبات وذلك لأسباب شح المياه و الاهتمام بالأرض وكفاحها و لأنه يهب جل همه (للسعية) ورعيها ورعايتها وسقايتها ولا (يتصنفر) الفرد منهم إلا للزواج و ما بعده وتكون للعروسة اليد الطولى في هذه (الصنفرة) وتوظف فيها كل الوسائط الممكنة من الماء والصابون (بالكراشة) إلى (الدلكة) لتنعيم ما اخشوشن و(تمليس) كل (كشكة) سلفت بفعل تراكم التراب على العرق. ويستعمل التعبير (حتيت التراب وحتيت الشيب) كثيراً عند الزواج. فيقول الشاب (أحت التراب) أي أتنظف واتهندم بالزواج ويقول الشيخ المتصابي (أحت شيبي) أي أتزوج من صبية تخصيصاً فأعود شباباً كرة أخرى. فانظر كيف أوحى الدوش بكلمات قليلات في غاية البساطة:

    (شميس المغرب الممحوق

    تميل فوق وشك المحروق

    تبين صفرة سنيناتك

    يبين ضل الكلام مقلوب

    تميل يا صالح الأيام

    ولا عاشرت هدماً زين

    ولا حتيت تراب السوق)

    وكل متعلقات ( ودقنعنا ) غير كونه خفيف الظل، تنحو ناحية العطب و(العطلة) فهو كما سلف عازب (بوهيمي) ومع ذلك فجرجيره (بايت) وليمونه (باير) مثل حزنه وبعد ذلك يبيع، فيما يبيع ، تواريخ دمه (الفاير) مع سأم عمره في شكل (كيمان) وعند ما يتوالد (زهج خيلك) لا يلد فرادى ولكنه يلد التوائم ويتربى الأسف فوق كتفيك. ومع أن تركيبة الجملة تقول أن (زهج خيلك) هو الذي يلد التوائم فتفصل الخيل بينه وبين (الزهج) بل ينسب (الزهج) إلى الخيل أصلاً إلا أن المفهوم من السياق أن (خيل زهجك) هي التي تتكاثر فينتسب (الزهج) والضيق (والقرف) وضيق الخلق والدم (الفاير ) إليك مباشرة وحينها لا ينفع صبرك (الناير) ولكنك سوف تلعن الكل ولا توفر أحداً أو شيئاً. ومع في في هذه الصورة المسرحية من طرافة وجدة إلا أنني أجد صالح ود قنعنا أحد اثنين. إما أنه جاء إلى المهنة صدفة وراغباً عنها لا راغباً فيها أو أن ما يعانيه فوق طاقته وذلك لأن أهل المهنة (الخضرجبة) معروف عنهم الظرف واللطف وخفة الظل وهو مثبت (تفضل يا خفيف الضل) لأن التعامل مع الخضار كالتعامل مع العطر ينعكس على نفس ممتهنه بما للخضرة من أثر في الانشراح والانفتاح. فتبقى معاناة ود قنعنا التي هي فوق ما يطيق والتي تجعلة (متنرفزاً) على الدوام خلاف ما هو معهود عنه:

    (تفضل يا خفيف الضل

    ورشرش صبرك الناير

    وارفع صوتك الحنضل

    والعن ما يهمك زول..

    أبوك يا سوق .. سليل الهم

    أبو الطورية والمنجل

    وخال الرجلة عم الدنيا

    جد الفجلة والفلفل

    وشكل القفة والكرتونة والجردل

    والعن ما يفوتك زول..

    من الشارين

    من البايعين

    وجنس اليرضى و اليزعل

    واشتم يا خي إيه فضل؟؟



    لأنك في غضبتك المضرية لن تقبل أن تميل النجمات مع القمر العنين الأهبل ولأن آمالك يمكن أن تميل وأن ترقص وأن تتعدل وأنه يحق لك بعدها أن تسخر من النيل الذي أصبح (مبولة) مع قناعتك الخالصة أن أمواجه لن تتبدل بالرغم من (البهدلة) الحادثة لها ولأن (سعاد)، وهذا هو الأهم، لا يمكن أن تتحول.

    ( دي ما شمس الضحى الأعلى

    ومشية حنينة تحت الضل

    وتكية طرية فوق رملة

    دي أحلام جارية منبهلة).



    وأكثر ما يطرب هذه المعرفة الثرة بلغة المهنة و مصطلحات (الخضرجية) وتوظيفها لخدمة النص أنظر:

    (رش جرجيرك البايت)

    (عد ليمونك الفضل)

    (كوم حزنك الباير)

    (بيع من غير تشاور زول)

    (تفرش في الضحى الأعلى)

    (تبيع سأم العمر كيمان)

    (لافتات ، أوزان، أتمان)

    (رشرش صبرك الناير)

    (الطورية، المنجل، الرجلة، الفجلة، الفلفل)

    (القفة، الكرتونة، الجردل)

    (سعاد نعناع)

    والعمدة وولد العمدة هما أصل بلاء صالح (ود قنعنا) هما مصدر همه و(عكننته) المستدامة. فولد العمدة هو السبب الأساسي في وإيقاف أحلامه (المنبهلة) فيما (يخص) سعاد وهو الكيد الماثل بكرشه المتدلية و (المدردقة) في الحرير ولأنه ( يقدل ) تمساحاً في الفريق أبيح له الهمس والغمز واللمس وهو الشيء الذي (يحرق) دم صالح (ود قنعنا) ويجعل منه الخضرجي (المتنرفز) أما العمدة فهو الاضطهاد يمشي على قدمين وإمعاناً في اضطهاد ود قنعنا:

    (والعمدة صاح:

    يا ولد

    يا إنت

    يا صالح..تعال .. شد الحمار

    وانده سعاد شد الحمار .. وانده سعاد

    أنده ... س ع ا د … شد ا ل ح م ا ر)

    ولكن بالرغم من عزة النفس التي (بركت) جراء الحب المطرز بالمراسيل والغبار، لا يهم إذا كانت نهاية (شد) الحمار هي ( شوفة ) سعاد.

    ( أديني بس يا عمدة

    بس يومين صباح

    وغروب طويل

    أقدر ألملم فيها عفش الروح

    واشد عصب المسافة

    الواقفة بيني وبين سعاد

    أدق يا عمدة بيني وبين حماك أوتاد

    وارقد في ضواحي السوق

    واحلم والعمر .. مشنوق)

    (يتبع…. مع العمدة جابر ود خف الفيل)

    عمر الدوش وضل الضحى

    نهاية الوجيب بداية العمر …

    (الأخيرة)

    عمر (ود ستنا)

    لم يكن طويلاً يتجاسر على ربعه ولا قصيراً يتقافز إلى منفعته ولكن كان بين ذلك ربعة بين الرجال وكان لونه بين القمح وبين العسل يتراوح حين العافية وحين الاعتلال قمحياً في الصحة عسلياً حين السقم. وحدثني من حدثني أنه في شبابه كان الوسامة تمشي على اثنين مهندماً أنيقاً (قيافة وفايت الناس مسافة) شكلاً ومضوعاً. كان بسيطاً في عمق ومتواضعاً في أنفة وضعيفاً في قوة وواضحاً وضوح الشمس رائعة النهار. يحب إمضاء العدل عليه وعلى غيره ويمقت الظلم على نفسه وعلى الآخرين. في حديثه لطف العارف المجرب وسخرية الزاهد المغادر. لغته اليومية بسيطة مفهومة ومدعومة بإشارات من كلتا يديه ولغته أقرب إلى لغة أهل القرية ويستطيع التحدث بلهجة أبناء المدينة و(المثقفاتية) إن أراد حتى لتظنن أنه من أعرق أولاد أم درمان. لسانه طلق في اللغة الانكليزية لا ( يتعنعن ) فيها إي يدخل كلمة (يعني) العربية في الجملة الانكليزية دأب بعض المثقفين السودانيين المتحذلقين ويحذق اللغة التشيكية كأنها لغة أمه ولكنه أحب أهل السودان وأرض السودان عن صدق لا عن تنطع وادعاء وتشربت بذلك روحه وجرى حبهما في مجرى دمه وفي شعره حتى نسبت إليه خلطة (الوطن الحبيبة 000 الحبيبة الوطن) . رقيق رفيق مخمص، سرته أقرب إلى (عظم ظهره)، لا بطن له ولا أوداج ولا ( ودك) من تتابع المسغبة وطول الطوى. يمشي على (عرجة) ظاهرة لقصر في ساقه الأيسر جراء انزلاق ذات خريف وكانت رجله تؤلمه إلى أن غادر الدنيا وتسببت له في مشاكل في العمل وكان يأمل في علاج وهو يري القوم (يؤردنون) نسبة إلى الأردن أو (يلندنون) نسبة إلى لندن ولكن ما كان ليتزلف أحداً ولكان سافر لو داهن وتملق وقريبه (الرئيس) وأهل قرابته أبناء عمومة وخؤولة من المتنفذين في كل موقع ولكن هيهات فقد كان نسيج وحده في الكبرياء واحترام الذات. كان ذكي الفؤاد لماحاً يفهم الجملة من الكلمة الأولى ويدرك المعنى من إشارته ويكمل لك ما كنت تود قوله ويضيف إلى معناك معنى جديداً ما خطر لك على بال. كان يحب الناس البسطاء ويتقرب إليهم يواددهم ويجلس إليهم الساعات الطوال لا يمل جلوسهم وكانت نظريته في ذلك أنه في كل امرئ من البشر معرفة من المعارف ليست لديك ويمكنك أن تصل إليها وأن تستكنهها إن أدركت إليها السبيل ولكن الفرق الفارق أن الناس البسطاء يمنحونك إياها هكذا عفواً حباً وكرامة دون تمنع ولا التواء ولا من. وأغلب شخوصه في شعره وفي أعماله المسرحية من هؤلاء البسطاء فمشروع تخرجه (نحن نمشي في جنازة المطر) يمشي في سياق الغلابة والمسحوقين و مسرحيته (دهشو) التي تخرج بها الطالب وقتها عاطف البحر، نالت الجائزة الكبرى والناس البسطاء لحمتها وسداها وعندما أعاد كتابة إحدى المسرحيات اختار مسرحية ( جوابات فرح) ليوسف خليل ومسرحيته الأخيرة (عبد الغفار) جسمت ما أراد عمر الدوش أن يقول للمسحوقين وعلى لسانهم حتى ظن البعض أن عبد الغفار انما هو عمر الدوش نفسه ثم انظر إلى شخوص معلقته (ضل الضحى) من أبناء أمهم محمد ود حنينة وعلي ود سكينة وطه ود خدوم وصالح ود قنعنا. والأطفال في شعر الدوش تجسيد حي لانتمائه للمساكين واليتامى وأبناء السبيل والمنسيين:

    (حأكتب لى شجر مقطوع

    مسادير ..يمكن يتحركْ

    خطابات لى (طفل مجدوع)

    يقوم00 يجري00 يقع00 يبركْ

    رسالة لكل قمرية

    إذا دم الشقا اتوزع على كل البيوت

    ما تـركْ)

    أو هم اليتامى الغلابى الذين اوكل إليهم إقالة عثرة تاجوج:

    (يا يتامى

    يا غلابى

    شوفو لى تاجوج زمام)

    ( ولسة بترقد الخرطوم

    تبيع أوراكا للماشين

    تطل من فوق عماراتها

    وتلز (أطفالها) جوة النيل)



    وانظر هذا الوجيب وهذا النشيج:

    (رقدت على البحر .. غنيت

    مليت أحزاني بالأمواج

    جرحت الدنيا بالدوبيت

    جريت لى ساحة الشهدا

    لقيتم لا وطن لا بيت

    دخلت منازل الأمات

    وطليت لى شقا الأخوات

    لقيت (أطفالي) في الشارع

    بيجروا على أمل واقع

    رقدت على البحر غنيت

    واتذكرت أهلاً لى .. ساكنين في سجن كوبر)

    ( وصاني ابوي

    الموج بيهدم كل رخوة على الجروف

    شد الضراع.. زي المراكبي مع الشراع

    لازم تعرفوا الظلم جاي من وين عليك

    وافتح عينيك

    على زهور الغابة والأدغال.. على (الأطفال )

    ولدى الدوش حزن وخوف أزليين على الأطفال من أن يصبحوا يتامى منسيين مسحوقين و (مجدوعين):

    (جيت أسألك يا طفلة الألم الرضيع

    تديني خاطرك شان أضيع

    في شوق موزع في الزحام)

    (إنت يا ليل المغنين

    في صباحات اليتامى

    في البشيل فوق كتفو يمشي

    لما ترخي الخيل لجاما)

    وكانت أغنية الحزن القديم قد أحدثت دوياً هائلاً عندما شدا بها فنان (عموم أهل السودان) الأستاذ محمد وردى رده الله إلى محبيه سالماً، ولكن سنام الفعل الدرامي والعاطفي فيها جاءت في مقطع بسيط في كلماته عميق في معانيه:

    (بتطلعي إنت من صوت طفلة

    وسط اللمة منسية)

    وكانت أبرز صفاته الشجاعة دون تهور. كان لا يتوانى أن يجابه كائناً من كان بالحقيقة الساطعة لا يثنيه عن ذلك شئ. ولقد شهدت له جملة مواقف مع أقرب أهله ومع أغراب يفلقهم بالحق والرأي الشجاع في اللحظة التي ليس غيرها لحظة صدق فيصدعون له لا يستطيعون إلا أن يوافقوه على ما رأى في التو واللحظة. جاء (يضلع) إلى الدكان المجاور في الحي وهو من بعيد يسمع صراخ المشكل القائم بين صبي الدكان المسكين وصاحب (الكريسيدا) ذي النظارات السود والعمة (الشاش) والشال (الشاويش) والحذاء (النمري) ومازال الدوش يتكأكأ حتى وصل مكان الضجة وقد أدرك مسبقاً وتأكد تماماً أن صاحب الجلابية (السمنة) يفتري على صبي الكنتين بالفعل وبالقول فما كان منه إلا أن أخذ (عرجة) واسعة ووقف أمام كرش صاحب النفخة وقال بهدوء ولكن بصوت واثق آمر مسترسل لا يترك (فرفصة) للسامع:



    (يا زول هوي.. من وين انت؟ والشمطة شنو؟ والا أقو ليك .. أنا عارف الشمط شنو.. أ ر ك ب ع ر ب ي ت ك وانكشح) وحينها ساد الصمت الواجب أن يسود وركب الرجل عربته لا يلوي على شيء وهو (يهضرب) دا منو ؟ إنت منو؟ فيعاجله الدوش ( أنا الجن الكلكي ولابس ملكي) فيتناقل الخبر الأطفال والصبيان والفتيات والفتيان ويضج الحي بالفخر والابتسام. ولقد حكى لي أنه حين توفي القائد العمالي قاسم أمين في الغربة لم يجد القوم من يرافق جثمانه سوى عمر الدوش وكان حينها طالباً في بلاد التشيك فوافق تواً وهو يعلم ما في ذلك من مخاطرة بمستقبله وربما بحياته والنظام النميري حينها أسعر من كلب ضال في ملاحقة أهل اليسار ولقد دهشت حتى قوى الأمن من جرأته فقالوا له في المطار (الآن وقد أتيت إلينا برجليك نسوقك الآن) قال لهم لا ليس قبل أن أسلم الجثمان إلى أهله وأحضر مراسم الدفن ثم أسلم نفسي لكم طوعاً وأعطاهم جواز سفره وكان ما كان.



    وذاك ما كان من عمر الدوش ولكن عمرا (ود ستنا ) كان أكثر انسحاقاً من طه المدرس ود خدوم ومن علي ود سكينة ومن محمد ود حنينة ومن صالح ود قنعنا وقد عانى من الظلم والتنكر لموهبته في حياته و يقاسي من الظلم والتنكر لحقوقه ميتاً. من كان يصدق أن الأستاذ حمد الريح الذي ما غنى أعظم من (الساقية) في نظري حتى الآن من كان يصدق أنه لم ير الدوش إلا في المحكمة عندما طالب الدوش بحقوقه المادية والأدبية. بالتأكيد لم يعط الدوش هذا النص للفنان وقد ذكر ذلك في أكثر من موقع وعلى شاشة التلفزيون في لقاء معه وأن النص وصل للفنان عن طريق الملحن الأستاذ ناجي القدسي ولكن أما كان غناء الفنان حمد الريح لنص الساقية كافياً ليلتقي الفنان بالشاعر ويتعرف عليه في الحياة العادية بدلاً من التقائه في ظرف المشاددة في المحكمة؟ ولقد ذهبت مع الدوش بصحبة محاميه الأستاذ محمد التاج مصطفى مرة إلى مجمع المحاكم بأم درمان لكي أشهد (ويا للسخرية) أن الماثل أمامي هو الأستاذ عمر الطيب الدوش بلحمه وشحمه(؟) وأنه صاحب القصيدة التي صارت فيما بعد (أغنية الساقية) التي يتغنى بها الأستاذ حمد الريح والتي جعل من إشاراتها ورمزها في سنين مضت محطة للنضال ضد الديكتاتورية ثم شاهدته لاحقاً في برامج تلفزيوني ينفي كل معنى نضالي فيها بل ويرسل إشارات تغزلية إلى الديكتاتور نفسه.

    والآن وبعد وفاته يصدر الأستاذ عبد الكريم الكابلي شريط أغانيه الأخير باسم (سعاد) وهي كلمات من مقطع (محمد ود حنينة) في قصيدة (ضل الضحى) ويغني هذا المقطع بدرجة تلحين وأداء عاليين ولكن للأسف لا يشير من قريب أو بعيد لصاحب الكلمات وهو الأستاذ الشاعر المرحوم عمر الطيب الدوش طيب الله ثراه ورزقه الجنة بقدر ما أعطى الماء على حبه مسكيناً ويتيماً وظمآناً في نهار أمبدة العطشى. وكما قال الأستاذ هاشم صديق في هذا الصدد: ( كان المبدع في السودان يهمل حياً ويكرم ميتاً والآن أصبح يهمل حياً وميتاً) ولقد أخبرتني الأخت سعاد زوجة الشاعر أن الشركة الموزعة قد أرتها ديباجة مكتوب عليها أسم الشعار بينما الشريط الذي يباع في الأسواق لا يذكر اسم الشاعر فأي فوضى هذه وأي استهتار بحقوق الأحياء والأموات؟ وكيف يتم تلافي (الجليطة) المدوية بفضيحة أكثر دوياً. ولقد علمت أن الدوش في ابتداء تفاوضه مع الأستاذ الكابلي كان يرفض باستمرار أن يبدل الكابلي أي كلمة فيها وأن يغنيها كما هي وقد أخبرني بذلك من حضر ذاك الاجتماع فانظر ماذا حدث بعد غياب (عمر ودستنا)؟ لقد بدل الأستاذ الكابلي كثير من كلمات ومعاني وأجواء القصيدة وأكاد أقول أنه (بهدل) النص في مواضع كثيرة بدرجة تثير الحنق للذين يعرفون عمراً ورد فعله لو كان بيننا الآن. ذلك بصرف النظر عن المقابل البخس الذي دفعه الكابلي والظرف الطاحن الذي تم فيه تنازل عمر عن النص. وهنا لا أعفي إدارة كلية الموسيقى والمسرح التي كانت لها اليد الطولى في الحالة المادية المذرية التي وصل إليها عمر في شهوره الأخيرة. هذه الإدارة لم تراع ظرف مرضه وصعوبة تنقله من وإلى بيته وحتى في داخل بيته بسبب رجله ومنعت عنه مرتبه للستة أشهر الأخيرة من حياته وحتى مماته وأوقفت مرتبه دون إخطاره وفق إجراءات عمل مرعية ومعمول بها في كل مؤسسة محترمة ولشد ما آلمه في أيامه الأخيرة أنه يدرك أن بنتيه وزوجته في أمس الحاجة لمساعدته ولكنه مغلول اليد لا يستطيع أن يقدم لهم شيئاً طيلة الستة أشهر. كان يحس بما خاف منه في شعره وطيلة حياته من تيتم الأطفال بعد ذلك منسيين (مجدوعين) و (ملزوزين ) في النيل. وبسبب كل ذلك فقد فكر في أيامه الأخيرة في ما لم يفكر فيه طيلة حياته وهو الاغتراب إلى دول النفط والشاهد على ذلك الأستاذان كمال حسن بخيت وفتح الرحمن النحاس هما من ساعدا في ترتيب أوراقه والأستاذ محمد التاج مصطفى الذي حملها إلى أبوظبي. وهو الذي بشر طوال حياته بأن يبقى الشباب في وطنهم وأن تبني السواعد ديارها.

    ثم ماذا بقي بعد من الظلم الذي وقع على عمر (ود ستنا) وهو ميت ؟ في أسبوع وفاته يخرج علينا من حباه الله بسطة في الجسم والمال وحبته ذاته الفاسدة كثيراً من الصفاقة وسوء الطوية يكتب في صحيفته بكل سواد القلب أن كيت وكيت ويصفه وصفاً دقيقاً لا يبقي غير أن تصرخ وتقول ملئ فيك أنه عمر الطيب الدوش، يكتب لا لينعاه ولا ليذكر محاسنه كما أوصى بذلك المثل الكريم والقدوة الرحيم (ص) ولكن ليشمت في الموت والموتى وهو ناسي أن العمر كما قال الدوش (ضل ضحى) يأتيه الفناء وإن طال ويغشاه التآكل وإن تمدد لا ينفع بعد ذلك لحم مترع ولا شحم متكدس و لا مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم. ويبقى عمر الطيب الدوش الفنان المبدع الذي أعطى هذه الأمة التي أثق تماماً في أن من بنيها من يدرك أقدار الناس ويعطي الدوش التكريم اللائق به وبقدره. ويبقى شعره ومسرحه وسيرته وكل ما خطه شاهداً على أنه عاش حياته بصدق لا نفاق فيها ولا رياء وأرجو الله أن يغفر له بقدر صدقه وبقدر حبه لجميع الناس وأن يجعل الخير كل الخير في بنتيه (لندا ولميس عمر الطيب الدوش).



    وأخيراً لي سؤالان الأول لناشر ديون الشاعر الدوش. لماذا لا يرى القراء الديوان معروضاً على أرفف المكتبات؟ ولقد سئلت شخصياً مراراً وتكراراً منذ بداية هذه الحلقات عن هذا الديوان وكان جوابي دائماً أن هو مطبوع وموجود في أماكن التوزيع ولكن لا أحد يجده في المكتبات. والسؤال الثاني لإدارة تلفزيون السودان. لقد قام التلفزيون بعمل توثيقي هام وكبير بتسجيل عدد كثير من أشعار الدوش بنفسه وبصوته وكان المؤمل أن يأتي ( تيم ) التصوير في يوم الخميس الذي سبق يوم وفاته بيوم واحد لاستكمال الحلقة بحوار معه بوجود أسرته ولكن لم يتم ذلك للأسف وقد كان حاضراً للتسجيل وأنا على ذلك شهيد. وبعد وفاته تم تسجيل لقاءات مع أصدقائه وزملائه بغرض استكمال تلك الحلقات. والآن أما يزال ذاك التسجيل التاريخي موجوداً في أضابير التلفزيون أم أنه قد تم مسحه شأن كثير من المواد التاريخية المفقودة؟ وإذا كان موجوداً فلماذا لا يبث؟



    ابو يسرا

    Re: عمر الدوش .....الشاعر الذى انهكه المطر

    =======================================================================

    وأخشى بعد أن نكون جميعا مقصرين في حق هذا المبدع العظيم..

    أسامة عبد الجليل
    أيوا سيتي
                  

10-27-2005, 08:11 PM

محمد عبد الله شريف

تاريخ التسجيل: 09-20-2005
مجموع المشاركات: 904

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عمر الدوش...تفضل ..يا خفيف الضل....سلام .النفس ما كافر (Re: Abomihyar)

    اعزائى عذرا للغياب

    السبب الاول افة الترحال من غربه الي غربه بحثا عن مدن تنوم وتصحي

    علي مخدات الطرب ما اروع هذا الرائع الدوش يصطحبنا اليفا حتى

    بعد رحيله

    السبب الثاني هو انني ليس بمطالب ان ارد علي مداخلات الزملاء فالجميع

    له حق الرد والتعقيب فهذا منبر الدوش يعني حر لكل الشرفاء

    والوطنيين فحق رفع هذا البوست مكفول للجميع وشخصى الضعيف منهم


    اشكرك ايها الرائع ابو مهيار للافادات


                  

10-27-2005, 08:22 PM

محمد عبد الله شريف

تاريخ التسجيل: 09-20-2005
مجموع المشاركات: 904

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عمر الدوش...تفضل ..يا خفيف الضل....سلام .النفس ما كافر (Re: محمد عبد الله شريف)

    مطر قادم
    ود المايقوما (ارصد)

    الفاتح وديدي

    وابو مهيار

    كل اكتوبر والشعب السوداني بخير

    شكرا وانتم تلونون هذا البوست

    وياليت لو بيننا الان الاستاذان عبدالله عبد الوهاب وعثمان عوض عثمان

    ندعوهم لاثراء هذا البوست

                  

10-27-2005, 09:02 PM

Marouf Sanad
<aMarouf Sanad
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 4835

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عمر الدوش...تفضل ..يا خفيف الضل....سلام .النفس ما كافر (Re: محمد عبد الله شريف)

    شقيقي محمد

    شكراً لهذا الوفاء

    أعرف كم تحب هذا الانسان

    أشهد أنك تحمل صورة الدوش تلك وهو يتوكأ عليك بجسده النحيل , أيام بعدها وانطفأ من هذه الدنيا , تلك الصورة التي تحملها أينما حللت في غربة دنيانا هذي , كم هي مؤلمةٌ هذه الحياه وما أجملهم أولئك الذين فقدنا .
                  

10-27-2005, 09:10 PM

محمد عبد الله شريف

تاريخ التسجيل: 09-20-2005
مجموع المشاركات: 904

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عمر الدوش...تفضل ..يا خفيف الضل....سلام .النفس ما كافر (Re: محمد عبد الله شريف)


    الاخ المهندس شكرا كتير

    كلمة (دوزنا) اوردتها في القصيده لانني ششككت في مفردة (دوشنا)

    لم احذفها مراعاة لامانة ان انقل النص كما هو ووضعت كلمة دوزنا

    بين قوسين لانها من عندي شكرا لذوقك الرفيع ودمت


    اتمني ان يتوشح البوست بهؤلاء

    طلبة وتلاميذ الدوش
    زملاء المعهد والمسرح
    اصدقاء الاستاذ واسرته

    الاستاذه سعاد ابرهيم اين انت
    ندعوها لحضرة الدوش فهنالك بعض لمحات لازلت اذكرها

    الخبر والصرخه والنحيب والسؤال .....امبارح علي عبد القيوم

    والليله الدوش دي مصيبة شنو دي ?

    انها ازلية الصراع فالحواجز لن تعيق الخيول من ارتياد المشارق



    مع تحياتي
                  

10-27-2005, 10:22 PM

الخير محمد عوض
<aالخير محمد عوض
تاريخ التسجيل: 10-25-2005
مجموع المشاركات: 3547

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عمر الدوش...تفضل ..يا خفيف الضل....سلام .النفس ما كافر (Re: محمد عبد الله شريف)

    Quote: انها ازلية الصراع فالحواجز لن تعيق الخيول من ارتياد المشارق


    هذه دوحـة للجـمـال تمـشـى على سـاقين..ذلك الـق الروح المـفرطة فى الغـربة

    اليـق..انيق..دافـئ انت.....شـفيـف....رقـيق ...باهـي انـت

    ايهــا المــترونق بلــون الدوش

    ذد مــن رحــيقك انـى هـنا متعــب

    الخـيــر
                  

10-28-2005, 03:29 AM

Suad I. Ahmed
<aSuad I. Ahmed
تاريخ التسجيل: 02-11-2003
مجموع المشاركات: 436

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عمر الدوش...تفضل ..يا خفيف الضل....سلام .النفس ما كافر (Re: محمد عبد الله شريف)

    ابني الحبيب الغائب محمدعبدالله الشريف
    لك تحية من الأعماق.. وشوق لا تحده حدود.. كم أفتقدك وأنت في مهجرط البعيد..

    هل تذكر ذلك اليوم المطير عند جئتني بفقيدناعمر الدوش لتسجيل ابداعاته بمنزلي؟ لقد كنت حامل المايكروفون طوال ذلك اليوم.
    هل تصدق ان لجنة تأبينه نسخت تلك القصائد من الشريط الذي سجلناه قبل أقل من شهرين من وفاته، وأبقيته عندي مع تلك الصور التذكارية وكنت حريصة عليها كل الحرص حتى جاءني ابن عمه ناظر مدارس الدوش واخذها كلها بدعوى تكريمه في مهرجان مدارس الدوس وللأسف الشديد باءت كل المحاولات لاستعادتها بالفشل. كم ندمت على تسليفها له.. وكم تمنيت لو أدخلتها بكاملها في الكمبيوتر.

    هل تذكر عندما ترجمت له جانبا من ملحمة مكي علي إدريس (إيسب وهيلا) التي تنتهي بانتفاضة القرية للتخلص من حاكمهم القاهر وأعجب بها شاعرنا الراحل واقترح أن يخرجها كأوبريت عربي/ نوبي بعموان: أيسب وهيلا في ضل الضحى؟

    كان الدوش مبعا أصيلا منتميا لقضايا الوطن لأنه مهموم بلانسان البسيط الذي يطير فرحاعند مقابلة حبيبته سعاد.. ويرقص حتى الثمالة إمعانا في الفرح وساعيا للفت نظرها.. وجذبا لإهتمامها.. هل تذكر تلك المقاطع القصيرة التي تبلور حالنا بجزالة مدهشة؟
    سلام الماما موصول لك وأمل في المزيد منك فأنت انسان موهوب وملتزم جانب الشعب أينما كنت..
    شعاد إبراهيم أحمد
    الخرطوم في 28 اكتوبر 2005
                  

10-30-2005, 07:21 PM

مطر قادم
<aمطر قادم
تاريخ التسجيل: 01-08-2005
مجموع المشاركات: 3879

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عمر الدوش...تفضل ..يا خفيف الضل....سلام .النفس ما كافر (Re: Suad I. Ahmed)

    فوق
                  

10-31-2005, 06:59 PM

محمد عبد الله شريف

تاريخ التسجيل: 09-20-2005
مجموع المشاركات: 904

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عمر الدوش...تفضل ..يا خفيف الضل....سلام .النفس ما كافر (Re: مطر قادم)

    سلام ماما

    يا ليتني كنت طليقا في سجون الناصره

    درويش

    استاذه سعاد لا ادري حقيقة كيف اصف سعادتي

    لمداخلتك التي بعثت في كل الحنين الذي خلته ولي



    اذكر الان كل التفاصيل وسعدت لانك ما زلت تحتفظين بكل تلك التفاصيل

    وهذا يعني انك في اجمل واوفر الصحه والحضور

    ساعاود الاتصال والسؤال عنك لاني بصراحه كنت خجلان خالص خالص

    للغياب وانا يا سعاد وقتين اشوفك ببقي زول فرشولو فرش الموت وعاش

    اسف لضياع الماده التسجيليه وشكرا لك
                  

10-31-2005, 07:02 PM

محمد عبد الله شريف

تاريخ التسجيل: 09-20-2005
مجموع المشاركات: 904

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عمر الدوش...تفضل ..يا خفيف الضل....سلام .النفس ما كافر (Re: محمد عبد الله شريف)

    عزيزي الخير (ابو لين)

    اشكرك سعيد لعودتك

    وشكرا للتعليق الشفيف
                  

10-31-2005, 07:23 PM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20469

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عمر الدوش...تفضل ..يا خفيف الضل....سلام .النفس ما كافر (Re: محمد عبد الله شريف)

    فوق
                  

10-31-2005, 08:06 PM

Sidgi Kaballo
<aSidgi Kaballo
تاريخ التسجيل: 07-27-2002
مجموع المشاركات: 1722

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عمر الدوش...تفضل ..يا خفيف الضل....سلام .النفس ما كافر (Re: osama elkhawad)

    الأعزاء
    هذه فقرة كتبتها في الفصل الثاني من مذكراتي في المعتقل وهذا الفصل عن إعتقالي من ديسمبر 1973 إلى يونيو 1974
    عمر الدوش ذلك الرائع
    لعل وجود عمر الطيب الدوش، الشاعر، ذو الصوت العذب، والحس الفكاهي الساخر، والمخرج والممثل المسرحي المتمكن ولاعب الشطرنج الذكي، المحب للقراءة والإطلاع، طيب المعشر والمحدث البارع في ليالي الأنس ولحظات الفرح والدبرسة (وهي تعبير في المعتقلات للحظات الكآبة وأنخفاض الروح المهنوية) كان زادا لي ولرفاقي في المعتقل.
    كنت أعرف عمر الدوش منذ 1970 عندما ألتقيته مع صلاح العالم ومحجوب شريف، ثم ألتقينا عدة مرات بعد ذلك، ولم يتغير عمر الدوش في تعامله معنا كأصدقاء رغم أنه أصبح شاعرا مشهورا بعد أن زاعت قصيدته الساقية بين الناس.
    وألتقينا في المعتقل، حيث السجن يكشف معادن الناس والوقت يسمح بالمعايشة المستمرة فتعرف الشخص منذ أن يفتح عينيه وحتى يغمضهما للنوم، تعرف ماذا يحب وماذا يكره، ما يضحكه وما يحزنه، ما يطربه من الأغاني وما يردده من أشعار الآخرين، وإذا أقتربت من الإنسان أكثر وفتح قلبه فإنك تعرف بعيونه عائلته وعالمه في الخارج ماضيه وآماله. وكم من صداقات نشأت في المعتقل وأستمرت لما بعده، وأنا أزعم أن السجن قد عمق علاقتي مع عمر الطيب الدوش فرأيت عمر الإنسان كما لم يتاح لكثيرين غيري.
    وعمر رائع ومدهش ومرهف الإحساس، وأذكر أننا كنا نلعب الشطرنج دائما فيأتي الأخ المرحوم عباس برشم للعب معنا فكنت كل مرة أهزم عباس وكان عمر يتضايق من ذلك ويقول لي أنني "عديم الذوق" فعباس هو الوحيد من المجموعة الأخرى (التي كانت تضم الأخوان وحزب الأمة) الذي يأتي للعب الشطرنج (طبعا هذا خلافا للأخوين مكي وعلاء من طلاب حزب الأمة الذين يلعبون الكوتشينة مع الزملاء)، فكيف لي أن أهزمه كل مرة، فقلت لا مجاملة في الشطرنج فأصر هو أن يجامل وأن ينهزم لعباس وفعلها عدة مرات وكنا نضحك عليه فيقول أن تلك مرونة سياسية تتطلبها ظروف السجن. وكان عمر يحكي لنا تقريبا كل يوم ولم نكن نعرف من أين يأتي بكل تلك النكات، وكنت معجبا بنكتة حكاها فرددتها بعد ذلك في أماكن مختلفة فلم أستطع أن أترك نفس الأثر الذي تركه عمر فينا، فعمر عندما يحكي النكتة كان يمثل و"يحاكي" بطريقة مدهشة وأنا لا أملك قدراته تلك.
    قام عمر بإخراج مسرحية "الفيل يا ملك الزمان" ومثل فيها ميرغني الشايب الذي سرقه القانون من التمثيل. وقام بإخراج عدد من الإسكتشات الرائعة وغنى وقرأ شعرا فجعل المعتقل أكثر إنسانية.
    أصبح عمر عضوا بالحزب الشيوعي في المعتقل عام 1974 ولذلك قصة. فذات مساء وكان فرع الحزب بالمديرية مجتمعا، جاء عمر وأراد أن يجلس، فنهضت وسقته بعيدا وقلت له أن هذا إجتماع لفرع الحزب وهو ليس عضوا فيه وعدت وواصلت الإجتماع، وبعد الإجتماع ذهبت لعمر لأعتذر له وأوضح لماذا فعلت ذلك فوجدته غاضبا وقال لي كيف تعقدون إجتماعا بدوني وشرحت له أنه ليس عضوا في الحزب رغم أننا نعتبره من أقرب الناس لنا، فقال "ولكن شبوعي وماركسي" فسالته لماذا لاينضم للحزب فقال لم يطلب منه أحد ذلك ولم يشعر بالحاجة لذلك لأنه يشارك الشيوعيين كافة النشاطات إلا الإجتماعات، فعرضت عليه عضوية الحزب فوافق وقرر أن يكاب طلبا، وكتب طلبا رائعا، رد عليه الزميل سليمان حامد الذي كان موجودا بالكرنتينة ج ردا رأئعا آخر ونقل لنا قرار قيادة الحزب بالسجن لإرساله للنشر بالخارج ولكن للأسف حدثت أحداث في السجن أدت لوقوع كثير من الوثائق في يد إدارة السجن ومن بينها طلب عمر الدوش.
    وأطلق سراح عمر الدوش بعد إكماله الفترة المقررة في القانون (6 شهور وعشر أيام) وعاد لمعهد الموسيقى والمسرح وتخرج بمرتبة الشرف وبعث لجمهورية تشسيكسلوفاكيا فحاز على درجة الماجستير وعاد ليعمل أستاذا بمعهد الموسيفى والمسرح. وعندما توفى الزعيم العمالي العظيم قاسم أمين تطوع عمر الدوش لإصطحاب الجثمان من براغ.

    (عدل بواسطة Sidgi Kaballo on 11-03-2005, 11:00 AM)

                  

10-31-2005, 10:30 PM

mustafa mudathir
<amustafa mudathir
تاريخ التسجيل: 10-11-2002
مجموع المشاركات: 3553

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عمر الدوش...تفضل ..يا خفيف الضل....سلام .النفس ما كافر (Re: محمد عبد الله شريف)

    أهي دي الحكاية المؤلمة
    أهي دي الحكاية المؤلمة
    نحنا إتفقنا على الفراق
    ومشينا، نحن، على الوداع
    وطلعنا للريح والمطر
    ودعنا بعضنا من
    رصيف الوحشة
    والليل والخطر،
    وضحكنا من تعب الشراع
    لمن في عز الريح فتر
    لمن في إيدينا إرتمي
    وبي ماضي ريدتنا إحتمى
    وهي دي الحكاية المؤلمة

    بعض أبيات من قصيدة أهداها لي الصديق الراحل عمر الدوش. ربما تحراها أحدكم فأنا بحكم طول المدة نسيت أكثرها
    وحتى ما كتبته الان لست متأكدا من صحته تماما وهو أمر محزن. وعلمت من يحيى فضل الله أنها غير معروفة لمتابعي شعر
    عمر.
    والقصة أنني في مطلع السبعينات كانت لي ميول للتلحين على سبيل الهواية فأعطاني عمر هذه القصيدة
    مبادرة منه. لم أصدق أن شاعر الود يمكن أن يعطي قصيدة لشخص غير معروف، ولم يعرف حتي في مابعد، ولكن عمر كان
    جادا وإنتظر حتى إستمع إلى اللحن مني بعد شهور في ليلة لا تنسى من لياليه تلك قضيناها ساهرين حتى الصباح في
    حديقة الجندول بأمدرمان...ياذكراك ياعمر!
    أنا هنا أذعو لفتح الطريق لتوثيق وتحقيق قصائده غير المنشورة وهي في ظني كثيرة على سبيل نشرها
    واحيي كل من قدم مادة مكتوبة عن عمر بخاصة جهذ الأخ أبو مهيار الممتازة وربما وجدت الوقت لأعادة نشر قصيدتي
    في نعيه مع تحياتي للجميع
                  

11-02-2005, 07:57 PM

محمد عبد الله شريف

تاريخ التسجيل: 09-20-2005
مجموع المشاركات: 904

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عمر الدوش...تفضل ..يا خفيف الضل....سلام .النفس ما كافر (Re: mustafa mudathir)

    شكرا اعزائي ساعود
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de